بأي ذنب قتلت زينة العواودة؟!وبناتها وابنها وابن شقيقهايا أخوان أبكواومع قصيدة للعشماو
بأي ذنب قتلت زينة العواودة؟!
منظر الأشلاء في مستشفى دير البلح يبعث على الهلع والرعب
عمّان مكتب "الرياض"، موسى حوامدة:
يا أخوان أبكوا وأبشروا بنصر الله تبارك وتعالى على كل الظلمة .
لفوها لفوهم بالعلم..حتى لو تناثرت جثتها الف قطعة وقطعةحتى لو تناثرت جثث أبنائها وبناتها وفلذات أكبادها الف قطعة وقطعة، حتى لو تناثر دم ابن شقيقها ودم أشقائها وشقيقاتها مليون قطعة وقطعة، فقد تناثر وطنها قبل أن يتناثر جسدها ودمها وشرايينها، لقد ماتت زينة العواودة ليس بسبب لغم (إسرائيل) القاتل الذي انفجر تحت عربتها فطير جسدها اشلاء وطير جسد ابنتيها وابنها.ولم يكن مجرد لغم هز انفجار الأرض!! ليكن لغماً قذيفة دبابة صاروخاً أياً كان فهو جريمة جديدة تضاف إلى مسلسل الجرائم الصهيونية ضد هذا الشعب البسيط.لقد كان منظر الأشلاء في مستشفى دير البلح يبعث على الرعب والهلع فلا أحد يدري لمن هذه الأيدي وهذه الأرجل وهذه القطع من الكبد والقلب والصدر والأضلاع.هكذا إذن ماتت زينة العواودة.هكذا إذن انفجر في جسدها وأسرتها هذا الحقود الأسود الذي يكره الحياة، يكره الإنسانية، يكره البشر، ماتت زينة ليس فقط من جراء هذا اللغم الذي وضعته أيدٍ حاقدة مجرمة شريرة قاتلة مروعة بل ماتت قبله وبعده.ماتت وهي ترى وطنها يتناثر أشلاء وأجزاء ويقطع ارباً ارباً، ماتت وهي ترى المستعمرات تنخر أرضها، ماتت وهي ترى الدبابات تحاصر الطرق والشوارع والمخيمات، ماتت وهي ترى أبناء شعبها يذبحون ويقتلون على أيدي جلادي العصور، كل العصور نازيي القرون سفاحي البشرية مصاصي دماء البشر وكارهي الحياة في كل العصور والدهور.اللعنة..فبأي ذنب قتلت هذه المسكينة البسيطة، بأي حق سلبوا حياتها، بأي جريمة وشنيئة نكلوا بزينة العواودة ولأي هدف وغرض سياسي تتناثر أشلاء وقطعا وأجزاء في الهواء، ما الذي اقترفته هذه الإنسانة، ما الذي فعلته ابنتاها الطفلتان وما الذي فعله طارق ابن شقيقها.الله أكبر..عندما يكون الظلم أكبر من تحمله ما يفعل الكائن البشري ما يفعل المرء وهو يربي قطيع عمره كما يربي مزرعة من الذل والعار.لم تقتل هذه المرأة، لم تستبح بهذه الهمجية والوحشية المروعة (لو أن في هذي الجموع رجالا) لكن دمها ودم بناتها وابنها وابن شقيقها ودم كل المقتولين غيلة وغدراً وظلماً سيظل يلاحقهم، سيظل يلاحقهم حتى القصاص.وما غير القصاص يطفئ النار والعار..لاشيء يطفئ الظمأ غير أن يشربوا من ذات الكأس التي نتجرعها على مرأى الصديق والعدو ولا حراك، ولا حياة، ولا أنين..يا أنينالمي سكيناجرح جسديقطع اشلائىمزق أعضائيلا أنينلن تؤلم السكين
وهذه قصيدة رائعة للعشماوي .جزاه الله خيراً .
