لا تزال توابع الهجمات على نيويورك و واشنطن ، و الحرب الأميركية المزعومة على الإرهاب ، تؤتي أكلها في مختلف جوانب الحياة الأميركية ، و من أهمها حرية المعلومات ، التي تعتبر من المقدسات في الثقافة الأميركية ، و من أجلها سن القانون الشهير المسمى بقانون حرية المعلومات ...
فقد أعدت الإدارة الأميركية التي تسعى حثيثا لتهميش هذه الحرية إلى وضع تصور قانوني كامل للمعلومات التي يمكن أو يحظر تداولها ، حتى على الدوائر البحثية ، و يتضمن هذا التصور قواعد و معايير جديدة للمعلومات ، بالإضافة إلى مشاريع لأكثر من ثلاثين قانونا يعالج تلك القضية الشائكة .
و كان آخر تعديل قد صدر قبل أشهر ، حيث تم السماح بموجبه لمؤسسات أميركية حكومية بحظر بعض المعلومات الخاصة بها ، و من ضمنها المعلومات الخاصة بأنواع معينة من الخرائط .
و ذكرت صحيفة القدس أن هناك خوف عارم بين المسئولين الأميركيين من إمكانية استخدام وثائق حكومية في التخطيط لهجمات ضد الولايات المتحدة ، و قام عملاء في مكتب التحقيقات الفدرالي بزيارة مكتبات في عدد من الولايات للتأكد من ان الوثائق محفوظة في اماكن سرية ، و قام العديد من العاملين في حفظ الوثائق القومية علي تدمير وثائق لا اهمية لها.
و من الأمثلة على الإجراءات التي اتخذتها مؤسسات حكومية لحجب معلوماتها ، ما فعلته وحدة الخرائط والصور القومية ، التي امتنعت عن استخدام الانترنت ، لعرض وبيع خرائطها الرقمية. فيما تقوم بعض المؤسسات بالاصرار علي مراقبة الزوار لها ، من خلال تأمين مرافقين لهم ، حتي يعرفوا طبيعة الزيارة والمعلومات التي يبحث عنها الزائر ، و مثال آخر ، حيث قامت إدارة بوش باغلاق الكثير من مواقع الانترنت التابعة لعدد من مؤسساتها، خاصة تلك المتعلقة بالتخطيط القـــومي ، والمواقع التي تتحدث عن الحرب الكيماوية او اسلحة الدمار الشامل ، وتلك التي تقدم معلومات عن حوادث الطيران.
و على الجانب الاكاديمي فقد تعرضت النشاط البحثي للمضايقات ، و أصبح الأكاديميون معرضين للمساءلة ، إما من إدارة الجامعة او مؤسسات الرقابة التي تقوم بمساءلة طبيعة المعلومات التي يقدمونها للطلاب.
و يعتبر كثير من المراقبين أن الإدارة الأميركية بقيادة بوش تسير في طريق محفوف بالمخاطر ، حيث أن الإجراءات التي تتخذها تحت تأثر الرأي العام بمشاعر الحرب على الإرهاب ، يتم تمريرها بسهولة ، بينما هي تغير معالم الحياة الأميركية بصورة كبيرة من شانها أن تعمل على اهتزاز المجتمع بأسره عندما يكتشف أن الأعمدة التي قام عليها تتهاوى واحدا في إثر الآخر ...
islammemo.com