بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
و اليوم آيها الأخوة الأخوات سنطرق نحو أسمي من أسماء الله الحسنى ألا و هما :
الرحمن الرحيم :
قال الشهيد رحمه الله :
هما اسمان للمبالغة
من رحم
، كغضبان من غضب وعليم من علم ، والرحمة لغة : رقّة القلب
وانعطاف يقتضي التفضل والإحسان ، ومنه : الرحم ، لانعطافها على ما فيها ، وأسماء
الله تعالى إنّما تؤخذ باعتبار الغايات التي هي أفعال دون المبادىء التي هي انفعال (23) (24).
وقال صاحب العدّة : الرحمن الرحيم مشتقّان من الرحمة وهي النعمة ،
____________
(23) القواعد والفوائد 2 : 166 ـ 167.
(24) في هامش (ر) : « وقال السيد المرتضى : ليست الرحمة عبارة عن رقّة القلب والشفقة ، وإنّما هي عبارة عن الفضل والإنعام وضروب الإحسان ، فعلى هذا يكون إطلاق لفظ الرحمة عليه تعالى حقيقة وعلى الأول مجاز. منه رحمه الله تعالى ».
ومنه : ( وما أرسلناك إلاّ رحمّة للعالمينّ ) (25) أي : نعمة ، ويقال للقرآن رحمة
وللغيث رحمة ، أي : نعمة ، وقد يتسمّى
بالرحيم غيره تعالى ولا يتسمّى بالرحمن سواه ، لأن الرحمن هو الذي يقدر على كشف الضر والبلوى ، ويقال لرقيق القلب من الخلق : رحيم ، لكثرة وجود الرحمة منه بسبب الرقة ، وأقلها الدعاء للمرحوم والتوجع له ، وليست
في حقّه تعالى كذلك ، بل معناها إيجاد النعمة للمرحوم وكشف البلوى عنه ، فالحدّ
الشامل أن تقول : هي التخلص من أقسام
الآفات ، وإيصال الخيرات إلى أرباب الحاجات (26).
( 30 )
من التأكيد (31).
وعن السيد المرتضى (32) رحمه الله : أن الرحمن مشترك فيه اللغة العربية والعبرانية والسريانية ، والرحيم مختصّ بالعربية.
قال الطبرسي (33) : وإنّما قدّم
الرحمن على الرحيم ، لأن الرحمن
بمنزلة الاسم العلم ، من حيث أنه لا
يوصف به إلاّ الله تعالى ، ولهذا جمع بينهما تعالى في قوله : ( قلِ ادعوا اللهَ أو ادعوا الرحمنَ ) (34) فوجب لذلك تقديمه على الرحيم ، لأنه
يطلق عليه وعلى غيره (35).
____________
(31) اُنظر : مجمع البيان 1 : 20.
(32) أبو القاسم علي بن الحسين بن موسى
بن محمد بن موسى بن إبراهيم بن الإمام موسى
الكاظم عليه السلام ، المشهور بالسيد المرتضى ، جمع
من العلوم ما لم يجمعه أحد وحاز من الفضائل ما تفرّد به
وتوحّد وأجمع على فضله المخالف والمؤالف ، كيف لا وقد
أخذ من المجد طرفيه واكتسى بثوبيه وتردّى ببرديه ، روى
عن جماعة عديدة من العامة والخاصة منهم الشيخ المفيد والحسين بن علي بن بابويه أخي الصدوق والتلعكبري ، روى
عنه جماعة كثيرة من العامة والخاصة منهم : أبو يعلى
سلار وأبو الصلاح الحلبي وأبو يعلى الكراجكي
ومن العامة : الخطيب البغدادي والقاضي بن قدامة ، له
عدّة مصنفات مشهورة ، منها الشافي في الإمامة لم
يصنّف مثله والذخيرة ، توفي سنة ( 433 هـ ) وقيل ( 436 هـ ).
وفيات الأعيان 3 : 313 ، رياض العلماء 4 : 14، الكنى
والألقاب 2 : 439.
(33) أبو علي الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي
المشهدي ، من أكابر مجتهدي علمائنا ، يروي عن الشيخ
أبي علي بن الشيخ الطوسي وغيره ، يروي عنه ولده
الحسن وابن شهرآشوب والشيخ منتجب الدين
وغيرهم ، له عدة مصنفات ، منها : مجمع البيان
لعلوم القرآن ، وهو تفسير لم يعمل مثله عيّن كل
سورة أنّها مكّية أو مدنية ثم يذكر مواضع الاختلاف
في القراءة ثم يذكر اللغة والعربية ثم يذكر الإعراب
ثم الأسباب والنزول ثم المعنى والتأويل والأحكام
والقصص ثم يذكر انتظام الآيات ، توفي سنة ( 548 هـ )
في سبزوار وحمل نعشه إلى المشهد الرضوي ودفن
في مغتسل الرضا عليه السلام وقبره مزار.
رياض العلماء 4 : 340 ، الكنى والألقاب 2 : 403 ، الذريعة
20 : 24.
(34) الإسراء 17 : 110.
(35) مجمع البيان 1 : 21 ، باختلاف.
-----------------------------------
للإستماع لسورة التي أتت بأسم الله ( الرحمن )
[rams]http://207.241.229.39/download/TvQuran.com__Abkar/055.mp3[/rams]
يٌتبع بإذن الله
لا تنسوني من دعواتكم
ملكة