دقّت ساعة ما بعد منتصف الليل بساعة ...بردٌ خيّم على أواخر كانون، سماء لا تخلو من نجومٍ رصفتْ أرضهاقمرٌ لم يكتمل بعد ... وحزن ليلٍ شتوي جديد.وحدي ، لستُ بنائمٍ ولا غُيّبتُ عن الوعي واللاوعي ، خليط منهما مُزج بشجّي صوت فيروزودفقات رائحة فنجان قهوتي الأخير ... جعلني أعيد الكرّة من حيث ابتدأت بداية النهاية ... حيث أواخر الربيع.تعمّدت تفحّص المكان ، تعمدت إرجاء صوت نقرات قلمي ... تعمدت إرجاء كل شي ... كل شيء بما فيها ذاك الشعور الهائجُ حاجةً لمَنْ يسمع أزيز زفراتِ صدري،
لمَنْ يكن في قلبه رغبة بأن بملأ الكون ارجواناً في عينيّ ...تعمّدت تجاهل كل ما ليست هي عليه ... حتى صرخاتها المفعمة كذباً ... لم استطع إلا وان أتجاهلها.أنا ... وبعد مضي أكثر من عامين على استرداد يدي من شوك ورودها ، ومن خبث كينونتها ...ما عدت ذاك الإنسان الذي خلّفته بذرةٌ قبل خمس وعشرين عاماً ،ولم يتبق مني سوى ... أغنياتٍ ،ذكريات أمل ، وفتات روح.أردت أن اعترف دوماً ... بأنها لم تكن حبيبتي ...
وأن ما كان يوماً ، ما قدر له أن يكون يوماً آخر ...أردت أن أثق بنفسي مجدداً ... أن أثق بمقدرتي على خلع ثوبها،
وحرق دفاترها ومسح جميع حروف اسمها من ذاكرتيأن امسح أربع سنين ألم.
