الحرب على الاسلام
أترى ستدفن في ثرى الأفغان أجياش أمريكا بلا أكفان
أترى ستعلو راية كفرية أم أنها ستبوء بالخسران
أترى يعز صليبهم بحشودهم ؟؟ العز للمتكبر الديان
أترى ينال العز قوم جاهروا بالكفر والتقتيل والطغيان
أترى سيمحو كيدهم وعنادهم شعبا أذاق الروس كل هوان
هاتيك أمريكا أتت بجيوشها وعتادها وحليفها الشيطان
قد ألبت أحلافها وجنودهم وغدت لهم كالرأس للثعبان
فتسابقت دول لها أطماعها كالإنجليز بجحفل الإذعان
حتى " بلير " زعيمهم هو قد غدا ذنبا لأمريكا دنيء الشان
وتزحلقت من بعد أوروبا إلى دوامة للزيف والبطلان
قد أعلنوها حملة دينية شعواء ضد السلم والإيــمان
من لم يشارك كان فيهم خائنا سيبوء بالتضييق كالألبان
وتجمعوا وتوحدت أهدافهم فالكل أشرب من هوى الصلبان
قد أرسلوا أجياشهم وعتادهم وتسارعوا سبقا إلى الميدان
قد جردوا أجنادهم من كل إنـ ـسانية أو رحمة وحنان
وغذوهمو أحقادهم فغدوا ذئا با حاقدين بصورة الإنسان
قد أمطروا الأفغان سيل قنابل كل لها سبع من الأطنان
أما التحالف في الشمال فلا تسل عن غدره وخيانة الإخوان
قد للكفار أيدي خاطب وغدا لهم ذنبا بلا أثمان
ورمى لأمريكا بعقد تواطؤ معها لضرب رقاب طاليبان
فرمى به الكفار في وجه الردى فتهللوا فرحين كالثيران
أما بلاد العرب والإسلام !! فالـ أحوال فيها تسر الداني
قد أكرموا من جاءنا مستعمرا بل بادروا لرضاء الامريكان
قد جمدوا ظلما حسابات الألى قد جاهدوا بالمال والأبدان
من كان قبل مجاهدا فمحاسب عما جنته يداه من أدران
يتفنن السجان في تعذيبه فالحقد في التعذيب ذو ألوان
أما الخطيب إذا تكلم بالجها د فحقه التشريد في البلدان
قد قدموا للدين أقبح صورة لخيانة الأوطان والأديان
أما الشعوب فقدمت أموالها وتعاطف مع شعبنا الأفغاني
وتفاعلت وتوثبت وتفجرت غضبا وثارت دونما استئذان
وتظاهرت في " أندونيسيا " فانثنت " مجواتي " عن دعم للامريكان
بل سربت بعض الشعوب رجالها مستبسلين كما بباكستان
وهم الذين تمرسوا في حربهم متشوقون لذبح كل جبان
وتبرعات شعوبنا مدرارة كالسيل ، تظهر صادق الوجدان
ذا الطفل قدم كل مدخراته لأخ له في " الهندكوش " يعاني
ولكم تبعرت النسا بحليها فنساؤهم في " قندهار " تعاني
بـ " جلال آباد " الحبيبة إخوة عانوا من التشريد والأحزان
يا أرض أفغان الحبيبة كم أرى صورا تـزلزل كاهلي وكياني
فلكل شبر من ثراك حكاية قد خطها لون الدماء القاني
كم قصة صيغت عليك فصولها وقرأت ما فيها وقد أبكاني
فلكم شهدت مصارع الشهداء من جلد قوي القلب بالإيمان
لم يخش يوما أي قتل أو أذى فيقينه بالواحد الديان
هذي كهوفك قد بكت سكانها يا نعم من سكنوك من سكان
كم نور الليل البهيم دعاؤهم وصلاتهم للخالق المنان
لهجت بالاستغفار أفئدة لهم طهرت من الأحقاد والأضغان
كم من شهيد جاب أرضك حاملا رشاشه متطلعا لجنان
متوثبا يفري العدو ببأسه ويريه كيف مآدب الشجعان
يدعى لها الأسد الأشاوس في الوغى فوق الجبال وأسفل الوديان
فجبال " تورا بور " كم آوت بها فئة من الأفذاذ من إخواني
وسلي جبال " الهندكوش " فعندها خبر عن الأبطال والفرسان
نصبوا المدافع في الثلوج وكبروا ورموا بعون الله كل جبان
هذي المشاهد والحوادث كلها نزر يسير من رؤاك أتاني
ورمقتها فإذا بها جاشت بها الـ ـعبرات حتى احمرت العينان
قالت : فتحت علي نافذة إلى تاريخ المحفوف بالأشجان
فجرت فيّ الذكريات حميمة وفتحت لي بابا من التحنان
فأجبتها يا أرض أفغان الحبيـ ـبة كفكفي الدمع الغزير الحاني
لا تيئسي فلكل ليل فجره والفجر آت ليس فيه تواني
إن طال ليلك فارتجي رب السما فهو المؤمّل خالق الأكوان
فهو الذي نصر الصحابة قبلنا والتابعين النهج بالإحسان
في بدر الكبرى وحطين وفي أرض البطولة في ثرى الأفغان
يا رب ألهمنا ثباتا راسخا يا رب وانصرنا على الطغيان
يا رب واشف صدور قوم مؤمنيـ ـن تسابقوا في حلبة الميدان
يا رب صلّ على النبي محمد ما ارتج صوت مؤذن بأذان
واجمعن في الفردوس الاعلى بالصحا بة والنبي محمد العدنان
