أيهما أشد عذابا على القلب أن ينكرك من تحب أم أن لا تتذكر من تحب ؟
ينظر اليك وكانه يراك لاول مرة بحياته غير متذكرا
ما كان من حب عظيم بينك وبينه لا تدري ماذا تقول
سوى أن تصمت إنه الصمت فقط ولا شئ سواه
قد يعبر عن الألم الذي يملأ صدر الانسان فيكاد يخرج بروحه
انه الألم الذي ذهب بكل كلمات اللوم والعتاب الذي
ذهب بكل قدرة على الغضب والبكاء
والثورة على ذلك الشخص الذي ينكره
ألم لن تصفه يوما تلك الأحرف البسيطة المرتبة بجوار بعضها
ولكن وحده و فقط وحده الشخص الذي اختبر هذه اللحظات العصيبة
هو من يستطيع أن يشعر بمعنى هذا الألم كاملا من دون نقص
أو تجميل حتى أنه نفسه يعجز عن وصفه لغيره فكيف
يتحول الحب الذي بلغ عنان السماء في لحظة إلى لا شئ
وكأنه لم يكن حتى الدموع تحتبس بين الجفون ولا تسيل
على الخدود فلعلها إن نزلت تخفف من آلآم صاحبها ولكن
هيهات أن يحصل على شئ قد يخفف عنه هذا الألم لا بكاء
ولا صياح قد يفرغ تلك الطاقة التي أزادت هذا الحزن
قوة لحظة بعد أخرى. هذا عن من أنكره حبيبه فكيف يكون
حال من لا يستطيع أن يتذكر حبيبه وكأنه لم يره من قبل
يا الله على هذا الضياع والاحساس بالوحدة القاتلة وكأنه
صار منعزلا عن كل العالم وحده لا يستطيع أن يسمع الناس
ولا أن يراهم بوضوح رغم أنه لا يشيح بنظره عنهم إنه
ليس ألم كما حدث مع الآخر وإنما هو الاحساس بالموت
رغم نبض القلب واستمرار التنفس موت يختلف عن كل
مفاهيم الموت المتعارف عليها إنه موت الوجود موت الادراك
موت القدرة على التفكير إنه معاناة سكرات الموت المتعارف عليه
دون خروج الروح وكأنه يتعذب بالموت. كيف صار هكذا كيف من المفترض
أن ينسى من كانت كل حياته كيف ينسى من فضلها
عن كل شئ بالدنيا بهذه السهولة وفي لحظات بسيطة ؟
أي عقل أو قلب قد يصدق هذا وكيف يتأكد وهو
لا يتذكر شئ مما مضى فيصير في حيرة وصراع نفسي
لا ينتهي ورغم كل هذه المعاناة وهذا النسيان
تبقى أشياء بقلوبنا لا يمكن أن تنسى ولا أن يؤثر عليه مرض
أو شئ إنه الجزء الخاص بالحب الصادق الطاهر الذي لا يمكن أن
يمحى بأي شئ تبقى هذه الأشياء البسيطة
هي النور الذي يضئ ظلام اليأس في قلب الحبيبين
فليس من السهل أن يضيع حب كهذا ضحية للنسيان
الفكرة مأخوذة عن فيلم ميكانو


