السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
***
هـلّ هلال رمضان .. وانتشر نورهُ في كل مكان
نــورٌ عمَّ الأرجاء .. فها هو رمضان قد جاء
شهر الخيـر والرحـمة والمغفـرة والبركـات
لقد شرفنا رمضان حقا بقدومه ، فكم كنا مشتاقين لاستقباله ، مناّ من كان متأهباً
لتلقيه بعزم صادق على تغيير حياته وبدأ صفحة جديدة بيضاء مليئة بالصلاح
والإيمان، ومنا وللأسف عنده رمضان كباقي الأيام ، لا يفرقه إلا الصيام ، بل جلّ
اهتمامه هو تلك المسلسلات التي كان ينتظرها بفارغ الصبر ليتابعها في رمضان،
فإعلاناتها كانت تملأ الشاشات ، والتنافسُ على عرضها في أغلب القنوات ..
سبحان الله ! أناس يتنافسون على عرض أغلى وأكبر عدد من المسلسلات وآخرون بعيدون كل البعد عنهم فهم يتنافسون على نيلِ أعلى الدرجات .. في الجناّت
سُلسِلَتِ الشياطين ومُنِعَت من الاقتراب من المسلمين في رمضان ، ولكن هناك أناس أخبروها أن لا تقلقي ، فنحن سنقوم بمهمتكِ على أكمل وجه ، سنعرض أجمل المسلسلات وأكثرها إثارة ، ونجعل المسلمين خاملين يضيعون وقتهم فيها بالساعات، وهكذا سينسون قراءة القرآن وذكر الله وصلاة النوافل ، بل الأجمل من هذا .. سنفسِدُ صيامهم !
لا حول ولا قوة إلا بالله
هذا قولُ أعوان الشياطين من الإنس ، الذين يسعون بكل الطرق لإفساد المسلمين وإبعادهم عن رب العالمين ، فهل ترضون بأفعالهم هذه ؟! وهل تقبلون بأن تكونوا لعبة في أيديهم ؟ والأخطر من هذا إفساد صيامكم !
لقد خدعوكم بمسلسلاتهم البراّقــة ، وفتنوكم بالممثلين والممثلات
أرجوكم اخوتي واخواتي ، هلاّ جلسنا جلسة صادقة مع أنفسنا ، نتأمل فيها حالنا ونحاسب فيها نفسنا ، و نتساءل : هل متابعتنا للمسلسلات ترضي الله ؟ الاجابة واضحة ، والمؤمن الصادق لا يرضى بان يلوث رمضانه وكل أيامه بمسلسلاتٍ ليس من ورائها إلا إضاعة الأوقات وإضعاف الإيمان ووحشة القلب وفساد العقل بالأفكار السامة البعيدة عن دين الله ، ولا تخفى عليكم آثارها النفسية التي تجعل الإنسان يشتاق إلى الحرام وإقامة العلاقات المحرمة والشعور بالنقص .. والكثير
ولكن الشيء المؤثر الذي يجعل الانسان المؤمن يبتعد عنها هو الحياء من الله ، نعم والله ! فكيف نعصي الله بمتابعتنا للمسلسلات وغيرها من الذنوب في رمضان ؟ نعم رمضان بالتحديد .. رمضان شهر القرآن وشهر الرحمة والغفران والعتق من النيران ، هو فرصة للتوبة الصادقة والرجوع الى الله وتذوق لذة الايمان والانس بالرحمان ، فكيف يكون فرصة لمتابعة اكبر عدد من المسلسلات ؟ أي عاقل هذا الذي يضيع اعظم فرصة؟ وهل يرضى بأن يخرج من رمضان ولم يفز بأي شيء ؟ بل ولم يغفر له؟
لا والله أعرف بأنكم لا ترضون بهذا ولا تريدون أن تكونوا كهذا الرجل الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم : " رَغِمَ أنفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيهِ رمضان ثُمّ انسَلخَ قَبلَ أن يُغفَرَ له " رواه احمد والترمذي
فادعوكم إخوتي في الله ، بأن تستثمروا هذه الفرصة وأن تعيشو رمضان بروح جديدة وقلبٍ سليم وفكرٍ نقي ونفسٍ مطمئنة
فها هي الهدايا الربانية تنهمر علينا ، فأبواب الجنان فتحت ، وأبواب النار أغلقت والشياطين صفدت ، ورحمة الله وسعت كل شيء ومغفرته أجمل من كل شي
فبعد هذا ..أفلا تكون عبداً شكورا !
نُقل لكم ..