مساجلة أدبية بين رمضان والتلفاز....!!!!
بعد حمد الله على الآئه ونعمه والصلاة على نبيه ....*رمضان الخير*
رمضان:.....مُساجلة أدبية بين شهر رمضان والتلفاز .....
- لقد منَّ الله تعالى على كل شيء بأحد الفضائل ولقد منَّ عليَّ بأن جعلني شهر الطاعة والغفران فبي تُفتح ابواب التوبة ويتقرب العبد الى ربه ....ثم ها أنا ذا قد ملأتُ الجو عُطراً فواحاً بتراتيلِ القرآن الكريم والأدعية الرمضانية , فأنعشتُ النفوس الوالهة ’وبعثتُ الأمل المتجدد ....أضف إلى ذلك أن جعل الرب العزيز صيامي واجب على كلِ مسلمٍ ...
التلفاز :
-الحمد لله الذي منَّ عليَّ بأن جعلني أتسيدُ هذا العالم وأُسيطر على عقول البشر فلا أعتقد أنه يوجد منزلٌ في هذه الأرض الواسعه يخلو مني ,فأنا الذي أتحكم بهذه الأذهان وأحركها كيف أشاء ... أما أنت فلا ... فوقتك محدود وعمرك معدود... و بالنسبة لي فجميع أشهر السنة هي وقتي وبها فرحتي ...وقد إستطعتُ أن أُزيحك عن الساحة ...فلا يأتي شهرُكَ حتى أعجُ بالبرامجِ والمسلسلات وجميع أنواع اللهو كي أُسعد الناس وأبعدهم عن أمثالك ....
فلقد مضى وقتك وأصبحتَ شيئاً منسيا ...
رمضان :
-أوأنت أيها ((الحديث العهد)) تتكلم معي هذا , من أنت؟ وما أصلك؟ وما فائدتك؟
أولست من صنعٌ أجنبي أولم تُشيدك الأيدي القذرة ...أببرامجك ومسلسلاتك تهددني ؟؟؟
إن هي إلا فترة قصيرة وسوف ينقضي عهدك وتُرمى في مزابل التأريخ ...
أولا تعلم بأن الظلم والجهل والطرب واللهو لا يدوم أبداً وإن علا وإرتفع ...إن أنت إلا كالحاكم الظالم الذي بطش وسيطر وظلم وتجبر فظن أن الدنيا باقية له ...
وإذا بالزمن يدور بعجلته ....وينقلب السحر على الساحر ....فأين القصور وأين ملاهي الطرب والخمر ...فأصبح من بعد عزةٍ ذليلاً مُهاناً ...
ألا تقرأ التأريخ حتى تتعظ ...
أما أنا فقد خصني ربي بأن أكون شهر العباد ....فبي تُفتح أبواب السماء وتنزل الرحمة على العباد ...
أولم تسمع بقوله تعالى ((ولنظهره على الدين كله ...... )) فديني الحنيف وهو أصلي الذي أتفرعُ منه سوف يكون عن قريب إن شاء الله هو الحاكم والمسيطر كي يعم الخير والصلاح البشرية جمعاء ونتخلص منك ومن أذنابك الفسقة ....
التلفاز :
-إنه كلامكم أيها الكبار يا من أكلَ الدهرُ عليكم وشَرِب ... أنظر الى الدنيا قد تطورت وتحضرت وأصبحت كالقرية الصغيرة تتجول فيها متى شئت ... أما أنتم فعلى عقليتكم القديمة التي تسيطرون بها على الضعفاء من الناس ....
إنه زمني أنا وحدي بلا منازع فأنا سعادة الحياة ’ فأن كان الزمان جسماً فأنا روحه ’ وإن كان عمراً فأنا شبابه ...
أولا تتعلم بأن الصغير والكبير والرجل والمرأة والشاب والفتاة كلهم مُتعلقين بي ويلهثون ورائي, فترى أحدهم لا يُطرق ولا يدير وجه عندما يندمج مع مدبلجاتي وأغانيَّ وبرامجي ’فتراه مشدوداً شداً عجيباً ..
فلا يرفع قدمه أو يضعها إلا وأنا بجانبه ...
ألم أقل لك إنك لم تعد ذلك الشهر الذي يصوم فيه المسلم وهو حافظاً للسانه وبصره وسمعه وجميع جوارحه ....
فإن أراد أن يحفظ سمعه غررته بسماع الأغاني والموسيقى ’ وإن أراد أن يغض بصره أجبرته على مشاهدة صور وأمورٍ محرمة ....
رمضان :
-لقد قُلتَ حقاً ونطقتَ صدقاً في آخر كلامك لقد هجرني المسلمون وأبتعدوا عني فأصبح رمضان ثُقلاً عليهم بدل أن يكون فرحاً وسروراً وهم يَدنون نحو العلي الأعلى بتطبيق أوامره ونواهيه ....
آآآآه وأنا أرى المسلمين يقضون أيامي قبل الفطور في الساعةِ الفلانية هكذا مُسلسلة وفي الساعة الأخرى كذا برنامج وفي أواخر الليل كذا مسابقة !!!! لاحول ولا قوة لا بالله....
أخيراً رمضان يوجه خطابه الى المسلمين :
-أيها المسلمون يا من خصكم الباري بنعمة الإسلام وشرفكم بحملِ الرسالةِ المقدسة ....
لقد كان أجدادكم من المسلمين الأوائل يقضون الشهر المبارك بالعبادة والتهجد وقراءة القرآن الكريم والصلاة والدعاء ....إذن ما بكم أنتم هل الدنيا تغيرت أم الشمس والقمر قد غيروا مواقعهم !!!!
أنتم تعلمون أن الله تعالى قد خلق الأنسان وركبه على صورة لايصح حياتها وبقاؤها إلا بالغذاء ’ وهداه إلى التماسه ,بفطرته ,وبما جعل له من القدرة على تحصيله , إلا أن حُب الإنسان لذاته ,ونفسه الطماعة أدت به إلى كثرة الغذاء والإسراف فيه ....فجعل الرب العزيز شهر رمضان محطة سنوية تتوقف عندها رحالِ المسلمين جميعاً كي يعيدوا تنشيط الدورة الدموية من جديد وإعادة بناء الخلايا التالفة وفق النظرة العلمية التي أرادها الرب الجليل وتنظيف المعدة وإعادة حيويتها ونشاطها ....وهذا ما أثبته العلم الحديث كما تعلمون ....
وتذكروا قوله تعالى ((شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن هدىً للناس وبيناتٍ من الهدى والفرقان))
وأعلموا أن ما يبثه هذا التلفاز الفاسق ومن ورائه إعلام الغرب الكافر الذي يحاول أن يهدم المجتمع الإسلامي من الداخل حتى يتسنى له الولوج والسيطرة عليه بكل سهولة ....
وأعلموا أن الطرب واللهو قرينان للخراب وفساد النفوس ...أما إذا ترسخت بذور الخير والسعادة التي أرتضاها الله عز وجل لكم تمهدت تحت أقدامكم طريق الراحة الأبدية وليس راحة التلفاز الوقتية الزائفة ,وإلتهبت جذوتكم بنشوة إيمانية صادقة تهز الطُغات وعروشهم فتهزموا كل ما يقف في طريقكم ومنهم هذا التلفاز أداة الغرب وعملائه وهو يوجه افكاره المسمومة نحوكم ,فبدل أن تنعموا بالراحة والإطمئنان على الأقل في هذا الشهر بذكر الله تعالى حيث يقول في مُحكم كتابه العزيز :"ألا بذكر الله تطمئن القلوب" وإذا ترون بأن الشركات العالمية والرائدة في مجال المسلسلات تتنافس لبث آخر الإصدارات وأحدثها في الشهر الكريم ...وعتبي على ادارة تلك القنوات هل هي تعلم ما تفعله أم لا ...
وصدق الخليل بن أحمد الفراهيدي حيث يقول : الرجال أربعه"رجلٌ يدري ويدري أنه يدري فذاك عالمٌ فأسألوه,ورجل يدري ولايدري أنه يدري فذاك ناسٍ فذكروه ,ورجلٌ لايدري ويدري أنه لا يدري فذاك مسترشد فعلموه, ورجلٌ لا يدري ولا يدري أنه لا يدري فذاك جاهلٌ فأرفضوه" فإنا لله وإنا إليه راجعون ....
ملاحظة :هذا الكلام يدور بين شهر رمضان الكريم والتلفاز الفاسد ((ونحن نعلم بأن التلفاز هو سلاح ذو حدين وأيضاً هو وجهان لعملةٍ واحدة ,فالذي يتحدث في هذه المساجلة هو الوجه الفاسق)) فأقتضى التنبيه ....
.... 
