نصيحة للرياضيين بالتخلي عن الكرياتين المستخدم في تقوية العضلات

لندن: «الشرق الأوسط»
تعتمد نسبة كبيرة من الرياضيين على تعاطي الكرياتين رغبة منهم بتنمية قواهم وعضلاتهم وتحقيق الأرقام القياسية. إلا أن المأخوذ على عقار كرياتين هو الخلافات العلمية حول جدواه أولا، وعدم وجود الدراسات العلمية حول الأعراض الجانبية التي قد تنجم عنه على المدى البعيد ثانيا.
ويتناول الرياضيون الكرياتين لمعرفتهم بأن التغذية اليومية، مثل السمك واللحم، لا تكفي لتزيد جسم الرياضي بما يكفي من الاندوجين كرياتين ـ ساينثيز وهي المادة الأصلية التي يحتويها العقار. وتعمل الكرياتين في العضلات، وهو بحالة فوسفات الكرياتين ، بمثابة ناقل هام للطاقة أثناء تأدية التمارين الرياضية. وتزداد حاجة العضلات إلى الكرياتين أثناء تأدية ألعاب القوى التي تتطلب قوى كبيرة مثل رفع الأثقال والركض وغيرها.
وكتب الدكتور رولاند نيبل في مجلة «الطب الرياضي» أن هناك دراسات علمية تثبت دور الكرياتين في نقل الطاقة أثناء التمارين الرياضية الصعبة، إلا أن هذه الدراسات قليلة وبعض نتائجها متناقضة. ولهذا فقد نصح نيبل الرياضيين بالتخلي عن الكرياتين «لأن تعاطيها بكميات كبيرة لا يجري دون مضاعفات».
واقع الحال، لم يثبت وجود مضاعفات خطرة جراء الكرياتين إلا في حالات قليلة لكنها حالات تستوجب التمعن في القضية. إذ توفي ثلاثة مصارعين اميركيين ممن يتعاطون الكرياتين بإفراط، كما تعرض لاعب كمال جسماني رابع إلى سكتة دماغية. ولكن لا وجود لبراهين تثبت التهمة على الكرياتين، ولكن الشكوك موجودة ولا يمكن تجاهلها. ولم يثبت الأطباء هذه الشكوك على الكرياتين لأن الكثير من الرياضيين يتعاطون مواد أخرى إلى جانبها، وهذا يعني أن التفاعل المشترك لهذه المواد قد يكون هو المسبب بهذه الحوادث. وكشف التشريح الطبي أن المصارعين الثلاثة كمثل كانوا يتعاطون العقاقير النباتية إضافة إلى مغذيات أخرى.
ولاحظت دراسات أخرى وجود علاقة لتعاطي الكرياتين باضطراب وظائف الكلية، ولكن في الحالات التي تعرضت فيها الكلية لأضرار سابقة. هذا في حين ان دراسة صغيرة أخرى تميل إلى تبرئة الكرياتين من اضطراب عمل الكلية. كما أن هناك دراسات صغيرة أخرى تتحدث عن تسبب الكرياتين بحدوث تشنجات وتمزقات عضلية، وارتفاع ردود الفعل العضلية، وضعف تحمل حرارة الجو، وإسهال ونضوب ماء الجسم وخصوصا في التمارين العضلية الصعبة في الأجواء الحارة والرطبة.
وذكر الدكتور نيبل أن الفحوصات التفصيلية حول أضرار الكرياتين على المدى البعيد مفقودة وهو ما يشجعه على التحذير من الإفراط بتعاطيها. ويتطلب الوضع الآن إجراء فحوصات على الرياضيين تستمر لأسابيع بهدف الكشف عن تأثيرات المادة. وأثبتت واحدة من هذه الدراسات في الأقل أن الكرياتين يمكن، في شروط معينة، أن تتحول إلى مادة محفزة لنشوء السرطان.
المقلق في الأمر هو ان الاتحادات الرياضية المختلفة لم تدرج الكرياتين في قائمة المنشطات المحظورة، كما لا توجد تحذيرات كافية من أعراضه الجانبية المحتملة في العقاقير التي تباع في السوق. بل صار من الممكن الحصول على الكرياتين من الانترنت دون الحاجة إلى وصفة من الطبيب. ولهذا ينصح الدكتور نيبل كل الرياضيين بضرورة تعاطي كرياتين، عند الحاجة، بعلم وتحت إشراف الطبيب المتخصص بالشؤون الرياضية.
ونبه نيبل إلى أن مستحضرات كرياتين السائدة في السوق لا تخلو من شوائب أخرى ضارة مثل الناندرولون. ويمكن لتعاطي هذا النوع من الكرياتين أن يحطم حياة الرياضي لأن فحص المنشطات عنده سيظهر إيجابيا بسبب الناندرولون. هذا مع ملاحظة أن دراسة أجريت في صيف 2000 على مستحضرات كرياتين السائدة في السوق أثبتت أن 10% من مجموع 139 مستحضرا أخضع للفحص كانت ملوثة بمختلف المواد بما فيها الجراثيم.