السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
** أخطاء في الاعتكاف **
1. من الأخطاء جعل بعض الناس الاعتكاف فرصة للقاء والاجتماع والتحدث ،
فترى المجموعة من الأصحاب يحرصون على أن يعتكفوا في مسجد واحد أو في مكان معين من المسجد لهذا الغرض ،
وكل ذلك من الغفلة عن مقصود الاعتكاف الذي هو الانقطاع عن الناس ، والاشتغال بعبادة الله ، والخلوة به ، والأنس بذكره .
2. التوسع في المباحات والإكثار من الأكل وفضول الطعام ، والذي ينبغي للمعتكف أن يحرص على تقليل طعامه ما أمكن ،
وأن يقتصر منه على ما يعينه على العبادة ، فإن قلة الطعام توجب رقة القلب وانكسار النفس ، وتطرد الكسل والخمول ،
ومن كثر أكله لم يجد لذكر الله لذة .
3. من الأخطاء جعل الاعتكاف فرصة للمباهاة والتفاخر وجلب ثناء الناس ،
كقول البعض اعتكفنا في الحرم أو المسجد الفلاني أو ما أشبه ذلك طلباً للمدح والإعجاب ،
والواجب أن يخفي الإنسان عمله ، وأن يخاف عليه من الرد وعدم القبول ، فإن الأعمال بالنيات ،
ومما يعين العبد على ذلك اختيار المسجد الذي لا يعرف فيه أحداً ولا يعرفه أحد ، وعدم إعلان ذلك للناس حتى يكون أقرب إلى الإخلاص .
4. الإكثار من النوم وعدم استغلال الأوقات في المعتكَف ، فالمعتكف لم يترك بيته وأهله وأولاده لينام في المسجد ،
وإنما جاء ليتفرغ لعبادة الله وطاعته ، فينبغي أن يقلل من ساعات نومه قدر استطاعته ، وأن يغير البرنامج الذي تعود عليه في بيته .
5. ومن أخطاء المعتكفين أيضاً كثرة الخروج من المعتكف لغير حاجة معتبرة ،
كالخروج المتكرر إلى السوق لشراء الأكل ، بينما يكفيه من ذلك مرة واحدة .
6. ومن أخطاء المعتكفين ، عدم المحافظة على نظافة المسجد ، فربما ترك بعض المعتكفين مخلفاتهم دون تنظيف ،
والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول :
( البزاق في المسجد خطيئة وكفارتها دفنها ) متفق عليه ،
والذي ينبغي على المعتكف أن يتعاهد موضع معتكفه بالتنظيف .
7. من الأخطاء التي تحدث من بعض المعتكفين وخصوصا في الحرمين أن بعضهم لا يصلي أحياناً التراويح مع المصلين
وخصوصاً في العشر الأواخر اكتفاء بصلاة القيام ، ويظل يشوش على المصلين برفع الأصوات في أحاديث لا طائل من ورائها .
8. ومن الأخطاء ما يلاحظ من إظهار البعض الجد والحزم والنشاط في أول أيام الاعتكاف ،
ثم لا يلبث أن يفتر ويتراخى بسبب المخالطة وإلف المكان ، والذي ينبغي أن يستمر هذا النشاط والجد إلى آخر لحظة ،
تحرياً لليلة القدر التي أخفاها الله عنا لهذا الغرض .
9. ومن الأخطاء تفريط بعض الناس في حق أهله وأولاده وتضييعهم وهو في معتكفه ،
فربما انحرف الواحد منهم وضاع وخصوصاً مع غياب الرقيب والمتابع ، والاعتكاف سنة ، والمحافظة على الأهل والأبناء من الواجبات ،
فكيف يضيع الإنسان الواجب من أجل المحافظة على سنة ، ولاشك أن الجمع بين الأمرين هو المطلوب إن تيسر ذلك
(ما راق لـي)