مجلس التعاون ... ودور قيادي يليق به !
بعد الفيتو الروسي المعروف دخلت الأزمة السورية منعطفا خطيرا يوحي بالسير نحو المجهول داخليا واقليميا بل حتى دوليا ... هذا الفيتو الذي كان بمثابة كلمة السر لبداية صفحة الأبادة الجماعية من قبل جيش ( الأسد ) لشعبنا العربي السوري الصابر المبتلى جاء في وقت تفتقر به الجامعة العربية ودولها الأعضاء لدولة قائدة تسير بالسياسة العربية الى ما يؤهلها لكي تواجه مخاطر ما يجري على بعض ساحاتنا المفتوحة بحزم وذكاء وعزم ... خصوصا بعد أن دارت عجلة الزمان في مصر وليبيا وتونس واليمن ومن قبلها العراق
من تلك الحاجة برز الدور الكبير والمؤثر لدول مجلس التعاون الخليجي في ثقلها المعنوي والأقتصادي ومن قبله الجيوسياسي دوليا واقليميا ... وقد انتبهت قيادات دول المجلس بسرعة الى ذلك مما انعكس على قراراتها الصارمة الحاسمة ضد ما يجري من مذابح على ارض الشام الغالية ... حقيقة الجميع يعول على المواقف المحسوبة المتشددة من قيادات دول المجلس لتلعب دورا أمميا أيضا ولا تكتفي بالدور الأقليمي فقيادة أمة العرب أصبحت بيدها الآن سعت الى ذلك أم لم تسعى ... وعليها أن تصحح الميزان ليس في سوريا فحسب وانما في مكانات أخرى يجري فيها ما يجري من أجل أجندات عرفها الجميع وشم فيها رائحة النتانة والحقد والفرقة والتبعية
كلنا يعلم أن دول المجلس لا تتخذ قرارا مصيريا حساسا إلا بعد صبر ودراسة وتمحيص بهدوء وتأني مما يعكس الصواب في أكثر الأوقات على تلك القرارات ... لذلك ، فاليقين من صواب تلك القرارات ونجاحها في توجيه السياسة الدولية لما فيه خير شعوبنا سيكون قاسما مشتركا لكل مراقب منصف محايد خصوصا من أولائك الذين آمنوا أن أصوات الدكتاتوريين في زوال دائم وأصوات الشعوب هي الباقية
