ماكنت أتوقع أن نسيم التحرر ورفع الحصار سيهب من الشمال حيث تجري دماء نخوة الأمبراطورية الإسلامية . وبذلك تبوأ باعثوا هذا النسيم العليل المنعش المكانة المرموقة في قلوبنا وقلب كل مسلم غيورورغم أني ابتليت بأحبة اتخذوا من الهوان مذهبا وديدنا ،وبعدو ماكر نقل الكيد والغدر والخداع أبا عن جد فصارت له قيما وأديانا .فألفت غربتي بين أهلي ،واعتدت الصمود والتضحية بروحي ودمي ،نسيم الشمال
أجوب حقولا ومسالك وسط أدغال بشرية تتموج أحداثها بفعل الهبوب العاصفهبوب تلون بلون مصدره وتزيى بلباس ذويهصاحبته ومضات السراب الخادع تارة ،وأخرى عواصف أمطرت جحيما ،تطايرت شظاياه في كل اتجاه ،فوأدت الصبي في مهده ،ورملت السيدة في خدرها ،وردمت على الكهل مخبأه وملجأهولم تبرح مكانا إلا دنسته بروائحها الخانقة ،ولغمته بعناقدها المتطايرة الباترةوطفقت أنا بعد اندحار عدوي ، ورفعه شارة الاستسلام معترفا ببسالتي وصمودي ،أتفقد عتادي ، أحضن من بقي من أهلي ، ألملم الأشلاء التي ترشح مسكا ،وتتضوع ياسمينا وعطرا ،قضى من قضى من أحبتي ورفاقي ، وأنا بعدهم أسير على درب المفازة ، أرنو،في لهفة وشوق للحاق بركب من مضى ،كلنا على موعد بجنة الخلد ، بعد استكمال فروض الصمود والتضحية والفداءلقد لاحت لي منارات النصر المظفر ،فرأيتها كما شاهدت شارات التحرر والانعتاق تطل من الشمال . ونحن وكل من سيأتي بعدنا سنقطفها ثمارا يانعة دانية شهية. .ولما ،راهن فريق من قومي على انكسار صفي .وراهن آخرون على فاقتي وجوعي وعريي غاب عن أذهانهم أني شبل سليل أبطال صنعوا التاريخ أمثال عمر الفاروق وخالد الفاتح وصلاح المحرر .وهاهم اليوم يشهدون ويعترفون ،أني أثبت جدارتي بجلدي وقوة عزمي ،ويقيني بعودةوحدة صفي ،وإيمانيبعدالة مطلبي ،وقداسة قضيتيوكثيرا ما استفزتني تفاهة من يتوهم أني أجلب سلاحاعن طريق الجو أو البحر أو بواسطة أنفاقأو من خلال الحملات المظفرة لكسر الحصار الظالم .كما قهقهت عاليا ساخرا من سذاجة الذين يجمعون أمرهم لرصد حالات تسرب الماء
والطعام والدواء والهواء إلى عقر داري ومحل إقامتي .وأحمد الله على أنيما مددت يدي يوما لغير ربي الذي ألهمني صدق اليقين ووهبني قوة الإيمانومن علي بنعم الشهادة والشهامة والنصر وهو وحده الذي ألهم حماة الإنسانية ، ونبه الشرفاء ذوي الضمائر الحية إلى مآسينا بغزة وبكل أراضي فلسطين المغتصبة . وأطمح اليوم ...أطمح إلى تمرير قيمي ومبادئي وأساليب الذود عن عرضيوعترتي وأرضي عبر لبن الرضاعة ونسيم الهواء وخيوط الحياةإلى الأجيال المتلاحقة ، لتكون جديرة بتسلم الأمانة وحمل اللواءورفعه عاليا ليرفرف فوق كل ربوع وطني السليب ... .





























