بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على رسوله الكريم وعلى آله واصحابه اجمعين
اما بعد
فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الله أكبـــــر ، من كان يصدق ان يحدث هذا .....!!؟
نعم اخوتي من كان يصدق ان يحدث هذا يوما ً .... من كان يصدق ان تثور الشعوب العربية
في وقت كانت تعتبر ثورة الشعوب العربية على انظمتها وحكوماتها امرا من المستحيلات
حتى ضرب المثل بصمت الشارع العربي على ما يحصل له من ظلم واضطهاد و قمع
وقيل فيه ( واعذروني لهذا البيت ) ولكن هكذا كان يقال
شعب اذا ضربته بالحذاء ... صاح الحذاء باي ذنب اضربُ
نعم ضرب المثل بصمت الشعوب العربية ... وضرب المثل بهذا الصمت
وضرب المثل باسلوب الانظمة العربية البلطجي الدموي
انظمة قبعت على قلوب البشر فترة طويلة
حتى كان الموت هو الفرج للشعوب
فاما ان يموت الشخص ويرتاح من هذا الظلم و القهر او ان يموت الحاكم
ولكن حتى في الموت وصل الامر الى اعتقاد الناس ان الانظمة العربية هيا انظمة خالدة ومن في السلطة خالدون ولن يموتوا ابدا .... بل تموت شعوبهم وهم باقون .....
ولكن ظهر لنا امر جديد هو عملية التوريث ... وكان النظام اصبح ملكي وليس جمهوري
فانتقلوا من مرحلة الانتخاب مدى الحياة الى الانتخاب مدى الحياة + التوريث .....
فعرفت الشعوب العربية ان معاناتهم لن تنتهي حتى برحيل الحاكم بل سوف يورث افعاله و مصائبه لوريث يتابع طريقه .....
كل هذا يا اخوان هو ما حصل وفكر فيه الشعوب العربية .... لمدة طويلة ...
ولكن
الله أكبـــــر ، من كان يصدق ان يحدث هذا .....!!؟
نعم ... ان تقوم الشعوب العربية بطرد انظمتها وطرد حكامها وتغيير وزاراتها و مسئوليها .... ؟
من كان يصدق ذلك .... ؟
من كان يصدق ان تقوم الشعوب العربية وتقف على جراحها و جوعها وفقرها لتقول لا .... تقول لا بصوت عالي ...
تونس الخضراء الطيبة ....
فها نحن نرى تونس الخضراء تقف في وجه حاكمها الظالم ونظامها الفاسد وتقول له لا ....
شاب مظلوم احرق نفسه فاحترقت البلاد واحرقت الحاكم الفاسد و النظام الظالم .....
ونجح الشعب التونسي بطرد النظام الفاسد و طرد الرئيس الظالم بملابسه فقط ......
مصر العزيزة الشامخة ...............
وقف شعبها شبابها المظلوم الفقير الذي يبحث عن لقمة العيش فلا يجدها
وقف في صقيع البرد ليقول لا ....
نعم يقول لا ..... لا للحكم مدى الحياة ...... لا للتوريث .... لا لاستمرار هذا الظلم و القمع و الفساد
خرج بضعة مئات فاصبحوا الان بالملايين
رغم ما يتعرضوا له من قمع وقتل و ظلم واعتداء و اغتصاب الا انهم يستمروا بقول كلمة لا ...
في وجه هذا النظام البلطجي
وصبروا وتحملوا حتى عجز النظام عن قول وفعل شيء
فخرج رئيس النظام ليقول انه لن يترشح من جديد ولن يورث حكمه لاحد وطالب بتغيير مواد القانون التي تنص على الترشيح و التمديد
ولكن كل ذلك لم يعد يصدقه احد بعد الان فالكل يعرف حقيقت ما يجري وسوف يجري ....
وان شاء الله النصر قريب
وما هيا الا بداية وها هو النظام ينهار ......
فمن كان يصدق يوما ً ان يحدث ذلك ...... ؟
اليمن الشقيقة العزيزة ..........
ان يخرج يوما ً الرئيس اليمني ويقولها بكل صوت عالي انه لن يترشح من جديد بعد الان ولن يورث احد من بعده
ولكن الشعب يريد نهاية النظام كاملا ً فليس الرئيس الا صور من النظام والنظام كله يجب ان يغادر ....
تغييرات الوزارات في الدول العربية الاخرى
من كان يصدق ان يقوم شعب بتغيير الوزارات ، والتي لا تتغير الا بانتهاء مدتها او عندما تفيح رائحتها
اما الان فتغيير الوزارات يدث في اي لحظة يدرك فيها لاشعب ما يجري ويقف وقفة واحدة ...
نعم الانظمة العربية لم تعد كما كانت ....
وما تستخدمه من طرق قمعية وتعسفية قديمة كالستار الحديدي و القبضة الفولاذية ....
هذه الطرق لم تعد تنفع ولا تؤثرعلى شعوب صعدت على جراحها وجوعها لم تعد تتاثر بعد الان بما يصيبها فليس بعد الموت شيء ....
وصدق القائل ( لا يضر الشاه سلخها بعد ذبحها )
وصدق القائل ( ولا ابالي حين اقتل مسلما ً ***** على اي جنبن كان في الله مصرعي )
من كان يصدق ان يحدث هذا يوما ً يا اخوتي واخواتي الافاضل ...
انه شيء لا يصدق بحق ....
انه امر كان يوما ً يعتبر خيالا ً واحلاما ً وخطرا ً التفكير فيه او تخيله حتى
الا ان الامر حصل ....
و الحلم تحقق و الخيال اصبح واقعا ً
و الانظمة تنهار و الشعوب الان تصبح اقوى واقوى ومنذ الان فلن تسكت عن اي نظام فاسد او حاكم ظالم بل سوف توقفه وتزيله عن الوجود .....
قال تعالى ( فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ )
عن أبي موسى الأشعرى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته) قال : ثم قرأ (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) متفق عليه
والحمد لله رب العالمين
سلام chris