أين تقع آيسلندا :
دولة آيسلندا عبارة عن جزيرة تقع قي شمال المحيط الأطلسي. يبلغ عدد سكانها 320.000 نسمة ومساحتها الكلية 103.000 كيلو متر. وتعتبر عاصمتها ريكيافيكأكبر مدن البلاد، وهي موطن أكثر من ثلثي سكانها. وهي بلد بركانية وجيولوجية نشطة نظرًا لوجودها على مرتفع وسط المحيط الأطلسى .
أهمية إنفجار بركان آيسلندا:
إن إنفجار بركان آيسلندا منذ عدة أيام كان أمراً متوقعاً دون معرفة توقيته وموقعه ، إنما هذا الثوران كان ولايزال يقع في موقع الأمل والنعمة الربانية مع تفجره في الناحية الشمالية من الكرة الأرضية بالقرب من القطب الجليدي .
قد يكون هذا الكلام غريباً ولكن مع مراجعتنا لمقال سبق أن نشرته عن البراكين على موقع "غوغول" في العنوان التالي :
فإننا لن نستغرب الأمر عندما نتعرف إلى أهمية البراكين ودورها الكبير والعظيم في التوازن الحراري والبيئي .
فالكرة الأرضية مخلوق كما سائر مخلوقات الله التي وضعها سبحانه وتعالى لخدمة الإنسان ، لها قوانينها ومتطلباتها والعناية بها ورعايتها وعدم الإساءة إليها حتى تستطيع القيام بواجباتها على أتم وجه كما سخرها الله وأمرها ، وأمر النجوم التي استجابت طوعاً للقيام بواجبتها التي جبلت عليها ، بحيث ينعم الإنسان بخيراتها وثرواتها بما تخرجه من بطونها من خضار وفاكهة ومياه وذهب وفضة وجواهر وثروات متنوعة لاحصر لها ورعاية الطير في أجوائها ليتنقل على أشجار أغصانها ويجتاز روابيها وفيافيها وسهوبها وأقفارها ليتمم واجبات الأرض في رعاية حاجات الإنسان والسهر على حماية أرزاقه من القوارض والحشرات ، ليعمل بها فتكاً ، بما يحفظ غذاء الإنسان من الضياع والتلف إنفاذا لأمر الله تعالى وخضوعاً لإرادته في موقع السجود والعبادة والتسبيح بحمده .
ولكن ماذا تفعل الأرض والطير أمام جحود الإنسان وكفره بأنعم الله ، حيث عمد إلى إزالة مواقع الطير والحيوان بقطع الغابات دون هوادة أو رحمة عدا اصطياده بشكل كثيف وجائر بما يشبه الإنتحار لمصالحه حيث يقتل على غير وعي منه ، لغروره وطمعه ، من يقوم على رعاية غذائه والسهر عليه إنفاذا لأمر رباني ، مع بداية إنقراض العديد من أنواع الطيور وبالتالي تراجع الغابات وازدياد التصحروتراجع المساحات الزراعية الغذائية أو النقدية وازدياد كلفة رعايتها مع تزايد الأوبئة التي تفتك بها مع اختفاء الطير الذي كان يرعاها مع زوال مواقعه أو تقليصها .
وكما فعل الإنسان بالطير والغابات ، فكذلك فعل بالأرض حيث عمد منذ منتصف القرن الماضي إلى إغلاق العديد من مواقع البراكين مع إجراء الكثير من التجارب النووية الباطنية مما أدى إلى إنسداد مواقع ثوران البراكين حيث متنفسها الطبيعي ، وبالتالي ارتفاع حرارة الأرض مع توسع كتلة الماجما في الوسط واتجاهها نحو الشمال مما أدى إلى ذوبان الثلوج .
ولن أتوسع بل أترك للقارىء مراجعة الموقع الذي أشرت إليه آنفاً ليطلع مفصلاً عن أهمية البراكين ودورها الإيجابي .
المتوقع من بركان آيسلندا:
ولكن السؤال المهم المطروح ، مع إنفجار بركان آيسلندا الذي ألقى الذعر في أنحاء أوروبا مع توقف حركة الطيران فيها مع إرتفاع حممه الدخانية إلى عشرة آلآف متر ، هو مامدى خطورة الأمر ؟
والجواب هو أن هذا الثوران البركاني هو دليل خير كبير سنلحظه في المستقبل القريب ،لأن إنحباس الماجما داخل الأرض قد وجد أخيراً منفذاً له في الشمال ، في أرض واسعة قليلة السكان ؛ وهذا لطف من الله بعباده يجب أن يقابل بالشكر والحمد والإطاعة من البشر على عنايته بخلقه ، الذي كان قد سبقه زلازل عدة و"تسونامات" خطيرة منذرة ، أدت إلى كوراث مريعة سبق أن رأيناها .
ولكن مع هذا الثوران الحالي الذي قد يمتد لأسابيع عدة ، بالنظر لهذا النشاط المحموم الذي يدل عليه قوة إندفاع الغبار الدخاني لوجود كبت داخلي لعقود عدة أدت إلى تجمع ضخم ، سيتطلب نهايته وقتاً ليس بالقصير ، ومن ثم سيبدأ بالإنحسار من حيث الدخان ، ولكن نشاطه البركاني سيدوم لفترة أشهر عدة حيث قد يستبدل الدخان بالحمم ليظل نشطاً لسنوات عدة ولكن بشكل منخفض .
إيجابية ثورانه :
ولكن إيجابية ثوران بركان آيسلندا المفرحة هو أن الإحتباس الحراري للكرة الأرضية سيتراجع كثيراً في المستقبل القريب ، وسنشهد شتاء قاسياً وبرداً عند بداية كل عام ، يمتد من فصل الشتاء حتى بدء حزيران/ يونيو ، وعودة إنهمار الثلوج بغزارة بما لم نعهده منذ أكثر من نصف قرن لمدن البحر المتوسط الساحلية ، الأسيوية والأوروبية ، وارتفاع منسوب المياه في كافة أرجاء الكرة الأرضية مع ارتفاع مغناطسية الأرض وارتفاع المياه العذبة بالجاذبية نحو الخارج ، إن لم يكن هذا العام ففي العام الذي يليه ، قياساً بما جرى ويجري ، مع عودة الأرض إلى استعادة زخرفها الداخلي شرط توقف الدول الكبرى عن إجراء التجارب الذرية الباطنية وألا فخلل الطبيعة لن يتوقف وسيزداد التصحر والإحتباس بما لايطاق .
