• 0
  • مالي خلق
  • أتهاوش
  • متضايق
  • مريض
  • مستانس
  • مستغرب
  • مشتط
  • أسولف
  • مغرم
  • معصب
  • منحرج
  • آكل
  • ابكي
  • ارقص
  • اصلي
  • استهبل
  • اضحك
  • اضحك  2
  • تعجبني
  • بضبطلك
  • رايق
  • زعلان
  • عبقري
  • نايم
  • طبيعي
  • كشخة
  • النتائج 1 إلى 2 من 2

    الموضوع: دعاء الكروان ( نزف قلم : محمد سنجر )

    1. #1
      التسجيل
      06-04-2005
      المشاركات
      212
      المواضيع
      58
      شكر / اعجاب مشاركة

      Thumbs up دعاء الكروان ( نزف قلم : محمد سنجر )


      ( فتح صديقي نافذة غرفة مكتبنا المغلقة منذ شهور،
      تسلل صوت دعاء الكروان من فوق سطح إحدى البنايات ،
      داعب قلبي المتحجر ،
      فتح برفق أبوابه الموصدة ،
      تسرب حنين الذكريات بين حناياه اليابسة ،
      أحسست برغبة في التقاط أنفاسي ،
      امتدت أصابعي إلى ربطة عنقي التي أحكمت الخناق حوله تفكها ،
      أزحت لوحة مفاتيح الكمبيوتر بعيدا و انتفضت واقفا ،
      أتاني صوت صديقي )
      ـ على فين يا ريس ؟
      ـ مروح .
      ـ طب ما لسه بدري ، استنى الساعتين دول و نروح سوا .
      ـ لا كفاية كده قوي ، أنا رايح البلد .
      ـ أيوة يا عم ، رايح تبل ريقك ؟ أمـــــوت و أشوفها .
      ـ هي مين دي إن شاء الله ؟
      ـ أيوة ياله استهبل استهبل ، البت اللي بتخليك تسيب اللي وراك و اللي قدامك و تجري تروح لها ....
      ( قلت بينما أرتدي معطفي )
      ـ و الله ما أنت فاهم حاجة ، سلام ...
      ـ طب و الشغل المتلتل على رأس أبونا ده ؟
      ـ إياكش يولع بجاز .
      ـ طب أقول إيه ل (عز ) بيه ؟
      ـ قول له مات ، جت له شوطة خدته ، اتصرف ، دي مشكلتك أنت ....
      ( انطلقت خارجا ،
      تسللت من تحت الكتل الخراسانية التي طبقت على صدري لسنوات ،
      أدفع هذه الأبواب المعدنية الميتة من طريقي ،
      أخرج إلى الشارع أستنشق نسيم الحرية ، أملأ صدري ...
      أخذت أسعل بشدة ، ملأ صدري عادم السيارات اللعينة ،
      هذه الصناديق المعدنية المحمولة على عجلات ،
      تنفث سمومها طوال اليوم فتحيل الحياة جحيما ،
      نظرت إلى هذه الغيمة من أبخرة البنزين التي حجبت الرؤية حولي ،
      وضعت منديلي فوق أنفي و جريت فارا بنفسي ،
      صرخات أبواقها أخذ يلاحقني ،
      تسللت يدي بسرعة إلى جيبي ،
      انتزعت قطعا من منديل ورقي أحشو بها أذني ،
      حاولت الابتعاد عن هذه الطرق الإسفلتية السوداء ،
      صعدت أول جسر لعبور المشاة ،
      هبطت الناحية الأخرى عند محطة القطار ،
      جريت ألحق بالقطار الذي بدء يتحرك بالفعل ،
      جلست بجانب النافذة أنظر إلى هذه المكعبات الجامدة ،
      أخيرا فلتنا من بين فكاك المدينة الموحشة ،
      تسلل بنا القطار برفق بين الحقول ،
      حملتني الذكريات فوق جناحيها تسابق القطار ،
      هبطت بي بين حقول الطفولة ،
      وجدتني محمولا على كتفيه ،
      سألته على استحياء )
      ـ على فين يا با ؟
      ـ مش كان نفسك تعوم ؟
      ـ آه ....
      ـ طيب خلاص ها أعلمك ....
      ( انهلت على رأسه أقبلها غير مصدق )
      ـ بجد يا با ؟
      ـ أنا عمري وعدتك بحاجة و خلفت ؟
      ـ عمرك .
      ـ طيب خلاص .
      ( وقف فوق الجسر الخشبي و صرخ )
      ـ يلا عوم .
      ( قذفني في الماء ، صرخت )
      ـ لأ يـــا بـــــــــــــــــــا ، ما بعرفش أعــــــــوم .......
      ( ارتطمت بالماء و غصت أغرق ،
      انسحبت روحي ، حبست أنفاسي ،
      أخذت ألوح بيدي و قدمي يمينا و يسارا ،
      فجأة أحسست بشيء يرفعني لأعلى ،
      وجدتني أطفو فوق سطح الماء ،
      وجدته يحملني فوق ساعديه )
      ـ ما تخليك راجل أمال ...
      ( حاولت لملمة الحروف )
      ـ أصل ... أنت .... رميتني فجأة ... ما كنتش واخد بالي ....
      ـ ما هو لازم كده عشان تتعلم .... يلا حرك أيدك و رجلك ....
      ( أخذت ألوح بيدي و قدمي بينما يحملني على ساعده ،
      فجأة ،
      وكزني الجالس جواري بالقطار )
      ـ إنت نازل فين يا أستاذ ؟
      ( أفقت على تحرك القطار ثانية )
      ـ شربين .....
      ـ ما هي دي شربين ، إلحق انزل بسرعة....
      ( نظرت حولي فإذا بالقطار يتحرك ،
      جريت إلى الباب بينما صرخ الجالسون )
      ـ حاسب يا اسطى .....
      ( قفزت من القطار بسرعة ،
      تابعني بعض الركاب مطمئنين ،
      الحمد لله نزلت بسلام ،
      رفعت يدي ملوحا متمنيا لهم السلامة ،
      انتظرت حتى مر القطار ، عبرت السكك الحديدية ،
      انزويت من بين الأشجار إلى طريق ترابي صغير ،
      متسللا بين الحقول ،
      أحسست ببرودة بعض قطرات ماء تتساقط على وجنتي ،
      نظرت إلى السماء و إذا بالمطر و قد بدء يهطل على استحياء ،
      طارت العصافير و الحمائم تحتمي بأعشاشها ،
      رائحة المطر تداعب أنفي ،
      عبقت رائحة الأزهار الكون من حولي ،
      ازداد المطر هطولا ،
      انزويت محتميا بإحدى الأشجار ،
      أخذ المطر يتساقط بغزارة ،
      ضممت المعطف طلبا للدفء ،
      أخذت أتابع القطرات التي بدأت تتجمع حتى سالت خلال قنوات صغيرة إلى المستنقعات المنخفضة حول الأشجار ،
      بدأت المياه ترتفع من حولي ،
      ما العمل الآن ؟
      تسربت المياه إلى داخل حذائي ،
      هل سأبقى هكذا ؟
      على ما يبدو أن المطر لن يتوقف ،
      عندها عزمت على تكملة رحلتي تحت الأمطار ،
      تحركت في اتجاه بلدتنا التي تتوارى خلف الحقول في الأفق هناك ،
      حاولت التقدم بين الأوحال ،
      مع كل خطوة أجتهد لنزع حذائي من بين الطين ،
      فلتت قدمي اليمنى من الحذاء الذي أطبق الوحل عليه فظل ثابتا دون حراك ،
      غاصت قدمي في الطين ،
      لا حول و لا قوة إلا بالله ،
      عدت ثانية محاولا استرداد الحذاء فإذا بقدمي الأخرى تفلت لتغوص هي الأخرى ،
      لم استطع السيطرة على ضحكاتي فانطلقت تقرقع في الفضاء ،
      حملت الحذاء بيدي و رحلت أكمل طريقي ضاحكا ،
      حاولت الصعود للأماكن المرتفعة التي لم يغرقها الماء بعد ،
      فجأة ، انزلقت قدمي ، اختل توازني ، فسقطت ممددا في الوحل ،
      ارتطم وجهي يغوص بالطين ،
      انفجرت في الضحك ،
      لم أجد أمامي بد من الفرار ،
      عندها انقلبت ممددا على ظهري بالوحل أضحك ،
      اغتصب سمعي صوت جرس هاتفي المحمول ،
      حاولت الجلوس حتى نجحت ،
      أخرجت الهاتف من جيبي ، دست مفتاح الاتصال ، وضعته على أذني )
      ـ نعم .
      ( جاءني صراخ صديقي )
      ـ محمد ، تعالى بسرعة عشان (عز) بيه جه و قاعد يزعق و قالب الدنيا ............
      ( عندها ، أخذتني نوبة من الضحك ، فألقيت بهاتفي في المياه المتجمعة حولي ،
      لكنه طفا فوق سطح الماء فسمعت طلاسم صوت صديقي )
      ـ بللق ... بللق .... بللق ....
      ( أخذتني نوبة من الضحك )
      ـ اسكت أحسن لك .... هاهاها ....
      ـ بللق .... بللق ....
      ـ ما فيش فايدة ؟ طيب ، تستاهل بقى اللي يجرى لك ....
      ـ بللق .... بللق ..... بللق ....
      ( أمسكت بالهاتف مرة أخرى و أغرقته بالقاع داخل الطين )
      ـ بس بقى ، إنت إيه ؟ ما بتزهقش ؟ ما تبس بقى ، بس ، بس .......
      ( أخيرا اختفى صوته ،
      تحسست الطين حولي ألتمس حذائي حتى نجحت فرفعته ،
      فإذا به و قد ملأه الماء و الطين ،
      رفعته أفرغ ما فيه فوق رأسي ،
      فسال على وجهي و جسدي ،
      أخذت أردد ما قاله صديقي إيليا أبو ماضي )
      ـ نسى الطين ساعة أنه طين حقير فصال تيها و عربد ........

      ( يتبع )
      نزف قلم : محمد عبد المحسن سنجر
      طائر يغرد خارج السرب

    2. #2
      التسجيل
      06-04-2005
      المشاركات
      212
      المواضيع
      58
      شكر / اعجاب مشاركة

      رد: دعاء الكروان ( نزف قلم : محمد سنجر )

      دعاء الكروان ( 2 )


      ( عرجت في طريقي إلى هذا البيت الأبيض الصغير القابع بين الأشجار ،
      أخذت أتحسس هذه الرسومات الطباشيرية التي رسمتها و أنا صغير ،
      مازالت كما هي لم تمحوها الأيام و السنين ،
      سمعت أصوات ضحكات براءة الطفولة التي كانت تنطلق منا فتملأ الفضاء ،
      تختلط بأصوات الطيور و العصافير فوق الأشجار ،
      داعبت أنفي رائحة أشجار الليمون و الجوافة ، حاولت التلذذ بأكثر قدر منها ،
      أخذت منتشيا المزيد من الأنفاس العميقة محاولا اختزانها بصدري ،
      وقفت للحظات أمام الباب الخشبي العتيق ،
      ترددت طويلا في طرق الباب ،
      هل هي هنا ؟ أم تراها ذهبت إلى بيت أبي في آخر القرية هناك ؟
      طرقت الباب على استحياء ،
      جاءني صوتها الواهن تسأل )
      ـ مين ؟
      ( هل أرد عليها ؟ أم أجعلها مفاجأة ؟
      أقترب صوتها من وراء الباب تكرر )
      ـ مين ؟
      ـ أنا ....
      ( فتحت الباب ، تسللت رائحة الفرن و الخبز من داخل الدار ،
      و إذا بها تقف أمامي بجلبابها الأسود تناثرت عليه بعض ذرات الدقيق ، كما هي لم تتغير ، صبغ الحزن عينيها بالبياض ،
      مالت برأسها جانبا و كأنها تتحسس النظر بأذنيها ، لمعت أسنانها البيضاء خجلى من وراء شفتيها ، مسحت وجه كفيها و ظهريهما بجلبابها ، سألت مترددة )
      ـ محمد ؟
      ( حاولت استبيان الحقيقة فمدت أصابعها تلامس وجهي ،
      اقتربت مني تشمني )
      ـ أنت لسه عيل زي ما أنت ؟
      ـ الحاج عبد الموجود موجود ؟
      ( أخذتنا حالة من الضحك ، فتحت ذراعيها فارتميت في حضنها )
      ـ كده برضه يا محمد ؟ و لا كأن ليك أهل تسأل عنهم و تطمنهم عليك ؟
      ( أخذت تبكي ،
      حن قلبي لبكائها فشاركتها البكاء )
      ـ هي دي برضه صلة الرحم ؟
      ـ أرجوك تسامحيني يا ( نبوية) ، الشغل واخد كل وقتي و الله .....
      ـ طب على الأقل اتصل اطمن علينا ( انتبهت لبرودة جسدي ، فأبعدتني تسأل ) إنت مبلول كده ليه ؟
      ـ أصلي ازحلقت و وقعت في الطين و أنا جاي ....
      ( فلتت ضحكاتها من بين الدموع )
      ـ هاهاها ، ما فيش فايدة فيك أبدا ؟ حتى و أنت كبير برضه بتزحلق ؟ طب على الأقل زمان لما كنت باشوف كنت بامسك إيدك ، فاكر يا وله لما ازحلقت و شدتني معاك وقعتني في الترعة ؟ ها ها ها ...
      ـ أخبار أبويا إيه ؟
      ـ و الله مش و لا بد ، مش عارفة أقولك إيه يا محمد ؟ أديك ها تشوف بنفسك .
      ـ أمال مين اللي قاعد معاه ؟
      ـ أديني هنا شوية و هنا شوية .
      ـ طب ليه الشحططة دي ؟
      ـ ما أنت عارف دماغه ، مش راضي يجي يقعد معايا ، بيقول ما أخرجش من بيتي إلا ع القرافة ، ده أنا و أبو يوسف غلبنا فيه .
      ـ معلش ، خليه براحته ، طب ها تيجي معايا ؟
      ـ آجي معاك فين ؟ مش الأول لما تدخل تستحمى و تغير هدومك المبلولة دي ؟ و تاكل لك لقمة ؟ تعالى ادخل ادخل ....
      ( أمسكت بيدها أدخلها ، سحبت يدها بسرعة )
      ـ إنت فاكرني ما باشوفش و إلا إيه ؟ تعالى ادخل يا نور عيني تعالى ، خلي بالك من الطشت لتتعتر فيه ، تعالى اقعد هنا على الكنبة ، ثواني و راجعة لك .
      ( تحسست طريقها إلى داخل الدار ،
      ما هي إلا لحظات حتى أتت )
      ـ تعالى يلا خش الحمام ، أنا ولعت لك ( الباجور ) على بستلة المية أهي ، و ( الكوز ) هتلاقيه عندك على كرسي الحمام ، و خد يا عم آدي صابونة جديدة بورقتها ، هدومك و الفوطة متعلقين على المسمار اللي ورا الباب ، و ابقى حط لي بقى المبلول ده كله في ( القروانة ) عشان أغسلهم لك ، إن شاء الله تطلع تلاقيني سخنت لك الأكل ، يلا هم .
      ـ الله يبارك فيك يا نبوية ، مش عارف من غيرك كنا عملنا إيه ؟
      ( انحنيت على يدها أقبلها ، سحبت يدها بسرعة )
      ـ استغفر الله العظيم ، عيب يا وله ، أزعل منك و الله ، ده أنت ابني الكبير ....
      ( دخلت و أغلقت الباب ،
      أخذني صوت ( وابور الجاز ) و رائحة رطوبة الجدران على جناحيها هناك ،
      وجدتني أجلس عاريا بين يدي أمي التي تجلس على كرسي الحمام الخشبي الصغير ،
      تصب الماء الدافئ على جسدي ، أبكي من حرقة الصابون الذي دخل عيني )
      ـ مش قايلة لك تقفل عينك يا نور عيني ؟ وريني ...
      ( أخذت تصب الماء على رأسي و تفرك عيني )
      ـ هيه ؟ راح ؟
      ـ أيوة خلاص ، كفاية بقى .....
      ( لقتني داخل المنشفة و أخذت تجفف جسدي )
      ـ كفاية بقى ....
      ـ استنى لحسن تاخد برد ، هات إيدك ....
      ( ألبستني جلبابي الجديد و أخذت تصفف شعري بمشطها الأبيض الصغير )
      ـ أيوة كده ، قمر اربعتاشر يا ناس ؟ الجلابية ها تاكل منك حتة .....
      ( جاءني صوت نبوية تنادي )
      ـ يلا يا محمد الأكل ها يبرد ....
      ( خرجت فوجدتها و قد وضعت أطباق الطعام فوق الطبلية الخشبية )
      ـ تعالى دوق أكل أختك نبوية ، تلاقيك يا حبة عيني ما بتتهناش على لقمة هناك ...
      ـ لأ ، مين ده ؟ و هو احنا ورانا هناك غير الأكل ؟
      ـ و هو أكل المطاعم ده برضه بتسميه أكل ؟ خد خد ، بالهنا و الشفا ...
      ( أخذت أتناول الطعام )
      ـ بسم الله ما شاء الله ، تعرفي إن أنتي الوحيدة اللي طبيخك زي أمي الله يرحمها ؟
      ـ الله يجبر بخاطرك ، إش جاب لجاب ؟ اسكت أما اضحكك ، مش كنا بندور لأبوك على عروسة ؟
      ـ معقولة ؟
      ـ إيوة و المصحف ، الشيخ مبروك الله يكرمه قال لنا الراجل ده ما ينفعش قعدته كده من غير ست تاخد بالها منه و تراعيه ...
      ـ و هو وافق ؟
      ـ الصراحة قلنا ما نقولوش إلا لما نشوف له واحدة مناسبة الأول ، و ساعتها بقى نبقى نقول له و ناخد رأيه ....
      ـ مش ها يوافق ، أنا عارف ....
      ـ المهم يا سيدي قعدنا ندور لغاية لما لقيت له واحدة مية مية ...
      ـ و دي مين دي إن شاء الله ؟
      ـ خالتك هانم أم البشلاوي ....
      ـ هي لسه عايشة ؟
      ـ عايشة يا خويا و زي الفل ، و صحتها بمب و عال العال ، قلت أكلمها و آخد رأيها ، أهي تخدمه و تراعيه و تاخد بالها منه ...
      ـ و قالت لك إيه ؟
      ـ الست يا خويا باقول لها إيه رأيك أنا جايبة لك عريس ، لقيتها رحبت بيا و طرطقت وادنها و لا بنت أربعتاشر ....
      ـ طب كويس ، المهم ؟
      ـ الست باقول لها يعني إن العريس راجل كبير و نايم تعبان و عاوز يعني واحدة ست كده جنبه تخدمه بس و تسليه ، لقيتها قامت و حطت كيس العنب اللي جايباه في حجري و قالت لي : ما عندناش بنات للجواز يا أم يوسف ، و ابقي يا أختي عدي على المقلة خدي له معاك نص كيلو لب يتسلى بيه أحسن هاهاهاهاها ...
      ( انفجرنا في الضحك )
      ـ شوف يا أخويا الست ها ها ها ....
      ـ لا مش ممكن ، هاهاها ، ما هو أنت برضه اللي غلطانة ، رايحة لواحدة بتعلب في الناشئين تحت سبعين سنة و عاوزة تضيعي الثواني اللي فاضلة ف عمرها ؟ ها ها ها ، أمال أبو يوسف فين ؟
      ـ تلاقيه قاعد ع القهوة بيشرب له حجرين معسل ، ها يروح فين يعني ؟
      ـ على رأيك ، صحيح ، ما فيش أخبار عن يوسف ؟
      ( شردت المسكينة و وجدت الدموع و قد بدأت تترقرق في عينيها ، حاولت المسكينة إخفائها ، ففشلت )
      ـ الواد حسن ابن خالتك ( سنية ) لما رجع م العراق حلف لي ع المصحف إنه شافه مرة هناك بيبيع سجاير في الشارع ، كان ساعتها راكب الأتوبيس ، و قعد ينادي له م الشباك ، بس ما ردش عليه ، و لما نزل في أول محطة و رجع نفس المكان عشان يقابله لقاه فص ملح و داب ...
      ـ لا حول و لا قوة إلا بالله ، الواد ده طالع براوي كده لمين ؟
      ( ضحكت المسكينة رغم ألمها و بادرتني )
      ـ هيه ، ها يكون طالع لمين يعني ؟هم مش بيقولوا في المثل : الواد لخاله ؟
      ( أحسست بطعنة في صدري )
      ـ كده برضه يا نبوية ؟ الله يسامحك ....
      ( حاولت التخفيف من حدة ردها فبادرتني )
      ـ أنا باضحك معاك يا وله ، أهو أنت أهو على الأقل جاي تسأل علينا ، الرك بقى على اللي خد في وشه و راح ما جاش ، كل كل ....
      ـ الحمد لله شبعت ...
      ( وقفت متأهبا للذهاب )
      ـ استنى لما أعمل لك الشاي ...
      ـ لأ معلش ، ها اشربه هناك ، إيه ؟ مش ها تيجي معايا و إلا إيه ؟
      ـ لأ روح أنت و أنا ها احصلك ، عشان بس أغسل الهدوم المبلولة دي بدل ما تعفن .
      ـ طيب سلام عليكم .
      ـ و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ،
      ( خرجت راحلا في اتجاه بيت أبي ، بينما جاءني صوتها يحذرني )
      ـ خلي بالك بقى و أنت ماشي لتزحلق و تقع تاني .........
      ( يتبع )

      نزف قلم : محمد عبد المحسن سنجر
      طائر يغرد خارج السرب

    المواضيع المتشابهه

    1. خواطر و نثر وطـــــــــــــن ( نزف قلم : محمد سنجر )
      بواسطة : محمد سنجر , في المواضيع المميزة للمنتدى العام
      مشاركات: 15
      آخر مشاركة: 08-01-2014, 08:58 PM
    2. الكيكة الكبيرة ( للكبار فقط ) بقلم : محمد سنجر
      بواسطة : محمد سنجر , في الروايات و القصص القصيرة
      مشاركات: 1
      آخر مشاركة: 17-01-2011, 05:53 AM
    3. خواطر و نثر هم يضحك ( نزف قلم : محمد سنجر )
      بواسطة : محمد سنجر , في المنتدى العام
      مشاركات: 2
      آخر مشاركة: 19-12-2010, 09:49 PM
    4. شعر محبس الكروان
      بواسطة : almugali , في المنتدى العام
      مشاركات: 0
      آخر مشاركة: 14-10-2003, 03:51 PM
    5. ممكن دعاء الشيخ محمد البراك لختم القران كاملا
      بواسطة : رونالدو رو , في الصوتيات و المرئيات الإسلامية
      مشاركات: 3
      آخر مشاركة: 03-05-2003, 11:48 PM

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •