التَّساهُل في نسبة الأحاديث إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
بسم الله الرحمن الرحيم .
إنَّ مِمَّا ابتُليت بِه الأمة الإسلامية ،أنْ وُجِد فيها من يكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ،وينسب احاديثَ مكذوبة وموضوعة إليه ،وأغلب الذين يكذبون على رسول الله صلَّى اللهُ عليهِ وآله وسلَّم هُم زنادِقة يبتغون من كذبهم هذا هدم الدين الإسلامي وإدخال ما ليس فيه إليه ،ومنهم-أي ممن يضعون الحديث عن رسول الله- من يقصِد الخير بِذلِك ،لكنه ولا شك داخِلٌ في قولهِ صلَّى اللهُ عليهِ وآله وسلم : "إِنَّ كَذِبًا عَلَيَّ لَيْسَ كَكَذِبٍ عَلَى أَحَدٍ ، مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ".
واليوم مع إنتشار وسائل الإتصال والعرض الحديثة ،كثُرَ نقل الأحاديث الموضوعة والمكذوبة ،وانتشرت في كثيرٍ من المواقع والمُنتديات والرسائل الإلكترونية والمجموعات ،وكذلِك رسائل الجوال ،وغيرها ،ويتناقلها جهلة المُسلمين بدون تثبُّت وبحث طلباً لِلخير ،وإعتقاداً منهم أنَّهُم بنشرها يحصُلون على الأجر !.
وأئمة الحديث رحمهم اللهُ تعالى ،قد اجتهدوا في تصفية الأحاديث النبوية وبيان الصحيح منها والموضوع ،والقوي والضعيف ،وما ثبتَ عن رسولِ الله وما لم يثبُت عنه ،فهُنالِك عشرات الكُتب والمُجلَّدات التي تُبين حالات الأحاديث النبوية ،ومنها ما هو خاصٌّ ببيان الأحاديث الضعيفة والموضوعة والمردودة ،وهذا قِسمٌ خاص في مكتبة "مشكاة الإسلامية"، قد تمَّ تخصيصه للكتب التي ألَّفها الأئمة والعُلماء في بيان الأحاديث الضعيفة والموضوعة وما يتعلَّق بِها "هُنا" ،فجزاهُم اللهُ خيراً على ذلِك ،ولا يبخل المُسلم على نفسه في الإطِّلاع على بعضها لعلَّها تنفعه ،أو تمنعه من نقل الأحاديث الموضوعة ،كذلِك هُنالِك اليوم عشرات المواقِع والبرامج التي تُبيِّن للشخص حالة الحديث الذي يضعه ومنها موقع الدُّرر السَّنيَّة .
فالله الله يا إخوة في مسألة التأكُّد من صحة الأحاديث التي ننسبها لرسول اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسلَّم ،وألَّا ننقُل أو ننشر حديثاً موضوعاً أو مكذوباً فَإنَّ ذلِك لا يجوز لِأنَّهُ كذِبٌ على رسول الله صلَّى اللهُ عليهِ وآله وسلَّم .
واللهُ أعلم ،وصلَّى اللهُ على سيِّدنا محمدٍ وعلى آلِهِ وصحبه وسلَّم .
































.



