بسم الله الرحمن الرحيم
السلام ُ عليكم ورحمة الله وبركاته ...
اثناء دراستي اليوم .. استوقفني اسم نبات غريب جداً لم اسمع به ِ من قبل على الرغم من اهميته العظيمة في إنقاذ أرواح العديد من المرضى ..
اسم النبات ( كف الثعلب او قفاز الثعلب )
قفاز الثعلب هو نبات نبات عشبي دائم مزهر ينمو بشكل طبيعي في البرية بمعظم أنحاء أوروبا تقريباً، أوراق قفاز الثعلب مرتبة معاً بشكل حلزوني بسيط، يصل طولها لحوالي 10-35 سم (حوالي 4-14 بوصة) وقطرها لحوالي 5-12 سم (حوالي 2-5 بوصة) وتمتاز بلونها الرمادي المائل للإخضرار وملمسها الناعم الطري في الوقت ذاته الذي تحتوي فيه على أطراف مسننة بدقة متناهية ..
وقد استخدم هذا النبات لاستخراج دواء يعرف باسم الديجيتالس
يعد اكتشاف الديجيتالس من أهم الاكتشافات الدوائية عبر التاريخ لأنه يعطي القلب مطاولة أكثر عند الأشخاص المصابين بعجز القلب .
تم اكتشاف الديجيتالس (الديجوكسين) من نبات قفاز الثعلب من قبل العالم الانكليزي وليم وذرنج في عام 1785 كعلاج فعال ومقوٍ لعضلة القلب .
ونبات قفاز الثعلب يستوطن أوربا و أسيا و أفريقيا وزهرته تكون بألوان متعددة منها الأبيض والأصفر والأرجواني والقرنفلي .
ولهذا الاكتشاف قصة طريفة .. ففي القرن الثامن عشر كان وليم وذرنج يعمل طبيبا في مقاطعة ستافورد شاير فأقنعته صديقته بالاهتمام بدراسة النباتات فاستجاب لها وأبدع في هذا المجال ، حيث ألف كتابا عام 1776 وهو دراسة شاملة لجميع النباتات والخضار في بريطانيا وقد أصبح من أثرى الأطباء خارج لندن .
ففي عام 1775 راجعه أحد المرضى مصاباً بمرض قلبي شديد ولأن هذا الطبيب ليس لديه علاج لمثل هذا المرض توقع عدم الشفاء للمريض وأن المريض سيموت . لكن المريض لم يستسلم ، وذهب إلى غجرية أعطته علاجاً غير معروف يتكون من خليط من الأعشاب فشعر المريض فوراً بالتحسن . وعندما عرف الطبيب وليم بحالة ذلك المريض وتلك الغجرية بدأ يبحث عنها ، وأخيراً وجدها فأراد معرفة السر لتلك العشبة ، وبعد الكثير من الأخذ والعطاء والمساومة استطاع الحصول على سر العشبة من الغجرية واستطاع الكشف عن مادة الديجيتالس الفعالة في تلك الخلطة العشبية .
وفي عام 1799 أصبح الطبيب وليم طريح الفراش وتوفي فوضع على ضريحه باقة من زهور قفاز الثعلب .
وقد تمت تجربة هذا العلاج في حالات الربو وفي حالات التدرن الرئوي و لكن بدون نجاح ، وأعطى فاعلية جيدة عندما استعمل في معالجة حالات الاستسقاء (تجمع السوائل في الجسم) .
وفي القرن التاسع عشر أثبت فاعلية في تقليل ضربات القلب ، ولخاصيته المدّرة للبول فقد أجدى نفعاً في حالات تجمع السوائل في الجسم . وتمت تجربته لخاصيته المقللة لضربات القلب في السيطرة على زيادة ضربات القلب الناتجة عن ارتفاع درجة حرارة الجسم .
وفي العصور المظلمة كانت هذه العشبة تستعمل كمادة سامة في المحاكم الجائرة .
واستعملت كعلاج خارجي يساعد في شفاء الجروح .
ويستعمل الديجيتالس حالياً في علاج عجز القلب و في حالات عدم انتظام ضربات القلب وفي رجفان الأذين.
ويعد مادة سامة جدا إذا استعمل بجرعة أعلى من الحد المسموح لذا يجب الالتزام بحدود الجرعة العلاجية.
.......................
تمنياتي للجميع دوام الصحة ..
في أمان الله ..