مع إشراقة فجر جديد
ومع نسيمات الصباح العليل
حزمنا أمتعتنا ...وعزمنا السير ..
ركبنا الحافلة وكلنا شوق للوصول
كنا نسمع عن ذلك المكان الكثير
لكنا لم نزره بعد
انطلقنا ونحن نحمل في أعماقنا ترقباً لرؤية ذلك المكان
حيث يتجلى سحر الطبيعة الخلابة وإبداع الخالق جل وعلا
إنها البحيرات السبع
يتراود إلى ذهنك للوهلة الأولى
تخيل سبع بحيرات مصفوفة بجانب بعضها البعض تفصل بينها حواجز أو ما شابه ذلك
لكنها في الحقيقة ليست كذلك
إنها آية من روائع مبدع الأكوان
فهي تجمعات للنهر الكبير الشمالي أحدثتها تضاريس الجبال على شكل بحيرات سبع وكأنها لوحات فنية خارقة الجمال
هكذا وصفها لنا من زراها قبلنا لكننا في بداية رحلتنا لم نستطع أن نتخيلها بشكل دقيق ولم نكن نتصورها بالجمال الذي رأيناها به
وفي كل صباح لا بد لكل مرء من أن يتناول وجبة الإفطار
لم نكن قد خططنا بعد أين سنتناول وجبة الإفطار أثناء الرحلة حيث يستغرق الطريق نحو البحيرات حوالي الثلاث ساعات أو أكثر قليلاً ربما
توقفنا لتناول الفطور في مطعم يطل على حديقة ملأى بالأزهار المتنوعة وتفوح منه رائحة الياسمين وتزين أرجاءه أزهار الورد الجوري
ثم عاودنا المسير نحو وجهتنا ...
مررنا بمدينة اللاذقية الساحلية حيث يجب علينا تجاوزها للوصول إلى البحيرات السبع في جبال اللاذقية
لم نستطع أن نمنع أنفسنا من الوقوف قليلاً أمام البحر وتأمل أفقه الواسع ولونه البراق وتناول فنجان قهوة أو نسكافه أو كابتشينو كل حسب رغبته على شاطئ البحر
عزمنا في هذه المرة على عدم التوقف مرة أخرى على الطريق فالشوق بنا لذلك المكان قد بلغ ذروته وكاد ينفجر
هنا على جانب الطريق لافتة تقول مشقيتا
نعم !!! إنها البلدة التي نبغي الوصول إليها
إنها البلدة التي يمر منها النهر الكبير الشمالي ويشكل البحيرات السبع
هذا يعني أننا قد اقتربنا من الوصول
فعلا إنه لشيء رائع حقاً
سوف نصل إلى ما نريد
تعالت الأصوات فجأة
وكأن شيئاً ما كان قد كبت لفترة طويلة وانفجر بلحظة ما
إنها ردة فعلنا حين لاحت لنا صفحة براقة زرقاء محاطة ببساط أخضر لامع
انظروا هناااااااااااااااااااااااااااااك إنها البحيرات السبع
كلمة أطلقناها جميعاً في آن معاً حتى كاد السائق يموت فزعاً من صوتنا
وأخيراً وصلنا
لم يكن ذلك المكان بمستوى الجمال الذي تصفه الكلمات بل إنه أبلغ من ذلك بكثييييييييير
حططنا رحالنا عند المطعم المطل على تلك البحيرات لتناول وجبة الغداء
وألبابنا قد ذهلت بروعة المكان
لن أتحدث عنه أكثر وأترككم للصور تعبر عن نفسها
قضينا في ذلك المكان وقتاً مليئاً بالمتعة والضحك والإيمان والتوحيد
مر الوقت كسرعة البرق
حان وقت الرحيل ووجبت علينا العودة
لكن انتظر قليلاً
لم تنته الرحلة بعد !!!!
فقد مررنا في طريق العودة بمدينة طرطوس الساحلية
أودعنا السيارة في المرآب القريب من الشاطئ وانطلقنا على متن القارب نحو جزيرة أرواد لزيارة قلعتها الأثرية الرائعة
وركوب البحر الأروع
مررنا بجولة سريعة في قلعة أرواد الأثرية
![]()
فنحن نسابق الزمن قبل الغروب
وعدنا أدراجنا نحو مدينة طرطوس مع غروب الشمس
وفي طريق العودة إلى بيتنا الحبيب
حيث ينتظرنا حمام من الماء الدافئ
يزيح عنا عناء الرحلة
لن أنسى تلك الرحلة الرائعة في حياتي فقد كانت مليئة بالذكريات الرااااائعة
أتمنى أن تنال إعجابكم