نعم اخي الحبيب, الجهاد نوعان جهاد دفع و جهاد فتح
فجهاد الدفع هو للدفاع عن النفس
و جهاد الفتح هو لفتح الدول و جعلها تحت حكم الله عز وجل
و ليس في ذلك اجبار لاحد على الاسلام, اذ لا اكره في الدين
-------- نشرح بتفصيل ممل فهو افضل من الاختصار المخل ---------
الله عزوجل خلقنا لتوحيده وحده لا شريك له,
و هذا التوحيد يجب ان يكون في كل شي, في العبادة و التحاكم و في كل شيء
و امر البشرية باجمعها بان يوحدوه عز وجل
و انزل دينه ليطبق في العالم كله, لانه دين العدل
يحكم بين الناس بعدل تام, بخلاف اي نظام اخر ففيه ظلم من وجه - حتى الديمقارطية فيها ظلم لما فيها من المساوة, و المساواة قمة في في الظم! -
فامرنا ربنا ان كنا في زمن قوة و استطاعة ان نفتح البلاد و نجعلها تحت الحكم الاسلامي, حتى تكون كلمة الله هي العليا لا كلمة سواه
فنبدأ اولاً بالدعوة السلمية, فان امنوا فالحمد لله, و ان رفضوا, امرناهم بتطبيق الحكم الاسلامي بجميع تفاصيله و عاملنا الذمي باحكام اهل الذمة, فتكون دولتهم تبعاً للدولة الاسلامية في الحكم, فان وافقوا فالحمد لله, و ان رفضوا قاتلناهم حتى تصير دولتهم تبعاً للخلافة الاسلامية, و فرضنا الجزية على اهل الذمة, و لم نكره احدا في الخروج عن دينه
و فائدة ذلك تتبين من فهم القاعدة العظمى و هي "درء المفاسد اولى من جلب المصالح"و قاعدة "عند تزاحــمُ المفاسـدِ فارْتَكِب الأدنى من المفاسد "
فمفسدة عدم تبعية الدول للحكم الاسلامي هي "الظلم " و "حرمان الناس من معرفة الاسلام على حقيقته" و بالتالي فان المفسدة المترتبة عليها فيها تعلق بالتوحيد بشكل مباشر , ذاك التوحيد الذي خلقنا الله لاجله,
و هذه المفسدة اذا قارنها بالمصلحة المترتبة على عدم تحرك جيوش الفتح وجدنا ان المصلحة من ذلك فقط الحفاظ على الارواح
و من اعظم؟ ان نزيل المانع الذي يصد الناس عن الاسلام؟ ام الحفاظ عن الارواح؟
الاجابة يعرفها من عرف ان الضرورات التي جافظ عليها الاسلام خمسة, اولها الدين, ثانيها الحياة
فاذا تعارضت ضرورة الدين مع ضرورة الحياة قدمت ضرورة الدين
و لذا فان القاعدة العظيمة "الفتنة اشد من القتل" تنطبق هنا
و من المعلوم ان عزة الدين وقوته سبب لدخول الناس فيه, اليس اليوم يقتنع الناس بالديمقراطية فقط لان اقوى دولة في العالم مقتنعة به؟ و الا فالديمقراطية في حقيقة الامر باطلة يرفضها العقل لما فيها من الظلم
فالعزة سبب لقبول الناس للامر, و دائماً يكون الضعيف مقلداً للقوي لا العكس
و لذا نجد الناس اليوم تقلد امريكا في كل شيء!
فمن فهم هذا فهم ان من الضروري ان يظهر المسلمون عزة الاسلام, و ذلك لا يكون الا بفتح البلاد, و من نعم الله علينا ان شرع لنا ديناً لا يظلم الناس, و لذا اذا فتحت البلاد و شاهد الناس الكفرة العدل في الحكم الاسلامي فان ذلك سيكون سبباً لهم لدخول الاسلام طوعاً,,,
هذه بعض الحكم العقلية, واما الادلة النقلية, فانها فنجدها في سورة التوبة بشكل اساسي, و هي من اخر السور التي نزلت على رسول الله عندما صار للاسلام دولة و جيش و قوة
فقد قال تعالى:
بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (1) فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ (2) وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (3) إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (4) فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5) وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ (6)
و تفسيرها كما فال السعدي:
ي: هذه براءة من اللّه ومن رسوله إلى جميع المشركين المعاهدين، أن لهم أربعة أشهر يسيحون في الأرض على اختيارهم، آمنين من المؤمنين، وبعد الأربعة الأشهر فلا عهد لهم، ولا ميثاق.
وهذا لمن كان له عهد مطلق غير مقدر، أو مقدر بأربعة أشهر فأقل، أما من كان له عهد مقدر بزيادة على أربعة أشهر، فإن الله يتعين أن يتمم له عهده إذا لم يخف منه خيانة، ولم يبدأ بنقض العهد.
ثم أنذر المعاهدين في مدة عهدهم، أنهم وإن كانوا آمنين، فإنهم لن يعجزوا اللّه ولن يفوتوه، وأنه من استمر منهم على شركه فإنه لا بد أن يخزيه، فكان هذا مما يجلبهم إلى الدخول في الإسلام، إلا من عاند وأصر ولم يبال بوعيد اللّه له.
ثم يقول:
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ } في أي مكان وزمان، { وَخُذُوهُمْ } أسرى { وَاحْصُرُوهُمْ } أي: ضيقوا عليهم، فلا تدعوهم يتوسعون في بلاد اللّه وأرضه، التي جعلها [الله] معبدا لعباده.
فهؤلاء ليسوا أهلا لسكناها، ولا يستحقون منها شبرا، لأن الأرض أرض اللّه، وهم أعداؤه المنابذون له ولرسله، المحاربون الذين يريدون أن يخلو الأرض من دينه، ويأبى اللّه إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون.
وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ } أي: كل ثنية وموضع يمرون عليه، ورابطوا في جهادهم وابذلوا غاية مجهودكم في ذلك، ولا تزالوا على هذا الأمر حتى يتوبوا من شركهم.
ولهذا قال: { فَإِنْ تَابُوا } من شركهم { وَأَقَامُوا الصَّلاةَ } أي: أدوها بحقوقها { وَآتُوا الزَّكَاةَ } لمستحقيها { فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ } أي: اتركوهم، وليكونوا مثلكم، لهم ما لكم، وعليهم ما عليكم.
{ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } يغفر الشرك فما دونه، للتائبين، ويرحمهم بتوفيقهم للتوبة، ثم قبولها منهم.
---------
و الدليل الاوضح من هذا هو قوله تعالى:
قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (29)
قال الشيخ السعدي
{ قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ } .
هذه الآية أمر بقتال الكفار من اليهود والنصارى من { الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ } إيمانا صحيحا يصدقونه بأفعالهم وأعمالهم. ولا يحرمون ما حرم الله، فلا يتبعون شرعه في تحريم المحرمات، { وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ } أي: لا يدينون بالدين الصحيح، وإن زعموا أنهم على دين، فإنه دين غير الحق، لأنه إما بين دين مبدل، وهو الذي لم يشرعه اللّه أصلا وإما دين منسوخ قد شرعه اللّه، ثم غيره بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم، فيبقى التمسك به بعد النسخ غير جائز.
فأمره بقتال هؤلاء وحث على ذلك، لأنهم يدعون إلى ما هم عليه، ويحصل الضرر الكثير منهم للناس، بسبب أنهم أهل كتاب.
وغيَّى ذلك القتال { حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ } أي: المال الذي يكون جزاء لترك المسلمين قتالهم، وإقامتهم آمنين على أنفسهم وأموالهم، بين أظهر المسلمين، يؤخذ منهم كل عام، كلٌّ على حسب حاله، من غني وفقير ومتوسط، كما فعل ذلك أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وغيره، من أمراء المؤمنين.
وقوله: { عَنْ يَدٍ } أي: حتى يبذلوها (1) في حال ذلهم، وعدم اقتدارهم، ويعطونها بأيديهم، فلا يرسلون بها خادما ولا غيره، بل لا تقبل إلا من أيديهم، { وَهُمْ صَاغِرُونَ }
فإذا كانوا بهذه الحال، وسألوا المسلمين أن يقروهم بالجزية، وهم تحت أحكام المسلمين وقهرهم، وحال الأمن من شرهم وفتنتهم، واستسلموا للشروط التي أجراها عليهم المسلمون مما ينفي عزهم وتكبرهم، ويوجب ذلهم وصغارهم، وجب على الإمام أو نائبه أن يعقدها لهم.
وإلا بأن لم يفوا، ولم يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون، لم يجز إقرارهم بالجزية، بل يقاتلون حتى يسلموا.
واستدل بهذه الآية الجمهور الذين يقولون: لا تؤخذ الجزية إلا من أهل الكتاب، لأن اللّه لم يذكر أخذ الجزية إلا منهم.
وأما غيرهم فلم يذكر إلا قتالهم حتى يسلموا، وألحق بأهل الكتاب في أخذ الجزية وإقرارهم في ديار المسلمين، المجوس، فإن النبي صلى الله عليه وسلم، أخذ الجزية من مجوس هجر، ثم أخذها أمير المؤمنين عمر من الفرس المجوس.
وقيل: إن الجزية تؤخذ من سائر الكفار من أهل الكتاب وغيرهم، لأن هذه الآية نزلت بعد الفراغ من قتال العرب المشركين، والشروع في قتال أهل الكتاب ونحوهم، فيكون هذا القيد إخبارا بالواقع، لا مفهوما له.
ويدل على هذا أن المجوس أخذت منهم الجزية وليسوا أهل كتاب، ولأنه قد تواتر عن المسلمين من الصحابة ومن بعدهم أنهم يدعون من يقاتلونهم إلى إحدى ثلاث: إما الإسلام، أو أداء الجزية، أو السيف، من غير فرق بين كِتَابِيٍّ وغيره.
--------
نعتذر على الاطالة...