تصريحات السيد بانيتا لمحطة إيه بى سى يوم الأحد بعثت برسالة جلية للمشككين دوما بعدد ضحايانا الحقيقي وبسياساتنا الصحيحة, والذين يحاولون دوما إشاعة الريبة حول شفافية بياناتنا الإعلامية.
الولايات المتحدة تعرف الوضع في أفغانستان وتقوم بمراجعة مستمرة للإنجازات والتراجعات، وبتقييم دوري للأخطاء والتقدم. وهذان التقييم والمراجعة لا يظلا سرا محفوظا في حنايا نخبة من السياسيين والعسكريين، بل يعلن للشعب الأمريكي. هذا هو السياق الديمقراطي الغريب ربما بالنسبة للبعض.
يبدو أن لا معنى حقيقي للأرقام أيضا، لذا ترمى جزافا: 60000 جندي!! هل يملك الكاتب فكرة عن هذا الرقم؟لقد قضى الرئيس أوباما شهورا في مناقشة هذه المسألة ولاتخاذ قرار إرسال 30000 جندي أضافي قبل إعلان الإستراتيجية الجديدة في أفغانستان. لقد حاولت طالبان والقاعدة، كما لاحظنا في السابق، ولم تجد أحدا في الكون يدعم الأرقام العجيبة التي كانت تعلنها. فهي ليست كاذبة وحسب، بل منافية للعقل.
وعندما يتكلم الإعلام العالمي عن توقع تحول عام 2010 إلى السنة الأكثر دموية منذ بداية التدخل العسكري في أفغانستان لأن الخسائر البشرية وصلت حتى الآن إلى 90 ، مما سيجعل العدد الإجمالي يصل إلى 1062 جندي أمريكي خلال 9 سنوات، يبدو جليا كم هو بعيد رقم 60000 عن الحقيقة.
آي كاجوالتيز مصدر مستقل وهذه هي الأرقام التي أوردتها حتى 25 حزيران 2010.


Afghanistan Coalition Military Fatalities By Year
YearUSUKOtherTotal 2001120012 20024931769 2003480957 2004521760 200599131131 2006983954191 20071174273232 20081555189295 200931710896521 20101966460320 Total11433094361888

إن أي دراية بالإستراتيجية العسكرية كاف لتفسير سبب الزيادة في عدد الخسائر البشرية بزيادة أعداد القوات المقاتلة وبالتالي بزيادة عدد العمليات العسكرية على الأرض.
السيد بانيتا لم يتكلم عن المصاعب وحسب في مقابلته التلفزيونية لبرنامج هذا الأسبوع، بل أكد على الأهداف التي حددها الرئيس أوباما للحرب في أفغانستان" إن المسعى الأساسي، المهمة التي طرحها الرئيس هي لأن علينا ملاحقة القاعدة. علينا أن نفككها ونعطلها وحلفائها كي لا يتمكنوا البتة من مهاجمة هذا البلد مرة أخرى."
واليوم أكد الجنرال بترايوس، في جلسة التصديق على تعيينه كقائد لقوات الأمن الدولية المساعدة ، إصرارنا على إنجاز مهمتنا،
" كما صرح الرئيس ، إن موعد تموز 2011 هو الموعد الذي سنبدأ فيه المرحلة الانتقالية التي ستستلم الحكومة الأفغانية فيها مسؤولية أكبر فأكبر للاضطلاع بالأمن... الالتزام بأفغانستان هو لذلك بالضرورة عملية مستدامة، وعلى طالبان وشركائنا الأفغان والباكستانيين أن لا يشكوا بذلك".
إن التلفيقات والتشويهات اليومية التي تنشرها طالبان ومناصريها يوميا يكشف مستوى اليأس وعدم الشعور بالأمان من قبلهم. من المؤسف أن يأخذهم أحد على محمل الجد.
صفاء العشري
القيادة المركزية الأمريكية