من العجيب أن نرى طالبان تعترض على قصة عائشة وهي واحدة من الأمثلة الحية التي تثبت وحشية هذه الحركة. ومرة أخرى نرى نفس الحركة تدعي أن هذه القصة "مفبركة" وهي عبارة اعتدنا على أن نسمعها من طالبان كلما ارتكبت فظائع ضد المدنيين العزل في أفغانستان.
طالبان وجرائمها التي ارتكبتها في الآونة الأخيرة تثبت وحشيتها التي لا تتفق مع أبسط مبادئ تعاليم الدين الإسلامي. ففي قوم الأحد الماضي قامت طالبان بجلد امرأة حامل وإعدامها في مكانٍ عام بزعم أنها ارتكبت جريمة الزنا. بيبي سانوبار البالغة من العمر 35 عاماً تم حبسها لمدة ثلاثة أيام قبل أن يتم محاكمتها وإعدامها في مكانٍ عام على يدِ أحد زعماء طالبان في مقاطعة قاديس بولاية بدغيس. طالبان بفعلتها هذه أرادت أن تكون هذه المرآة عبرة للغير، إلا أن السؤال الآن هو ما ذنب الجنيين الذي قتلوه وهو لا يزال في رحم أمه؟
بالطبع نتوقع أن يظهر علينا طالبان لتكذب وقوع مثل هذه الحادثة أو أنها وقعت بالفعل.
هذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها هذه الحركة بمعاقبة وإعدام النساء في الأماكن العامة، ففي 26 سبتمبر 2001، قامت طالبان بجلد وتنفيذ حكم الإعدام في أمرآة أفغانية بإدعاء أنها قامت بارتكاب جريمة الزنا.الطريقة البربرية في تنفيذ الحكم مع المرآة الأفغانية هي تذكرة للحكم الوحشي التي حكمت فيه هذه الحركة أفغانستان في الفترة ما بين 1996 و2001. كما أن طريقة طالبان في تنفيذ أحكامها تعدت كل القوانين والشرائع بما فيها قوانين وأحكام الشريعة الإسلامية.
مرةً أخرى نقوم بتقديم أدلة تثبت اختصاص هذه الحركة في ترهيب وقتل النساء، كما نتوقع أيضاً أن تنكر طالبان وقوع مثل هذه الحوادث وتدعي أنها افتراءات.
ويجب أن نذكر القراء أن قصة عائشة قامت بنشرها وسائل إعلام دولية مستقلة بما في ذلك وسائل الإعلام العربية، ولم تتدخل قوات التحالف بأي شكل من الأشكال في الترويج لهذه القصة المأسوية التي تثبت بدون أدنى شك جرائم طالبان ضد الإنسانية والتي تحدثنا عنها من قبل.
وفي تعليقهم على قصة عائشة قال المتحدث الرسمي لطالبان أن حركته تحتكم إلى الشريعة الإسلامية لفض أي نزاع داخلي أو قضية تتعلق بحقوق الإنسان. فما هذا القانون الذي يسمح لأي شخص أو مجموعة بتشويه وجه أي شخص، وهل يعتقد أي شخص أن هذا العقاب يتوافق مع الشريعة؟
في المناطق التي تسيطر عليها طالبان أو تتمتع فيها بالنفوذ، نرى هذه الحركة تهدد النساء وتهاجمهن في الحياة العامة وكذلك النساء العاديات اللاتي يعملن خارج منازلهن، و"رسالة الليل" تعد من أشكال التهديدات الشائعة وهي عبارة عن رسالة تُترك للمرأة في منزلها أو مدرستها تتوعد فيها طالبان النساء إذا خالفن فيها تعليمات طالبان. هذه الرسائل أدت إلى إحجام بعض النساء في المشاركة بشكل فعال في المجتمع الأفغاني، على سبيل المثال استقالت موظفة حكومية من وظيفتها بعد تلقيها رسالة في فبراير2010، ونصت الرسالة على ما يلي: "نحن - طالبان - نحذرك من العمل لدى الحكومة، وإلا فسوف نقتلك. سوف نقتلك قتلة قاسية لم يسبق لامرأة أن صادفتها. وهذا درس لكل امرأة تعمل مثلك".
هوساي والبالغة من العمر 22 عاماً تعمل لصالح شركة تنمية أميركية، تلقت تهديدات مماثلة عن طريق الهاتف لكنها استمرت في العمل. وفي أبريل الماضي أطلق عليها النار مسلحون مجهولون وقتلوها وهي تغادر مقر عملها. وبعد ذلك بقليل تلقت امرأة أخرى رسالة ليلية ورد فيها أن الدور عليها ونصت الرسالة التي وجهة إليها الآتي: "بنفس طريقة الأمس، سنقتلك كما قتلنا هوساي، التي كان اسمها على قائمتنا. اسمك وأسماء نساء أخريات على نفس القائمة."
وتستهدف طالبان وغيرها من حركات المتمردين تعليم الفتيات بشكل متكرر، بما في ذلك تهديد ومهاجمة المعلمات والطالبات. وفي فبراير تلقت مدرسة للفتيات في منطقة شمالية رسالة الليل هذا نصها: "لقد أخبرناك بالفعل بأن عليك إغلاق المدرسة والكف عن تضليل الفتيات البريئات النقيات في هذه الحكومة غير الإسلامية، لكنك لم تأخذي بعين الاعتبار نص رسالتنا. هذا آخر تحذير بإغلاق المدرسة على الفور، وتذكري أنك وأسرتك سيتم القضاء عليكم إذا بقيتم في المنطقة".
مرةً أخرى يجب أن تتفهم طالبان أن حق المرآة في التعليم والعمل بما في ذلك حقها في المشاركة الحياة السياسية هو حق لا يمكن التنازل عنه ويجب أن يحميه الدستور، كما سيتم استبعاد الأشخاص أو الجماعات من المشاركة في السلطة إذا ثبت ارتكابهم انتهاكات في حقوق النساء والفتيات. إن تواجد القياديات من النساء هو أمر حتمي، وذلك ليتسنى لهم المشاركة بشكل كامل في عمليات صناعة القرار في عمليتي إعادة الدمج والمصالحة بين فئات الشعب الأفغاني، كما أنهن أفضل ضامن لحقوقهن.
أندرو سنو، القيادة المركزية الأمريكية
http://www.centcom.mil/ar
http://www.flickr.com/photos/ccdet
http://www.youtube.com/user/CCDET