أتت الي وهي متألمة ،، تقودها خطئ بطيئة ..
وقد ظهر على وجهها شحوبا غريبا ..
وتقترب وأنا اراقبها بعينااااي ..
حتى باتت قريبة جدا ،،
فعانقتها كما هي عادتي معها .. فهي غالية على قلبي ،،
ونظرت الى عينيها الساحرتين ،، وهي غارقة بالدموع التي تحاول إخفائها عني دون جدوى ،،
ولامست شعرها المنسدل على ظهرها بوجنتي حين احتضنتها ..
واحتضنت وجهها الطفولي بيدي الدافئتين ..
كانت وجنتيها باردتين ،،
وعيناها دامعتين ،،
وشفتاها ترتجف من البرد ..
فأمسكت بيديها الصغيرتين ..واجلستها بقربي ،، راجية أن تتكلم معي ولو قليلا ..
لأعرف ما بقلبها ..
ما مشكلتها ،،
لأحاول مساعدتها ،،
فإذا بها تدفن وجهها في صدري قائلة ،، ماتت أختي ، ماتت صديقتي ،،
وتهللت بالبكاء .. فضاعت مني الكلمات ،، وتناثرت أحرفها لشدة ما رأيتها تعاني ..
حاولت جاهدة لم شتات نفسي بعد أن ذرفت عيناي دموعا حارة ..
وتوجع قلبي بصمت لأجل صديقتها ولأجلها هي ،،
فذكرتها بأقدار الله ..
وان الموت حق ،،
وأن اللقاء في الأخرة خير من لقاء الدنيا ،،
حيث الخلود في جنات النعيم ،،عند رب كريم ،،
فرفعت عيناها الي وهدأت روحها قليلا عندما دق جرس الرضى بالقدر على باب قلبها المتألم ..
وظهر على وجهها ابتسامة صغيرة ،،
وسألتني : هل سألتقي بها في الأخرة ؟
فأجبتها وكلي ثقة في ربي الكريم ..
قال نبينا الصادق الأمين : المرء مع من أحب ..
وهي اخت طيبة ،، وتخاف الله ،، وانت احببتها في الله ، فبأذن الله ستكوني معها ..
ورأيت السعادة والأمل يملآن عينيها الساحرتين ..
وكنت سعيدة أني استطعت مساعدتها لأستعادة ثقتها بربها ثم بالأمل وبنفسها ،،
فهلموا اخوتي واخواتي ..
يدا بيد ..
لأخوة صادقة مخلصة لله تعالى ..
عسى أن يجمعنا في ظله يوم لا ظل إلا ظلة ..
دمتم بخير ..
وعذرا للإطالة
