MISSION ACCOMPLISHED








تحت جنح الظلام الدامس بثت علينا وكالات الأنباء خبرا مصورا عن انسحاب آخر كتيبة قتالية أمريكية من منطقة أبو غريب غرب بغداد لتتسلل بهدوء وبدون ضجة اعلامية الى مقرها البديل في ( الكويت ) الشقيقة ... وبالرغم من ان المشهد كان بالتمام والكمال عكس ما حصل قبل سبع سنوات عندما صورت نفس الكاميرات تلك الدبابة الأمريكية وهي تقف على جسر الجمهورية في مركز بغداد وفي ( ظهيرة ) يوم ربيعي مشرق ، ولترمي بحممها على بناية وزارة التخطيط العراقية المجاورة للقصر الجمهوري العراقي آنذاك ... وما يسمى بالمنطقة الخضراء بمصطلحات العراق الديموقراطي الجديد ... وشتان ما بين الضحى والدجى

العجيب وخلال هدير عجلات و ( سرفات ) تلك الآليات المهزومة و( الشاردة ) ... كان صوت أحمدي نجاد يصم الآذان من على منصات خطبه المتوالية والممزوج بأصوات انطلاق صواريخه وطائراته التجريبية البعيدة والمتوسطة والقصيرة المدى ... وهو يتوعد المنطقة وامريكا واسرائيل ودول مجلس التعاون والشرق الأوسط على العموم ومضيق هرمز الحيوي الأستراتيجي ، مما وضع ( طويلوا العمر ) في حيص بيص مما حدث ويحدث وسيحدث ... ولكي نتيقن أن المهمة انتهت فعلا بالنسبة لدور العرب في التوازن الأقليمي التاريخي المعهود

الأعجب ان العراق في يوم ما ... وبرغم أنه لم يمتلك سوى أقل من ربع الآلة العسكرية التي تمتلكها ايران الآن ، إلا أنه اعتبر خطرا على العالم وخطرا على السلم والتضامن والأمن الأجتماعي الدولي والأنساني ... مع الأخذ بنظر الأعتبار الأكاذيب المقيتة التي ساقتها قوى البغي فيما يخص أسلحة الدمار الشامل ... واعتراف تلك القوى قبل غيرهم بفبركة تلك الأكاذيب بشكل خسيس وظالم

المهمة انتهت فعلا ... خصوصا بعد أن عرف الجميع أن العراق وبعد انسحاب ( المنسحبون ) ما زال رقم واحد عالميا في الفساد الأداري ... ورقم واحد عالميا في عدد الأرامل والأيتام ... ورقم واحد عالميا بالولادات المشوهة نتيجة استخدام الأسلحة الأمريكية المحرمة ... ورقم واحد عالميا في ضخامة وعدد عمليات القاعدة الأرهابية ... ورقم واحد عالميا في أرقام البطالة والفقر ... ورقم واحد عالميا في نزوح ابنائه الى الخارج ... ورقم واحد عالميا في عدد الذين يقتلون يوميا ... ورقم واحد عالميا في المناطق المائية المرشحة لمشاكل شحة المياه والتصحر ... وسيصبح رقم واحد عالميا حتما في تصدير الفكر الطائفي ونجاحه بامتياز في شق صف المليار والمائتان مسلم الموجودين على وجه المعمورة

الذي لا يمكن اغفاله هنا ... أن الأربعمائة ( مليار ) دولار ألأمريكي الواردة لحكومة العراق ( المنتخبة ) نتيجة بيع نفطه طيلة سنوات ( المهمة ) والمضاف اليها بليونات الأدارة الأمريكية ... كان لها دورا أساسيا في أمتلاء جيوب ( النخب ) السياسية التي كانت تمثل صفحة مهمة وما زالت من صفحات تلك المهمة ... كما هو دورها المشهود في الحصول على كل تلك المواقع المتقدمة عالميا السابق ذكرها بكل جدارة واستحقاق ... والحمد لله على كل شيء