خُلقٌ مُشين
لكل شخص الحق في اختيار أشياء يحبها وأخرى يكرهها ويمقتها..
هناك من يمقت كثرة الكلام، فتجده يفر من كل التجمعات البشرية. وهناك من يحب المزاح ولو كان عنيفا.. ومن الناس من يكره الخيال، فتجده واقعيا أكثر من اللازم لا يحب الأفكار الغريبة والجديدة.. وقد ترى آخر يحب الوحدة ويميل للزهد فلا يرغب في الحديث عن ملذات الحياة ونعيمها وتراه يفضل على ذلك الكلام عن القبر ووحشته.. وقليل هم هؤلاء.
أما عني فمن أكثر ما يخنقني التجاهل.. هذا البرود الذي يثير الحنق، والذي لا تجد له تفسيرا في بعض الأحيان..
فلان كان متحمسا لسماع أخبارك وقراءة كل ما تكتب يتحول فجأة إلى مومياء ملفوفة بالضمادات.. لا يتحرك حتى لو اقتلعت عينك أمامه.. على سبيل لفت الانتباه !
فلان كان يرد عليك السلام قبل أن تلقي عليه السلام حتى ! أضحى الآن يدير وجهه بامتعاض لما تلقي عليه التحية مخالفا أمر الرب عز وجل في رد تحية الإسلام.
ولماذا ؟ هذا هو السؤال الذي يكاد يصيب سائله بالجنون !
لولا خشية المبالغة لقلت أن كل من أعرف فيهم هذه الخصلة القبيحة، إلا أسماء معدودة على أصابع اليدين.. فما سر هذا الخُلق المشين ؟ هل هو كبر أم قلة أدب أم سوء ظن.. أم ماذا ؟
رفعت خالد