كاظم فنجان الحمامي
نحن ذهبنا إلى الانتخابات من اجل تغيير حياتنا البائسة نحو الأفضل, ومن اجل أن نحس في يوم من الأيام بطعم الأمن والأمان, ومن اجل الخروج من ظلمات الفقر المطلق إلى نور الحياة الكريمة, ولم نذهب من اجل تقديس الحاكم والصنمية, أو من اجل تلميع صورة أشخاص بعينهم, أو من اجل إعلان البيعة لإحدى الفرق السياسية المتنافسة, لكن النتيجة جاءت كارثية بكل معنى الكلمة, ودخل علينا الموت من الأبواب والنوافذ, وزلزلت الأرض تحت أقدامنا, فما فائدة انتخابات تكون نهايتها تهديم مساكننا فوق رؤوسنا, وتكون نتيجتها تخريب مدننا وشوارعنا, وتشريد عوائلنا وإزهاق أرواح أطفالنا بتفجيرات ضربت رقما قياسيا برعبها ونذالتها وهمجيتها, وضربت رقما قياسيا بأعداد ضحاياها ؟؟.
ثم لماذا انتخبناكم إذا كانت دول الجوار هي التي تقرر مصيرنا, وهي التي ترسم مستقبلنا, فهل باتت دول الجوار ارحم منكم علينا, وتعرف مصلحتنا أكثر منكم ؟, وتعطف علينا أكثر منكم ؟, وهل صار بيدها الحل والربط ؟؟, وإذا لم تكن كذلك, فلماذا تهيمون اليوم على وجوهكم في عواصمها, بعد أن كنتم انتم أنفسكم تتهمونها برعاية الإرهاب ونشر الدمار, وتتهمونها بإيواء المجرمين والمطلوبين للعدالة ؟؟, فهل أصبحت تلك الدول في ليلة وضحاها هي التي ينبغي أن نرتمي بأحضانها الآن لكي نحصل منها على تذاكر السفر إلى المستقبل المجهول ؟, هل انتخبناكم لكي تكذبوا علينا, وتستخفوا بعقولنا, وتسخروا منا, وتبيعونا بهذه البساطة ؟؟, ألهذا انتخبناكم ؟. ثم لماذا ننتخب الذين يضحكون علينا دائما, ولم يقفوا معنا في محنتنا, ولم ينتسبوا ألينا, ولم يكن لهم أي دور في إيصال صوتنا, وما فائدة انتخابات ربما تنقصها الأمانة ؟, وربما تنقصها النزاهة ؟, وما الجدوى من الانتخابات إذا كانت البرامج الانتخابية المقدمة من بعض الكتل والائتلافات متطابقة مع بعضها البعض, أو أن تكون مستوردة من الخارج, إن لم تكن مكررة ومعادة ومستعملة ومستهلكة, ومنها ما هو اكسباير, ولماذا ننتخب إذا كانت الديمقراطية عندنا ليست ديمقراطية الأسوياء، بل هي ديمقراطية الطوائف والتكتلات العشائرية والتجمعات القبلية, وهل سيبقى الوضع الأمني البائس على ما هو عليه ؟, أم أن ما نمر به وضع عابر ؟. والسؤال الآن إلى الكتل المتصارعة, ألهذا انتخبناكم ؟؟.
هل انتخبناكم لكي ترسلوا لنا الموت بعبوات مفخخة وحاويات ناسفة, هل انتخبناكم لكي تتقافزوا أمامنا في الفضائيات في الليل والنهار, وتسمعونا ثرثرتكم الفارغة عن فلسفة الدمار وثقافة الموت العشوائي الذي ظل يطاردنا ويحصدنا كما الجراد حتى هذه الساعة ؟؟. ألهذا انتخبناكم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
عليكم الاعتذار لنا صباح مساء, فنحن الذين جئنا بكم لكي تخدموننا وتعتنوا بنا, ونحن من وليناكم أمورنا, وما زلنا نمتلك الحق كله في إزاحتكم عن طريقنا متى نشاء.
بأيدكم الآن تصحيح هذه الأوضاع المزرية, بمجرد تنازلكم عن تشنجاتكم وخصوماتكم وأحقادكم, قبل فوات الأوان فقد طفح الكيل بنا ولم نعد قادرين على تحمل مصائبكم بعد الآن.
احم احم