ومرجان ليس إلا أسد في حديقة الحيوان الأفغانية، مات مؤخرا عن خمسين عاما، قد لا يحلم الأفغاني أن يعيشها، بعد إصابته باكتئاب وإضراب عن الطعام، وكان مرجان قد جاء إلى أفغانستان من ألمانيا عام 1964 وعمره 12 عاما، وقد تعرض لإصابة أثرت عليه، وادعت وسائل الإعلام الغربية أن مقاتلا من طالبان ألقى عليه قنبلة لأنه التهم أخيه قبل ذلك، فسببت له القنبلة عمى في أحد عينيه وعرج في ساقية، ومع تعرضه لمضايقات من الزوار، فقد أسنانه أيضا ...
والمأساة تكمن في ان البريطانيين اهتموا لأمر مرجان كما لم يهتموا للأفغان انفسهم، فقد رق البرلمان البريطاني لحاله، ووجد لديه متسعا من الوقت لكي يرسل وفدا لمتابعة حاله عن كثب، وأرسل أيضا معونات مالية، وطلب نقله إلى الخارج لتلقي العلاج، ولكن باءت محاولات البرلمان البريطاني بالفشل، ومات مرجان، ولم يكلف البريطانيون أنفسهم أن يعاملوا الأفغان كما يتعاملون مع حيوان يمشي على أربع، ولكن هذه هي الحضارة الغربية على حقيقتها زيف وخداع ...
ولأن الحكومة الأفغانية تقتبس من هدي صانعيها في العرب فقد أقامت موكبا رسميا لدفن الفقيد مرجان، وتقدم الموكب حارسه الخاص ...
?: ?:
