اللمس هو أول شعور ينشأ لدى الطفل,و هو أيضا أكثر وسائل الإتصال التي تسيطر عليه
كل الأطفال يستجبون للطريقة التي يلمسون بها أو يمسكون.
إنها أوضح وسيلة بالنسبة للوالدين لمعرفة مشاعر طفلهم و قد يستغرق ذلك بعض الوقت.الامهات الجديدات و الأباء يجرون إتصالا أوليا بأطفالهم على سبيل الإختيار, فيلمسونهم برؤوس أصابعهم, و بعد ذلك و عندما تكبر ثقتهم يقومون بملامسة الطفل و دغدغته بكلتا يديهم.
إن الكثير مما نفكر أو نشعر به, نحن الكبار ,نعبر عنه بأيدينا ,فالثقة و الامان ينتقلان باللمس و العناق بطريقة مريحة,بينما القلق و الخوف ,بالعكس من ذلك ,لا يمكن أن ينقلا بذراع جامدة و فبضة غير مرنة .
الوالدان اللذان ينميان شعورهما باللمس و ينشئان تقاربا حميما باللمس مع طفلهما يسهلان قيام علاقة جيدة به منذ البداية .و هذه العلاقة تجعل الطفل هادئا و لطيفا بدون صعوبة كبيرة ,حيث يظلان على إتصال واقعي بطفلهم,و يقويان شعوره بالأمان و الثقة و الإستقلالية. و ينعكس ذلك على شخصية الطفل و علاقته بالأخرين.
من المعروف أن الطريقة التي يمارس من خلالها كل من الوالدين الإتصال بالطفل و معالجة شوؤنه, و التتابع في هذا المجال ,تؤدي بالنتيجة إلى تأثيرات هامة على حالة الطفل العامة. فقد أظهرت الأبحاث أن الأطفال الذين يحرمون من الإتصال المادي مع والديهم يعانون إجمالا من القلق و الإضطراب أكثر من سواهم.
إنهم يميلون إلى إتجاهات خرقاء في علاقاتهم مع أترابهم.
و عندما يكبرون قد يجدون صعوبة في التجاوب مع الأخرين.
بينما نرى,بالمقارنة .الشخصيات التي تتحلى بالمحبة و الأمان تظهر في عائلات أو حضارات حيث يسود الإتصال باللمس و العناق مع بعضهم البعض للتعبير عن الحب و الصداقة
و مع أن جميع الأباء والأمهات يحملون أطفالهم بشكل طبيعي . و يلمسونهم إلا أنهم في معظمهم يفعلون ذلك بشعور عام فقط,و القليل منهم يعرفون عن الوعي أهمية جسد الطفل من خلال شعورهم باللمس