نـعـم أعـشـقـهــا .. وأعــشـق كـل لحـظـة عـنـدمـا تحـظـى عـيـنـيَّ بـرؤيــاهــا ..
بـسـبـبـهــا كـدتُ أمـزج الـواقـع بالأحــلام .. ولـا يـمـكـنـنــي أن أفــارقـهـا إلــا عـنـدمــا يـطـرق المـوت أبـواب جـسـدي .
قـالـت بـعـد ابــتـسـامـة عـريضــة : شــيء جـمـيــل عـنـدمـا تـعـيـش فـي الأحــلام .. ولكـن فـي النـهـايـة سـتـسـتـيـقـظ ...
قـاطـعــهـا والابـتـسـامـة عـلـى شـفـتـيـه : أســتـيـقـظ مـِنْ مــاذا ؟؟ أنـا سـأتـزوجـهــا ..
قـالت لـه مـتـعـجِّـبـة : تـتـزوَّج ؟! لكــنـك يـا بـُـنــي أنــت لـم تكـمـل العـشـريــن
مـن عـمـرك ولـسـتَ مــؤهــلاً للـزواج .. وهـل تـعـرف مـا يخـبـأه المـســتـقـبــل لك ؟؟
اخــتـفــت الابتـسـامـة ، وقــال : ســــــأعـمـل وأجــتـهــد لـمـدة سنـة ونـصــف حــتــى أجمــع
المــال الكــافـي لكــل تكــالـيف العــرس .. ولا تخـاف عـلـى دراســتـي ســأبذل مـا بـوسـعــي ..
تـنــهــّدت .. وقـالــت لـه: يـا بـُـنـي .. العـرس لـيـس الحـيـاة الـزوجـيـة بـأكـمـلـهــا حــتــى تـجـمــع
مـبـلـغـًا مـِنَ المـــال وتـدفـعـه ثـم انــتـهــى الأمــر .. العــرس بـدايـة لـطـريـق طـــويــــل جــــِدّا ..
قـاطـعـهــا : لـيـســت مـُشكــلــة .. ســـــــا !!
قـاطـعــتـه بـهــدوء : اسمـعـنـي يـا ولــدي .. طـريـق الـزواج طـريـق شــاق ومــُـتـعـب وتـخــتـبـئ فـيـه المـُـفـاجــآت ..
لـا يـسـلـكـه إلــا الـقـوي وذو الخـبـرة العـاليـة فـي الحيـاة وصـاحــب كـفـاءة فـي تـولـّي الأمــور ..
أو ســتــزداد ســـوءً عـلـى كـل مـن سـلكـه وهـو لـا يـمـلـك أي صـفـة مـِنَ الـصـفـات الـسـابـقــة إلــا مـَن رحـمـه ُ ربــّي ..
سـكــتَ طـويــلاً وهـو يـحـدِّقُ النـظــر .. يـبـدو مـرتبكــًا
أكـمــلــتْ حـديثــهــا : الـزواج لـا يـَـقــتـَصـِـرُ عـلـى المــادّة بـُــنــي .. الـزواج كـالـزهـرة الـتـي تــريـدُ زرعــهــا ..
فـهــي تــحــتـاج تـُربـة مـُنـاسـِبـة ومــاء لــتـسـقـيـهـا دائـمــًا وشــمــس دافـئــة وحــنـونــة ..
وتـريـد مـنـك لمـسـة حــانـيـة .. عــنـايــة مـُتـواصــلـة .. وطـبـعــًا للـصـبـر ضـرورة حـتـى تـراهــا تـنـمــو بسـعـادة تـفـوقُ الـوصــف ..
عـدى ذلك ســرعـان مـا ســتـذبـل الـزهــرة أو لـن تـنـبــُت أســاســًا .. فـهـل فـهـمـتَ مـا أعــنــيــه بـُنــي ؟؟
قـال وكـانــّه خـسـر كـل ما يـمـلــك : ولكــن ....
قـاطـعــتـهُ بــهــدوء ، مـع ابتـسـامـة عـريضــة:كـانَ والــدك رحـمـه الله طـيـّب الـقــلــب ولـكـن غـضـــوب مـن بـعـض الأمـور التــي أنــسـاهــا ..
فـكـــنــتُ أطـفـئ نـار غـضـبـه بكـلمــة طـيـبـة أو أحـضـّر لـه عـصـيـر بــارد أو أبـعـدك أنـت وأخــوتـك عـنـه حــتـى يــهـدأ ..
وعـنـدمـا لـا يـوافـق عـلـى شـيء أنـا أريــده كـنــت أسكــت ولــا أتـصـرّف تـصـرف أحمــق .. ثـم بـعـد أيـام أتـفـاجــئ بمـا أريــد وأكــثــر ..
اســتـمـرّت حيــاتنــا تـَنـبـُعُ فـيـهــا المـحـبـة والـصـــدق والتـعــاون .. رحـمـه الله ..
ابـتـسـم الابــن .. ثـم ذهـبَ لـغـرفــتـه بــعـد تــأمــّل طويــل .
وبـعـد ثـلاثـيــن سـنــة نـظــرَ إلـى أولاده وزوجـتـه وقــالَ فـي نـفســه: رحـمـك الله يـا والدتــي ..
لـن أنـسَ تـلـك النـصـائــح الثــمــيــنــة .. وفـعـلا ً أرى نـتـائـجـهـا فـي حـيـاتـي الآن مـَعَ زوجـتــي وأبــنــائــي ..
وقـد كــانـت فـلانــة التـي كـنت أعـشـقـهـا ذِكــرى جـمـيــلــة ولكــن حـيـاتـي الآن واقــع وأجمــل .. الحمـد لله .
10\07\2011 مــ
يـُمـنـع النـقـل إلـا فـي حـالـة ذِكـر المـصدر
وأرجـو الدعـاء بالتـوفـيـق .