• 0
  • مالي خلق
  • أتهاوش
  • متضايق
  • مريض
  • مستانس
  • مستغرب
  • مشتط
  • أسولف
  • مغرم
  • معصب
  • منحرج
  • آكل
  • ابكي
  • ارقص
  • اصلي
  • استهبل
  • اضحك
  • اضحك  2
  • تعجبني
  • بضبطلك
  • رايق
  • زعلان
  • عبقري
  • نايم
  • طبيعي
  • كشخة
  • النتائج 1 إلى 14 من 14

    الموضوع: كتاب : بل ضـلـلـت ،كشف أباطيل التيجاني

    1. #1
      التسجيل
      28-08-2001
      الدولة
      <=^=^==^=^=>
      المشاركات
      7,688
      المواضيع
      1537
      شكر / اعجاب مشاركة

      كتاب : بل ضـلـلـت ،كشف أباطيل التيجاني

      في هذ الموضوع سوف أفرد كل فترة دورية قسما منكتاب المشكور على جهده : خالد العسقلاني
      حيث يرد فيه على التيجاني الفاسق الضال وأباطيله في كتابه المعروف
      وسوف أحاول دوام المتابعة لهذا العرض وبسم الله نبدأ :

      المقدمة

      الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين محمدا بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

      منذ أن أشهر عبد الله بن سبأ اليهودي القول بفرض إمامة علي رضي الله عنه، وأظهر الطعن على أبي بكر وعمر وعثمان، ثم تلقفها من بعده أحفاده من المجوس وهم يعيثون فساداً وانقساماً وتشتيتاً في الأمة ببضاعتهم المزجاة والتي تجاوزها الزمن كادعائهم أحقية علي بالخلافة، وأفضليته على جميع الصحابة، وإثارة قضية مقتل الحسين بن علي رضي الله عنهما بإقامة المآتم السنوية لها، والعجيب أن هذه القضايا قد انتهت بانتهاء وقتها، إلا أن الرافضة ما فتؤا ينفخون فيها محاولين بعث الحياة فيها من جديد، ولما كانت هذه الحجج لا تنطلي على العقلاء أخذوا بإظهار حقيقتهم المغمورة شيئاً فشيئاً لتطفوا على سطح الواقع كقولهم بكفر الصحابة جميعاً إلا ثلاثة أو سبعة وأن الأئمة الإثني عشر معصومون ويوحى إليهم وتأتيهم ملائكة خير من جبريل وميكائيل، وأنهم أفضل من رسل الله، وأنهم يعلمون ما كان وما يكون وما سيكون! وأن من لم يؤمن بإمامتهم فهو كافرٌ، ولكن المصاب الجلل أنهم ما زالوا يسوقون جمهوراً لا بأس به من جملة المسلمين يبثون فيهم سمومهم الخانقة، ويقذفون في قلوبهم البغض والحقد لأبناء الأمة، حتى يظن الواحد منهم أنه على الحق، ولكن ومع الأسف هو للباطل أقرب وبالكذب ألصق وبالكفر أجدر، وليت الأمر توقف عند هذا الحد بل ويقذفون في قلوبهم الكره والبغض لمن؟ اليهود والنصارى؟ لا بل لعظماء الأمة وأصحاب كاشف الغمة محمد بن عبـد الله =+ ؟!! وأن الكتـاب المنزل محرّف، الإنجيل والتوراة؟ لا بل كتاب الله المحفـوظ الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا ومن خلفه والذي يقول الله عنه { إنا نحن نزلنا الذكر وإنا لـه لحافظون }، ومـا زالوا في غيهـم يعمهون، فجاء هذا الكتاب (( ثم اهتديت )) تكريساً جامحاً لما هم عليه من الضلال والعناد، ويداً تصفع كل من لا يزال يعتقد أن هذه الزعانف كانت في يومٍ ما تؤمن بما يسمّى بالتقريب بين السنة والشيعة، وها هي الأيام تثبت أنهم دعاة تخريب لا دعاة تقريب، وكيف لا يكون ذلك وما من كتاب يخرجونه إلا ويزيّنونه بباطلهم ويطرّزونه بإفكهم، وكتاب ثم اهتديت هذا مثالٌ واضحٌ على ذلك، والذي اعتمد فيه مؤلفه محمد التيجاني على أصلين جعلهما مرتكزاً قوياً لما يصدره من أحكام وهما الكذب والتناقض، وسيرى القارئ من خلال بحثنا الشيء الكثير من ذلك، والمعلوم لكل فاهم أنّ الكذب والتناقض دليل على البطلان لا دليل على الحق، وأقسم ولست بحانث أن هذا التيجاني لا يعرف عن مذهب الإمامية الذي هدي إليه وتملق به شيئاً، ولم يطلع على أيٍّ من كتبهم المعتمدة، إضافة إلى أنه لم يكن يوماً منتسباً لمذهب أهل السنة، بل انتسابه لغلاة الصوفية، ولايختلف إثنان على الفارق الواضح بين منهج أهل السنة ومنهج الفرقة الصوفية، وهو يعترف أنه كان منتسباً للطريقة التيجانية(1) نسبة إلى مؤسسها أحمد التيجاني، ومراجعة بسيطة لعقيدة هذه الطائفة(2) يظهر لكل منصف مدى الضلال والزندقة الذي يكتنفها، فالزعم بأن التيجاني المنتسب لمنهج أهل السنة قد هُدِيَ إلى مذهب الإمامية الاثني عشرية من أعظم الإفتراء والكذب، بل هو قد انتقل من ضلال إلى ما يزعم أنه الحق، أما من ينزع جلباب التعصب ويسمح لنفسه بالبحث عن الحقيقة دون تحامل أو تحيز فإنه سيهتدي إلى المنهج الحق، وبحثنا هذا يتيح للباحث عن منهج الحق السبيل إليه خصوصاً وأنه مقرون بأدلة من كتب أهل السنة والإمامية الاثني عشرية، وقبل أن أختم مقدمتي هذه لا أنسى أن أتقدم بجزيل التقدير والإمتنان لكل من ساهم في إخراج هذا البحث وإتمامه والذي أخذ الجهد والوقت سائلاً المولى عز وجل أن يجعل هذه المساهمات أجراً لهم في الدنيا وسبب لدخولهم الجنان في الآخرة، وأن يجعل عملي هـذا خالصاً لوجـهه الكريم وأن يحشرني مع أصحاب نبيه العظيم محمد ابن عبد اللـه =+ وأن يجعل مآلي ومكاني جنة الخلد مع الحور العين....اللهم آمين آمين.

      تمهيد

      قسـم المـؤلف التيجـاني كتابه إلى قسمـين ، قسـم تعـرض فيه لذكـر رحلته ( الموفقة ) عبر بعـض البلاد الإسلامية، واحتكاكه ببعض الشـيعة الذين كان لهم الأثر ( الطيب ) في هدايته من الظلمات إلى النور! وتفريقه بين الحق والباطل والغث والسمين، وفي القسم الآخر من كتابه يتعرض لذكر رحلته المعمقة والتي توصل من خلالها إلى الحقيقة وهي التي تدور حول حياة صحابة رسول الله =+ وما دار فيها من أحداث والتي أوصلته في النهاية إلى ضلال أهل السنة والجماعة (!) وانحرافهم عن طريق الحق، وأن الصراط المستقيم هـو طريق الشيعة الاثني عشرية (الرّافضة)(3) ، ولما كان القسم الثاني هذا والذي يدور حول الصحابة والذي استغرق أكثر الكتاب هوأخطر ما فيه والذي يمثل حجر الزاوية في هذه القضية كان لزاماً عليَّ أن أبدأ به كتابي للرد عليه ثم أكمل الرد على باقي المغالطات والترهات التي احتواها كتاب التيجاني ( المهتدي )!



      الباب الأول

      أولاً: تقسيم الصحابة بين أهل السنة والجماعة والرافضة الاثني عشرية:

      يبدأ التيجاني ( المهتدي ) بحثه للوصول للحق كما يدعي في أهم قضية كما أسـلفت والـتي تعتـبر مفرق الطريق وجوهر الخلاف بين أهل السنة والشيعة ( الرافضة ) وهي البحث في حياة الصحابة رضي الله عنهم أجمعين، وأول ما يبدأبه التيجاني بحثه هو رأى السنة والشيعة في تقسيم الصحابة، فيذكر أن الشيعة يقسمون الصحابة إلى ثلاثة أقسام فيقول (( وقد استنتجت من خلال الحديث مع علماء الشيعة أن الصحابة في نظرهم ينقسمون إلى ثلاثة أقسام.

      فالقسم الأول وهم الصحابة الأخيار الذين عرفوا الله ورسوله حق المعرفة وبايعوه على الموت وصاحبوه بصدق في القول وبإخلاص في العمل، ولم ينقلبوا بعده، بل ثبتوا على العهد وقد امتدحهم الله جل جلاله في كتابه العزيز في العديد من المواقع، وقد أثنى عليهم رسول الله في العديد من المواقع أيضاً، والشيعة يذكرونهم باحـترام وتقديس ويترضون عليهم كما يذكرهم أهل السنة باحترام وتقديس أيضاً.

      والقسم الثاني هم الصحابة الذين اعتنقوا الإسلام واتبعوا رسول الله أما رغبة أو رهبة، وهؤلاء كانوا يمنون إسلامهم على رسول الله، وكانوا يؤذونه في بعض الأوقات ولا يمتثلون لأوامره ونواهيه بل يجعلون لآرائهم مجالاً مقابل النصوص الصريحة حتى ينزل القرآن بتوبيخهم مرة وتهديدهم أخرى وقد فضحهم الله في العديد من الآيات وحذرهم رسول الله أيضاً في العديد من الأحاديث النبوية والشيعة لايذكرونهم إلا بأفعالهم بدون احترام ولا تقديس.

      أما القسم الثالث من الصحابة فهم المنافقون (!!) الذين صحبوا رسول الله للكيد له وقد تقربوا ليكيدوا للإسلام والمسلمين عامة وقد أنزل الله فيهم سورة كاملة وذكرهم في العديد من المواقع وتوعدهم بالدرك الأسفل من النار وقد ذكرهم رسول الله وحذّر منهم وعلّم بعضاً من أصحابه أسماءهم وعلاماتهم، وهؤلاء يتفق الشيعة والسنة على لعنهم والبراءة منهم ))(4) هذا هو التقسيم الشيعي للصحابة كما ذكره التيجاني في كتابه بالإضافة لقسم خاص من الصحابة يتميزون بالقرابة وبفضائل خلقية ونفسية وهم أهل بيت النبي =+(5) ثم ينقل اعتقاد أهل السنة والجماعة في الصحابة الكرام فيقول (( أما أهل السنة والجماعة مع احترامهم لأهل البيت وتعظيمهم وتفضيلهم(*) إلا أنهم لا يعترفون بهذا التقسيم ولا يعدّون المنافقين في الصحابة، بل الصحابة في نظرهم خير خلق الله بعد رسول الله، وإذا كان هناك تقسيم فهو من باب فضيلة السبق للإسلام والبلاء الحسن فيه فيفضلون الخلفاء الراشدين بالدرجة الأولى ثم الستة الباقين من العشرة المبشرين بالجنة على ما يروونه (!) ))(6) هذا هو اعتقاد أهل السنة في الصحابة كما ذكره التيجاني في كتابه، والآن وقبل أن أشرع بالرد على تقسيم الصحابة في نظر الشيعة الاثني عشرية وبيان عواره و بطلانه لابد من تحديد من هو الصحابي ؟ من هو المنافق ؟ سواء من الجانب اللغوي والاصطلاحي ومـن ثم لا بد أن نعرف من هـم المعنيون في تقسيمات الشيعة ( الرافضة ) الاثني عشرية من الصحابة حسب ما جاء في مصادرهم المعتمدة حتى يسهل على القارئ معرفة القول الحق من القول الباطل سواء كان سنياً أو شيعيا ،ومن ثم أشرع في الرد على تقسيم الرافضة الاثني عشرية للصحابة وتبيان مجانبتها للحق والله المستعان.

      ـ تعريف الصحابي لغةً واصطلاحاً:

      ففـي اللغـة: (( صحبـه كسمعه، صحـابة، ويكسر وصُحبةً عاشره. وهـم أصحاب وأصاحيـب وصحبانُ وصحابٌ وصحـابة وصحبٌ واستصحبه: دعـاه إلى الصحبة ولازمـه ))(7)، (( وكـل شـئٍ لاءم شيئـاً فقـد استصحبـه ))(8) (( والصـاحب المعاشر ))(9) فالمصاحبة فـي اللغة تعني الملازمة والمعاشرة.

      وفي الاصـطـلاح: (( الصحابـي مـن اجتمـع بالنـبي =+ مؤمن بـه ومـات علـى ذلك ))(10)، وهذا التعريف يقتضي أنه من رأى النبي غير مؤمن به ومات على ذلك لا يدخل في مسمى الصحبة له.

      2ـ تعريف المنافق لغةً واصطلاحاً:

      ففي اللغة: (( نافق ينافق منافقةً ونفاقاً، وهو مأخوذ من النفقاء: أحد حجر اليربوع إذا طلب من واحد هرب إلى الآخر، وخرج منه، وقيل: هو من النَّفَق: وهو السَّرَب الذي يُستتر فيه، لِسَترِه كُفرَه))(11)، فالنفاق في اللغة يعني التقلب على أكثر من وجه والاستتار.

      وفي الاصطلاح: (( المنافق الذي يظهر الإسلام ومتابعة الرسول ويبطن الكفر ومعاداة الله ورسوله ))(12). وبعد هذا البيان التعريفي لكلمتي ( الصحابي والمنافق) نخلص إلى أنهما لا يتفقان لا من الناحية اللغوية ولا من الناحية الاصطلاحية فالصحابي هو الذي آمن بالنبي =+ ومات على الإسلام والمنافق من أظهر الإيمان وأبطن الكفر، فلا يتوافق أن يكون الصحابي منافقاً ولا المنافق صحابياً، ولعل أحداً يتساءل،كيف نعرف الصحابي من المنافق؟ أقول للمنافق صفات وعلامات ظاهرة بالكتاب والسنة نستطيع من خلالها أن نميزه عن الصحابة وسيأتي بعـد قليل ذكـر بعض من صفات المنافق عند الرد على تقسيم الرافضة الاثني عشرية للصحابة.

      ثانيا: التقسيم الحقيقي للصحابة في اعتقاد الرافضة الاثني عشرية:

      ذكر المؤلف التيجاني أن الشيعة الرافضة قسموا الصحابة إلى ثلاثة أقسام(13) ولكن الحقيقة تشهد على أن الرافضة يقسمون الصحابة إلى قسمين لا ثالث لهما وذلك ما يقوله علماؤهم بأفواههم وتشهد عليهم بذلك كتبهم:

      1ـ أما القسم الأول من الصحابة والذين تترضى عنهم الرافضة وذكرهم التيجانـي في القسم الأول لا يقلّون عن ثلاثة ولا يتجاوزون السبعة!! فقد روى الكشي ـ وهو عمدتهم في الرجـال ـ باسناد (معتبر)! عن الباقر (ع) (( أنه ارتـد الناس إلا ثلاثة نفر سلمان وأبو ذر والمقـداد. قال الراوي فقلت فعمار، قـال كان حاص حيصة ثم رجع ))(14)، وفي رواية أخرى ((....ثم أناب الناس بعد، وكان أول من أناب أبو ساسان الأنصاري، وعمار، وأبوعميرة، وشتيرة، وكانوا سبعة فلم يعرف حتى أمير المؤمنين (ع) إلا هؤلاء السبعة ))(15)، وروى الكليني كبير علماء الاثني عشرية في كتابه ( الأصول من الكافي ) ـ وهو يمثل أحد أربعة كتب تعتبر مرجع الأمامية في أصول مذهبهم وفروعه(16) ـ عن حمران بن أعين قال (( قلت لأبي جعفر عليه السلام جعلت فداك ما أقلنا لو اجتمعنا على شاة ما أفنيناها؟ فقال : ألا أحدثك بأعجب من ذلك، المهاجـرون والأنصار ذهبوا إلاـ وأشـار بيده ثلاثة......الخ ))(17)، وروى في الروضة (( عن عبد الرحيم القصير قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: إن الناس يفزعون إذا قلنا: إن الناس ارتدوا، فقال يا عبد الرحيم إن الناس عادوا بعد ما قبض رسول الله =+ أهل جاهلية، إن الأنصار اعتزلت فلم تعتزل بخير جعلوا يبايعون سعداً وهم يرتجزون ارتجاز الجاهلية، يا سعد أنت المرجاء وشعرك المرجل وفحلك المرجم ))(18) فهذ هو القسم الأول من الصحابة المعتمدين في نظر الرافضة الاثني عشرية.

      2ـ أما القسم الثاني في نظر الرافضة فهم بقية الصحابة دون المذكورين في القسم الأول وهم أهل النفاق والارتداد والانقلاب وفي مقدمتهم الخلفاء الثلاثة ثم العشرة المبشرون بالجنة ثم البقية الباقية من الصحابة. هذه هي عقيدة الرافضة الاثني عشرية في صحابة رسول الله =+ من مصادرهم الأصيلة....... ولكن ما السبب في تقسيم الصحابة إلى ثلاثة أقسام في كتاب التيجاني ( المهتدي )؟ السبب هو لمحاولة تضليل القارئ وخاصة إذا كان من أهل السنة بإيهامه أن الصحابة ليسوا مرتدين ولكنهـم يريـدون الدنيـا فاتبعوا الرسول =+ رغبة في الدنيا أو رهبة منه ( أى نفاقاً ) وحتى يفتح المجال للقارئ ويسهل عليه إلقاء من يريده من الصحابة في باب الردة يضع القسم الثاني ويتبعه بالقسم الثالث وهم المنافقون ويقحمه غصباً في باب الصحابة ثم بعد ذلك يخلط المؤلف في كتابه بين القسمين الثاني والثالث ويدمجهما في قسم واحد فيصبح الصحابة قسم مرضي عنه وقسم منقلب مرتد وبذلك يسهل إستدراج القارئ ليتقبل التقسيم الحقيقي للصحابة في نظر القوم،ولعل أحداً يظن التيجاني يقصد بالمنافقين عبدلله بن أبي بن سلول رأس النفاق وأصحابه، بل ستراه يدافع عنه في حادثة صلاة النبي =+ عليه وموقف بعض الصحابة من ذلك(19).



      أما القسم الثالث وهو الرد على هذا التقسيم فهو في الرد القادم إن شاء الله
      وأرجو منكم الدعوى لنا

    2. #2
      التسجيل
      31-12-2001
      المشاركات
      408
      المواضيع
      44
      شكر / اعجاب مشاركة
      ومن يكون مؤلف الكتاب هل هو سنى
      هو صوفى تيجانى من اشد الصوفيه انحرافا
      وما علاقتنا به يرد عليه قومه
      نحن اهل السنه والجماعه
      امشى خلاف وخابر الدرب قدام *** خرجى على كتفى وبالخرج حيه

    3. #3
      التسجيل
      28-08-2001
      الدولة
      <=^=^==^=^=>
      المشاركات
      7,688
      المواضيع
      1537
      شكر / اعجاب مشاركة
      السلام عليكم ورحمة الله

      كما وعدتكم إخوتي في الله ها هو اليوم الجزء الثاني من كتاب العلامة العسقلاني في الرد على الصوفي
      التيجاني وأباطيله

      ثالثاً: الرد على تقسيم الشيعة الاثني عشرية للصحابة.

      1ـ إذا كان المنافقون جزءاً من الصحابة ( زعموا ) فمعنى ذلك أن كل من رأى النبي =+ فهو صحابي لعدم اشتراط الإيمان به والموت على ذلك ولأن المنافق من جملة الكافرين فليس صحابياً ولكن الرافضة لا يشترطون الإيمان فيدخلونه في مسمى الصحابي ومعنى ذلك أن اليهود والنصارى والمشركين الذين رأوا النبي =+ سيدخلون في مسمى الصحابة لأنه لا يشترط الإيمان في الصحبة وهذا الكلام لا يقوله إلا من تشبع بالغباء فضلاً عن العقلاء، فإذا اعترف الرافضة بأن الصحابي هو من رأى النبي =+ مؤمناً به ومات على ذلك فقد أبطلوا الادعاء بأن المنافق صحابي لأنه ليس من أهل الإيمان بالاتفاق.

      2ـ لاشك أن علياً وبقية الصحابة الذين تترضون عنهم سيدخلون في باب المنافقين لأنكم فتحتم الباب على مصراعيه ولم تحددوا من هم الصحابة ومن هم المنافقون ومن حق كل إنسان أن يعتقد بمن شاء من صحابة رسول الله =+ أنهم منافقون بحجة أن أهل النفاق في الصحابة (!) ومن هذا الباب دخل الملاحدة والزنادقة والمستشرقون للطعن في الإسلام وأهله.

      3ـ القارئ لكتاب هذا التيجاني سيخلص إلى أن أهل النفاق أكثر كماً من الصحابة الذين يمثلون القلة ممن أحاط بالنبي =+ بل لقد استولوا على المراكز القيادية ( وهذا هو اعتقاد الرافضة ) والتيجاني نفسه يقول في قسم الصحابة الثالث أن المنافقين قد أظهروا الإسلام وانطوت سرائرهم على الكفر وقد تقربوا ليكيدوا للإسلام والمسلمين فإذا كانت هذه هي أهدافهم وكانوا هم الكثرة فلماذا لم يحيطوا بالرسول =+ وصحابته ليقضوا عليهم ويدمروا دولة الإسلام الفتية؟ ولكن الواقع يشهد بأن الإسلام قد انتصر وانتشر في بقاع الأرض وعلت رايته وتهاوت أمامه رايات الكفر، فانظر أيها القارئ رعاك الله كيف تتصادم أقوال هؤلاء الروافض مع الحقائق العقلية والوقائع التاريخية.

      4ـ لم يكن المنافقون مجهولين في مجتمع المدينة إنما كانوا فئة مفضوحة فقد عُلم بعضهمبعينه والبعض الآخر عرف بالأوصاف المذكورة في القرآن ويبين هذه الحقيقة حديث كعب بن مالك ـ وهوأحـد الثلاثة الذين تخـلفوا عن غزوة تبوك ـ وذلك حين قال (( فكنت إذا خرجت في الناس بعد خروج رسول الله =+ فطفـت فيهم أحـزنني أني لا أرى إلا رجلاً مغموصاً عليه النفاق أو رجلاً ممن عـذر الله من الضعفاء.....الخ ))(20) ومن أوصافهم الظاهرة أيضاً (( وصفهم بالإفساد في الأرض والاستهزاء بدينه وبعباده وبالطغيان واشتراء الضلالة بالهدى، والصم والبكم والعمى والحيرة والكسل عند عبادته(*)، والتردد والتذبذب بين المؤمنين والكفار فلا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، والحلف باسمه تعالى كذباً وباطلاً وبعدم الفقه بالدين وبالجبن، وبعدم الإيمان بالله وباليوم الآخر والرب، وأنهم يحزنون بما يحصل للمؤمنين من الخير والنصر، ويفرحون بما يحصل لهم من المحنة والإبتلاء، وأنهم يتربصون الدوائر بالمسلمين وبكراهتهم الانفاق في مرضاة الله وسبيله وأنهم يفرحون إذا تخلفوا عن رسول الله =+ ويكرهون الجهاد في سبيل الله وأنهم أحلف الناس بالله قد اتخذوا أيمانهم جنة تقيهم من إنكار المسلمين عليهم، وبأنهم مضرة على أهـل الإيمان يقصدون التفريق بينهم والفجـور عند الخصام ويؤخـرون الصلاة إلى آخـر وقتها ويتركون حضـور الجماعـة وأن أثقل الصلوات عليهم الصبح والعشاء ))(21) فهذه بعض صفات المنافقين التي وصفهم الله سبحانه بها، فبالله هل هذه الأوصاف يوصف بها من صحب النبي =+ ؟!..هل هذه الأوصاف يستحق من يوصف بها أن يكون قسماً من الصحابة؟!..لا شك أن صحابة رسول الله =+ هم أبعد الناس من أن يوصفـوا بتلكم الأوصاف وقـد استحقوا رضى الله سبحانه ومرضاته حتى قال فيهم { كنتم خير أمة أخـرجت للناس تأمرون بالمعـروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله } ( آل عمران 110) وقال تعالى { ياأيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين } ( الأنفال 64) وقال تعالى { محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً } ( الفتح 29 ) وقال سبحانه { والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيـل الله والذيـن آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقاً لهم مغفرة ورزق كريم } ( الأنفال 74) فالذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا هم المهاجرون من الصحابة، والذين آووا ونصروا هم الأنصار من الصحابة وقد وصفهم الله بصيغة الجمع بأنهم هم المؤمنون حقا ثم يأتي بعد ذلك أولي النهى والخبول ليجعلوا الصحابة والمنافقين في خندق واحد!!؟

      5ـ من المتفق عليه أن النبي =+ قد علّم بعض أصحابه أسماء المنافقين وقد أقر المؤلف بذلك وقد ثبت أيضاً أن النبي =+ قد ترضى عن صحابته وأوجب حبهم والثناء عليهم وحمى أقدارهم من التعرض لهم بسوء فقال (( لاتسبوا أصحابي(22) فـوالـذي نفسـي بيـده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما بلغ مُـدَّ أحـدُهم ولا نصيـفه ))(23) وقـال (( مـن سب أصحابي، فعليه لعنة اللـه والملائكة والناس أجمعـين ))(24) وقـال أيضاً صلوات الله وسلامه عليـه (( إحـفظوني في أصحـابي، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم،....الخ ))(25) وهذا يقتضي بالضرورة عدالة جميع الصحابة ولا يمكن بحال إدخال المنافقين في جملة هذه الأحاديث وقد أنزل الله فيهم قوله (( إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار )) و( الـ ) للإستغراق اللهم إلا إذا كان النبي =+ يتناقض في أقواله وحاشاه ذلك.

      6ـ ثم نسأل هذا ( المهتدي ) الوبي! إذا كان القسمان الثاني والثالث من الصحابة هـم من المجروحين الذين اتبعوا الرسول =+ رغبة أو رهبة والمنقلبين على أعقابهم بالإضافة إلى النفاق الذي استشرى بينهم ( وهم الأكثرية من الصحابة ) وقسم واحـد ( وهم القلة القليلة من الصحابة ) ـ كما بينت سابقاً ـ هم المرضي عنهم والمعدلين من جملة الصحابة فما الذي يعنيه ذلك؟! فإذا كانت الأغلبية من الصحابة منقلبين ومنافقين يعني أن النبي =+لم يستطيع أن يربي أصحابه على الحق والعدل فأصبح مربياً فاشلاً!!؟ وهل ربّى بعد كل هذه الفترة صحابة لا يقلون عن ثلاثة ولا يتجاوزون السبعة؟؟! فحاشاه ذلك بأبي هو وأمي صلوات الله وسلامه عليه، ... أقول لطالب الحق أليس هذا طعناً صريحاً بالنبي =+ ، فبالله ماذا كان يفعل طيلة هذا المدة مع أصحابه وهل تعلموا منه السوء فقط سبحان الله! أهذا النبي العظيم الذي أنشأ جيلاً فريداً من البشر فتح الله بهم الدنيا وأنقذ بهم الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن جـور الأديان إلى عـدالة الإسلام ومن ظلمات الجاهلية إلى أنوار الحرية ودخل الناس من كل فجٍ عميق في دين اللـه أفواجاً حتى اعترف بعظمة هذا الجيل الفريد أحـبار اليهـود والنصارى ثم يأتي بعد ذلك أحفاد عبد الله بن سبأ ليفاجئونـا بعـد خمسة عشر قرناً بأن جيل الصحابة كانوا منافقين منقلبين على أعقابهم في النار؟!

      7ـ من المعلوم لدارس سيرة نبينا محمد =+ أن النفاق لم يكن له أثر في بداية الدعوة في مكة نظراً للإضطهاد الذى كان يلقاه المسلمون وقتئذ ولكنه ظهر بالمدينة بعدما مكن الله للنبي =+ وأصبح الإسلام واقعاً معترفاً به ومن المتفق عليه أن أبابكر وعمر وعثمان وغيرهم قد أسلموا في بداية محنة الإسلام في مكة وهذا يبين أنهم من أبعد الناس عن النفاق.

      8ـ لقد فضح الله المنافقين في سورتي ( المنافقين، والتوبة ) مبيناً حالهم ودسائسهم وما تكنه صدورهم تجاه المؤمنين لذلك سُمّيت سورة التوبة بالفاضحة والمدمدمة لما أظهرت من صفاتهم ونواياهم ثم أظهرت حال أهل الإيمان من الصحابة الميامين بشهادة رب العالمين، وبالنسبة لسورة المنافقين فقد نزلت في رأس النفاق عبد الله ابن أبي بن سلول وأصحابه فقد أخرج البخاري في صحيحه عند تفسير سورةالمنافقين عن زيد بن الأرقم أنه قال (( كنت في غزاة فسمعت عبد الله بن أبي يقول: لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا من حوله، ولئن رجعنا من عنده ليخرجن الأعز منها الأذل. فذكرت ذلك لعمي ـ أو لعمر ـ فذكر للنبي =+ فدعاني فحدثته، فأرسل رسول الله =+ إلى عبد الله بن أبي وأصحابه فحلفوا ما قالوا، فكذبني رسول الله =+ وصدقه، فأصابني هم لم يصبني مثلُهُ قط، فجلست في البيت، فقال لي عمي: ما أردت إلا أن كذبك رسول الله =+ ومقتك، فأنزل الله تعالى ( إذا جاءك المنافقون ) فبعث إليّ النبي =+ فقـرأ فقـال: إن الله قد صدقك يازيد))(26) ولعل ( المهتـدي ) يشك في ذلك وحتى أُشككه في هدايته إلى ما هُدي إليه أحيـله إلى مراجـعة كتاب ( مجمع البيان في تفسير القرآن ) للإمام الطبرسي ـ وهـو من أكابر علمائهـم ـ فقـد أورد سبب نزول سورة المنافقين في ابن أبـي سلول فقـال (( نزلت الآيات فـي عبد اللـه بن أبي ـ المنافق ـ وأصحـابه ... ))(27) ثم ذكر الروايات التي أوردها البخاري التي تثبت ذلك، ومعلوم أن أصحاب ابن أبي كانوا معروفين بأعيانهم عند الصحابة وهذا واضح جـداً من سياق الحديث. وأما بالنسبة لسورة ( التوبة ) فقد دمدمت على أهل النفاق في مواضع عديدة وفضحت الكثير من صفاتهم ففي قـوله تعـالى { لا يستأذنك الذين يؤمنون باللـه واليوم الآخـر أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم والـله عليم بالمتقين } إلى قـوله { وإن جهنم لمحـيطة بالكافرين } ( التوبة 44 ـ49)، ومعلوم أن الصحابة جميعاً قد خرجوا للقتال وقد تخلف في بادئ الأمر أبوذر وأبوخيثمـة ثم لحقـا بالنبي =+ وقد تخلف أيضاً من الصحابة ثلاثة وهم ( كعب بن مالك، وهلال بن أمية، ومرارة بن الربيع ) وهم من الأنصار وسيأتي أن الله سبحانه غفر لهم وتاب عليهم، وبقي في المدينة أهل النفاق والمعذورين من الجهاد وقد ذكرت سابقاً قول كعب بن مالك وهوأحد الثلاثة المتخلفين ذكر أنه لم يبق في المدينة إلا رجل ممن عذر الله أو رجلاً مغموصاً عليه بالنفاق وهذا يدل على أن أهل النفاق كانت لهم علامات يعرفهم بها الأصحاب ولا يجهلونها.

      وقوله تعالى { يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم قل استهزئوا إن الله مخرج ما تحذرون } ( التوبة 64) يقول ابن كثير في تفسير هذه الآية (( قال مجاهد: يقولون القول بينهم ثم يقولون عسى الله أن لايغشى علينا سرنا هذا، وهذه الآية شبيهة بقوله تعالى { وإذا جاؤوك حيوك بما لم يحيك به الله ويقولـون في أنفسـهم لولا يعذبنا الله بما نقول حسبهم جهنم يصلونها فبئس المصير } أي أن الله سينزل علي رسوله ما يفضحكم به ويبين لكم أمركم كقوله تعالى { أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم ـ الى قوله ـ ولتعرفنهم في لحن القول } الآية، ولهذا قال قتادة: كانت تسمى هذه السورة الفاضحة فاضحة المنافقين ))(28) أي أن الله فضحهم أمام الخلائق وبين حقيقتهم للناس بعد ما كان مكرهم سراً وفي الخفاء وبعد هذا لايقول أنهم والصحابة الكرام قسم واحد إلا من تسربل بالغباء! .

      وقوله تعالى { سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم } إلى قوله تعالى { فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين } ( التوبة 95 ـ 96) هذه الآية نزلت في المنافقين الذين تخلفوا عن غزوة تبوك وجاؤوا يعتذرون للنبي =+ وكانوا بضـعة وثمانين رجلاً ليس فيهم أحد من أصحاب النبي =+ راجع صحيح البخـاري رواية عبد الله بن كعب(29) في سبب نزول هذه الآية. وقوله تعالى { والذين اتـخذوا مسجداً ضراراً وكفراً وتفريقاً بين المؤمنين....} إلى قوله { والله يحب المطهرين } ( التوبة 107 ـ 108) وهذه الآية أيضاً فضحت المنافقين وذلك عنـدما بنوا مسجد ضرار لأبي عامر الراهب الفاسق لحرب المؤمنين وأرادوا من النـبي =+ أن يصلي فيه فأخبره جبريل بأمرهم فأمر بعض ( أصحابه ) بهدمه وأمره بالصلاة في المسجد الذي أسس على التقوى ... ولا شك أن الذين قاموا ببناء مسجد ضرار غير مجهولين عن الصحابة ولكن في نظر المؤلف المتشيع للحق والعقلانية أن أكثر الصحابة منافقون، والبداهة تقول أن المسجد الذي يصلي فيه الرسول =+ هو مسجد الصحابة، والمسجد الذي أمر بهدمه هو مسجد أهل النفاق، فإذا كان أكثر الصحابة منافقون(30) وصلى الرسول =+ في مسجد الصحابة المنافقين فهل الرسول =+ هدم مسجد المؤمنين ليصلي في مسجد المنافقين أيها العقلانيون؟! وفي نفس السورة يخبر اللـه برضـاه عن الصحـابة من السابقين الأولين مهاجرين وانصاراً بقوله سبحانه { والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جناتٍ تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم } ( التوبة 100 ) فانظر أيها القارئ كيف يخبر الله برضاه عن الصحابة من المهاجرين والأنصار (( فياويل من أبغضهم أو سبهم أو أبغض أو سب بعضهم، ولا سيما سيد الصحابة بعد الرسول وخيرهم وأفضلهم أعني الصديق الأكبر والخليفة الأعظم أبا بكر بن أبي قحافة رضي الله عنه فإن الطائفة المخذولة من الرافضة يعادون أفضل الصحابة ويبغضونهم ويسبونهم عياذاً بالله من ذلك. وهذا يدل على أن عقولهم معكوسة وقلوبهم منكوسة، فأين هؤلاء من الإيمان بالقرآن إذ يسبون من رضي الله عنهم؟! وأما أهل السنة فإنهم يترضون عمن رضي الله عنه ويسبون من سبه الله ورسوله ويوالون من يوالي اللـه ويعادون من يعادي اللـه وهم متبعون لا مبتدعون ويقتدون ولا يبتدون، ولهذا هم حـزب الله المفلحون وعبادُه المؤمنون ))(31) وقوله سبحانه { لقد تـاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيـغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رؤف رحيم } ( التوبة 117) وهذه الآية أيضاً صريحة في مدح الصحابة من المهاجرين والأنصار وصفاء ضمائرهم وسرائرهم، فهاتان الآيتان تصرحان بعدالة الصحابة الأخيار بشهادة الكبير المتعال، ثم رضي الله سبحانه على الثلاثة الذين تخلفوا وهم من جملة الصحابة خلاف بقية المتخلفين عن الغزوة من المنافقين الذين قبل الرسول =+ عن ظاهرهم، وهذا أعظم دليل على الفارق الكبير بين الصحابة المعدلين من الله سبحـانه رغم أخطائهم والمنافقين الذين فضحهم الله سبحانه في كتابه الكريم والحمد لله رب العالمين.

      9ـ لابد من أن أسوق رأى كبارعلماء الرافضة الإثني عشرية الذين أنطقهم الله الذي أنطق كل شيء ....أنطقهم بالحق الذي لا مرية فيه وذلك من كتبهم المعتمدة فقد أورد أبو النصر محمد بن مسعود المعروف بالعياشي في تفسيره لقوله تعالى { إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين } رواية تنفي النفاق صراحة عن صحابة النبي =+، رواها عن محمد الباقر ( وهو خامس الأئمة الاثني عشرالمعصومين ) عند القوم (( فعن سلام قال: كنت عند أبي جعفر عليه السلام فدخل عليه حمران بن أعين فسأله عن أشياء فلما همَّ حمران بالقيام قال لأبي جعفر عليه السلام أخبرنا أطال الله بقاك وأمتعنا بك إنا نأتيك فما نخرج من عندك حتى ترقَّ قلوبنا وتسلو أنفسنا عن الدنيا وتهون علينا ما في أيدي الناس من هذه الأموال، ثم نخرج من عندك فإذا صرنا مع الناس والتجار أحببنا الدنيا؟ قال فقال أبو جعفر عليه السلام: إنما هي القلوب مرّة يصعب عليها الأمر ومرّة يسهل، ثم قال أبو جعفر: أما إن أصحاب رسول الله =+ قالوا: يا رسول الله تخاف علينا النفاق، قال:فقال لهم: ولم تخافون ذلك؟ قالوا إنا إذا كنا عندك فذكرتنا روعنا ووجلنا نسينا الدنيا وزهدنا فيها حتى كأنا نعاين الآخرة والجنة والنار ونحن عندك، فإذا خرجنا من عندك ودخلنا هذه البيوت وشممنا الأولاد ورأينا العيال والأهل والأولاد والمال يكاد أن نحوّل عن الحال التي كنا عليها عندك وحتى كأنا لم نكن علـى شـيء أفتخـاف علينـا أن يكون هذا النفاق؟ فقال لهم رسول الله =+: كلا ( ! ) هذا من خطوات الشيطان ليرغبنكم في الدنيا، والله لو أنكم تدومون على الحال التي تكونون عليها وأنتم عندي في الحال التي وصفتم أنفسكم بها لصافحتكم الملائكة ومشيتم على الماء ولولا أنكم تذنبون فتستغفرون الله لخلق خلقاً لكي يذنبوا (*) ثم يستغفروا فيغفر لهم إن المؤمن مفتن توّاب أما تسمع لقوله { إن الله يحب التوابين } وقال {استغفروا ربكم ثم توبوا إليه } ))(32) ويقول الإمام الحسن العسكري ، وهوالإمام الحادي عشر عند القوم ـ في تفسيره مبيناً منزلة الصحابة الكرام عندما سأل موسى عليه السلام الله بضع أسئلة منها قوله ((..هل في صحابة الأنبياء أكرم عندك من صحابتي قال الله عز وجل: يا موسى أما علمت أن فضل صحابة محمد على جميع صحابة المرسلين كفضل آل محمد على جميع آل النبييين وكفضل محمد على جميع المرسلين ))(33) وأختم أخيراً برأي وصي القوم وإمامهم ـ بزعمهم ـ علي بن أبي طالب رضي الله عنـه في أصحـاب النبي =+ من أوثق كتب الإمامية ليستيقن طالب الحق ويزداد الذين آمنـوا إيماناً فيصفهم لشيعته المتخـاذلون عن نصرته متأسياً بهم فيقول (( لقد رأيت أصحاب محمد =+، فما أرى أحداً يشبههم منكم لقد كانوا يصبحون شعثاً غبراً، وقد باتوا سجّداً وقياماً يراوحون بين جباهِهِم وخـدودهم ويقفون على مثل الجمر من ذكر معـادهم، كأن بين أعينهم رُكب المعزي من طول سجودهم، إذا ذكر اللـه هملت أعينهم حتى تبُلَّ جيوبهم، ومـادوا كمـا يميـد الشجـر يوم الريح العاصف، خـوفاً من العقاب ورجـاءً للثواب ))(34) وأورد أيضاً إمـام القوم إبراهيم الثقفي في كتابه ( الغارات ) ـ من أهم كتب الشيعة الاثني عشرية ـ قول علي عندما سأله أصحابه ((...ياأمير المؤمنين حدثنا عن أصحابك، قال: عن أي أصحابي؟ قالوا: عن أصحاب محمد =+ قال: كل أصحاب محمد أصحابي ))(35)! فهذا هو قول أعظم أئمتهم ( كما يدعون ) في أصحاب النبي =+ والذين أكثرهم منافقون كما يدعي المهتدي والهداة المهديين من الرافضة، فهل يبطلون قولهم الساقط هذا ويلجمون ألسنتهم عن الصحابة الكرام أم سيبطلون قول إمامهم؟!

      وبعد هذا البيان أرجو منك أخي القارئ أن تراجع هذه الأدلة وأنت تقرأ في ثنايا هذا الكتاب لتعرف صحة ما نقلناه من اعتبار الرافضة لأكثر الصحابة وأولهم الخلفاء الثلاثة في عداد المنافقين المنقلبين على أعقابهم.

    4. #4
      التسجيل
      01-05-2001
      المشاركات
      566
      المواضيع
      165
      شكر / اعجاب مشاركة

      Thumbs up

      جزاك الله كل خير اخي االحبيب ونج الفن 4
      على جهودك الطيبة المباركة
      = اخي الحبيب الضاحي
      ان التيجاني ينسب لاهل السنه والجماعة اشياء لا جود لها والمشكله ان الروافض يصدقون
      وعلينا نحن ان نرد اباطيل هذا الكافر التيجاني
      ========
      ========
      بدنا رافضي يرد على هذا الكلام
      لو يكون محمد التيجاني نفسه يكون احسن

    5. #5
      التسجيل
      28-08-2001
      الدولة
      <=^=^==^=^=>
      المشاركات
      7,688
      المواضيع
      1537
      شكر / اعجاب مشاركة
      كتب العضو (محمد راشد)
      جزاك الله كل خير اخي االحبيب ونج الفن 4
      على جهودك الطيبة المباركة
      = اخي الحبيب الضاحي
      ان التيجاني ينسب لاهل السنه والجماعة اشياء لا جود لها والمشكله ان الروافض يصدقون
      وعلينا نحن ان نرد اباطيل هذا الكافر التيجاني
      ========
      ========
      بدنا رافضي يرد على هذا الكلام
      لو يكون محمد التيجاني نفسه يكون احسن

      العفو يا أخ راشد
      وشكرا لك لأنك رديت على الأخ الضاحي لأنني لم أفهم أقواله
      أما بشأن الرد فلا أعتقد أن أحد منهم سيرد برد شاف

    6. #6
      التسجيل
      29-07-2001
      المشاركات
      16,972
      المواضيع
      209
      شكر / اعجاب مشاركة
      شكرا اخوي

    7. #7
      التسجيل
      28-08-2001
      الدولة
      <=^=^==^=^=>
      المشاركات
      7,688
      المواضيع
      1537
      شكر / اعجاب مشاركة
      اليوم نرد على التيجاني في تشويهه لموقف الصحابة من صلح الحديبية وهذا هو النص

      الرد على التيجاني في موقفه من الصحابة في صلح الحديبية:

      يقول التيجاني ((مجمل القصة أن رسول الله (ص) خرج في السنة السادسة للهجرة يريد العمرة مع ألف و أربعمائة من أصحابه فأمرهم أن يضعوا سيوفهم في القرب، وأحرم هو وأصحابه بذي الحليفة و قلدوا الهدي ليعلم قريش أنه إنما جاء زائرا معتمرا و ليس محاربا، و لكن قريشا بكبريائها خافت أن يسمع بأن محمداً دخل عنوة الى مكة و كسر شوكتها فبعثوا اليه بوفد يرأسه سهيل بن عمرو بن عبد ود العامري وطلبوا منه أن يرجع في هذه المرة من حيث أتى على أن يتركوا له مكة في العام القادم ثلاثة أيام، وقد اشترطوا عليه شروطاً قاسية قبلها رسول الله لاقتضاء المصلحة التي أوحى إليه ربه عزوجل، ولكن بعض الصحابة لم يعجبهم هذا التصرف من النبي وعارضوه في ذلك معارضة شديدة وجاءه عمر بن الخطاب فقال: ألست نبي الله حقاً؟ قال: بلى، قال عمر: ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟ قال: بلى، قال عمر: فلم نعطي الدنية في ديننا إذاً؟ قال رسول الله (ص): إني رسول الله ولست أعصيه وهو ناصري، قال عمر:أولست كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به؟ قال: بلى، فأخبرتك أنا نأتيه العام؟ قال عمر: لا، قال: فإنك آتيه ومطوف به، ثم أتى عمر بن الخطاب إلى أبي بكر فقال: يا أبابكر أليس هذا نبي الله حقاً؟ قال: بلى، ثم سأله نفس الأسئلة التي سألها رسول الله، وأجابه أبو بكر بنفس الأجوبة قائلاً له: أيها الرجل إنه لرسول الله وليس يعصي ربه وهو ناصره، فاستمسك بغرزه، ولما فرغ رسول الله من كتاب الصلح قال لأصحابه: قوموا فانحروا ثم احلقوا، فوالله ما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات، فلما لم يمتثل لأمره منهم أحد، فدخل خباءه ثم خرج فلم يكلم أحداً منهم بشيء حتى نحر بدنة بيده، ودعا حالقه فحلق رأسه، فلما رأى أصحابه ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضاً حتى كاد بعضهم يقتل بعض، .. هذه مجمل قصة الصلح في الحديبية وهي من الأحداث المتفق عليها عند الشيعة والسنة وقد ذكرها المؤرخون وأصحاب السير كالطبري وابن الأثير وابن سعد وغيرهم كالبخاري ومسلم، وأنا لي هنا وقفة، فلا يمكن لي أن أقرأ مثل هذا ولا أتأثر ولا أعجب من تصرف هؤلاء الصحابة تجاه نبيهم، وهل يقبل عاقل قول القائلين بأن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يمتثلون أوامر رسول الله ( ص ) وينفذونها، فهذه الحادثة تكذبهم وتقطع عليهم مايرومون، هل يتصور عاقل بأن هذا التصرف في مواجهة النبي هو أمر هين، أو مقبول، أو معذور قال تعالى { فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليما } ))(2)

      قـلـت رداً عليـه:

      1ـ يبدو أن هذا التيجاني قد أجمل الرواية كثيراً حيث أخفى الجزء الهام منها مما يدل على سـوء خبيئته ومدى تجنيه على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد جاء في جـزء من حـديث صلح الحديبية المستشهد به قـول عروة بن مسعود لقومه (( .....فإن هذا قد عرض عليكم خطة رشد اقبلوها ودعوني آته. قالوا ائته، فأتاه، فجعل يكلم النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم نحواً من قوله لبديل. فقال عروة عند ذلك: أى محمد، أرأيت إن استأصلت أمر قومك، فإني والله لا أرى وجوهاً، وإني لأرى أشواباً من الناس خليقاً أن يفروا ويَدَعُوكَ، فقال له أبو بكر: امصص بظرَ اللات، أنحن نفر عنه وندعه؟ فقال: من ذا؟ قالوا: أبو بكر، قال: أما والذي نفسي بيده، لولا يدٌ كانت لك عندي لم أجزك بها لأجبتك، قال وجعل يكلم النبي صلى الله عليه وسلم، فكلما تكلم كلمة أخذ بلحيته، والمغيرة بن شعبة قائم على رأس النبي صلى الله عليه وسلم ومعه السيف وعليه المغفر، فكلما أهوى عروة بيده إلى لحية النبي صلى الله عليه وسلم ضرب يده بنعل السيف وقال له: أخِّر يدك عن لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفع عروة رأسه فقال: من هذا؟ قال: المغيرة بن شعبة، فقال: أي غدر، ألست أسعى في غدرتك؟ وكان المغيرة صحب قوماً في الجاهلية فقتلهم وأخذ أموالهم ثم جاء فأسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أما الإسلام فأقبل وأما المال فلست منه في شيء، ثم إن عروة جعل يرمق أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بعينيه، قال: فوالله ما تنخم(3) رسول الله صلى الله عليه وسلم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم ابتدروا أمره (!!)، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلموا خفضوا أصواتهم عنده، وما يحدون إليه النظر تعظيماً له، فرجع إلى أصحابه فقال: أي قوم والله لقد وفدت على الملوك، ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي، والله إن رأيت مليكاً قط يعظمه أصحابه كما يعظم أصحاب محمدٍ صلى الله عليه وسلم محمداً (!!) والله إن تنخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلموا خفضوا أصواتهم عنده، وما يحدون إليه النظر تعظيماً له ))(4) فهؤلاء هم الصحابة المعظِّمون لنبيهم صلى الله عليه وسلم يشهادة رجل من المشركين..... سبحان الله أرأيت أخي القارئ إلى هذا التيجاني المنصف والأمين كيف يخفي هذا الجزء الهام من الحديث، وأنا في الحقيقة أعذره في ذلك لأنه بإيراده لهذا الجزء سيهدم كلامه من أوله إلى آخره إذ كيف يتوافق ما جاء في الحديث مع تهويلاته؟!

      2ـ لم يعارض الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم معارضة شديدة كما يدعي التيجاني ولا يظهر في الحديث ما يدل على أنهم أرادوا مخالفة نبيهم صلى الله عليه وسلم ولكنهم فعلوا ما فعلوه حباً لدينهم وعقيدتهم وحنقاً على الكافرين، وظنوا كما يظن أي إنسان تعتريه الأعراض البشرية أن ما جاء في المعاهدة التي أبرمت من الشروط ما يعتبر إجحافاً في حق المسلمين وهذا ما كان ظاهراً وجلياً في هذه المعاهدة، وليسوا هم معصومون ويوحى إليهم مثل نبيهم صلى الله عليه وسلم، ثم كيف يخالف الصحابة نبيهم ولا يمتثلون أمـره ثم ينزل فيهم قوله تعالى { لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحاً قريباً } ( الفتح 18) فهذه الآية نزلت في صلح الحديبية، فكيف يخبر الذي يعلم السر وأخفى برضاه عن الصحابة لعلمه ما في قلوبهم من الصدق والوفاء والسمع والطاعة ويبشرهـم بالفتح القريب ثم يأتي هذا ( المتشيع للهدى )! ليشكك في نيات الصحـابة تجاه نبيهم صلى الله عليه وسلم؟ فلا أقول له إلا كما قال الصديق امصص بظر اللات !؟؟(5).

      3ـ وحتى تكون الصورة أكثر وضوحاً لدى القارئ سأنقل رواية مسلم في صلح الحديبية، ـ وقد عزى التيجاني نفسه إليها في هامش كتابه ـ وهي رواية أخرى غير رواية البخاري والتي توضح مَن مِنَ الصحابة بالتحديد الذي خالف أمر النبي صلى الله عليه وسلم ورفض الإذعان لأمره فقد أخرج مسلم عن البراء بن عازب قوله (( لما أحصر النبي صلى الله عليه وسلم عند البيت صالحه أهل مكة على أن يدخلها فيقيم بها ثلاثا. ولا يدخلها إلا بجلبان السلاح، السيف وقرابه، ولا يخرج معه من أهلها، ولايمنع أحدا يمكث بها ممن كان معه. قال لعلي ( أي ابن أبي طالب ) أكتب الشروط بيننا. بسم الله الرحمن الرحيم. هذا ما قضى عليه محمد رسول الله، فقال له المشركون: لو نعلم أنك رسول الله تابعناك، ولكن أكتب: محمد بن عبد الله، فأمر عليا أن يمحاها. فقال علي: لا والله لا أمحاها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أرني مكانها، فأراه مكانها فمحاها. وكتب: ابن عبد الله فأقام بها ثلاثة أيام ...))(6) وإذا أردت أن أستخدم عقلية هذا التيجاني وتفكيره وإنصافه المزعوم فسأقول أنا لي هنا وقفة فلا يمكن لي أن أقرأ مثل هذا ولا أتأثر ولا أعجب من تصرف هذا الصحابي، وهل يقبل عاقل قول القائل بأن هذا الصحابي كان يمتثل أمر النبي صلى الله عليه وسلم وينفذه، فهذه الحادثة تكذبه وتقطع عليه مايروم، فهل يظن نفسه أكثر حرصا من النبي صلى الله عليه وسلم حتى دفعه بأبي هو وأمي أن يمحي الكلمة بيده الشريفة ويكتبها بنفسه، فلا أظن أن عاقلا يقول بأن هذا التصرف في مواجهة النبي صلى الله عليه وسلم هو أمر هين أومقبول أو معذور ... فهذه هي العقلية التي يكتب بها هذا التيجاني التي تفتح الباب لكل (جاهل ) ليحمل كل فعل لصحابي مع النبي صلى الله عليه وسلم على أنه مخالفة له وعدم امتثال لأمره وسوء تصرف...الخ، ولا نكلف أنفسنا الرجوع لأقوال أهل العلم من شُراح الأحاديث، فأقول لهذا التيجاني هل تقبل هذا التفسير لفعل علي بن أبي طالب رضي الله عنه تجاه النبي صلى الله عليه وسلم ؟ فإن قبلت بذلك فعليك أن تحكم على عليٍ بما حكمت به على بقية الصحـابة، وإن لم يعجبك هذا التعليل فقد حكمت على قولك بحق الصحـابة الكرام بالبطلان فتصبح قد رددت على عقلك بنفسك والحمد لله رب العالمين.

      ثم يقول (( فهل سلّم عمر بن الخطاب هنا ولم يجد في نفسه حرجاً مما قضى الرسول ( ص )؟! أم كان في موقفه تردد فيما أمر النبي؟ وخصوصاً في قوله أولست نبي الله حقاً؟ أولست كنت تحدثنا؟ إلى آخره، وهل سلم بعد ما أجابه رسول الله بتلك الأجوبة المقنعة، كلا لم يقتنع بجوابه وذهب يسأل أبابكر نفس الأسئلة، وهل سلم بعدما أجابه أبوبكر ونصحه أن يلزم غرز النبي، لا أدري إذا كان سلم بذلك، أو اقتنع بجواب النبي أو بجواب أبي بكر(!!)، وإلا لماذا تراه يقول عن نفسه فعملت لذلك أعمالاً... فالله وحده ورسوله يعلم ما هي الأعمال التي عملها عمر، ولا أدري سبب تخلف البقية الباقية من الحاضرين بعد ذلك إذ قال لهم رسول الله: قوموا فانحروا ثم احلقوا، فلم يستمع إلى أمره أحد منهم حتى كررها عليهم ثلاث مرات بدون جدوى، سبحان الله أنا لا أصدق ما أقرأ، وهل يصل الأمر بالصحابة لهذا الحد في التعامل مع أمر الرسول، ولو كانت هذه القصة مروية من طريق الشيعة وحدهم لعددت ما قالوا افتراء على الصحابة الكرام، ولكن القصة بلغت من الصحة والشهرة أن تناقلها كل المحدثين من أهل السنة والجماعة أيضا، وبما أنني ألزمت نفسي توثيق ما اتفقوا عليه فلا أراني إلا مسلما ومتحيراً: ماذا عساني أن أقول؟ وبماذا أعتذر عن هؤلاء الصحابة الذين قضوا مع رسول الله قرابة عشرين عاماً من البعثة إلى يوم الحديبية، وهم يشاهدون المعجزات وأنوار النبوة؟ والقرآن يعلمهم ليلاً نهاراً كيف يتأدبون مع حضرة الرسول وكيف يكلموه، حتى هددهم الله بإحباط أعمالهم إن رفعوا أصواتهم فوق صوته ))(7). أقول:

      1ـ مما شك فيه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سلَّم بما أخبره النبي صلى الله عليه وسلم ولكنه أبدى شيئاً من الإعترض على شروط الاتفاق لأن الشبهة لم تنكشف له بوضوح، خصوصاً إذا عرفنا أنهوجه أسئلته تلك للنبي صلى الله عليه وسلم ومن بعده أبي بكر بعدما اشترط المشركون على النبي صلى الله عليه وسلم شروطاً قاسيةً منها أنه من جاء مسلماً يجب أن يرد إليهم ففي الحديث (( ....فقال سهيل: وعلى أنه لا يأتيك منا رجل ـ وإن كان على دينك ـ إلا رددته إلينا، قال المسلمون: سبحان الله!! كيف يرد إلى المشركين وقد جاء مسلماً؟! فبينما هم كذلك إذ دخل أبو جندل بن سهيل بن عمرو يرسف في قيوده وقد خرج من أسفل مكة حتى رمى بنفسه بين أظهر المسلمين، فقال سهيل: هذا يا محمد أول من أقاضيك عليه أن ترده إليّ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إنا لم نقض الكتب بعد قال: فوالله إذاً لم أصالحك على شيء أبداً، قال النبي صلى الله عليه وسلم:فأجزه لي، قال ماأنا بمجيزه لك، قال: بلى فافعل، قال ما أنا بفاعل، قال مكرز: بل قد أجزناه لك، قال أبوجندل: أي معشر المسلمين، أرد إلى المشركين وقد جئت مسلماً؟ ألا ترون ما قد لقيت؟ وكان قـد عـذب عذاباً شديداً في اللـه، قال فقال عمر بن الخطاب فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم .... الخ )) ثم سأل أسئلته تلك فلهذا كان وقع الأمر على عمر بن الخطاب بل وعلى أغلب الصحابة شديداً، ثم وإذا أضفنا إلى ذلك أن عمر سأل النبي صلى الله عليه وسلم بقوله ( أوليس كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به......الخ ) وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد أخبر أنه رأى في منامه أنه يعتمر ويدخل هو وأصحابه البيت فلما رأوا تأخير ذلك شق عليهم(8)، لهذا وتلك سأل عمر النبي صلى الله عليه وسلم فكان ذلك منه حرصاً على إذلال المشركين وحرصاً على نصرة الدين وأسئلته واضحـة بهذا الشـأن، ولم يكن ذلك شكاً بالطبع فقد وقع في رواية ابن اسحاق (( أن أبابكر لمـا قال له: الزم غـرزه فإنه رسول الله، قال عمر وأنا أشهد أنه رسول الله ))(9) لذلك يقول الإمام إبن حجر العسقلاني (( والذي يظهر أنه توقف منه ليقف على الحكمة في القصة وتنكشف عنه الشبهة ونظيره قصته في الصلاة على عبد الله بن أبي، وإن كان في الأولى لم يطابق اجتهاده الحكم بخلاف الثانية وهي هذه القصة، وإنما عمل الأعمال(10) المذكورة لهذه، وإلا فجميع ماصدر منه كان معذوراً فيه بل هو مأجور لأنه مجتهد فيه ))(11) والذي يؤكد أن عمر توقف في ذلك ليعلم الحكمة وتنجلي له الشبهة هو ما وقع في رواية مسلم في قصة الحديبية عند سؤال عمر للنبي صلى الله عليه وسلم تلكم الأسئلة قول الراوي ((....فنزل القرآن على رسول اللـه صلى الله عليه وسلم بالفتح، فأرسل إلى عمر فأقرأه إياه، فقال: يا رسـول اللـه أو فتح هو؟! قال: نعم فطابت نفسه ورجع ))(12) وفي سورة الفتح نزل قوله تعالى { لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحاً قريبـاً } وروى أحمـد في مسنـده عن جابر بن عبد الله قـال: قـال رسـول الله صلى الله عليه وسلم (( لن يدخـل النار رجل شهد بدراً والحديبية ))(13) فقد أخبر الله برضاه عن المؤمنين المبايعين للنبي صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة وشهد لهم بالجنة.. لماذا؟ لأنه علم صفاء ظواهرهم وبواطنهم، ولا شك أن عمر بن الخطاب من أوائلهم، فإذا كان اللـه سبحانه علام الغيوب يخبر عن صفاء قلوب الصحـابة ثم يأتـي هـذا الرويبض المهتدي! ليطعن في قلوب الصحـابة ألا يكون هذا طعناً بالدين؟!

      2ـ أما قوله أن عمر قال (( فعملت لذلك أعمالاً )) وقوله (( والله وحده ورسوله يعلم ما هي الأعمال التي عملها عمر )) فهذا إن دل على شيء فإنما يدل على عظيم جهله، فقد ورد عن عمر التصريح بقوله ( أعمالاً ) ففي رواية ابن إسحاق (( وكان عمر يقول ما زلت أتصدق وأصوم وأصلي وأعتق من الذي صنعت يومئذ، مخافة كلامي الذي تكلمت به . وعند الواقدي من حديث ابن عباس: قال عمر: لقد أعتقت بسبب ذلك رقاباً، وصمت دهراً ))(14) وذلك ليكفـر عما بدر منـه من التوقف في الامتثال للأمر من أوله وهذا أيضاً من اجتهاده رضي اللـه عنه وفي هـذا دلالة واضحة على ورعه وتقواه وانابته للحق وأنه ما أراد إلا إظهار العزة للمسلمين وإذلال المشركين كما هو واضح من سياق الحديث.

      3ـ بالنسبة لقوله ( ولا أدري سبب تخلف البقية الباقية من الحاضرين بعد ذلك إذ قال لهم رسول الله قوموا فانحروا ثم احلقوا....الخ )

      فأقول لهذا التيجاني لقد أوضحت في الحديث الذي رواه مسلم بأن علياً كان من جملة الصحابة الحاضرين في صلح الحديبية وكان من المعارضين لشروط الاتفاقية على رأي عمر بن الخطاب، وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قال لهم قوموا فانحروا فلم يقم منهم أحد، فلا شك أن علياً أيضاً كان واحداً منهم ولم يمتثل لأمره صلوات الله وسلامه عليه، وأنت تقول ( ماذا عساني أن أقول؟ وبماذا أعتذر عن هؤلاء الصحابة الذين قضوا مع رسول الله قرابة عشرين عاماً....) ويبدو أنه قد غاب عنك أن علياً واحداً من هؤلاء الصحابة، فإذا استطعت أن تعتذر عن علي في هذه الحادثة فأعتقد أن هذا يُعد اعتذار يشمل بقية الصحابة، وإذا لم تستطع أن تجد عذراً لعليٍ فالطعن الذي وجهته للصحابة موجه له يقيناً، وهنا لا يسعني إلا أن أقول إعتذر عن عقلك خير لك!!

      4ـ أما بالنسبة لعدم امتثال الصحابة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم يعود لعدة أمور بينها ابن حجر بقوله (( قيل كأنهم توقفوا لاحتمال أن يكون الأمر بذلك للندب أو لرجاء نزول الوحي بإبطال الصلح المذكور، أو تخصيصه بالإذن بدخولهم مكة ذلك العام لإتمام نسكهم، وسوغ لهم ذلك لأنه كان زمان وقوع النسخ، ويحتمل أن يكونوا ألهتهم صورة الحال فإستغرقوا في الفكر لما لحقهم من الذل عند أنفسهم مع ظهور قوتهم واقتدارهم في اعتقادهم على بلوغ غرضهم وقضاء نسكهم بالقهر والغلبة أو أخروا الامتثال لاعتقادهم أن الأمر المطلق لا يقتضي الفور، ويحتمل مجموع هذه الأمور لمجموعهم وليس فيه حجة لمن أثبت أن الأمر للفور ولا لمن نفاه ولا لمن قال إن الأمر للوجوب لا للندب، لما يطرق القصة من الاحتمال ))(15) (( ونظير هذا ما وقع لهم في غزوة الفتح من أمره لهم بالفطر في رمضان، فلما استمروا على الامتناع تناول القدح فشرب فلما رأوه شرب شربوا ))(16) فهذه هي الاحتمالات التي يضعها العلماء ليعتذروا عن الصحابة الكرام أما الجهلاء فأول ما يطرق عقولهم هو حمل أفعال الصحابة على أسوء المحامل وأسخفها في الوقت ذاته وذلك لما تكنه صدورهم من الحقد والكراهية فنعوذ بالله ممن أصمه الله وأعمى بصيرته.

      ثم يهذي فيقول (( ويدفعني إلى الاحتمال بأن عمر بن الخطاب هو الذي أثار بقية الحاضرين ودفعهم إلى التردد والتخلّف عن أمر الرسول ـ زيادة على اعترافه بأنه عمل لذلك أعمالاً لم يشأ ذكرها ـ ما يردده ( هو ) في موارد أخرى قائلاً: مازلت أصوم واتصدق واعتق مخافة كلامي الذي تكلمت به.....إلى آخـر ما هـو مأثور عنه في هـذه القضية مما يشعرنا بأن عمر نفسه كان يدرك بعـد الموقف الذي وقفـه ذلك اليوم، إنها قصة عجيبة وغريبة ولكنها حقيقية ))(17)

      1ـ هذا من الدس الرخيص على الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، إذ كيف علم أن عمر هو الذي أثار بقية الحاضرين للتخلف والتردد عن أمر الرسـول صلى الله عليه وسلم؟ فهل يعلم ما في قلب عمـر أم أوحي إليه بذلك؟! فلا يدل ذلك إلا علـى تـحامل هـذا الرافضي علـى عمر، ثم على أي شيء استند هـذا الدعي فـي تقوله علـى عمر؟ فهـل في الحـديث ما يدل على ذلك؟! فإذا كان فيه مـا يدل على ذلك وهيهات فليرينا إياه بدلاً من إلقاء الكلام جزافاً على خير الناس.

      2ـ ألا يدل هذا الكلام أيضاً على أنه طعن في بقية الصحابة لأنهم بزعمه تخلفوا عن الرسول صلى الله عليه وسلم إلى رأي عمر! وعلي بن أبي طالب من جملتهم بالطبع! أرأيت أخي القارئ كيف يمهد هذا الرافضي (المهتدي) لقرائه ويستدرجهم من حيث لم يحتسبوا رويداً للطعن في مجموع الصحابة العظام ليصل بهم إلى تقبل اعتقاد الرافضة بأن الصحابة ارتدوا إلا ثلاثة أو سبعة!؟ ولست أدري كيف لم ينتبه هذا الرافضي إلى أنه يطعن في إمامه الأول علي بن أبي طالب رضي الله عنه لأنه من الصحابة المترددين عن أمر النبي صلى الله عليه وسلم.

      3ـ أما قوله ( زيادة على اعترافه بأنه عمل لذلك أعمالاً لم يشأ ذكرها ) ثم قوله (ما يردده هو في موارد أخرى قائلاً: ما زلت أصوم وأتصدق...الخ ) فلست أدري حقاً هل يعني هذا الرجل ما يكتب؟! فكيف يعمل أعمالاً لم يشأ ذكرها ثم يردد (هو) في موارد أخرى أنه فعل كذا كذا، فهو هنا يريد أن يوهم القارئ أن هناك أعمالاً أخرى غير التي ذكرت قد أخفاها عمر، فيبدو أن لهذا التيجاني حـاسة ثامنة قد استطاع من خـلالها اكتشاف ما عجز عنه المحققون والشراح، ثم مـاذا تعني بقولك (موارد أخـرى )؟ أليست هذه روايات أخرى لهذا الحديث؟ فما الذي يجعلك تتمسك برواية البخاري التي يقول عمر فيها ( فعملت لذلك أعمالاً ) وتشكك في الروايات الأخرى والتي توضح هذه الأعمال مع أن المتكلم في جميع هذه الروايات هو عمر نفسه! فلماذا يعترف على نفسه بأنه عمل أعمالاً لم يشأ ذكرها؟!

      4ـ أما قولك إلى آخر ما هو مأثور عنه في هذه القضية..فما هو المأثور عنه في هذه القضية؟ فإذا كنت تأتي لقول عمر الصريح الواضح فتجعله متشابهاً، فكيف بك لو وجدت ما يدين عمر فلأسرعت لتزيينه في كتابك (الهادي)! ولكنك لم تجد فـأوهمت ذلك وهذا إغلال منك في هذه الحادثة.



      والسلام على من اتبع الهدى

    8. #8
      التسجيل
      28-08-2001
      الدولة
      <=^=^==^=^=>
      المشاركات
      7,688
      المواضيع
      1537
      شكر / اعجاب مشاركة
      كتب العضو (mrx)
      بسمه تعالى

      في اعتقادي ان مل يقوله التيجاني هو الصح و ما تقولونه هو الخطأ ، لانه هو الحق بعينه

      كما قال رسول الله (ص) (( ان مثل اهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجا و من تخلف عنها غرق و هوى))

      و بأمكانك التأكد من هذا الحديث بالرجوع الى صحيح البخاري و مسلم و غيرها من الكتب المعتبره.
      اصبر ونل ما يخرسك بإذن الله أنت وأمثالك
      ولو أنك قرأت وأنت مستحضر ضميرك لما تفوهت بهذا الكلام

    9. #9
      التسجيل
      28-08-2001
      الدولة
      <=^=^==^=^=>
      المشاركات
      7,688
      المواضيع
      1537
      شكر / اعجاب مشاركة
      الآن نبشركم بالجزء الثالث وهو الطعن والهدم لأحد أضخم دعائم مطاعن الشيعة في عمر
      وهو رغم ضخامته إلا أنه كالطبل تماما

      ثانياً: الرد على التيجاني في موقفه من الصحابة في رزيَّة يوم الخميس:

      يقول التيجاني (( ومجمل القصة أن الصحابة كانوا مجتمعين في بيت رسول الله قبل وفاته بثلاثة أيام فأمرهم أن يحضروا له الكتف والدواة ليكتب لهم كتابا يعصمهم من الضلالة، ولكن الصحابة اختلفوا ومنهم من عصى أمره واتهمه بالهجر، فغضب رسول الله وأخرجهم من بيته دون أن يكتب لهم شيئا، وإليك شيئا من التفصيل، قال ابن عباس: يوم الخميس وما يوم الخميس اشتد برسول الله وجعه، فقال: هلم أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده، فقال عمر إن النبي قد غلبه الوجع، وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله، فاختلف أهل البيت واختصموا، منهم من يقول قربوا يكتب لكم النبي كتابا لا تضلوا بعده، ومنهم من يقول ما قال عمر، فلمّا أكثروا اللغو والإختلاف عند النبي، قال لهم رسول الله (ص) قوموا عني، فكان ابن عباس يقول: إن الرزيّة كل الرزيّة ما حال بين رسول الله وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم، هذه الحادثة صحيحة لا شك فيها، فقد نقلها علماء الشيعة ومحدثوهم في كتبهم، كما نقلها علماء السنة ومحدثوهم ومؤرخوهم، وهي ملزمة لي على ما ألزمت به نفسي، ومن هنا أقف حائراً في تفسير الموقف الذي وقفه عمر بن الخطاب من أمر رسول الله، وأي أمر هو؟ أمر عاصم من الضلالة لهذه الأمة، ولا شك أن هذا الكتاب فيه شيء جديد بالنسبة للمسلمين سوف يقطع عليهم كل شيء ... ثم يتابع فيقول ... ولنترك قول الشيعة بأن الرسول أراد أن يكتب إسم علي خليفة له، وتفطن عمر لذلك فمنعه فلعلهم لا يقنعوننا بهذا الزعم الذي لا يرضينا مبدئياً ولكن هل تجد تفسيراً لهذه الحادثة المؤلمة التي أغضبت الرسول حتى طردهم وجعلت ابن عباس يبكي حتى يبلَّ دمعه الحصى ويسميها رزية، أهل السنة يقولون بأن عمر أحس بشدة مرض النبي فأشفق عليه وأراد أن يريحه، وهذا التعليل لا يقبله بسطاء العقول فضلاً عن العلماء، وقد حاولت مراراً وتكراراً التماس بعض الأعذار لعمر ولكن وقع الحادثة يأبى علـي ذلك، وحتى لو أبدلت كلمة يهجـر ( والعياذ بالله ) بلفظة ( غلبه الوجع ) فسوف لن نجد مبرراً لقول عمر ( عندكم القرآن ) حسبنا كتاب الله، أوكان هو أعلم بالقرآن من رسول اللـه الذي أنزل عليه، أم أن رسول اللـه لا يعي ما يقول (حـاشـاه) أم أنـه أراد بأمـره ذلك أن يبعث فيهـم الاختـلاف والفـرقة أستغفـر الله ))(1).

      وللرد على ما سبق أقول:

      1ـ خلط التيجاني في هذا الحديث يبن أكثر من رواية مختلفة فقد ذكر أن الصحابة اتهموا النبي صلى الله عليه وسلم ( بالهجر ) وفي الحديث الذي ذكره في كتابه لا وجود لهذه الكلمة وفي الحديث أيضاً نقل قول ابن عباس ( يوم الخميس وما يوم الخميس اشتد برسول الله وجعه ) فهذه الجملة ليست من الحديث المذكور والذي يعزوه للبخاري في بـاب المـرض ( بـاب قول المـريض قـوموا عني ) بهـامش كتـابه ولكنـها وكلمـة ( يهجر ) جزء من رواية أخرى تجاهلها هذا التيجاني لأنها توضح أموراً هامة في هذه الحادثة وهي رواية سعيد ابن جبير قال (( قال ابن عباس: يوم الخميس وما يوم الخميس، اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه فقال: ائتوني أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً، فتنازعوا، ولا ينبغي عند نبي نزاع، فقالوا ماشأنه؟ أهجر، استفهموه، فذهبوا يَرُدُّون عليه، فقال: دعوني، فالذي أنا فيه خيرٌ مما تدعونني أليه، وأوصاهم بثلاث قال: أخـرجوا المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم، وسكت عن الثالثة أو قال فَنَسِيتُها ))(2).

      2ـ إذا أراد هـذا التيجـاني أن يفسر أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم لقلب الموازين، فالكاتب الفاضل يدعي أن الرسول صلى الله عليه وسلم أراد أن يكتب لهم كتاباً يعصمهم من ( الضلالة )! هكذا بإطلاق، ومعلوم أن للضلالة معاني مختلفة، والصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم بقوله ( لن تضلوا بعده ) فإنه يخصه بأمر محدد كأن ينص على تعيين خليفة أو كتابة كتاب في الأحكام ليرتفع النزاع في الأمة وإلا فبالله كيف يترك النبي صلى الله عليه وسلم أن يكتب أمراً يعصم الأمة به من الضلالة؟! فإن دل هذا على شيء فإنه يدل على أن الأمر ليس للوجوب فتركه.

      3ـ يجب أن يعتقد كل مسلم (( أن النبي صلى الله عليه وسلم معصوم من الكذب ومن تغيير شيء من الأحكام الشرعية في حال صحته وحال مرضه ومعصوم من ترك بيان ما أمر ببيانه وتبليغ ما أوجب الله عليه تبليغه ))(3) فإذا عرفنا ذلك تبين لدينا أنه لو أمر بتبليغ شىء حال مرضه وصحته فإنه يبلغه لامحالة ف(( لو كان مراده صلى الله عليه وسلم أن يكتب مـالا يستغنون عنه لم يتركـه لاختلافهم ولا لغيره، لقوله تعالى { بلغ ما أنزل إليك } كما لم يترك تبليغ غير ذلك لمخالفة من خـالفه ومعاداة من عاداه ))(4) فدل ذلك على أن ما أراد النبي صلى الله عليه وسلم كتابته يحمل على الندب لا على الوجـوب وقد عـاش صلوات الله وسلامه عليه أربعة أيام بعـد ذلك ولم يأمـرهم بإعـادة الكتابة، وقوله في الرواية التى أخفاها الكاتب ( وأوصاهم بثلاث ) يدل على أن الذى أراد أن يكتبه لم يكن أمراً محتّماً لأنه لو كان مما أمر بتبليغه لم يكن يتركه لوقوع الاختلاف، ولعاقب الله من حـال بينه وبين تبليغه، ولبلغه لهـم لفظاً كما أوصاهم بإخـراج المشركين وغير ذلك(5).

      4- أمّا ادعاؤه بقوله ( ولكن هل تجد تفسيراً معقولاً لهذه الحادثة المؤلمة التي أغضبت الرسول حتى طردهم )، قلت:

      لم يظهر على النبي صلى الله عليه وسلم أي غضب على صحابته أو أمر بطردهم (هكذا ) ولم يرد هذا المعنى في أيٍ من روايات الحديث السبع التي ذكرها البخاري في صحيحه، ولكنه لشدة إحساسه بالمرض طلب منهم الكف عن الجدال فيما بينهم، ويظهر هذا واضحاً في الرواية التي أوصاهم فيها بثلاثة أمور وذلك بعد جدالهم فلا دليل على أنه غضب منهم أو طردهم ولو فرضنا جدلاً أنه غضب منهم فليس في هذا قدح بهم لأنهم ليسوا معصومين من الوقوع بذلك والرسول صلى الله عليه وسلم يغضب ويرضى بل لعل غضبه على أصحابه يكون خيراً لهم فقد أخرج البخاري في صحيحه عن أبي هـريرة رضي اللـه عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول (( اللهم فأيما مؤمن سببته فاجعل ذلك له قربة إليك يوم القيامة ))(6) وروى الطبراني في الكبير وأحمد في المسند قوله صلى الله عليه وسلم في جزء من الحديث (( أيما رجل من أمتي سببته سُبة أو لعنته لعنة في غضبي فإنما أنا من ولد آدم، أغضب كما يغضبون، وإنما بعثني رحمة للعالمين فاجعلها عليهم صلاة يوم القيامة ))(7) ثم أقول لهذا التيجاني ( المهتدي ) إذا لم تستطع أن تجد تفسيراً معقولاً ( لغضب ) النبي صلى الله عليه وسلم على الصحابة كما تدعي فأقول لك أخرج البخاري عن علي بن أبي طالب قوله (( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طرقه وفاطمة بنت النبي عليه السلام ليلة فقال: ألا تصليان؟ فقلت: يارسول الله أنفسنا بيد الله، فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا، فانصرف حين قلت ذلك ولم يرجع إليّ شيئاً، ثم سمعته وهومول يضرب فخذه وهـو يقول { وكـان الإنسان أكثر شيء جدلا }))(8)! فهل يجد التيجاني تفسيراً معقـولاً لمخـالفة (علي) أمر الرسول صلى الله عليه وسلم واحتجـاجه بالقـدر حتـى جـعل النبي صلى الله عليه وسلم يضرب علـى فخـذه ويقول معترضاً ( وكان الإنسان أكثر شيء جدلا ) فإن وجد تفسيراً معقولاً لجدال علي ففعل الرسول صلى الله عليه وسلم لجدال الصحابة معقول جداً؟!

      5ـ أما عن بكاء ابن عباس حتى بل دمعه الحصى وتسميته ذلك رزيّة فلست أدري والله ما الحجة التي فيه على أهل السنة فابن عباس كان يقول ذلك عندما يروي الحديث وليس عندما حدثت الحادثة، والروايات كلها تدل على ذلك ويحتمل أنه تذكر وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فزاد في حزنه بالإضافة إلى أن عدم كتابة الكتاب كان هذا رزية في حق من شك في خلافة أبي بكر فلو كتب الكتاب لزال الشك وكذلك سمـى تلك الحادثة رزية لأن ابن عباس كان ممن وافق على ترشيح أبـي بكر، وعلـى كل حـال إذا اعتقد أحـد أن قول ابن عباس حـق في خـلافه مع عمـر فأقـول لا شك عندنا أن عمر كان أفقه من ابن عبـاس والحمد اللـه.

      6ـ وقوله ( أهل السنة يقولون بأن عمر أحس بشدة مرض النبي فأشفق عليه وأراد أن يريحـه، وهـذا التعليل لا يقبله بسطاء العقـول فضلاً عن العلماء )

      فأقـول:

      سبحان الله على هذا العقلاني فإذا كان قول العلماء أن عمر أراد إراحة النبي صلى الله عليه وسلم تعليل لا يقبله بسطاء العقول؟! فهل القول بأن عمر وهو فاروق الأمة ومن خيرة الصحابة بعد أبي بكر تعمد إيذاء الرسول صلى الله عليه وسلم واتهامه بالهجر تعليل يقبله عظماء العقول يا تيجاني؟! فوالله لا يقول هذا إلامن جعل الجهل منهجه وطريقه، ولا شك لدينا أن هذا التعليل مقبول منطقياً خصوصاً إذا عرفنا أنه في الحديث اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه، ولكن ليس هذا هو السبب وحده الذي جعل عمر يقول ما قال بل لأنه ظهرت لديه قرينة تدل على أن الرسول صلى الله عليه وسلملم يجزم بالكتابة فقال ما قال وهذا من اجتهاده،..كما تبين لعلي عندما دعاه النبي صلى الله عليه وسلم للصلاة فاحتج بالقدر لأنه تبين أن النبي عليه السلام لم يقل هذا على سبيل الجزم أى بالوحي، والكاتب يدعي أن أهل السنة يتعللون عن عمر بأنه أراد أن يريح النبي صلى الله عليه وسلم شفقة عليه وبما أنه نقل جزءاً من كلام أهل السنة مبتوراً فسأضطر لنقل بعض من أقوال علماء أهل السنة ليظهر للقارئ مدى قوة حجج أهل السنة في تعليل موقف عمر ومدى الفرق بين تعليل جاهل مفرط في جهله وبين عالم راسخ في علمه، يقول المازري عن هذه الحادثة (( إنما جاز للصحابة الاختلاف في هذا الكتاب مع صريح أمره لهم بذلك لأن الأوامر قد يقارنها ما ينقلها من الوجوب، فكأنه ظهرت منه قرينة دلت على أن الأمر ليس على التحتم بل على الاختيار فاختلف اجتهادهم، وصمم عمر على الامتناع لما قام عنده من القرائن بأنه صلى الله عليه وسلم قال ذلك عن غير قصد جازم، وعزمه صلى الله عليه وسلم كان إما بالوحي وإما بالاجتهاد وكذلك تركه إن كان بالوحي فبالوحي وإلا فبالاجتهاد أيضاً....))(9) وقال الإمام البيهقي في أواخر كتابه دلائل النبوة (( إنما قصد عمر التخفيف على رسول الله صلى الله عليه وسلم حين غلبه الوجع ولو كان مراده صلى الله عليه وسلم أن يكتب ما لايستغنون عنه لم يتركه لاختلافهم ولا لغيره لقوله تعالى { بلغ ما أنزل إليك } كما لم يترك تبليغ غير ذلك لمخالفة من خالفه ومعاداة من عاداه وكما أمر في ذلك الحال بإخراج اليهود من جزيرة العرب وغير ذلك مما ذكره في الحديث ))(10) ويقول الإمام القرطبي (( ائتوني أمر، وكان حق المأمور أن يبادر للإمتثال لكن ظهر لعمر رضي الله عنه مع طائفة أنه ليس على الوجوب، وأنه من باب الإرشاد للأصلح فكرهوا أن يكلفوه من ذلك مايشق عليه في تلك الحالة مع استحضارهم قوله تعالى { ما فرطنا في الكتاب من شيء } وقوله تعالى { تبياناً لكل شيء } ولهذا قال عمر: حسبنا كتاب الله، وظهر لطائفة أخرى أن الأولى أن يكتب لما فيه من زيادة الإيضاح، ودلّ أمره لهم بالقيام على أن أمره الأول كان على الاختيار، ولهذا عاش صلى الله عليه وسلم بعد ذلك أياماً ولم يعاود أمرهم بذلك ولو كان واجباً لم يتركه لاختلافهم لأنه لم يترك التبليغ لمخالفة من خالف، وقد كان الصحابة يراجعونه في بعض الأمور مالم يجزم بالأمر فإذا عزم امتثلوا ))(11) وقـال الخطابي (( لم يتوهم عمر الغلط فيما كان النبي صلى الله عليه وسلم يريد كتابته، بل امتناعه محمول على أنه لما رأى ما هو فيه من الكرب وحضور الموت خشي أن يجد المنافقون سبيلاً إلى الطعن فيما يكتبه وإلى حمله على تلك الحـالة التي جرت العـادة فيها بوقوع بعض مايـخالف الاتفاق فكان ذلك سبب توقف عمر، لا أنه تعمد مخالفة النبي صلى الله عليه وسلم ولا جواز الغلط عليه حاشا وكلا ))(12) ويقول النووي في شرحه لمسلم (( أما كلام عمر رضي الله عنه فقد اتفق العلماء المتكلمون في شرح الحديث على أنه من دلائل فقه عمر وفضائله ودقيق نظره، لأنه خشي أن يكتب صلى الله عليه وسلم أموراً ربما عجزوا عنها واستحقوا العقوبة عليها لأنها منصوصة لامحالة للاجتهاد فيها فقال عمر: حسبنا كتاب اللـه لقوله تعالى { مافرطنا في الكتاب من شيء } وقوله تعالى { اليوم أكملت لكم دينكم } فعلم أن اللـه تعالى أكمل دينه فأمن الضلالة على الأمـة وأراد الترفيه على رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان عمر أفقه من ابن عباس وموافقيه ))(13) ومما يدلل على فقه وعلم عمر ما رواه مسلم في صحيحه عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (( قـد كان في الأمم قبلكم محدثـون، فـإن يكن في أمتي أحد فعمر ))(14) وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( بينما أنا نائم رأيت الناس يعرضون علي وعليهم قمص، منها مايبلغ الثدي، ومنها ما يبلغ دون ذلك، ومر عمر بن الخطاب وعليه قميص يجره. قالوا: ماأولت ذلك يارسول الله؟ قال الدين ))(15) وأخرج البخاري في صحيحه عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ((بينما أنا نائم إذ رأيت قدحاً أتيت به فيه لبن فشربت منه حتى أني لأرى الرَّيَّ يخرج من أظافري، ثم أعطيت فضلي عمر بن الخطاب فقالوا: فما أولته يارسول الله؟ قال العلـم ))(16) وهذا علي بن أبي طالب يمدح عمر بن الخطاب ويشهد بعدالته واستقـامته وذلك من كتاب الإمامية الحجة ( نهج البلاغة ) الذي جمعـه إمامهم (الشريف الرَّضى ) حيث يقول في جزء من خطبته (( ووليهم والٍ فأقام واستقام حتى ضرب الدين بجرانه ))(17) ويقول ابن أبي الحديد الشيعي شارح نهج البلاغة ((...هذا الوالي هو عمر بن الخطاب ))(18) فأقول للتيجاني المهتدي كما يقول الشاعر:

      وكم من عائبٍ قولاً صحيحاً..........وآفته من الفهم السقيم.

      7ـ وقـوله ( وحتـى لـو أبدلت كلمة يهجـر ـ والعياذ باللـه ـ بلفظة غلبـه الوجـع فسوف لـن نجـد مبرراً لقـول عمر ـ عندكم القرآن ـ حسبنا كتاب الله ) فأقول:

      لا يوجد في أي من روايات الحديث بأن قائل هذه الكلمة هو عمر فقوله أنه لو أبدل كلمة ( يهجر ، بغلبه الوجع ) إيهام من هذا التيجاني بأن عمر القائل غلبه الوجع قد قال أيضا بأنه يهجر وهذا من الكذب البين على عمر لفروق المعنى بين الكلمتين ومن يجـد الكاتب وهو يقول وحتى لو أبدلت كلمة يهجر( والعيـاذ بالله ) يظن أنه أكثر ورعـاً وتورّعا من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيالسخافاته الجاهلية !! .

      وأما بالنسبة لكمة ( أهَجَرَ ) فإنها جاءت بصيغة الجمع وسبب قولهم ذلك إنكاراً لمن قال لاتكتبوا فقالوا كيف نتوقف هل تظن أنه كغيره يقول الهذيان في مرضه ثم قالوا: إستفهموا للإنكار، وإن فرض صدور هذا الكلام عن بعضهم فلعل أحدهم اشتبه عليه الأمر فشك في ذلك لأنه ليس معصوماً والشك جائز عليه ولكن يستبعد ذلك لأنه لا بد أن ينكره الباقون، أو لعل قائل هذا القول هو من قرب دخوله في الإسلام أو أن أحدهم أصيب بالحيرة لدى مشاهدته النبي في حالته هذه فقال ما قال و (( الهجر في اللغة هو اختلاط الكلام بوجه غير مفهِم وهو على قسمين: قسم لا نزاع لأحد في عروضه للأنبياء عليهم السلام وهو عدم تبيين الكلام لبحَّة الصوت وغلبة اليبس بالحرارة على اللسان كما في الحميات الحارة، وقد ثبت بإجماع أهل السير أن نبينا صلى الله عليه وسلم كانت بحة الصوت عارضة له في مرض موته صلى الله عليه وسلم، والقسم الآخر جريان الكلام غير المنتظم أو المخالف للمقصود على اللسان بسبب الغشي العارض بسبب الحميات المحرقة في الأكثر، وهذا القسم وإن كان ناشئاً من العوارض البدنية ولكن قد اختلف العلماء في جواز عروضه للأنبياء، فجوزه بعضهم قياسا على النوم، ومنعه آخرون، فلعل القائل بذلك القول أراد القسم الأول، يعني أنَّا نرى هذا الكلام خلاف عادته صلى الله عليه وسلم فلعلنا لم نفهم كلامه بسبب وجود الضعف في ناطقته فلا إشكال ))(19) فعلى العموم كل ما صدر عن الصحابة من أقوال لا تفيد الطعن بالنبي صلى الله عليه وسلم بيقين وليس فيها ما يقدح بعدالتهم.

      8ـ وقوله (( أوكان هو أعلم بالقرآن من رسول الله.....الخ )) فقوله هذا لا يدل إلا على جهله المركب لأن قول عمر حسبنا كتاب الله هو رد على من نازعه لا رداً على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالإضافـة إلى أنـه تبين لديه أن الرسـول صلى الله عليه وسلم لم يجـزم على الكتـابة فقال عمر قولته اعتماداً على قوله { اليوم أكملت لكم دينكم } وقوله { ما فرطنا في الكتاب من شيء } وهذا كما بينت سابقاً يدل على عميق فقهه وعلمه، والرسول صلى الله عليه وسلم يعي ما يقوله هو وما يقوله عمر، لذلك لم ينكر عليه قالته تلك تدليلاً على استصوابه ويعلم النبي صلى الله عليه وسلم أن هذا لن يبعث فيهم الاختلاف والفرقة وهو ما حدث بالفعل فقد رشح المسلمون ( أبا بكر الصديق ) فقطع الخلاف وكتب الله لصحابته في عهد أبي بكر حب الإئتلاف وبغض الاختلاف.

      ثم يقول التيجاني ( ثم لو كان تعليل أهل السنة صحيحاً، فلم يكن ليخفى على رسول الله حسن نية عمر، ولشكره رسول الله على ذلك وقربه بدلاً من أن يغضب عليه ويقول أخرجوا عني ) أقول: يأبى هذا التيجاني إلا أن يبرهن على سوء فهمه وقلة حيلته فيعيد كلامه تكراراً ولله در القائل:

      إذا لم يكن لك حسن فهم............أسأت إجابةً وأسأت فهماً!؟

      فلو كانت حججك العقلانية صحيحة أن تقول سكوت النبي صلى الله عليه وسلم على قول عمر ثم توقفه عن الكتابة يدل على موافقته له، ثم يجازف نحوياً فيقول ( بدلاً من أن يغضب عليه ويقول أخرجوا عني ) عجباً فالهاء في ( عليه ) عائدة على عمر والواو في (أخرجوا ) واو الجمع فكيف تستقيم الجملة هكذا؟ فالأصل أن يقال ( أن يغضب عليه ويقول أخرج عني ) ولو قال ذلك فلعلها كانت شبهة له وقول التيجاني هذا أعظم دليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم سكت عن قول عمر ولم يعترض عليه ولكن لما كثر اللغط والاختلاف قال ( دعوني ) وليس فيها ما يفيد الطرد والإخراج خاصةً إذا ما عرفنا أنه أوصاهم بعدها بثلاثة وصايا.

      ثم يهذي التيجاني فيقول (( وهل لي أن أتساءل لماذا امتثلوا أمره عندما طردهم من الحجرة النبوية، ولم يقولوا بأنه يهجر؟ ألأنهم نجحوا بمخططهم في منع الرسول من الكتابة، فلا داعـي بعد ذلك لبقائهم، والدليل على أنهم أكثروا اللغـط والاختـلاف بحضرته (ص)، وانقسموا إلى حـزبين منهم من يقول: قربـوا إلى رسـول اللـه يكتب لكـم ذلك الكتاب ومنهم من يقول ما قال عمر أي أنه يهجر ))(20).

      الله أكبر!؟ آلصحابة يخططون ضد محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ليمنعوه من الكتابة!!! فهذا والله اعتقاد من لم يدخل في قلبه حب وتوقير لصحابة النبي صلى الله عليه وسلم الذين آزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل عليه، وأفدَوهُ بأرواحهم وأهليهم بل وبكل ما يملكون ففتح الله لهم الدنيا وأذل لهم جبابرة الأرض من الفرس والروم بسبب نصرتهم للنبي صلى الله عليه وسلم ثم يأتي هذا الأنوك ليدعي أن الصحابة يخططون ضد من؟! رسول الله صلى الله عليه وسلم !!؟ فإنها والله لإحدى الكبر فهل هذا هو المنطق السليم والعقلاني الذي أوصله إلى ما يخالف المعقول والمنقول؟!... سبحان الله أكلّ هذا التحريف ليحاول أن يجعل النص يخدم أهداف الرافضة الشنيعة للحط من الصحابة ولكن أَنّى لهم، ثم يعيد ويكرر حجته الخاوية على عروشها بأن عمر يقول بأنه يهجر ودون إطالة أقول الحقيقة ظاهرة والحمد لله.

      ثم يدلل هذا المهتدي على أسباب هدايته فيقول (( والأمر لم يعد بتلك البساطة يتعلق بشخص عمر وحده ولو كان كذلك لأسكته رسول الله وأقنعه (!) بأنه لا ينطق عن الهوى ولا يمكن أن يغلب عليه الوجع في هداية الأمة وعدم ضلالتها ولكن الأمـر استفحل واستشرى ووجد له أنصاراً كأنهم متفقون مسبقاً (!)، ولذلك أكثروا اللغط والاختلاف ونسوا أو تناسوا (!) قول اللـه تعالى { ياأيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون }

      فإن تعجب فعجب قولهم! فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يغضب على عمر ويقول له وللباقين اخرجوا عني ألا يستطيع أن يسكت عمر؟ وفي الحديث أنه أوصاهم بثلاث وصايا، وعدم إسكاته دليل على الموافقة له والرضا بما قال، أما أنهم أكثروا اللغط ونسوا أو تناسوا ( هكذا ) قول اللـه سبحانه ( الآية ) فأقول لهـذا التيجـاني: الصحـابة لم يرفعـوا أصواتهم فوق صوت النبي صلى الله عليه وسلم بل رفعوا أصواتهم على بعضهم البعض وهـذا جـائز بدلالة الآية وعلى هذا فاحتجاجك السقيم ردٌ عليك.

      ثم يخرج التيجاني أوضاره فيقول (( وفي هذه الحادثة تعدوا حدود رفع الأصوات والجهر بالقول إلى رميه (ص) بالهجر والهذيان والعياذ بالله (!!) ثم أكثروا اللغط والاختلاف وصارت معركة كلامية بحضرته وأكاد أعتقد بأن الأكثرية الساحقة كانت على قول عمر ولذلك رأى رسول الله (ص) عدم الجدوى من كتابة الكتاب لأنه علم بأنهم لم يحترموه (!!) ولم يمتثلوا لأمر الله فيه في عدم رفع أصواتهم بحضرته، وإذا كانوا لأمر الله عاصين فلن يكونوا لأمر رسوله طائعين (!)، واقتضت حكمة الرسول بأن لا يكتب لهم ذلك الكتاب لأنه طعن فيه في حياته فكيف يعمل بما فيه بعد وفاته، وسيقول الطاعنون: بأنه هجر من القول ولربما سيشككون في بعض الأحكام التي عقدها رسول الله في مرض وفاته (!)، إذا اعتقادهم بهجره ثابت، أستغفر الله (!) وأتوب إليه من هذا القول في حضرة الرسول الأكرم (!!)، كيف لي أن أقنع نفسي وضميري الحر(!) بأن عمر بن الخطاب كان عفوياً في حين أن أصحابه ومن حضروا محضره بكوا لما حصل حتى بل دمعهم الحصى وسموها رزية المسلمين، ولهذا فقد خلصت إلى أن أرفض كل التعليلات التي قدمت لتوجيه ذلك، ولقد حاولت أن أنكر هذه الحادثة وأكذبها لأستريح من مأساتها (!) ولكن كتب الصحاح نقلتها وأثبتتها وصححتها ولم تحسن تبريرها ))(21)!

      هاهو التيجاني يدلي بوعائه ليخرج لنا قيحه الذي سود به صفحات كتابه، ولم يدر أنه بكلامه هذا قد خلع ربقة الإسلام من عنقه! فكيف يدعي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى عدم الجدوى من كتابة الكتاب واقتضت حكمته ذلك (( هكذا!! )) بحجة أن الصحابة ( لن ) يحترموه و( لن ) يمتثلوا أمره بالإضافة إلى طعنهم به!! ولو فرضنا ( اعتباطاً ) أن هذا حق فكيف يتوقف النبي صلى الله عليه وسلم عن كتابة ما أمر ببلاغه وهو الرسول المبلغ عن رب العالمين؟ وليس هو مخيرٌ في ذلك والله يقول { يأيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك، وإن لم تفعل فمابلغت رسالته، والله يعصمك من الناس ...} ( المائدة 67) ويقول سبحانه { وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى } ( النجم 3ـ 4) فلا بد للنبي صلى الله عليه وسلم من التبليغ سواءٌ بالكتابة أو بالقول كما أمرهم بإخراج المشركين من جزيرة العرب وغيره، وادعاء التيجاني هذا هو طعن بالنبي صلى الله عليه وسلم إذ كيف يتوقف عن التبليغ لمجرد الطعن به؟! ومن قرأ كتاب الله يعلم مدى جهل هذا التيجاني بحقيقة الرسالة لأن الرسل جميعاً تعرضوا من أقوامهم لشتى أنواع التعذيب الجسدية والنفسية فلم تثنيهم هذه العذابات عن المضي قدماً بتبليغ رسالة الله، ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء قد تعرض لأنواع من الاغراءات ثم التهديدات والتعذيب ليثنيه المشركون عن تبليغ رسالة السماء، فقاموا بالاعتداء عليه وعلى أصحابه وتعذيبهم وحاصروه وقومه بشعاب مكة ورموه بألقاب السخرية والاستهزاء كالساحر والمجنون فلم تقف هذه الضغوط في طريقه ليبلغ دين الله كاملاً غير منقوص وجاهد في سبيل الله مع أصحابه حتى مكن الله له في الأرض وجعل دينه يعلوا على كل الأديان وبذلك استحق أن يكون خير رسل الله أجمعين، ثم يأتي هذا الرويبض ليدعي على نبي المرحمة صلوات الله وسلامه عليه أنه توقف عن تبليغ أمر الله عاصماً للأمة من الضلالة! لماذا؟ لمجرد عدم احترامه وإطاعة أمره أو الطعن به يتراجع عن تبليغ ما أمر ببيانه! فحاشا نبينا صلى الله عليه وسلم ذلك، فلا بد من أن يبلغ الرسالة وأن يظهر الحق وإن حاربه أهل الأرض جميعاً وليظهر أهل الحق من أهل الباطل ويعرف أولياءه من أعدائه، فمن اتبع أمر الله ورسوله نجا ومن خالف فقد هلك ولذلك أنزل الله الرسل مبشرين للناس ومنذرين، ومن هنا نعلم أن الذي أراد النبي صلى الله عليه وسلم كتابته ليس وحياً بل على سبيل الاختيار ذلك لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهوشهيد، ثم يدعي هذا التيجاني على الصحابة بأنهم لم يحترموا النبي صلى الله عليه وسلم ولم يمتثلوا لأمره وطعنوا به!!؟ فيبدوا أن الكلام عند هذا التيجاني لا يشترى بالمال فلا غضاضة إذاً من تسويد الصفحات بالمجـازفات والافتراءات، فمرة يقول أن ابن عباس بكى وبل دمعه الحصى ومـرة يقول أن الصحابة بكوا حتى بل دمعهم الحصى وفي نفس الوقت يخططـون لمنـع النبي صلى الله عليه وسلم من الكتابـة وأكثرهم كانوا على رأي عمر إلى آخر هذه التجنيات التيجانية!!

      ثم ينتصر لربعه فيقول (( وأكاد أميل إلى رأي الشيعة في تفسير هذا الحدث لأنه تعليل منطقي وله قرائن عديدة، وأني ما زلت أذكر إجابة السيد محمد باقر الصدر عندما سألته: كيف فهم سيدنا عمر من بين الصحابة ما يريد الرسول كتابته وهو استخلاف علي على حد زعمكم، فهذا ذكاء منه، قال السيد الصدر: لم يكن عمر وحده فهم مقصد الرسول، ولكن أكثر الحاضرين فهموا ما فهمه عمر، لأنه سبق لرسول الله (ص) أن قال مثل هذا إذ قال لهم أني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً، وفي مرضه قال لهم: هلم أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده أبداً، ففهم الحاضرون ومن بينهم عمر أن رسول الله يريد أن يؤكد ما ذكره في غدير خم كتابياً، وهو التمسك بكتاب الله وعترته، وسيد العترة هو علي، فأنه (ص) أراد أن يقول: عليكم بالقرآن وعلي، وقد قال مثل ذلك في مناسبات أخرى كما ذكر المحدثون وكان أغلبية قريش لا يرضون بعلي لأنه أصغر القوم ولأنه حطم كبرياءهم وهشم أنوفهم وقتل أبطالهم، ولكنهم لايجرؤون على رسول الله إلى هذا الحد الذي حصل في صلح الحديبية وفي المعارضة الشديدة للنبي عندما صلى على عبد اللـه ابن أبي المنـافق، وفي عـدة مواقف أخرى سجلها التاريخ وهذا موقـف منها، وأنت ترى أن المعـارضة لكتابة الكتاب في مرض النبي شجعت بعض الآخـرين من الحـاضرين على الـجرأة ومن ثم الإكثار من اللغط في حضرة الرسول ص ))(22).

      في الحقيقة إني والله لست أدري هل أغبط هؤلاء القوم على أحلامهم أم أحزن على سقم عقولهم، فالمهتدي يدعي بأن تفسير الشيعة (الرافضة) منطقي وله قرائن عديدة، فأتساءل ما هي هذه القرائن؟ هل هي تحليل ( باقر الصدر ) لموقف الصحابة؟ من يسمع كلام هذا الباقر يظن أنه يعلم الغيب أو ممن يوحى إليهم!! فإني والله لأعجب ولا أزال أعجب من قوله ( لم يكن عمر وحده فهم مقصد الرسول ولكن أكثر الحاضرين فهموا ما فهمه عمر )!؟ فيبدوا أن ( باقر الصدر ) هذا قد بقر صدور الصحابة فعلم ما بها!!؟ ثم يقول ( لأنه سبق لرسول الله (ص) أن قال مثل هذا إذ قال لهم أني مخلف فيكم الثقلين...الخ وذكر حديث غديرخُم وفيه قول الرسول ( من كنت مولاه فعلي مولاه )(23) فأقول ( للمهتدي وهاديه ) بما أن الرسول صلى الله عليه وسلم سبق وأن ذكر مثل ذلك كما تدعي فلماذا يكرره مرة أخرى وقد نص على ذلك في هذه الأحاديث والتي رواها أهل السنة في صحاحهم ولم تنكروها؟ ألا يكفي هذان الحديثان حجة على أهل السنة؟! والغريب حقاً أن الشيعة الأمامية طالما طبّلوا في آذاننا وزمّروا سواءٌ في كتبهم أو على ألسنة علمائهم أن علياً قد نَص عليه الرسول صلى الله عليه وسلم بنصوص جلية لا تحتمل اللبس فيحتجون بالأحاديث المذكورة آنفاً وبأحاديث أخـرى من مثل ادعـائهم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال (( إن هذا أخي ووصي، وخليفتـي فيكم فأسمعوا لـه وأطيعوا ))(24) بل قـد ادعى الموسوي في كتابه المراجعات(25) أن هناك (40 ) نصاً جلياً على إمامة علي، وفي كتاب حق اليقين(26) لعلامتهم عبد الله شبر يورد ثلاثة عشر حديثاً واضحاً وجلياً على ثبوتية النص على خلافة على رضي الله عنه فلماذا بعد هذا تمسكون بالقشة! مؤكدين بأن النبي صلى الله عليه وسلم أراد كتابة كتاب ينص فيه على علـي بن أبي طالب؟ فإن قلتم لأن أهل السنة ينكرون هـذه النصوص أو يؤلونها، فأقـول إذا أنكر أهـل السنة هذه النصوص ( الجلية ) على حد زعمكم والتي كانت على ملأ من الناس مثل حديث الغدير فلئن ينكروا كتاباً مجهولاً حضره فئة قليلة أحرى وأجدر. ثم أغرب الباقر حين قال ( فكأنه (ص) أراد أن يقول: عليكم بالقرآن وعلي )! فياللعجب وأين إذن موقع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم من دين الإسلام وهل علي أفضل من رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يقدم عليه فأين هؤلاء من الآيات التي توجب الاتباع للنبي صلى الله عليه وسلم؟ أليس الله يقول { وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنـه فانتهوا } ( الحشر 7) وقولـه سبحانه { وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسـوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص اللـه ورسوله فقد ضل ضلالاً مبينا } ( الأحزاب 36) وقوله تعالى { قل إن كنتم تحبون اللـه فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم، قل أطيعوا اللـه والرسـول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين } ( آل عمران 31 ـ 32 ) فأين هذه الآيات من قول هذا عليكم بالقرآن وعلي!؟ وبالطبع الرافضة يدعون بأن علياً معصوم عندهم فهو إذن مثل النبي صلى الله عليه وسلم وكل ما يقوله حق ومن عند الله فيبدو أن سنة محمد صلى الله عليه وسلم أصبحت منسوخة؟ ومعلوم أن القرآن تفسر السنة الكثير منه فمعنى هذا أن القرآن سيكون تحت رحمة هؤلاء الرافضة أيضاً بهذه الحجة وهذا هو عين الضلال فمرحى بعقيدة الرافضة!؟ وأقول لهذا المهتدي من إذن الذي ينكر السنة ويدعو إلى تركها أليس قول الباقر هذا يهدم السنة من أساسها، فلماذا أهذيت كثيراً عند تفسير قول عمر بن الخطاب ( حسبنا كتاب الله ) الواضح المعنى وهو الصحابي الجليل ولم تشن حرباً على الباقر وهو الضال المضل؟! فهل المنطق السليم والعقلاني الذي تتمتع به هو الذي أوصلك لهذا؟ فيالله لهذه المهزلة العقلية!

      وقوله ( وكان أغلبية قريش لا يرضون بعلي لأنه أصغر القوم ولأنه حطم كبرياءهم وهشم أنوفهم وقتل أبطالهم ) فمن يقصد ( بقريش ) هنا؟ هل هم مشركو مكة أم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ؟! فإذا كان يقصد المشركين، فهل علي وحده هو الذي حطم وهشم وقتل أبطالهم؟ وهو وحده الذي قاتل في بدر وأحـد وغيرهـا من الغـزوات؟! أليـس جميع الصحـابة يشتركون في ذلك؟ وأولهم أبوبكر وعمـر وعثمان وطلحة والزبير...فلا مزية لعلي عن باقي الصحابة في جهاد المشركين.

      وأما إن كان يقصد بقريش هنا الصحابة وهو الاحتمال الأرجح لأن سياق الكلام الذي يأتي بعد يخص الصحابة، ومما لا شك فيه أن أبابكر وعمر وعثمان وأكثر المهاجرين من قريش وما من شك أيضاً بأن قريشاً قد دخلت في الإسلام وهنا أتساءل هل علي حطم كبرياء الصحابة وقتل أبطالهم؟؟!! ألأنهم دخلوا في الإسلام رغبة ورهبـة؟! فأي عـاقل يحترم عقله فيعقل ما يقوله هذا المهتدي فكيف يستقيم هذا القول وعلـي من قريش أيضاً والنبي صلى الله عليه وسلم يقول (( إن هذا الأمر في قريش لا يعاديهم أحـد إلا كبه الله في النار على وجهه ما أقاموا الدين ))(27) وروى ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (( لا يزال هذا الأمر في قريش مـا بقـي منهم اثنان ))(*) وعلـي نفسه يقول في خطبة يوردها الشريف الرضى في كتابه ( نهـج البلاغة ) ـ من أهم كتب الأئمة الإثني عشرية ـ (( إنَّ الأئمة من قريش ))(29) لذلك كان الخلفاء الأربعة من قريش بما فيهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه فأي معنى لترهات هؤلاء الرافضة، والأصل أن يقال بأن المنطق السليم والواقع يبرهن على أن أوباش الفرس الذين حطم علي وإخوانه من الصحابة كبرياءهم وهشم أنوفهم وقتل أبطالهم قد حنقوا على الاسلام وأهله فأرادوا بهم كيداً فاتخذوا من أهل البيت ستاراً لتحقيق ذلك فتباكوا على حب آل البيت والانتصار لهم وذرفوا عليهم دموع التماسيح وبعدها راحوا يحاولون تحطيم أركان هذا الدين وذلك بالطعن بمن حملوا القرآن وحفظوه وبمن حملوا السنة وحفظوها وهم الصحابة العدول رضوان الله عليهم جميعاً ثم عدّوهم من أهل النفاق والردة ليسهل عليهم القضاء على هذا الدين ولكن هيهات هيهات فأقول لهم لا يزال هذا الدين عالياً على الأديان حتى قيام الساعة فلتشربوا من ماء البحر!!

      وأخيراً أقول إذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يريد من كتابة الكتاب أن ينص على أحد بالخلافة لأوحى بها لأبي بكر الصديق رضي الله عنه للقرائن الظاهرة في ذلك منها ما أخرجه البخاري عن القاسم بن محمد قال (( قالت عائشة رضي الله عنها: وارأساه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذاك لو كان وأنا حي فأستغفر لك وأدعو لك، فقالت عائشة: واثكلياه، والله إني لأظنك تحب موتي، ولو كان ذلك لظللت آخـر يومك معرساً ببعض أزواجك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: بل أنا وارأساه لقـد هممت ـ أو أردت ـ أن أرسل إلى أبي بكر وابنه فأعهد أن يقول القائلون أو يتمنى المتمنون، ثم قلت يأبى الله ويدفع المؤمنون، أو يدفع الله ويأبى المؤمنون ))(30) وفي رواية مسلم عن عروة عن عائشة قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه (( ادع لي أبابكر وأخاك، حتى أكتب كتاباً فإني أخاف أن يتمنى متمنٍّ، ويقول قائل: أنا أولى، ويأبى الله والمؤمنون إلا أبابكر ))(31) وأخرج البخاري ومسلم عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال (( أتت امرأة للنبي صلى الله عليه وسلم فأمرها أن ترجع إليه قالت: أرأيت إن جئت ولم أجدك ـ كأنها تريد الموت ـ قال صلى الله عليه وسلم : إن لم تجديني فأتِ أبابكر ))(32) وأخرج البخاري ومسلم أيضاً عن أبي هريرة رضي الله عنه يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ((بينما أنا نائم رأيتني على قليب عليها دلو، فنزعت منها ما شاء الله، ثم أخذها ابن أبي قحافة فنزع بها ذنوباً أو ذنوبين، وفي نزعه ضعف، والله يغفر له ضعفه، ثم استحالت غرباً فأخذها ابن الخطاب فلم أر عبقرياً من الناس ينزع نزع عمر حتى ضرب الناس بِعَطَنْ ))(33) وعـن أبي بكرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم (( أيكم رأى رؤيا؟ فقال رجل: أنا رأيت كأن ميزاناً نزل من السماء فوزنت أنت وأبوبكر، فرجحت أنت بأبي بكر، ووزن عمر وأبوبكر فرجح أبو بكر ووزن عمر وعثمان فرجح عمر، ثم رفع الميزان، قال: فاستاء لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يعني فسـاءه ذلك فقال: خلافة نبوة، ثم يأتي الله الملك من يشاء ))(34) وقد قدّمه النبي صلى الله عليه وسلم ليصلي بالنـاس حتى وفاته، فقد أخرج البخاري عن أبي موسى قال (( مرض النبي صلى الله عليه وسلم فاشتد مرضه، فقال: مروا أبا بكر فليصل بالناس . فقالت عائشة: إنه رجل رقيق، إذا قام مقامك لم يستطع أن يصلي بالناس، قال: مروا أبابكر فليصل بالناس، فعادت، فقال: مري أبا بكر فليصل بالناس، فإنكن صواحب يوسف. فأتاه الرسول، فصلى بالنـاس في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ))(35) وروى عـن الزهري قـال أخبرنـي أنس بن مالك الأنصـاري ـ وكـان تَبِع النبي صلى الله عليه وسلم وخدمه وصحبه ـ (( أن أبا بكر كان يصلي لهم في وجع النبي صلى الله عليه وسلم الذي توفى فيه، حتى كان يوم الإثنين وهم صفوف في الصلاة، فكشف النبي صلى الله عليه وسلم ستر الحجرة ينظر إلينا وهو قائم كأن وجهه ورقة مصحف، ثم تبسم يضحك فهممنا أن نفتن من الفرح برُؤية النبي صلى الله عليه وسلم، فنكص أبوبكر على عقبيه ليصل الصف، وظن أن النبي صلى الله عليه وسلم خارج الى الصـلاة، فأشـار إليـنا النبي صلى الله عليه وسلم أن أتمـوا صلاتكـم، وأرخـى السـتر، فتوفـى من يومه ))(36) فتقديمه صلى الله عليه وسلم لأبي بكر لإمامة المسلمين في الصلاة إشارة إلى إمامته على المسلمين وهذا الذى قد كان فقول أهل السنة أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان يريد من وراء كتابة الكتاب هو أن يوصي لأحد بالإمامة لكان أوصى لأبي بكر والأدلة التي يحتجون بها أقوى احتجاجاً وأوضح بيانا ولا تخالف معقولا ولا ينكرها من عقلها بخلاف أدلة الرافضة الخاوية على عروشها فلا عقل يقبلها لهشاشتها وضعفها. وقد ضربت صفحا عن بقية كلام التيجاني في هذه القضية لأنه تكرار ممل لما سبق ذكره خشية الإطالة على القارىء أكثر بالإضافة أني قد رددت على جميع الشبه المثارة حول هذا الحديث فالحمد لله رب العالمين أولاً وأخيراً

    10. #10
      التسجيل
      28-08-2001
      الدولة
      <=^=^==^=^=>
      المشاركات
      7,688
      المواضيع
      1537
      شكر / اعجاب مشاركة
      اليوم أيضا قسم آخر من كتاب الرد على أباطيل التيجاني وأشياعه
      واهنؤوا يا روافض بضالكم هذا

      ثالثاً: الرد على التيجاني في موقفه من الصحابة في سرية أسامة رضي الله عنه:

      يقول التيجاني (( مجمل هذه القصة: أنه (ص) جهز جيشاً لغزو الروم قبل وفاته بيومين، وأمّر على هذه السرية أسامة بن زيد بن الحارثة وعمره ثمانية عشر عاماً، وقد عبّأ (ص) في هذه السرية وجوه المهاجرين والأنصار كأبي بكر وعمر وأبي عبيدة وغيرهم من كبار الصحابة المشهورين فطعن قوم منهم (!!) في تأمير أسامة، وقالوا: كيف يؤمر علينا شاب لا نبات بعارضيه، وقد طعنوا من قبل في تأمير أبيه، وقد قالوا في ذلك وأكثروا النقد، حتى غضب (ص) غضبا شديداً مما سمع من طعنهم وانتقادهم، فخرج (ص) معصب الرأس محموماً، يتهادى بين رجلين ورجلاه تخطان في الأرض بأبي هو وأمي، من شدة ما به من لغوب، فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال ( أيها الناس ما مقالة بلغتني عن بعضكم في تأمير أسامة، ولئن طعنتم في تأميري أسامة فقد طعنتم في تأميري أبيه من قبله وأيم الله أنه كان خليقا بالامارة و أن ابنه من بعده لخليق به......ثم يقول ( ثم جعل (ص) يحضهم على التعجيل وجعل يقول: جهزوا جيش أسامة، أنفذوا جيش أسامة أرسلوا بعث أسامة، يمرر ذلك على مسامعهم وهم متثاقلون وعسكروا بالجرف وما كادوا يفعلون ))(1).

      هذا ما قاله والله هذا التيجاني وقد عزا هذا الإجمال في القصة الى أربعة مصادر وهي ( طبقات ابن سعد، تاريخ ابن الأثير، السيرة الحلبية، تاريخ الطبري ) ، وهنا أجدني مضطراً لكي أنقل رواية سرية أسامة من هذه الكتب المعزو اليها لنرى هل أجمل التيجاني ونقل نقلا صحيحا أم كذب كذباً صريحاً؟!

      يقول ابن سعد في كتابه ( الطبقات الكبرى في الجزء (الثاني) ص (189) في مبحث سرية أسامة بن زيد بن حارثة بالنص (( ثم سرية أسامة بن زيد بن حارثة الى أهل أُبْني، وهي أرض السراة ناحية البلقاء) .

      قالوا: لما كان يوم الإثنين لأربع ليال بقين من صفر سنة إحدى عشر من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، الناس بالتهيؤ لغزو الروم، فلما كان من الغد دعا أسامة بن زيد فقال: سر الى موضع مقتل أبيك فأوطئهم الخيل فقد وليتك هذا الجيش فأغر صباحا على أهل أُبْني وحرق عليهم وأسرع السير تسبق الأخبار، فإن ظفرك الله فأقلل اللبث فيهم وخذ معك الأدلاء وقدم العيون والطلائع أمامك، فلما كان يوم الأربعاء بدئ برسول الله صلى الله عليه وسلم فحم وصدع، فلما أصبح يوم الخميس عقد لأسامة لواءً بيده ثم قال: اغز بسم الله في سبيل الله فقاتل من كفر بالله، فخرج بلوائه معقوداً فدفعه إلى بريدة بن الخصيب الأسلمي وعسكر بالجرف فلم يبق أحد من وجوه الأولين والأنصار إلا انتدب في تلك الغزوة فيهم أبوبكر وعمر بن الخطاب و أبوعبيدة بن الجراح وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد وقتادة بن النعمان وسلمة بن الأسلم بن حريش، فتكلم (قوم)! وقالوا: يستعمل هذا الغلام على المهاجرين الأولين فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم، غضباً شديداً فخرج وقد عصب على رأسه عصابة وعليه قطيفة، فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد أيها الناس فما مقالة بلغتني عن بعضكم في تأميري أسامة، ولئن طعنتم في إمارتي أسامة لقد طعنتم في إمارتي أباه من قبله، وأيم الله إن كان للإمارة لخليقاً وإنّ إبنه لخليق للإمارة، وإن كان لمن أحب الناس إلي، وإنهما لميخلان لكل خير، واستوصوا به خيرا فإنه من خياركم، ثم نزل فدخل بيته، وذلك يوم السبت لعشر خلون من ربيع الأول، وجاء المسلمون الذين يخرجون مع أسامة يودّعون رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويمضون إلى العسكر بالجرف، وثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعل يقول: أنفذوا بعث أسامة، فلما كان يوم الأحد اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم، وجعه فدخل أسامة من معسكره والنبي مغمور، وهو اليوم الذى لدوّه فيه، فطأطأ أسامة فقبله ورسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتكلم فجعل يرفع يديه الى السماء ثم يضعها على أسامة، قال: فعرفت أنه يدعو لي، ورجع أسامة إلى معسكره ثم دخل يوم الإثنين وأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم مفيقاً، صلوات الله عليه وبركاته، فقال له: أغد على بركة الله، فودّعه أسامة وخرج إلى معسكره فأمر الناس بالرحيل فبينما هو يريد الركوب إذا رسول أمه أم أيمن قد جاء يقول: إن رسول الله يموت، فأقبل وأقبل معه عمر وأبو عبيدة فانتهوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يموت فتوفى صلى الله عليه وسلم صلاة يحبها ويرضاها، حين زاغت الشمس يوم الإثنين لإثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول، ودخـل المسلمون الذين عسكروا بالـجرف إلى المدينة ودخل بريدة بن الحصيب بلـواء أسامـة معقوداً حتى أتى به باب رسول الله صلى الله عليه وسلم فغرزه عنده....))(2)، ويقـول ابن الأثير في كتابه ( الكامل في التاريخ ) في الجزء ( الثاني ) ص(182) في مبحث ذكر أحداث سنة إحدى عشرة بالنص (( في محرم من هذه السنة بعث النبي صلى الله عليه وسلم بعثاً إلى الشام وأميرهم أسامة بن زيد مولاه وأمره أن يوطئ الخيل تخوم البلقاء والداروم من أرض فلسطين فتكلم المنافقون في إمارته وقالوا: أمر غلاماً على جلة المهاجرين والأنصار، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن تطعنوا في إمارته فقد طعنتم في إمارة أبيه من قبل، وإنه لخليق للإمارة، وكان أبوه خليقاً لها ) وأوعب مع أسامة المهاجرون الأولون منهم أبوبكـر، وعمر، فبينما الناس على ذلك ابتدأ برسول الله صلى الله عليه وسلم مرضه ))(3) ويقول علي الحلبي في كتابه ( السيرة الحلبية ) في الجزء ( الثالث ) ص (207) في مبحث سرية أسامة بن زيد بن حارثة رضي الله عنه بالنص ((..لما كان يوم الإثنين لأربع ليال بقين من صفر سنة إحدى عشرة من الهجرة أمر صلى الله عليه وسلم بالتهيؤ لغزو الروم فلما كان من الغد دعا صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد فقال سر إلى موضع أبيك فأوطئهم الخيل فقد وليتك هذا الجيش فاغر صباحاً على أهل أُبنى وحرق عليهم وأسرع السير لتسبق الأخبار فإن ظفرك الله عليهم فأقل اللبث فيهم وخذ معك الأدلاء وقدم العيون والطلائع معك فلما كان يوم الأربعاء بدأ به صلى الله عليه وسلم وجعه فحم وصدع فلما أصبح يوم الخميس عقد صلى الله عليه وسلم لأسامة لواءً بيده ثم قال اغز باسم الله وفي سبيل الله وقاتل من كفر بالله فخرج رضي الله تعالى عنه بلوائه معقوداً فدفعه إلى بريدة وعسكر بالجرف فلم يبق أحد من وجوه المهاجرين والأنصار إلا اشتد لذلك منهم أبوبكر وعمـر وأبـوعبيـدة بـن الجـراح وسعـد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنهم فتكلم ( قوم ) وقالوا يستعمل هذا الغلام على المهاجرين الأولين والأنصار أي لأن سن أسامة رضي الله تعالى عنه كان ثمان عشرة وقيل تسع عشرة سنة وقيل سبع عشرة سنة ـ ثم يستشهد على سن أسامة بن زيد بقصة الخليفة المهدي واياس بن معاوية ثم يكمل فيقول ـ ولما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالتهم وطعنهم في ولايته مع حداثة سنه غضب صلى الله عليه وسلم غضباً شديداً وخرج وقد عصب على رأسه عصابة وعليه قطيفة وصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد أيها الناس فما مقالة بلغتني عن بعضكم في تأميرى أسامة ولئن طعنتم في تأميري أسامة لقد طعنتم في تأميري أباه من قبله وايم الله إن كان لخليقاً بالإمارة وإن ابنه من بعده لخليق للإمارة وإن كان لمن أحب الناس إلي وإنهما مظنة لكل خير فاستوصوا به خيراً فإنه من خياركم وتقدم أنه رضي الله عنه كان يقال له الحب ابن الحب وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح خشمه وهو صغير بثوبه ثم نزل صلى الله عليه وسلم فدخل بيته وذلك يوم السبت لعشر خلون من شهر ربيع الأول سنة إحدى عشرة وجاء المسلمون الذين يخرجون مع أسامة يودعون رسول الله صلى الله عليه وسلم ويخرجون إلى العسكر بالجرف وثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يقول أرسلوا بعث أسامة أي واستثنى صلى الله عليه وسلم أبابكر وأمره بالصلاة بالناس أي فلا منافاة بين القول بأن أبابكر رضي الله عنه كان من جملة الجيش وبين القول بأنه تخلف عنه لأنه كان من جملة الجيش أولاً وتخلف لما أمره صلى الله عليه وسلم بالصلاة بالناس وبهذا يُرَدُّ قول ( الرافضة )! طعناً في أبي بكر رضي الله عنه أنه تخلف عن جيش أسامة رضي الله عنه لما علمت أن تخلفه كان بأمر منه صلى الله عليه وسلم لأجل صلاته بالناس وقول هذا الرافضي مع أنه صلى الله عليه وسلم لعن المتخلف عن جيش أسامة مردود لأنه لم يرد اللعن في حديث أصلاً(!!!) فلما كان يوم الأحد اشتد على رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه فدخل أسامة من عسكره والنبي مغموراً فطأطأ رأسه فقبله وهو صلى الله عليه وسلم لا يتكلم فجعل يرفع يديه إلى السماء ثم يضعها على أسامة رضي الله عنه، قال أسامة فعرفت أنه صلى الله عليه وسلم يدعو لي ورجع أسامة رضي الله عنه إلى عسكره ثم دخل عليه صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين فقال له صلى الله عليه وسلم اغد على بركة الله تعالى فودعه أسامة وخرج إلى معسكره وأمر الناس بالرحيل فبينما هو يريد الركوب إذا رسول أمه أم أيمن رضي الله عنها قد جاءه يقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يموت، وفي لفظ فسار حتى بلغ الجرف فأرسلت إليه امرأته فاطمة بنت قيس تقول له لا تعجل فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثقيل فأقبل وأقبل معه عمر وأبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنهم فانتهوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يموت فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم حين زاغت الشمس ))(4)أهـ

      ذكر الطبري في كتـابه ( تاريخ الأمم والملـوك ) روايتين عن قضية سرية أسامة بن زيد في مبحث الأحداث التي كانت في سنة أحدى عشرة الرواية الأولى (( عن عبيد بن حنين مولى النبي صلى الله عليه وسلم، عن أبي مويهبة مولى رسول الله، قال: رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بعدما قضى حجة التمام فتحلل به السير، وضرب على الناس بعثاً، وأمَّر عليهم أسامة بن زيد، وأمره أن يوطئ من آبل الزيت من مشارف الشام الأرض بـالأردن فقـال ( المنـافقـون )! في ذلك، ورد عليهم النبي صلى الله عليه وسلم ( إنه لخليق لها ـ أي حقيـق بالإمـارة ـ وإن قلتـم فيـه لقـد قلتـم في أبيـه مـن قبل، وإن كان لخليقاً لها )...)) والرواية الثانية (( عن عكرمة، عن ابن عباس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم قد ضرب بعث أسـامة فلم يستتب لوجع رسول اللـه ولخلع مسيلمة والأسود، وقد أكثر ( المنافقون ) في تأمير أسامة، حتى بلغه، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم على الناس عاصباً رأسه من الصداع لذلك الشأن وانتشاره لرؤيا رآها في بيت عائشة فقال: إني رأيت البارحة ـ فيما يرى النائم ـ أن في عضدي سوارين من ذهب، فكرهتهما فنفضتهما فطارا، فأولتهما هذين الكذابين ـ صاحب اليمامة وصاحب اليمن ـ وقد بلغني أن أقواماً يقولون في إمارة أسامة ولعمرى لئن قالوا في إمارته لقد قالوا في إمارة أبيه من قبله وإن كان أبوه لخليقا بالإمارة وإنه لخليق لها، فأنفذوا بعث أسامة، وقال: لعن الله الذين يتخذون قبور أنبيائهم مساجد، فخرج أسامة فضرب بالجرف، وأنشأ الناس في العسكر، ونجم طليحة وتمهل الناس، وثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يستتم الأمر، ينظرون أولهم آخرهم، حتى توفى الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم ))(5).

      هذا ما ذكره هؤلاء الأربعة في كتبهم في مبحث سرية أسامة بن زيد ولم يذكروا غير ذلك، ولدى مقارنتها بما ذكر التيجاني في كتابه ( والذي ادعى أن ما نقله وأجمله من هذه القصة هو من تلك المصادر الأربعة ) فنستنتج ما يلي:

      1ـ إدعى التيجاني بأن كبار الصحابة بما فيهم أبو بكر وعمر قد طعنوا في تأمير أسـامة فقال ( وقد عبأ (ص) في هذه السرية وجوه المهاجرين والأنصار كأبي بكر وعمـر وأبي عبيدة وغيرهم من كبار الصحابة المشهورين فطعن قوم ( منهم) في تأمير أسامة، وقالوا: كيف يؤمر علينا شاب لا نبات بعارضيه، وقد طعنوا من قبل في تأمير أبيه (!)، وقد قالوا في ذلك وأكثروا النقد... ) .

      قوله (منهم) (الهاء) هنا عائدة على الصحابة (والميم) ميم الجمع أي أن أبا بكر وعمر وأبا عبيدة وكبار الصحابة ( المشهورين ) قد طعنوا في تأمير أسامة وأبيه وأكثروا النقد؟! ولدى مراجعتنا للمصادر الأربعة لا نجد لهذه الفرية أثراً فابن سعد في طبقاته وصاحب السيرة الحلبية يقولان ( فلم يبق أحد من وجوه المهاجرين الأولين والأنصار إلا انتدب في تلك الغزوة فيهم أبوبكر الصديق وعمر بن الخطاب وأبوعبيدة بن الجراح وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد وقتادة بن النعمان وسلمة بن أسلم بن حريش، فتكلم ( قوم ) وقالوا: .... ) فقوله تكلم ( قوم )، القوم هنا نكرة غير معروفين فلو كان يقصد بهم هؤلاء الصحابة لأضاف الضمير إليهم كما فعل هذا ( المنصف )! فأين هذه من تلك؟ فأي إسلال هذا بحقيقة المعنى!؟ والمصدران المتبقيان لا وجود لهذا المعنى فيهما، ومن هنا نعلم أن هؤلاء الصحابة الكرام أبا بكر وعمر وأبا عبيدة وغيرهم من وجوه الصحابة هم أبعد الناس عن الطعن في أسامة أو أبيه وحاشاهم ذلك.

      2ـ لم يكن أبوبكر في جيـش أسـامة لأنه قد تواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه استخـلفه للصلاة في المسلمين وقد سبق أن ذكرت الأحاديث الواردة في ذلك(6) ومنهـا الحـديث الذي يبين أن أبابكر كان يصلي بالمسلمين يوم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وأنه كشف عن سترة الحجـرة فرآهم صفـوفا خلف أبي بكر، فكيف يكون في جيش أسامة إذاً؟!

      3ـ يحـاول التيجاني إستثارة عاطفة القارىء فيتخذ من أسلوب المبالغة ما يخـالف به النقل فيقول (..فخرج (ص) معصب الرأس محموما يتهادى بين رجلين ورجـلاه تخطان في الأرض بأبي هـو وأمي، من شـدة ما به من لغوب ... ) سبحان الله! أي أمانة وإنصاف هذا الذي يجعله يغير الكلم عن مواضعه ويخترع في هذه القضية ما لم ينقله هؤلاء في كتبهم فهم يروون أن النبي صلى الله عليه وسلم (خرج وقد عصب على رأسه عصابة فصعد المنبر...) أما أنه خرج يتهادى بين رجلين ورجلاه تخطان في الأرض(!) فهذا ما لم يذكره أحد منهم، وهذا في نظري ليس بغريب على رجل اتخذ من الرفض سبيلاً، لأن الكذب عند الرافضة منقبة وليس بمذمة!؟ وسيرى القارىء في ردودي أن هذا التيجاني قد اعتمد في تأليف كتابه على الكذب والتناقضات العجيبة وإليك المزيد.

      4ـ يدعي التيجاني على الصحابة بقوله ( ثم جعل (ص) يحضهم على التعجيل وجعل يقول: جهزوا جيش أسامة، أنفذوا جيش أسامة، أرسلوا بعث أسامة، يكرر ذلك على مسامعهم وهـم متثاقلون وعسكروا بالجرف وما كادوا يفعلون )!! ولكن ماذا ذكر الكتّاب المساكين في هذه القضية؟ لقد ذكروا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أنقذوا بعث أسامة وكان ذلك يوم السبت ثم جاء أسامة يوم الأحد فدخل على النبي صلى الله عليه وسلم مودعاً له فقال له النبي صلى الله عليه وسلم اغد على بركة الله، وعندما أراد أسامة الذهاب وأمر الناس بالرحيل جاءه الخبر بأن النبي صلى الله عليه وسلم يموت ولم يذكروا غير ذلك، ولكن هذا ( المهتدي ) قد هان عليه الكذب على صحابة النبي صلى الله عليه وسلم فادعى زوراً أنهم تباطؤوا وتثاقلوا عن أمر نبيهم صلى الله عليه وسلم، وما من شك أن من يهن عليه الكذب بهذه القباحـة علـى خير الناس أنه من أضلّهم وأبعدهم عن الهداية والله المستعان.

      5ـ ولكن من هو المتكلم والطاعن في تأمير أسامة رضي الله عنه؟! فمن خلال ما تقدم ذكره يتبين لنا بما لا يدع مجالاً لشاك بأن وجوه المهاجرين والأنصار من خيار الصحابة لم يطعنوا في تأمير أسامة وأن الذي تكلم في ذلك هم أشخاص نكرات غير معروفين وقـد ذكر الطبري والأثير ( والذي يستشهد التيجاني بهما ) أن الذين أطلقوا ألسنتهم في تأمير أسامة هم المنافقون، فلو كانوا من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم لذكر ذلك واحدٌ من المؤرخين فضلاً عن جميعهم، وقد حسمت الأمر في بداية كتابي مبيناً أن المنافقين ليسوا بأي حال من جملة الصحابة ولله الفضل والمنة، ومن هنا نعلم أن الصحابة العدول رضي الله عنهم وأرضاهم براء من ذلك الأمر وعليه تبطل كل خيوط العنكبوت التي نسجها هذا التيجاني حول هذه القضية ويظهر وهاؤها.

      6ـ ليست الرزية في أن التيجاني يعزو إلى مصادر يكون من خلالها الرد عليه وعلى طائفته، ولكن الرزية كل الرزية! في التناقض الواضح والتخبط الشنيع عند البحث عن مثالب الصحابة، فالتيجاني يدعي أن الصحابة وأولهم أبوبكر قد طعنوا في تأمير أسامة وهذا الذي ذهب إليه التيجاني لم يسبقه إليه أحد على ما أعتقد، لأن كل مبتغاه في هذه القضية هو البحث في أي حادثة يستطيع من خلالها الطعن في الصحابة فيبحث في جنباتها أو زواياها أو ينظرها من أعلاها وأسفلها لعله يظفر بشىء يستطيع منه استخراج ما يطعن به على الصحابة، فإن لم يجد فلا بأس من الإنتقال الى التزوير والتحريف في كتب التاريخ ووضع كلمات مكان أخرى أو حتى إضافة كلمات ليصل بها الى المراد، وهذا عين ما فعله التيجاني ( بالضبط ) في هـذه الحادثة ولكن ماذا فعل أسلافه السابقون من ( الهداة المهديين )؟! لقد بحثوا أيضا في جنبات هذه الحادثة علّهم يصلوا إلى ما يطعنون به في الصحابة فكانوا أوفر حظاً من التيجاني... فماذا وجدوا؟ يقول صاحب كتاب السيرة الحلبية ما نصه (.... وبهذا القول يرد قول الرافضة طعناً في أبي بكر رضي الله عنه أنه تخلف(7) عن جيش أسامة رضي الله عنه لما علمت أن تخلفه عنه كان بأمر منه صلى الله عليه وسلم لأجل صلاته بالناس وقول هذا الرافضي مع أنه صلى الله عليه وسلم لعن المتخلف عن جيش أسامة مردود لأنه لم يرد اللعن في حديث أصلاً ) أرأيت أخي القارىء تناقضات هؤلاء القوم، فمرة يطعنون في أبي بكر بحجة أنه من الطاعنين في تأمير أسامة وهذا يعني أنه كان في الجيش، ومرة يدّعون أنه تخلف عن جيش أسامة، فأتساءل ما ذنب هذا الصحابي المسكين إذا كان هؤلاء القوم يزيفون التاريخ ويقلبون الحقائق ويعبثون بالروايات للطعن به، وما دروا أن أقوالهم تضاربت ببعضها البعض وظهر زيفها وانقلبت حجة عليهم لا لهم، وأكاد أجزم أن التيجاني لا يستخدم عقله وهو يبحث في كتب التاريخ بل يستخدم عقاله!!

      ثم يقول ( إن مثل ذلك يدفعني إلى أن أتساءل: ما هذه الجرأة على الله ورسوله؟! وما هذا العقوق في حق الرسول الأكرم الذي هو حريص عليهم بالمؤمنين رؤوف رحيم؟ لم أكن أتصور كما لا يمكن لأحد أن يتصور تفسيراً مقبولاً لهذا العصيان، وهذه الجرأة ).

      وأقول لهذا الذي استمرأ الكذب أعجب والله لهذه الجرأة على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم أليس الذى يزيف الحقائق ويكذب على الأمة للطعن بالصحابة الكرام طعن بمن صحبوه ألا وهو النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه، فكيف بالله بهؤلاء الصحابة الذين بايعوه على النصرة والدفاع عنه وجاهدوا معه في غزواته وعاشوا معه أعظم أيام حياته وتعلموا منه كل شيء، يطعن بهم؟ أليس الأحرى أن يطعن بمعلمهم لأنه فشل في تربية أصحابه لدرجة أنهم لا يحترمونه!! ولا ينفذون أوامره!! بل ويتآمرون عليه؟!! فأي جرأة هذه على الله ورسوله؟! وماذا بقي لأمة الإسلام بعدما طعن بحملة الكتاب وحفظة السنة؟! أظن أنه لم يبق لدينا إلا خزعبلات الرافضة الإثني عشرية فدونها قاع البحر!!

      ثم يقول ( وكالعادة، عند قراءة مثل هذه الأحداث التي تمس كرامة الصحابة من قريب أو بعيد أحاول تكذيب مثل هذه القضايا وتجاهلها، ولكن لا يمكن تكذيب وتجاهل ما أجمع عليه المؤرخون والمحدثون من علماء السنة والشيعة ).

      أى سماء تظل هذا السماوي فهو يكذب على الصحابة ثم يكذب ثم يحاول أن يكذِّب نفسه؟!! فيقول أحاول تكذيب مثل هذه القضايا فياللعجب ثم يفرط في الكذب ويدعي أن مؤرخي أهل السنة قد أجمعوا على أكاذيبه!! وقد مر معنا ما ذكره المؤرخون في هذه الحادثة وظهرت عدالة الصحابة وبراءتهم مما ادعاه التيجاني عليهم فلله الحمد والمنة.

      ثم يقول ( وقد عاهدت ربي أن أكون منصفاً(!)، فلا أتعصب لمذهبي ولا أقيم وزنا لغير الحق، والحق هنا مرٌّ كما يقال، وقد قال عليه الصلاة والسلام ( قل الحق ولو كان على نفسك وقل الحق ولو كان مراًّ ...) والحق في هذه القضية: هو أن هؤلاء الصحـابة الذين طعنوا في تأمير أسامة قد خالفوا أمر ربهم وخالفوا الصريح من النصوص التي لا تقبل الشك ولا تقبل التأويل، وليس لهم عذر في ذلك، إلا ما يلتمسه البعض من أعذار باردة حفاظا على كرامة الصحابة و( السلف الصالح ) والعاقل الحر لا يقبل بحال من الأحوال هذه المتمحلات، اللهم إلا إذا كان من الذين لا يفقهون حديثا، ولا يعقلون، أومن الذين أعمت العصبية أعينهـم فلم يعـودوا يفرقون بين الفرض الواجب طاعته والنهي الواجب تركه، ولقـد فكرت ملياً عسانـي أجد عذراً لهؤلاء مقبولاً، فلم يسعفني تفكيري بطائل )(8)، أقول:

      أما بالنسبة لكونه عاهد الله على أن يكون منصفاً ولم يتعصب لمذهبه ولم يقم وزناً لغير الحق، فهذا القول أدعه للقارىء النبيه ليحكم على بطلانه وزيفه، وأما ادعاؤه أن الصحابة ( قد خالفوا أمر ربهم وخالفوا الصريح من النصوص التي لا تقبل الشك ولا التأويل وليس لهم عذر في ذلك ) فهذا لا يدل إلا على جهله وقلة بضاعته وإلا فمتى وكيف خالف الصحابة أمر ربهم! وأين هي تلك النصوص الصريحة التي لا تقبل الشك ولا تقبل التأويل؟ القضية هي أن النبي صلى الله عليه وسلم أمّر أسامة على الجيش فطعن بعض الناس في إمارته فتكلم النبي في ذلك ورجع هؤلاء عن طعنهم وامتثلوا أمره، فقد كان الناس يراجعون النبي صلى الله عليه وسلم في كثير من الأمور حتى يعزم فإذا عزم امتثلوا، وفي هذه الواقعة امتثل الناس جميعاً لأمر نبيهم صلى الله عليه وسلم بما في ذلك الطاعنون في تأمير أسامة، وأما قوله ( أن البعض يتلمس الأعذار ـ الباردة ـ حفاظاً على كرامة الصحابة و( السلف الصالح )! وأن العاقل الحر لا يقبل بحال من الأحوال هذه المتمحلات )!؟ فهذا والله من أعجب أقواله؟! فمن يقرأ ذلك الكلام يظن أن الصحابة عبارة عن قطاع طرق أو من رعاع الناس وسفهائهم، فكيف يسوغ للبعض تلمس بعض الأعذار الباردة حفاظاً على كرامتهم؟!! قاتل الله الرفض والرافضة، أيحتاج هؤلاء الصحابة الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم الدفاع عن كرامتهم؟! كيف يكون ذلك وقد دافع الله سبحانه عنهم وترضى عليهم وشهد لهم بالخيرية وعظيم الإيمان وارتضاهم الله سبحانه لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم وشهدت لهم الأرض التي وطؤوها والبلاد التي فتحوها على عظمتهم، ثم يأتي هذا الأنوك(9) بهذه السفسطة التي لا يتقبلها أغبياء الناس فضلاً عن العقلاء الأحرار!

      ثم يقول (( وقرأت اعتذار أهل السنة على هؤلاء بأنهم كانوا مشايخ قريش وكبراءها، ولهم الأسبقية في الإسلام بينما أسامة كان حدثاً ولم يشارك في المعارك المصيرية لعزة الإسلام، كمعركة بدر وأحد وحنين ولم تكن له سابقة بل كان صغير السن عندما ولاّه رسول الله إمارة السريّة، وطبيعة النفوس البشرية تأبى بجبلتها إذا كانت بين شيوخ أن تنقاد إلى الأحداث وتنفر بطبعها من النزول على حكم الشبان ولذلك طعنوا في تأميره وأرادوا منه (ص) أن يستبدله بأحد من وجوه الصحابة وكبرائهم، إنه اعتذار لا يستند إلى دليل عقلي ولا شرعي ولا يمكن لأي مسلم قرأ القرآن وعرف أحكامه إلا أن يرفض مثل هذا، لأن الله عزوجل يقول {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا } { وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً } ))(*)

      أقول: لهذا المهتدي أتحداك بأن تأتي بمصدر واحد لأهل السنة يعتذر بمثل ذلك الاعتذار المكذوب وأنى له ذلك، لأنه كما بينت سابقاً لم يقل أحد من المحدثين والمؤرخين أن الصحابة ( الكبار ) والذين هم مشايخ قريش وكبراؤها! قد طعنوا في تأمير أسامة فكيف يعتذرون عنهم؟؟!...وهو يقول قرأت اعتذار أهل السنة والقارئ حجة على من لم يقرأ! فعليه أن يبين لنا من أي مصدر قرأ هذا الكلام وإلا فليلقم فاه حجراً ويكف عن أكاذيبه.

      ثم يهذي بكلام مكرر فيقول (( وإذا أردنا أن نتمعن في هذه القضية فإننا سنجد الخليفة الثاني من أبرز عناصرها وأشهر أقطابها إذ أنه هو الذي جاء بعد وفاة رسول الله إلى الخليفة أبي بكر وطلب منه أن يعزل أسامة ويبدله بغيره فقال له أبو بكر: ثكلتك أمك يا ابن الخطاب! أتأمرني أن أعزله وقد ولاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأين هو عمر الملهم من هذه الحقيقة التي أدركها، أم أن في الأمر سراً آخر خفي على المؤرخين أم أنهم هم الذين أسرّوه حفاظاً على كرامته كما هي عادتهم وكما أبدلوا عبارة ( يهجر ) بلفظ ( غلبه الوجع )...))(10)، أقول:

      هـذه الرواية التي ساقها هذا التيجـاني رواية ضعيفة لأن فيها سيف بن عمر الضبي ذكره العقيلي في الضعفـاء(11) وقال عنه الذهبي في ( ميزان الاعتدال ) (( مصنف الفتوح والردة وغير ذلك، هو كالواقدي يروي عن هشام بن عروة، وعبيد بن عمر، وجابر الجعفي، وخلق كثير من المجهولين، كان أخبارياً عارفاً روى عنه جبارة بن المفلس، وأبو معمر القطيعي، والنصر ابن حماد العتكي، وجماعة، قال عباس، عن يحي: ضعيف، وروى مطين عن يحي: فلس خير منه، وقال أبو داود: ليس بشئ، وقال أبو حاتم: متروك، وقال ابن حبان: اتهم بالزندقة، وقال ابن عدي: عامة حديثه منكر ))(12) فالحديث ضعيف ليس بحجة على عمر هذا أولاً، وثانيا: أخفى هذا التيجاني الجزء الهام من الحديث والذي يبين أن عمر طلب هذا الطلب من أبي بكر بأمر أسامة ففي الحديث (( فوقف أسامة بالناس ثم قال لعمر: ارجع إلى خليفة رسول الله فاستأذنه، يأذن لي أن أرجع بالناس فإن معي وجوه الناس وحدِّهم، ولا آمن على خليفة رسول الله وثقل رسول الله وأثقال المسلمين أن يتخطفهم المشركون.....))(13) ولكن التيجاني أخفى هذا كله ليضيف دليلاً جديداً على إنصافه، وللتدليل على انصافه وعدم تحامله على الصحابة وفي مقدمتهم عمر فإنه لا يسوق إلا الروايات التي يعتقد بجهله أنها تخدم أغراضه ويتغاضى عن الروايات الأخرى فإنه قد تقدمت رواية عمر هذه عند الطبري رواية أخرى(14) ليس فيها أن عمر هو الذي طلب ذلك بل عامة الناس بسبب إرتداد المرتدين ولكن التيجاني تغاضى عن ذكرها لأنها ليس فيها ثلب لأبي بكر وعمر! ثم كيف يكون عمر بن الخطاب من أبرز العناصر التي طعنت في تأمير أسامة وهو الذي رد على الطاعنين وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم عنهم(15)!؟ ولا أنسى أن أذكر القراء بأن الكاتب لم يحمد هذا الموقف الذي وقفه أبو بكر من قضية إنفاذ جيش أسامة ويمر عليه مرور الكرام، أما إذا وقف على حادثة يظن هو أن فيها ما يسيء إلى هذا الصحابي الجليل فإنه يضخمها ويبني عليها عروشاً خاوية فهذا يضيف دليلاً جديداً على زعمه أنه منصف في كل ما يقوله، عليه من الله ما يستحق.

      ثم يقول (( عجبـي من هؤلاء الصحابة الذين أغضبوه يوم الخميس واتهموه بالهجـر والهذيان وقالوا حسبنا كتاب الله، وكتاب الله يقول لهم في محكم آياته ( قل إن كنتم تحبون الله، فاتبعوني يحببكم الله ) وكأنهم أعلم بكتاب الله وأحكامه من الذي أنزل عليه وهاهم بعد يومين فقط من تلك الرزية المؤلمة وقبل يومين فقط من لحوقه بالرفيق الأعلى يغضبونه أكثر فيطعنون في تأميره ولا يطيعون أمره، وإذا كان في الرزية الأولى مريضاً طريح الفراش، فقد اضطر في الثانية أن يخرج معصب الرأس مدثراً بقطيفة يتهادى بين رجلين (!) ورجلاه تخطان في الأرض وخطب فيهم خطبة كاملة من فوق المنبر بدأها بتوحيد الله والثناء عليه ليشعرهم بذلك بأنه بعيد عن الهجر ثم أعلمهم بما عرف من طعنهم، ثم ذكرهم بقضية أخرى طعنوا فيها من قبل أربع سنوات خلت، أفهل يعتقدون بعد ذلك بأنه يهجر أو أنه غلبه الوجع فلم يعد يعي ما يقول؟ ))(16).

      وأنا عجبي أيضاً من هذا التيجاني الذي يأتي بكلام حجة عليه لا له ليدلل على هشاشة تفكيره فأقول: بما أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد خرج ليرد على الطاعنين بتأمير أسامة وذكرهم أيضاً بقضية أخرى وهي الطعن في زيد بن حارثة قبل أربع سنوات! فلماذا لم يذكرهم أيضاً بالأمر ( العاصم من الضلالة )؟؟! وهو ولاية علي بن أبي طالب كما يدعي الرافضة، فإذا كان في الأولى بين الصحابة في بيته وقد تمالؤوا عليه ليمنعوه من الكتابة فهو هنا أمام الناس جميعاً فلماذا لم يأمر أحداً بكتابة الكتاب؟! أو حتى التنصيص على ولاية علي ولو بالقول فقط؟ فهو هنا يضمن أن أحـداً لم يمنعه أو يتمالأ عليه، فإذا قال التيجاني أنه لم يذكر ذلك لأنه يعلم أنهم سيردوا قوله، قأقول له فما الفائدة إذن من خروج النبي صلى الله عليه وسلم ( بأبي هو وأمي ) معصب الرأس مدثراً بقطيفة يتهادى بين رجلين ورجلاه تخطان في الأرض ويخطب خطبة كاملة ويرد عليهم طعنهم على أسامة ثم لا ينسى أن يذكرهم بطعنهم بأبيه من قبل إذا كان يعلم أنهم لم يحترموه ولم يمتثلوا أمره؟!! فإذا كان هذا الأمر عاصم من الضلالة حقيقةً وبتلك الأهمية لذكره النبي صلى الله عليه وسلم للناس ونبه عليه أشدَّ التنبيه، وهـذا أعظم دليل على أن هذا الأمر ليس مما أمـر بتبليغه بل هو مخير فيه فأقول للتيجاني المهتدي وشيعته المهديين هاهي بضاعتكم ردت إليكم!

    11. #11
      التسجيل
      25-01-2002
      الدولة
      Bahrain
      المشاركات
      559
      المواضيع
      212
      شكر / اعجاب مشاركة
      جزاك الله كل الخير على هذا الموضوع و على هذا التوضيح...
      و صدق الله ذو الجلال و الإكرام بقوله ( قد تبين الرشد من الغي)

    12. #12
      التسجيل
      31-01-2002
      المشاركات
      641
      المواضيع
      252
      شكر / اعجاب مشاركة
      كتب العضو (محمد راشد)
      جزاك الله كل خير اخي االحبيب ونج الفن 4
      على جهودك الطيبة المباركة
      = اخي الحبيب الضاحي
      ان التيجاني ينسب لاهل السنه والجماعة اشياء لا جود لها والمشكله ان الروافض يصدقون
      وعلينا نحن ان نرد اباطيل هذا الكافر التيجاني
      ========
      ========
      بدنا رافضي يرد على هذا الكلام
      amm ennak te¨9ool 3ala AL TEGANY ennoh kafer fahada men al '9alal al bainn fahowa moslem wa la tekaffer moslem we yemken ykon a7san menk لو يكون محمد التيجاني نفسه يكون احسن

    13. #13
      التسجيل
      09-12-2001
      الدولة
      جدة
      المشاركات
      401
      المواضيع
      79
      شكر / اعجاب مشاركة
      المدعو walsal

      وش هذي الشخبطه حقتك اكتب عربي ياعربي
      - أمريكا كالتالي :
      -- (أ) : أكبر الدول الكافرة
      -- (م ): موعدهم الصبح
      -- (ر) : رجال من الله سيحطموهم
      --(ي) : يارب فعجل تحطيمهم
      --(ك) : ككل الدول التي تجبرت
      -- (ا) : آآآآآمـــــــــيـــــــــــــــن ومن تبعهم من الرافضة والملحدين


    14. #14
      التسجيل
      28-08-2001
      الدولة
      <=^=^==^=^=>
      المشاركات
      7,688
      المواضيع
      1537
      شكر / اعجاب مشاركة
      الرد على التيجاني بادعائه أن القرآن يذم الصحابة:

      يقول التيجاني (المهتدي ) في بداية هذا المبحث (( قبل كل شيء لا بد لي أن أذكر بأن الله سبحانه وتعالى قد مدح في كتابه العزيز في العديد من المواقع صحابة رسول الله الذين أحبوا الرسول واتبعوه وأطاعوه في غير مطمع وفي غير معارضة ولا استعلاء ولا استكبار، بل ابتغاء مرضاة الله ورسوله، أولئك رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه، وهذا القسم من الصحابة الذين عرف المسلمون قدرهم من خلال مواقفهم وأفعالهم معه (ص) فأحبوهم وأجلوهم وعظموا قدرهم وترضوا عنهم كلما ذكروهم. وبحثي لا يتعلق بهذا القسم من الصحابة الذي هم محط الإحترام والتقدير من السنة والشيعة، كما لا يتعلق بالقسم الذي اشتهر بالنفاق والذين هم معرضون للعن المسلمين جميعاً من السنة والشيعة، ولكن بحثي يتعلق بهذا القسم من الصحابة الذين أختلف فيهم المسلمون(!!) ونزل القرآن بتوبيخهم وتهديدهم في بعض المواقع، والذين حذرهم رسول الله (ص) في العديد من المناسبات أوحذر منهم، نعم( الخلاف ) القائم بين الشيعة والسنة هو في هذا القسم من الصحابة....))(1).

      هنا يحاول التيجاني أن يبرز السنة والشيعة على أنهم متفقون على أن من الصحابة من هم محل اتفاق وأن هناك قسم محل اتفاق أيضاً وهم المنافقون ولكن الخلاف بين السنة والشيعة هو في القسم الثالث من الصحابة! ونسي أو تناسى أنه ذكر أن أهل السنة لا يقسمون الصحابة إلى أقسام أصلاً بل يعدون صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم عدول وهذه القضية عندهم من أصول الدين التي لا يجوز الخلاف فيها فادعاء التيجاني بأن الخلاف بين السنة والشيعة في أقسام الصحابة تخرص واضح وفاضح منه، أما المنافقون فهم ليسو عندهم بحال من جملة الصحابة، ولكنه هنا أبى إلا أن يجعل من الصحابة ثلاثة أقسام والغريب أن ممـا يؤكده التيجاني خـلال بحثه المعمق أنه يرجع إلى مصادر الطرفين ولكنه هنـا أقحـم رأى الشيعة فـي تقسيم الصحابة واتخذه مرتكزاً ليلوي أعناق نصوص القـرآن ويفسرها بما يوافق هواه وأهمل تماماً قول أهل السنة في الصحابة فمرحى بالإنصاف!؟

      أولاً: استدلاله بالآية الأولى على ذم الصحابة والرد عليه في ذلك:

      يستدل التيجـاني فيما يسميها ( آية الانقـلاب ): قال تعالى في كتابه العزيز { وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين } فهذه الآية الكريمة صريحة وجلية في أن الصحابة سينقلبون على أعقابهم بعد وفاة الرسول مباشرة ولا يثبت منهم إلا القليل كما دلت على ذلك الآية في تعبير الله عنهم: أي عن الثابتين الذين لا ينقلبون بالشاكرين، فالشاكرون لا يكونون إلا قلة قليلة كما دل على ذلك قوله سبحانه وتعالى { وقليل من عبادي الشكور } وكما دلت عليه أيضاً الأحاديث النبوية الشريفة التي فسرت هذا الانقلاب، والتي سوف نذكر البعض منها ....))(2) وللرد عليه أقول:

      1ـ يجب على المفسر لكتاب الله أن يلم بأصول التفسير كأسباب النزول والناسخ والمنسوخ والخاص والعام وغيره ليكون تفسيره حسب أصول التفسير، يقول الزركشي في كتابه ( البرهان ) (( التفسير في الإصطلاح: هو علم نزول الآية وسورتها وأقاصيصها والإشارات النازلة فيها، ثم ترتيب مكيها ومدنيها، ومحكمها ومتشابهها، وناسخها ومنسوخها، وخاصها وعامها، ومطلقها ومقيدها، ومجملها ومفسرها، وزاد فيها قوم فقالوا: علم حلالها وحرامها، ووعدها ووعيدها، وأمرها ونهيها، وعبرها وأمثالها ))(3) وأما الناقل لتفسير آية من الكتاب فيجب أن يرجع إلى أقوال أهل العلم بالتفسير وإلا لما كان لتفسيره أى مصداقية، والتيجاني لم يلتزم بتفسيره من الناحيتين فلا هو من أهل العلم بالتفسير ولا هو اعتمد على علماء التفسير ومن كانت هذه حاله فلا بد أن يأتي تفسيره سوفسطائي!؟ وهذا هو شأن أهل الأهواء.

      2ـ وأما بالنسبة لسبب نزول الآية فقد ذكر المفسرون أنها بسبب انهزام المسلمين يوم أحد حين صاح الشيطان: قد قتل محمد فقال بعض المنافقين قد قتل محمد فأعطوهم بأيديكم فإنما هم إخوانكم وقال بعض الصحابة: إن كان محمد قد قتل ألا تمضون على مامضى عليه نبيكم حتى تلحقوا به فأنزل الله تعالى في ذلك {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل...}(4) وقد اعترف أحد كبار علماء الإمامية الاثني عشرية بأن هذا هو سبب نزول الآية(5)، وعلى ذلك فمعنى الآية ((هو معاتبة الله لأصحاب محمد على ما كان منهم من الهلع والجزع حين قيل لهم بأحد إن محمداً قتل ))(6) (( فلو مات محمد أو قتل لاينبغي لهم أن يصرفهم ذلك عن دينه وما جاء به، فكل نفس ذائقة الموت، وما بعث محمد صلى الله عليه وسلم ليخلد لا هو ولا هم بل ليموتوا على الإسلام والتوحيد فإن الموت لا بد منه، سواء مات رسول الله صلى الله عليه وسلم أو بقي ))(7) فقوله (( أفإن مات أو قتل انقلبتم علـى أعقابكم، أي: كيف ترتـدون وتتركون دينه إذا مات أو قتل مع علمكم أن الرسل تخـلو ويتمسك أتبـاعهم بدينهم وإن فقدوا بموت أو قتل ))(8) وقوله (( ومن ينقلب على عقبيه أي: بإدباره عن القتال أو بارتداده عن الإسلام ـ فلن يضر اللـه شيئـاً ـ من الضرر وإنما يضر نفسه ـ وسيجـزي الله الشاكرين ـ أي الذين صبروا وقاتلوا واستشهدوا لأنهم بذلك شكروا نعمة الله عليهم بالإسلام ))(9).

      3ـ هذه الآية تعتبر أعظم دليل على عظمة أبي بكر وشجاعته وثباته وذلك عندما صدع بهذه الآية يوم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم (( وثبوته في ذلك الموطن، وثبوته في أمر الردة، وذلك أن رسول الله لما قبض وشاع موته هاج المنافقون وتكلموا وهموا بالاجتماع والمكاشفة أوقع الله تعالى في نفس عمر رضي الله عنه أن النبي لم يقبض فقام بخطبته المشهورة المخوفة للمنافقين برجوع النبي عليه السلام ففتَّ ذلك في أعضاد المنافقين وتفرقت كلمتهم ثم جاء أبو بكر بعد أن نظر إلى النبي عليه السلام فسمع كلام عمر فقال له: اسكت، فاستمر في كلامه فتشهد أبو بكر فأصغى الناس إليه فقال: أما بعد فإنه من كان يعبد الله تعالى فإن الله حي لا يموت ومن كان يعبد محمداً فإن محمد قد مات، وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وتلا الآية كلها فبكى الناس ولم يبق أحد إلا قرأ الآية كأن الناس ما سمعوها قبل ذلك اليوم، قالت عائشة رضي الله عنها في البخاري: فنفع الله بخطبة عمر ثم بخطبة أبي بكر.... فهذا من المواطن التي ظهر فيها شكر أبي بكر وشكر الناس بسببه ))(10).

      4ـ من هنا نعلم أن قول التيجاني ( المهتدي ) (( هذه الآية صريحة وجلية (هكذا!) في أن الصحابة سينقلبون على أعقابهم بعد وفاة الرسول مباشرةً )) لا يدل إلا على عظيم جهله بأصول التفسير وبأقوال المفسرين، وإلا فليخط لنا تفسيراً واحداً أو ليأتنا بعالم واحد يفسر هذه الآية كما فسرها هو وإذا فسرت الآيـة حسب عقليتـه لأصبح المعنى أن اللـه سبحانه وتعالى يبشر صحابة نبيه صلى الله عليه وسلم ( بكل وضوح ) أنهم سينقلبون في المستقبل القريب!!؟ فهو يجزم بحدوث انقلاب أكثر الصحابة والنبي صلى الله عليه وسلم لما يتوفاه الله بعد، وليس هذا فقط بل ويؤكد أنهم سينقلبون بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم مباشرةً!!! وأنا لا أستغرب هذا الهراء من مثل هذا وأمثاله لأن كتب التفسير لدى الرافضة قد حشيت بأقاصيص فيها من السفاهة والسخافة ما يجعلها تصلح لإضحاك الأطفال، فضلاً من أن تسمى كتب تفاسير لكتاب العزيز الغفار، وبما أن التيجاني أيضاً قد جزم بأن أكثر الصحابة سينقلبون بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم مباشرةً فلابد أن يوضح من هم الصحابة المنقلبون ومن هم الصحابة الثابتون وإلا اختلط الأمر على الأمة فلم يُعْرَفِ الصحابي من المنقلب على عقبه وخصوصاً أنه ذكر أن الشيعة يقسمون الصحابة الى ثلاثة أقسام منهم قسم من الصحابة مرضي عنهم وقسم اختلف فيهم المسلمون! ولا يُعتقد أبداً أن القرآن يبهم هذه القصية الخطيرة ليتلقفها السفهاء ويتلاعبوا بها فيضعوا صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم على رقعة الشطرنج فيلفظوا من أرادوا ويبقوا من شاءوا، ولا أظن أن التيجاني يستطيع أن يقول بأن الصحابة الثابتين هم الثلاثة أو السبعة(*) الذين تعترف بهم الرافضة وتترضىَّ عنهم لأنه سوف يصطـدم بالنصوص التي تثبت أن أبا بكر وعمر لم ينقلبوا كما أثبـتُّ قبل قليل بالإضافة إلى الصحابة سعد بن أبي وقاص الذي انـدقت سية قوسـه وطلحة بـن عبيد الله الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم في وقعة أحد ( أوجب طلحة ) وقتادة بن النعمان حين أصيبت عينه فردَّها له النبي صلى الله عليه وسلم فعادت كأحسن مما كانت وذلك كله في غزوة أحد التي قد انقلبوا فيها وقد أثبت ذلك الطبرسي في تفسيره ( مجمع البيان في تفسير القرآن )(11) وهؤلاء جميعاً ليسو من ضمن القسم المعظم عند أهل الرفض فما هو جواب التيجاني المهتدي وإخوانه الرافضينا؟! بالإضافة إلى أن عدم تحديد الصحابة من المنقلبين سيفتح المجال للطعن بالقرآن الكريم لأنه في عدة مواضع يمدح الصحابة ويشهد لهم بالايمان وصلاح الظواهر والبواطن، وفي مواضع أخرى يذم الصحابة ويبشر بارتدادهم عن الدين وهذا هو عين ما يسعى إليه الرافضة الاثنا عشرية وتشهد على ذلك مراجعهم الأصلية، والحق الذي يجب أن يعرفه كل مسلم هو أن الصحـابة إنما هم بشر يخطئـون وتقع منهم الزلات والهنات ولكنهم أهل عدل وصدق شهـد لهم القرآن الكريم في غير مـا موضع كما في قوله تعالى { والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم } ( التوبة 100) فهذه بشارة الله سبحانه لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا أن يبشرهم بالارتداد والانقلاب عن الدين كما يدعي المهتدي،...وكقول النبي صلى الله عليه وسلم (( لا تسبوا أصحـابي فوالذي نفسـي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه ))(12) فالصحابة كلهم عدول بالنص المنقول والمنطق المعقول.

      5ـ يجب على المفسر لآية أن يربطها بالآيات التي قبلها والتي بعدها لأن تمام التفسير ووضوحه مرتبط بذلك والآية التي استشهد بها التيجاني هي من ضمن غزوة أحد والأخطاء التي وقعت فيها والسورة بصدد عتاب الله للمؤمنين لما حدث لهم في هذه الغزوة وذلك أن الله أنكر عليهم أنهم بمجرد الايمان سيدخلهم الجنة دون الجهاد والابتلاء والتمحيص فقال تعالى { أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه وأنتم تنظرون } ( آل عمران 142 ـ 143) ثم ذكر بعدها مباشرة قوله { وما محمد إلا رسول...} استمرار بعتابهم على ماكان منهم في تلك الغزوة ثم ذكرهم بالآيات التي بعدها أن هناك من الأنبياء من قاتل معه الصالحون فما وهنوا وما ضعفوا وماذلوا كما حدث من بعضكم وفي الآية التي بعدها أثبت الله لصحابة نبيه صلى الله عليه وسلم الإيمان وحذرهم من طاعة الكافرين بقوله تعالى { ياأيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين } ( آل عمران 149) وبعد عتابهم ذكر الله بعد آيات أنه عفا عمن تولى يوم القتال بسبب بعض ذنبه بقوله { إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم إن الله غفور حليم } ( آل عمران 155) ثم يذكر الله سبحانه أن المؤمنين قد استجابوا للرسول صلى الله عليه وسلم من بعد ما أصابهـم القـرح في غزوة أحـد لملاحقة أبي سفيان إلى حمراء الأسد فقال تعالى { الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل (فانقلبوا ) بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو الفضل العظيم } ( آل عمران 172 ـ 174) ولا شك أن هؤلاء الموصوفون بهذه الصفـات وهـذا المديح هم الصحابة المنقلبون بنعمة من الله وفضل فكيف يدعي التيجـاني أن اللـه يبشر صحابة نبيه صلى الله عليه وسلم بالارتداد والانقلاب بناءاً على تفسيره الممسوخ؟!

      ثم يقول التيجاني (( ولا يمكن تفسير الآية الكريمة بطليحة وسجاح والأسود العنسي، وذلك حفاظاً على كرامة الصحابة، فهؤلاء قد انقلبوا وارتدوا عن الإسـلام وادعـوا النبـوة في حياتـه (ص) وقـد حاربهم رسول الله وانتصر عليهم ))(13)!!؟ سبحان الله ما هذه المجازفة الجهولة؟! آلرسول صلى الله عليه وسلم يقاتل المرتدين وينتصر عليهم كيف ومتى؟! لقد ظهر مسيلمة والأسود العنسي عند قرب وفـاة النبي صلى الله عليه وسلم والعنسي فقط هلك قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ، وأما طليحة وسجـاح فقـد ارتدا بعد وفـاته صلى الله عليه وسلم وذلك باتفاق أهل النقل جميعاً وقد قاتل ( سيف الله المسلول ) خالد بن الوليد طليحة في معركة ( البزاخة ) وهزمه ففر إلى الشام ولكنه ما لبث أن عاد إلى حظيرة الاسلام مرة أخرى وحسن إسلامه، ثم ظهرت المرأة المتنبئة سجاح بنت الحارث وكان على رأس من اتبعها مالك بن نويرة وقد خالفها جمع من بني تميم فدار بينهم قتال ثم سارت سجاح بجيشها إلى اليمامة بعد هزيمتها من أوس بن خزيمة والتقت مسيلمة فتزوجها وعادت إلى مقرها الأول العراق وأما مسيلمة الكذاب فقد هزمه خالد بن الوليد ومعاونيه عكرمة بن أبي جهل وشرحبيل بن حسنة في معركة اليمامة الشهيرة أو عقرباء شر هزيمة، ولكن هذا التيجاني الذي يجهل التاريخ والسيرة يدعي بأن النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي هزم المرتدين! وكل ذلك حتى يظهر أن المرتدين بعـد النبي صلى الله عليه وسلم هم الصحابة وليس هؤلاء، فوالله لو كان الجهل بقرة لذبحتها!!... وبالنسبة لقول التيجاني بأن مالك بن نويرة وأتباعه منعوا الزكاة تريثاً منهم لأنهم علموا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد نص على مبايعة علي بن أبي طالب رضي الله عنه بغدير خُم(14) بالخلافة كما بايعه أبو بكر نفسه!؟ ولكن مالك بن نويرة وأتباعه فوجئوا بأن الخليفة المبايع هو أبو بكر لذلك توقفوا عن دفع الزكاة....فأقول للتيجاني الذي يعتذرعن المرتدين بسفاهات الرافضة ويتحامل على صحابة النبي صلى الله عليه وسلم بخزعبلات الشيعة خير له أن يقصّ هذه القصص المضحكة على غير أهل السنة لأنها أقل من أن يرد عليها وأرجو منه أيضاً أن يأتينا بمصدر واحـد يثبت به هذا الهراء كما هي عادته بالاحتجاج بالمصادر والمراجع، وبالنسبة لقضية مالك بن نويرة فسيأتي تفصيلها في مبحث خـالد بن الوليد(15).

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •