بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الحقيقة فكرة الجامعة الخاصة ليست بجديدة في بلدننا العربية , و ربما تعود إلى 1919 ميلادية عندما تم تأسيس الجامعة الأمريكية في مصر كأول جامعة خاصة مصرية ( و قد أسست أصلاً بواسطة إحدى المنظمات التبشيرية الأمريكية ) ........
لكن شهدت الفكرة في العشر سنوات الأخيرة – ربما نتيجة للعولمة و الانفتاح على الثقافة الغربية – قبالاً كبيراً من مختلف رجال الأعمال و المؤسسات و الدول الأجنبية , مما أدى إلى ظهور الكثير من الجامعات الخاصة في مختلف أرجاء الدول العربية .....
و الجامعة الخاصة – لمن لا يعلم – هي من اسمها جامعة غير حكومية , تتكفل بإنشاءها جهة أخرى ( غالباً ما تكون دول أجنبية ) لكن بموجب قرار وزاري من الدولة المعنية .....
و الهدف من الجامعة الخاصة يختلف من جامعة لأخرى تبعاً للجهة المؤسسة للجامعة , فأغلب الجامعات الأجنبية تهدف أصلاً إلى نشر ثقافة دولتها ( أو على الأقل لغتها كما في الجامعة المصرية الروسية) في الدولة التي تم إنشاء الجامعة بها , بينما جامعات المؤسسات و رجال الأعمال تهدف غالباً إلى مجرد الأرباح المادية.....
![]()
الجامعة الأمريكية بالقاهرة - جمهورية مصر العربية - 1919 ------------------------ الجامعة الأمريكية بالشارقة - الإمارات العربية المتحدة - 1997
لكن جميع هذه الجامعات تشترك في نقطتين أساسيتين لا اختلاف عليهما :
1- الجامعة الخاصة هي جامعة غير مدعومة من الدولة , و بالتالي فمصروفات الطالب و تكاليف الإقامة في المدينة الجامعية تكون ذات أسعار فلكية بالمقارنة بالجامعات الحكومية ( مثلاً 150 جنيه لكلية الطب في الجامعة الحكومية – 35000 جنيه لكلية الطب في الجامعة الخاصة )
2- الجامعة الخاصة لا تعترف تقريباً بمجموع الطالب في الثانوية العامة , و أغلبها لا يجري حتى اختباراً للطالب قبل دخول الجامعة - باستثناء الجامعة الأمريكية...
و هذان النقطتان هما بيت القصيد
فبعد انتشار الجامعات الخاصة و تغطيتها لجميع الكليات , أصبح الطالب الغني الذي لا يكفي مجموعه لدخول أي من كليات القمة – ربما حتى لا يكفي لدخول الكليات المتوسطة - يستطيع دخول الكلية التي يريدها باستخدام نقوده , بينما الطالب الفقير الذي ربما لديه مجموع أكبر بكثير – لكن لا يكفي أيضاً لدخول كليات القمة – سينتهي به الحال في كلية أقل شأناً بكثير, و الفضل طبعاً يعود للجامعات الخاصة....
و هنا انقسمت الآراء فيما بين مؤيد و معارض:
فالمعارضون اعتبروها إثبات آخر من إثباتات المقولة الشهيرة " المال يحقق أي شيء " , و وسيلة أخرى استطاع الأغنياء و ذوي النفوذ شراء مستقبل أبناءهم بها , فالآن يستطيع الأب الغني ترك ابنه " يجرب حظه" في الثانوية العامة و إذا لم يفلح فلا مشكلة فالجامعة الخاصة تنتظره....
أما المؤيدون فاعتبروا الجامعة الخاصة هي خطوة على طريق تطوير التعليم , لأنها أولاً تنقذ الطالب من براثن التقييم الخاطيء في المراحل الأساسية- الذي يعتمد بشكل كبير على المقدرة الحفظية فقط – و الذي يقع فيه الكثير من الطلاب الأذكياء و ذوي القدرات الإبداعية , و ثانياً لأنها تقدم لطلابها فرصة للحصول على نهج التعليم المتطور الذي تنهجه الدول المتقدمة و الذي لا نراه في الجامعات الحكومية....
كما أن الجامعة الخاصة غير مقتصرة على أبناء دولتها فقط و إنما تفتح أبوابها لجميع الطلاب من مختلف الدول العربية و دول المنطقة ,و هؤلاء الطلاب ليس لديهم مشكلة في دفع رسوم الجامعة كما أنهم لا يخضعون بالطبع لامتحانات المرحلة الثانوية في الدولة صاحبة الجامعة , و بالتالي فمسألة إغلاق الجامعة بدعوى أنهم غير جديرين بدخول كليات القمة أو لأن هنالك تمييز بين الفقراء و الأغنياء ستعتبر إجحافاً في حقهم لأنهم ببساطة من دولة أخرى و لا ينطبق عليهم هذا الكلام.....
و السؤال هو :
هل أنت مؤيد أم معارض لفكرة الجامعة الخاصة ؟ و ما هي أسبابك ؟
و إذا كنت معارض لهذه الفكرة – سواء جملةً و تفصيلة أو جزء منها - فما هي اقتراحاتك
بالنسبة لي فساكتب رأيي لاحقاً لأني أريد الاستفادة من أراءكم و اقتراحاتكم أولاً.....
(ملاحظة : إذا كنت لاحظت اختلاف في تفاصيل الموضوع عنه في دولتك فذلك لأن الموضوع يركز بصفة خاصة على الجامعات الخاصة في مصر بما أنه يشكل مشكلة كبيرة عندنا – لكن لا بأس فلا تحرمنا من رأيك أو مقترحاتك حتى لو كانت الجامعة الخاصة لا تشكل أي مشكلة في منطقتك)