السلام عليكم ورحمة الله
وأسعد الله أوقاتكم
لقد اهتم الإسلام بالكبار والصغار، الذكور والإناث، الأصحاء والمرضى، وذلك في كل شؤون حياتهم الخاصة والعامة ؛ ذلك لأنه من عند الله سبحانه وتعالى العليم الخبير، القائل في محكم كتابه :{ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } (30) سورة الروم.
وبناء شخصية الطفل المسلم يعدُّ هدفاً أساسياً من أهداف رسالة الإسلام، ذلك لأن الأطفال هم جيل المستقبل المنشود، ورأسمال الأمم .
فما نزرعه اليوم سوف نحصد ثماره في الغد، ومن زرع الشرَّ والفسادَ، فلن يحصد إلا الندامة .
وقد أولى العالم اليوم الطفولة اهتمامه، وذلك لأهميتها البالغة، وأنشئت مراكز البحوث والتربية التي تعنى بذلك.
ومع الأسف فقد أخذ بعض المسلمين إبَّان الغزو الفكري والثقافي يستوردون الكثير من عند الآخرين، ومن ذلك أساليب تربية الأطفال، ناسين أو متناسين أن التربية هي نتاج فكر وأخلاق وقيم أية أمة من الأمم، وأن هذه التربية المستوردة لن تربي جيلاً صالحاً ؛ ذلك لأنها تهتم ببعض الجوانب ولاسيما المادية منها، وتهمل الجوانب الروحية، كما أن اهتمامها بالجوانب المادية يقوم على إطلاق الشهوات، وإعطاء الطفل الحرية المطلقة في ذلك .
وقد عرفت البشرية منذ وجودها أدب الطفل ـ وإن لم يكن مكتوباً ـ فهو من أنواع الأدب المختلفة، يعبر عن الأمة: عقيدتها، وهويتها، وآمالها، وأساليب عيشها.
والإسلام ذو عناية بالطفل قبل أن يكون إلى أن يكون، وبعد أن يكون إلى أن يبلغ مرحلة التكليف، وكانت عناية القرآن الكريم بالطفل ظاهرة، واهتمام رسولنا الكريم - صلى الله عليه و سلم - به ساطعة.
وللأسرة دور كبير في تحفيز الطفل واكتشاف مواهبه ، ومعرفة خفاياه من علوم دنيوية تحيط به كمكونات جسم الإنسان وآليته، وخلق الحيوانات والأرض والأفلاك وغيرها، ليعرف إبداع الخالق وعظمته مع ربط ذلك بالقرآن الكريم الذي يحوي الكثير منها. كما يعلمه الأدب علوم الإنسان كالتاريخ والجغرافيا والفيزياء والحاسب الآلي والأقمار الصناعية؛ ليشبع في نفسه حب المعرفة ولتنمية ما لديه من هوايات لتصبح مهارات يتميز بها.
لذلك سيكون هذا الموضوع عبارة عن حلقات مختصرة ومتنوعة تخص الطفل نقلتها لكم من مصادر عدة ، راجياً من الله أن تحقق هذه الحلقات الفائدة المرجوة ...
( ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين )