• 0
  • مالي خلق
  • أتهاوش
  • متضايق
  • مريض
  • مستانس
  • مستغرب
  • مشتط
  • أسولف
  • مغرم
  • معصب
  • منحرج
  • آكل
  • ابكي
  • ارقص
  • اصلي
  • استهبل
  • اضحك
  • اضحك  2
  • تعجبني
  • بضبطلك
  • رايق
  • زعلان
  • عبقري
  • نايم
  • طبيعي
  • كشخة
  • صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
    النتائج 16 إلى 26 من 26

    الموضوع: الحج

    1. #16
      التسجيل
      19-10-2005
      الدولة
      Qatar
      المشاركات
      1,888
      المواضيع
      147
      شكر / اعجاب مشاركة

      مشاركة: الحج

      فضل الحج والعمرة


      --------------------------------------------------------------------------------

      إن الأدلة الصحيحة الواردة في فضل الحج ، وفي ثواب العمرة كثيرة ومتنوعة ، بحيث تدفع المسلم إلى محاولة التردد على بيت الله الحرام بحج أو عمرة لينال ثواب الله وفضله ، وليرجع برحمة الله وغفرانه ، وليشهد منافع للمسلمين ، باجتماعهم وتآخيهم وتعاونهم على ما فيه صلاحهم في الدنيا والآخرة ، وإليك بعض ما ورد في ذلك من الأحاديث .

      عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي العمل أفضل ؟ قال : إيمان بالله ورسوله . قيل : ثم ماذا ؟ قال : الجهاد فى سبيل الله . قيل : ثم ماذا ؟ قال : حج مبرور رواه البخاري ومسلم

      وعنه رضي الله عنه قال : سمعت سول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من حج ، فلم يرفث ولم يفسق ، رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه رواه البخاري ومسلم وغيرهما

      وعنه رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : جهاد الكبير والضعيف والمرأة : الحج والعمرة رواه النسائي بإسناد حسن

      وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما ، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة رواه البخاري ومسلم والترمذي وغيرهم

      وعن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لامرأة من الأنصار يقال لها أم سنان : ما منعك أن تكوني حججت معنا قالت : ناضحان كانا لأبي فلان زوجها حج هو وابنه على أحدهما . وكان الآخر يسقي عليه غلامنا قال : فعمرة فى رمضان تقضي حجة أو حجة معي متفق عليه

      وعن عائشة رضي الله عنها قالت : قلت يا رسول الله نرى الجهاد أفضل الأعمال ، أفلا نجاهد ؟ فقال : لكن أفضل الجهاد حج مبرور . رواه البخاري وغيره وابن خزيمة في صحيحه ولفظه قالت : قلت يا رسول الله هل على النساء من جهاد ؟ قال : عليهن جهاد لا قتال فيه ... الحج والعمرة

      وعن عبد الله يعني ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه ، وسلم : تابعوا بين الحج والعمرة ، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة ، وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة

      رواه الترمذي وقال : حسن صحيح ، ورواه ابن حبان وابن خزيمة في صحيحيهما .

      وعن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ، قيل : وما بره ؟ قال : إطعام الطعام وطيب الكلام رواه أحمد والطبراني في الأوسط بإسناد حسن وابن خزيمة في صحيحه والبيهقي والحاكم وقال صحيح الإسناد .

      وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الحجاج والعمار وفد الله ، إن دعوه أجابهم ، وإن استغفروه غفر لهم

      رواه النسائي ، وابن ماجة ، وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما

      وعن بريدة رضي الله عنه قال : (( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم النفقة في الحج كالنفقة في سبيل الله بسبعمائة ضعف )).


    2. #17
      التسجيل
      19-10-2005
      الدولة
      Qatar
      المشاركات
      1,888
      المواضيع
      147
      شكر / اعجاب مشاركة

      مشاركة: الحج

      القيود المفروضة على تزكية عبادة الحج للنفس

      --------------------------------------------------------------------------------

      إن قوله صلى الله عليه وسلم : من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق خرج من ذنبه كيوم ولدته أمه نجده قد قيد الحصول على نتيجة هذه العبادة من غفران الذنوب غفرانا كاملا حتى لم يبق على النفس من أثر للتدسية فتطهر بعد ذلك وتصبح أهلا لرضي الله تعالى والقرب منه، قيده بقيدين اثنين:

      أولهما: عدم الرفث وهـو اسم جامع لجنس الجماع وسائر مقدماته القولية كلحن الكلام والغناء والألفاظ الدالة على الغريزة الجنسية تصريحا أو تلويحا، أو الفعلية كالجس باليد واللمس، والغمز بالجفن والحاجب، والنظر المريب بالعين، والفكر الفاسد بالقلب، وما إلى ذلك. وثانيهما: عدم الفسوق، وهو لفظ يندرج تحته سائر المعاصي والمخالفات الشرعية من الكفر والشرك إلى أدنى مخالفة، فمع السلامة من هذين القيدين الثقيلين يحصل صلاح النفس وزكاؤها وتصبح النفس طاهرة نقية قريبة من الله مرضية، ومع عدم السلامة منهما فإن الطهارة للنفس لا تتحقق، لأن طهارة النفس عبارة عن محو آثار الذنب عنها، فإذا لم يمح أثر الذنب فمن أين يأتي لها الصفاء والطهر؟
      واعلم أن سر هذا الحرمان منشؤه أن المحرم بدخوله أرض الحمى، وبقوله: لبيك اللهم لبيك، قد أصبح وافدا لله ذي الجلال والإكرام، وأن وافدا لا يحترم نفسه ولا وفادته على ربه فيلوث نفسه بالذنب ويطمس نوره بمعصية من وفد إليه، ويذهب كرامته بالخروج عن حدود آداب الزيارة، وبانتهاكه لحرمات الوفادة لحري بأن لا يجد عند ربه أقل ما يسمى إكراما أو حسن وفادة.

      ومن هنا كان عدد الناجحين في هذه العبادة دائما قليلا، ولو كان المقبلون عليها كثيرين، وقد قيل يوما لعبد الله بن عمر رضي الله عنه: ما أكثر الحجاج!! فقال للمستكثر: ما أقلهم! وكأن الشاعر كان معه لما قال:

      خليلي قطاع الفيافي إلى الحمى

      كثير (وجمع) الواصلين قليل
      ومن القيود لهذه العبادة: البرور فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم قوله: الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة فنراه قد خصص مطلق الحج بصفة البرور فلا يعظم أجر الحاج ولا يجزل ثوابه إلا إذا اتصف حجه بالبرور المشار إليه في الحديث. ومن هنا لزم أن نعرف معنى البرور الذي هو قوام الحج وملاك أمره. البرور: مصدر فعل بر يبر بالفتح بررورا في قوله: صدق، وبر خالقه: أطاعه، وبرت الصلاة: قبلت، وبر الله العبادة قبلها، فعلى هذا يكون من معاني البرور: القبول، ولنا أن نقول: الحج المبرور هو المقبول، لكن قبوله مبني على صدق الحاج في نياته، وأقواله، وأعماله على طاعته لربه، وهذه هي شروط قبول الحج قطعا: الإخلاص فيه لله تعالى وحده، وطاعة الله باجتناب ما حرم من الفسق والرفث والجدال وغيرها، وصحة الأداء بحيث يكون أداؤه كاملا على ما حدد الشارع من هيئات وما وضع له من صفات.

      هذا ولنذكر ما ورد عن السلف في معنى البرور، وهو وإن اختلف مع ما ذكرنا لفظا فإنه يتحد معه معنى، سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن البرور في الحج فقال: إطعام الطعام، وإفشاء السلام، وطيب الكلام وسئل ابن عمر رضي الله عنه فقال: (إن البر شيء هين : وجه طليق، وكلام لين)، والمعروف عنه عليه الصلاة والسلام أنه كان إذا سئل عن أفضل الأعمال يجيب السائل بما يتفق وإصلاح حاله، فكثيرا ما كانت تختلف إجاباته صلى الله عليه وسلم ، والسؤال واحد، فكان صلى الله عليه وسلم يعالج بذلك نفوس السائلين فيصف لكل سائل دواءه الخاص.

      هذا والملاحظ في جوابه صلى الله عليه وسلم : أنه كان يهدف إلى حمل الحاج على أن لا يقف بحجه عند الاقتصار على فعل الواجب وترك المحرم فقط، بل عليه أن يسارع في الفضائل وينافس في الكمالات حتى يصل بحجه إلى أعلى درجات القبول بعد أن وصل به إلى أكمل صفات البرور، وبهذا يتضح أن ما عرفنا به البرور لا يختلف أبدا مع ما عرفه به الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولا مع ما عرفه به صاحبه رضي الله عنه.

      وخلاصة القول، إن الحج المبرور هو الحج الذي استكمل سائر مؤهلات القبول من الإخلاص، وحسن الأداء والابتعاد به عن كل ما يخدش في قيمته كحج صادق ملؤه الخير والإحسان، وأن الحاج البار هو ذلك الحاج المطيع الذي لا يعصي، والمحسن الذي لا يسيء في خدمة سيده، والذي جمع إلى الطاعة الكاملة والإحسان العام فعل الخير وإسداء المعروف لوافدي بيت الله فأطعمهم طعامه، وألان لهم كلامه. وإن حاجا كهذا قد ارتقى بحسن طاعته، وسما بطيب نفسه، لم يصبح جزاؤه حسنات، ولا محوا لسيئات فقط، لأن ذلك لا يعادل ما أهله الله له من سامي المنزلة، وعظيم الدرجة، فلم يكن له إذا من جزاء يعادل ثوابه إلا الجنة منزل الأبرار، ومقر الأصفياء الأخيار.


    3. #18
      التسجيل
      19-10-2005
      الدولة
      Qatar
      المشاركات
      1,888
      المواضيع
      147
      شكر / اعجاب مشاركة

      مشاركة: الحج

      خلاصة ما تقدمت الإشارة إليه من الأسرار للحج

      --------------------------------------------------------------------------------

      1- في وقوف عرفة: إن قصد البيت لزيارته كان هو المقصد الأول من الحج وإن يوم عرفة هو أشبه بحلقة أقامها رب البيت للزائرين في فناء واسع ليتجلى لهم فيها، وهناك تجري الجرايات الربانية، والهبات الإلهية للمحتفلين، ولما كان هذا اليوم هو اليوم الخاص بتوزيع المنح والعطاءات اعتبر من لم يحضره كأن لم يحضر الحج، ولذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم الحج عرفة .
      هذا وفي جمع الناس في هذا المكان إشارة إلى جمعهم يوم القيامة لفصل القضاء. 2- في مزدلفة: قد يكون من حكمة النزول بالمزدلفة إراحة أهل الموقف الذين طال عناؤهم بالوقوف طوال نصف يوم كامل، فرحمة بهم شرع لهم المبيت بمزدلفة، أو على الأقل النزول بها ساعات ريثما يستريحون ويصلون العشاءين، أما سر الوقوف بالمشعر الحرام فإنه يتلخص في ذكر نعم المنعم وشكره والثناء عليه بالتهليل والتكبير لما سبق أن منحه أهل الموقف بعرفات. 3- في رمي الجمرة: شفاء الصدور، وإغاظة إبليس، حيث أن الأنس الذي حظي به أهل الموقف لم يكن ليحرمهم منه في كلتى حياتيهم إلا إبليس لعنه الله، فاستوجب لذلك سخطهم، فلما رأوا مكانا عرفوا أنه وقف فيه معترضا طريق الخليل، لعنوه فيه، فرموه بالحجارة، احتقارا له وإهانة. 4- في النحر والحلق: إعلان شكر، وإظهار سرور وفرح على ما تم لهم من أسمى المطالب، وأشرف الغايات، فذبحوا الذبائح شكرانا لله تعالى، وألقوا التفث وأزالوا الشعث استعدادا لزيارة بيت الله. 5- في الإقامة بمنى: استرداد ما فقد الوافدون من قواهم البدنية، وتمتعا بالراحة والأكل والشرب تعويضا عما فاتهم أيام أداء المراسيم والخدمات.
      وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول: أيام منى أيام أكل وشرب وذكر الله رواه مسلم
      هذا بعض ما فتح الله به علي من أسرار هذه العبادة التي سرها الأعظم وحكمتها الكبرى طاعة الله المزكية للنفوس التزكية الموجبة لسعادة الإنسان وفلاحه في الدنيا والآخرة، والله أعلم بأسرار شرعه، وأحوال خلقه، وفوائد أمره ونهيه وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.


    4. #19
      التسجيل
      19-10-2005
      الدولة
      Qatar
      المشاركات
      1,888
      المواضيع
      147
      شكر / اعجاب مشاركة

      مشاركة: الحج

      مواقيت الحج والعمرة وبيانها


      المقصود من المواقيت هي تلك الحدود الزمانية والمكانية التي يقف عندها الحاج والمعتمر فلا يتعداها حتى ينوي

      حجه أو عمرته، ويتجرد من ملابسه العادية، ويلبس اللباس الخاص الذي يمكنه به الدخول في حمى الله تعالى وحرمه،

      ولو بحثنا عن سر هذا الحمى الذي وجب أن تتخذ له الخصوصيات لوجدناه في جلال البيت، وقدسية الحرم، لأنه إذا كانت

      قصور الملوك، ودور الحكومات تتخذ لها الساحات الشاسعة، والمساحات الرحبة الفسيحة لتكون لها حمى يحرم اجتيازه

      أو الدخول فيه إلا لصاحب رخصة خاصة أو إذن معين، وكان هناك أندية عسكرية ومدنية كثيرة يمنع أصحابها ارتيادها إلا

      لذي لباس خاص، وبإشارة خصوصية، فلا بدع إذا أن يكون لبيت مالك الملوك حمى يحرم دخوله على من أراده حاجا أو

      معتمرا إلا بإذن خاص، ولباس محدد النوع والصفة، فالإذن هو نية الحج أو العمرة والإعراب عن ذلك بقول: لبيك اللهم

      لبيك. هذه التلبية التي معناها إعلان الإجابة المتكررة المرة بعد المرة بعد أن سمع المجيب الندا، وبلغه الإذن بزيارة

      البيت والوقوف بالحمى، وأما اللباس المحدد النوع والمضبوط الصفة فهو إزار ورداء ونعلان لا أقل ولا أكثر، رأس

      مكشوف، ورجل منتعلة كحافية، ذلك هو اللباس الخاص لرواد حمى الله العزيز الجليل.


    5. #20
      التسجيل
      19-10-2005
      الدولة
      Qatar
      المشاركات
      1,888
      المواضيع
      147
      شكر / اعجاب مشاركة

      مشاركة: الحج

      فضل الحج والعمرة والحكمة من تشريعها


      قال تعالى: وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام .

      وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إنما جعل الطواف بالبيت، وبين الصفا والمروة، ورمي الجمار، لإقامة ذكر الله .

      فالمقصود من تشريع الحج والعمرة أن يحضروا منافع لهم أي يحصلوها وإقامة ذكرالله عزوجل في تلك البقاع التي عظمها سبحانه وشرفها وجعل زيارتها على الوجه الذي شرعه من تعظيم حرماته وشعائر دينه، وذلك خير لصاحبه في العاجلة والآجلة، وأمارة على تقوى القلوب، التي - جعل الله لأهلها البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة وذلك من أعظم المنافع.

      روى الإمام أحمد في مسنده وابن ماجة حديث جابر- رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: صلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه .

      وفي الصحيحين عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي العمل أفضل؟ قال: الإيمان بالله ورسوله. قيل: ثم ماذا؟ قال: الجهاد في سبيل الله . قيل: ثم ماذا؟ قال: حج مبرور. متفق عليه .

      وروى البخاري عن عائشة- رضي الله عنها- قالت:قلت: يا رسول الله، نرى الجهاد أفضل العمل أفلا نجاهد؟ قال: لكن أفضل من الجهاد حج مبرور .

      وفي الصحيحين عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه . والمعنى: غفرت ذنوبه فلم يبق عليه منها شيء.

      وفيهما عنه - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة .

      وعن عائشة - رضي الله عنها - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما من يوم أكثرمن أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء أخرجه مسلم بهذا اللفظ .

      وفي الصحيحين عن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عمرة في رمضان تعدل حجة

      وعند الترمذي وصححه عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكيرخبث الحديد والذهب والفضة، وليس للحجة المبرورة جزاء إلا الجنة .

      ومن أحاديث الجامع الصغير للسيوطي وزياداته للنبهاني، والتي صححها الشيخ العلامة محمد ناصرالدين الألباني - حفظه الله تعالى-:

      قوله صلى الله عليه وسلم : من طاف بهذا البيت أسبوعا - يعني سبعا- فأحصاه كان كعتق رقبة، لا يضع قدما ولا يرفع أخرى إلا حط الله عنه بها خطيئة، وكتب له بها حسنة .

      قوله صلى الله عليه وسلم : ما أهل يعني لبى مهل ولا كبر مكبر قط إلا بشر بالجنة .

      وقوله صلى الله عليه وسلم : ما ترفع إبل الحاج رجلا ولا تضع يدا إلا كتب الله له بها حسنة، أو محا عنه سيئة، أو رفع له درجة . وهذا يدل على فضل السفر إلى الحج والعمرة.

      وقوله صلى الله عليه وسلم : الحجاج والعمار وفد الله، دعاهم فأجابوه، وسألوه فأعطاهم . وفي ذلك تنبيه على ما لهم عند الله من الضيافة وإجابة الدعاء.

      وقوله صلى الله عليه وسلم : أما خروجك من بيتك تؤم البيت الحرام، فإن لك بكل وطأة تطؤها راحلتك يكتب الله لك بها حسنة، ويمحوعنك بها سيئه. وأما وقوفك بعرفة، فإن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا فيباهي بهم الملائكة، فيقول: هؤلاء عبادي جاءوا شعثا غبرا من كل فج عميق، يرجون رحمتي ويخافون عذابي، ولم يروني، فكيف لو رأوني؟ فلو كان عليك مثل رمل عالج، أو مثل أيام الدنيا، أو مثل قطر السماء ذنوبا غسلها الله عنك. وأما رميك الجمار فإنه مدخور، وأما حلقك شعرك فإن لك بكل شعرة تسقط حسنة، فإذا طفت بالبيت خرجت ذنوبك كيوم ولدتك أمك .

      فكل هذه الفضائل من المنافع العظيمة التي يحصلها الحجاج بحجهم إلى بيت الله الحرام.

      ومن المنافع العظيمة: أن الحج اجتماع عام للمسلمين يلتقون فيه من شتى أقطارالأرض، يكون من أسباب جمع كلمتهم ووحدة صفهم، وإصلاح ذات بينهم، وتقوية أواصرالمودة والإخاء فيما بينهم، مع ما يحصل فيه من التفقه في الدين والتعاون على مصالح الدنيا، وقيام كل شخص وطائفة بما يجب عليه نحوإخوانه مغ الدعوة إلى الله تعالى والأمر بالمغروف، والنهي عن المنكر، والتواصي بالحق والصبر والمرحمة، والتفاهم في القضايا المهمة والحوادث المستجدة وتحصيل مارتب الله على القيام بهذه الطاعات من الأجورالعظيمة.

      ومن المنافع الدنيوية: ما يصيبونه من لحوم الهدي من البدن وغيرها- مع عبوديتهم لله فيها بذكراسمه عليها -، فيأكلون ويهدون ويتصدقون، قال تعالى: لكم فيها منافع إلى أجل مسمى .

      ومن المنافع الدنيوية أيضا: ما يحصل لمن اتجر في الحج من الأرباح- غالبا - وزيادة الفضل من الله تعالى، وقد اتفق علماء التفسير على أن معنى قوله تعالى: ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم . أنه ليس على الحاج حرج ولا إثم إذا ابتغى فضل الله - خلال موسم الحج- بالتجارة والكرى- أي الإجارة- ما دام ذلك لا يشغله عن شيء من نسكه، ولا يعرضه ذلك إلى الوقوع في شيء مما يخل بالحج، من الرفث والفسوق والجدال ونحو ذلك.


    6. #21
      التسجيل
      19-10-2005
      الدولة
      Qatar
      المشاركات
      1,888
      المواضيع
      147
      شكر / اعجاب مشاركة

      مشاركة: الحج

      الحج صانع التاريخ



      يقال إن الإمام أبا حنيفة كان يراوده تردد في تحديد أفضل العبادات الإسلامية.. وعندما حج قال: أيقنت الآن أن الحج أفضل العبادات..
      ومن الجوانب الخاصة بفضيلة الحج أنه يتعلق بمشروع إلهي عظيم فهو يذكرنا بالمشروع الذي بدأ بإبراهيم عليه السلام واكتمل بمحمد - صلى الله عليه وسلم - . ومناسك الحج المختلفة هي مراحل هذا المشروع الإلهي التي يعيدها الحاج بصورة رمزية. فالحاج يفارق موطنه متجها إلى الحجاز كما كان إبراهيم عليه السلام قد خرج من العراق متجها إلى الحجاز. ويتخلى الحاج عن ملابسه العادية ويلف حول جسده رداءين، وهذا اللباس - الإحرام - مماثل للباس البسيط الذي كان إبراهيم وإسماعيل يرتديانه. وعندما يصل الحاج مكة ويطوف حول الكعبة فهو يقلد الطواف الذي قام به إبراهيم وإسماعيل توثيقا للعهد الإلهي. وعندما يسعى الحاج سبع مرات بين الصفا والمروة فهو يقلد سعي هاجر بحثا عن الماء في الصحراء. وعندما يذهب الحاج إلى منى وينحر قربانه فهو يعيد بصورة رمزية ما فعله إبراهيم حين استعد لنحر ابنه ثم نحر نعجة بأمر ربه. وعندما يتوجه الحاج إلى الجمرات فيرمي الشيطان بالجمار فهو يكرر عمل إسماعيل عليه السلام الذي رمى الشيطان بالجمرات عندما حاول أن يغويه، ثم يجتمع كل الحجاج بميدان عرفات.. وهذا هو الشكل النهائي لكلمات لبيك اللهم لبيك التي يردّدها كل حاج. وهنا يجتمع كل الحجاج في ميدان واحد مفتوح فيعاهدون ربهم عهدا جماعيا بأنهم سيظلون ينفذون في حياتهم القادمة ما تعلموه خلال الحج وأنهم سيعيشون مقلدين حياة أولئك الأبرار الذين يؤدى الحج تذكارا لهم. وقد وصف القرآن مناسك الحج بالشعائر أي العلامات.. وهي كلها الوقائع التي وقعت لإبراهيم وأسرته خلال تنفيذ الخطة الإلهية التي سبق ذكرها. ويقلد الحاج هذه الوقائع بصورة رمزية ويعاهد ربه بأنه - هو الآخر - سيصبح جزءا من هذا التاريخ.

      فالحاج يعاهد ربه بأنه لو طرأت الحاجة فإنه سوف يحطم حياته القائمة ليتقدم نحو الحق، وأنه سيرضى بترك الراحة والرفاهية واختيار القناعة والبساطة، وأنه سيسعى من أجل الله، وسيطوف حوله، وأنه سيرمي تقاليد الشيطان بالجمار، وأنه سيدور حيثما دار به دين الله وسيستسلم لكل ما يقتضيه هذا الدين. فالحاج يقول لله تعالى بلسان عمله وحاله: إنه لو اقتضت الضرورة مرة أخرى لأجل الدين فإنه مستعد لكي يذهب إلى منتهى ما يمكن أن يذهب إليه أحد من البشر وهو أن يذبح ابنه ابتغاء مرضاة الله.

      وكانت رحلة إبراهيم عليه السلام من العراق إلى مكة والوقائع التي وقعت هنا بعد مجيئه خطة إلهية عظيمة الشأن بدأ تنفيذها قبل نحو 2500 سنة. وخلاصة هذه الخطة أن الشرك كان قد غلب على الفكر البشري منذ نحو خمسة آلاف سنة لدرجة أن شعبة ما من شعب الحياة لم تكن تخلو من أثر الشرك. واستمر هذا الحال جيلا بعد جيل، وكانت النتيجة أن قام تسلسل فكري للشرك عبر الأجيال المتعاقبة. وكل مولود في تلك الأزمنة كان يرث عقلية الشرك وينشأ عليها وهذا هو السبب في أن نداء الأنبياء بالتوحيد لم يكن يؤثر فيهم كثيرا.

      وهنا وضع الله تعالى خطة لكي ينشأ نسل جديد من البشر بعيدا عن مؤثرات بيئة الشرك لكي يفكر بعيدا عن تسلسل الشرك الفكري.. وكان أنسب شيء لهذا مكان غير مأهول، وبعيد عن المستوطنات البشرية. ولذلك اختيرت لهذا الغرض بلاد العرب الصحراوية المجدبة التي كانت منقطعة عن العالم المأهول حينذاك.

      والإنسان الأول المطلوب لإنشاء نسل جديد في هذه المنطقة الصحراوية الجدباء هو مـَن ْ يكون مستعدا ليسكن فيها مدركا أنه قد يدفع حياته ثمن العيش بها. وهنا رأى إبراهيم رؤيا بأنه ينحر ابنه.. وكان المقصود من هذا هو التأكد مما إذا كان إبراهيم مستعدا لكي ينضم إلى الخطة الإلهية بحيث يذهب بولده ويسكنه هناك حيث لا شيء غير الجبال المجدبة وصحارى الرمال.. فكان السكن في الحجاز حينئذ مرادفا للسكن في وادي الموت.

      وقد ظل الحجاز غير مسكون في الأزمنة الغابرة لفقدانه الماء والخضرة. وكان الحجاز القديم خاليا من آثار حضارة الشرك لأنه كان خاليا من وسائل الحياة. وهذه الخاصية التي أخلت الحجاز القديم من المشركين هي التي أهلته لكي يعد به نسل جديد من الموحـِّدين. وكان وضع إبراهيم المدية على حلقوم ابنه إسماعيل إعلانا بأنه مستعد لهذه التضحية كل الاستعداد. ولذلك اختير إبراهيم وإسماعيل لهذه الخطة الإِلهية، وبدأ العمل لإعداد نسل جديد من البشر بإسكان إسماعيل وأمه في منطقة نائية من الحجاز القديم.

      وكان إبراهيم عليه السلام قد دعا الله بأن يظهر رسولا من نسل إسماعيل.. وقد ولد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نتيجة هذا الدعاء. ولكن، كما هو معلوم، هناك فاصل 2500 سنة بين هذا الدعاء وتحققه. والسبب في هذا التأخير هو أن نسلا جديدا كان يـُعـَد خلال هذه المدة ليفكر بعيدا عن تسلسل الشرك الفكري، ويكون مستعدا ومؤهلا نتيجة التربية الصحراوية لكي يقف إلى جانب الرسول ويساعده على تكميل رسالته. ولهذا السبب سميت هذه المجموعة بـ خير أمة . وهي أغرب أمة في التاريخ، فصحيح أن جزءا منها عادى الرسول في بداية الأمر إلا أنها وقفت إلى جانبه بكل قوتها عندما فهمت الأمر وأدركت الحقيقة.

      وهذا النسل الذي نشأ بمكة قد تداخلته فيما بعد مؤثرات الشرك من جراء تأثير البيئة المحيطة. ولكنه كان نسلا محفوظا نقيا في حقيقة الأمر. وكان الناس على الفطرة الصحيحة باستثناء بعض الأفراد القليلي الفهم. وقد وقف أفراد من هذا النسل موقف المعاداة من الرسول في بداية الأمر إلا أن معاداتهم كانت تعود إلى الجهل. وعندما أدركوا أن محمدا رسول حقا وأن دينه صادق تحولت عداوتهم إلى قبول وتحولوا إلى أصحاب له بكل ما لديهم من همة ونشاط.



      وقد استدار الزمان اليوم مرة أخرى فوصل إلى ما كان عليه في عصر إبراهيم عليه السلام. فكان (الشرك) يسيطر على فكر البشر في تلك الأيام، أما اليوم فيسيطر (الإلحاد) على الفكر العالمي.، وإذا كان إنسان العصور الغابرة يفكر في قالب الشرك فإنسان العصر الحاضر يفكر في قالب الإلحاد.

      والحقيقة أن قضية العصر الحاضر هي عين قضية العصر القديم، مع فارق واحد وهو أن شاكلة الشرك كانت تغلب أذهان الناس في العصور الغابرة، أما اليوم فتغلب عليهم شاكلة الإلحاد. وأهم واجب إسلامي اليوم هو تحطيم هذه الشاكلة الفكرية. ويجب أن تسير حملة الإسلام اليوم على نفس المنهج الذي سارت عليه في قديم الزمان.

      ويجب أن يستعد البعض مرة أخرى للذبح. ويجب مرة أخرى أن يسكن البعض أولاده في الصحراء لإحياء تاريخ الدين من جديد. وكان القضاء على عصر الشرك يتطلب التضحية بنسل بشري ، واليوم نحتاج إلى تضحية مماثلة للقضاء على عصر الإلحاد. وهذا هو أكبر درس للحج. والحج المبرور هو حج من يعود من الأراضي المقدسة بهذا العزم..

      والحقيقة هي أن عمل الحاج لا ينتهي بعد الفراغ من شعائر الحج بل يبدأ عمله الحقيقي بعد الانتهاء منها، فعودته من الحج بداية لرحلة أكثر أهمية..

      ويردد الحاج مرة بعد أخرى خلال شعائر الحج كلمات: لبيك اللهم لبيك .. فما هي هذه الكلمات؟ إنها كلمات معاهدة بين الله وعبده.. وتقع المعاهدة دائما في بداية أمر ما، فهي ليست نهاية له. وهكذا عبادة الحج، فمن يعود بعد أداء مراسم الحج فقد رجع بعد عقد معاهدة مقدسة مع ربه. ويجب عليه ألا يخلد لحياته على سابق عهدها قبل الحج، بل يجب عليه أن يبدأ العمل وفق أحواله كفايته طبقا لما عاهد ربه. فالعودة من الحج عودة من مقام العهد إلى مقام العمل. ولا تنتهي مسئوليات الحاج بعد الانتهاء من الحج بل تزداد وتكبر في حقيقة الأمر.

      وما هي معاهدة الحج؟. إنها عزم على إعادة تاريخ معين، وهي إقرار باستعداد العبد لتكرار الحياة الإبراهيمية. فحين شاهد إبراهيم عليه السلام أهل العراق المتحضرين لا يصغون لكلامه حول التوحيد والآخرة وضع خطة جديدة لعمله بأن أخضع نفسه وأسرته لأشد التضحيات فأنشأ نسلا جديدا. لقد حوّل إبراهيم عمل الدعوة إلى خطة عظيمة. وقام بكل ما كانت هذه الخطة تقتضي منه من تضحيات.

      وهكذا يجب على الإنسان أن يقوم اليوم بكل ما تقضيه الظروف وأن يظل صابرا على هذا الدرب إلى أن تحين منيته أو أن يصل إلى هدفه المنشود.

      وكما كان الشرك يتمتع بالغلبة العالمية في عهد إبراهيم عليه السلام فالإلحاد يتمتع بالغلبة العالمية اليوم. وواجب العائدين من الحج اليوم أن يعملوا على القضاء على عصر الإلحاد وإحياء عصر التوحيد من جديد عملا بالأسوة الإبراهيمية. وعليهم أن يحيوا الأسوة الإبراهيمية مرة أخرى في هذا العصر، ويجب عليهم أن يضحوا في هذا السبيل بكل ما تقتضيه الأحوال منهم، فيجب عليهم أن يحوّلوا التضحية الرمزية إلى تضحية حقيقية.

      إن الحج عزم على إعادة هذا التاريخ بصورة رمزية في أيام الحج، وبصورة عمل مخطط في الحياة الحقيقية بعد انقضاء أيام الحج.


    7. #22
      التسجيل
      19-10-2005
      الدولة
      Qatar
      المشاركات
      1,888
      المواضيع
      147
      شكر / اعجاب مشاركة

      مشاركة: الحج

      الترغيب في التواضع والتبذل في الحج



      جاءت أحاديث في الترغيب في التواضع في الحج والتبذل ولبس الدون من الثياب اقتداء بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام نذكر منها:

      روي أنس بن مالك رضي الله عنه قال: حج النبي صلى الله عليه وسلم على رحل رث. وقطيفة خلقة تساوي أربعة دراهم أولا تساوي ثم قال: اللهم حجة لا رياء فيها ولا سمعة رواه الترمذي وابن ماجة وغيرهما بسند صحيح.

      وعن ثمامة رضي الله عنه قال: حج أنس على رحل ولم يكن شحيحا، وحدث أن النبي صلى الله عليه وسلم حج على رحل وكانت زاملته رواه البخاري

      الحج والعمرة ينفيان الفقر والذنوب
      عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: تابعوا بين الحج والعمرة ، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب ، كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة وما من مؤمن يظل يومه محرما إلا غابت الشمس بذنوبه. رواه الترمذي وهو حديث حسن صحيح

      الاشتراط في الحج
      قالت ضباعة بنت الزبير للرسول صلى الله عليه وسلم : إني أريد الحج وأنا شاكية فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم حجي واشترطي أن محلي حيث حبستني رواه البخاري ومسلم وفائدة هذا الشرط إذا عرض للمحرم ما يمنعه من تمام نسكه من مرض أو صد عدوان ، جاز له التحلل من احرامه ولا شيء عليه.

      الحجاج والعمار وفد الله
      عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: الحجاج والعمار وفد الله إن دعوه وإن استغفروه غفر لهم. وقال النبي صلى الله عليه وسلم وفد الله ثلاثة: الغازي والحاج والمعتمر رواه النسائي وسنده حسن

      ثمار الحج
      قال النبي صلى الله عليه وسلم من حج فلم يرفث ولم يفسق ، رجع كيوم ولدته أمه رواه البخاري ومسلم

      سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: من الحاج؟ قال: الشعث التفل فقام آخر. فقال: يا رسول الله أي الحج أفضل ؟ قال: العج والثج فقام آخر فقال: يا رسول الله ما السبيل؟ قال زاد وراحلة رواه الترمذي وابن ماجة وغيرهما وهو حديث حسن لشواهده

      الحج جزاؤه الجنة
      عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: العمرة إلى العمرة كفارة لما بينها والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة رواه البخاري ومسلم

      الحجة المفروضة
      عن أبي هريرة قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا أيها الناس ، إن الله كتب عليكم الحج فحجوا. فقال رجل أكل عام يا رسول الله ؟ فسكت... قال الرجل: أكل عام يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وسلم : لو قلت نعم. لوجبت ولما استطعتم، ثم قال ذروني ما تركتكم ، فإنما أهلك من كان قبلكم كثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم، وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه. رواه مسلم

      من أراد الحج فليتعجل
      عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أراد الحج فليتعجل!! رواه أبو داود وصححه الحاكم ووافقه الذهبي

      ثواب العمرة
      قال النبي صلى الله عليه وسلم : إن عمرة في رمضان تعدل حجة رواه البخاري ومسلم.

      وقال النبي صلى الله عليه وسلم : عمرة في رمضان تعدل حجة معي رواه ابن حبان في صحيحه. وهو حديث صحيح.


    8. #23
      التسجيل
      19-10-2005
      الدولة
      Qatar
      المشاركات
      1,888
      المواضيع
      147
      شكر / اعجاب مشاركة

      مشاركة: الحج

      هل يحقق المسلمون الأبعاد المطلوبة لفريضة الحج ؟


      العبادات في الإسلام، التي يرتكز عليها بناؤه، هي تعبير عملي، سلوكي، عضوي، عن قضايا عقيدية، وقناعات عقلية، وعزائم قلبية، واستجابة لما تتوق إليه النفس من النزوع إلى الخلاص من معاناة إصابات الدنيا، ومآسيها... وهي أشبه ما تكون بمحطات على درب الحياة، يتزود منها الإنسان بطاقات نفسية إيمانية، تضمن له ديمومة تغلب دوافع الخير على نوازع الشر، وتحقيق النصر، والفوز في النهاية. ولا شك أن لكل عبادة دورها وأهميتها، وعطاءها، في البناء الإسلامي، وفي ذلك لا تغني عبادة عن أخرى.
      ويتفرد الحج عن سائر العبادات، التي يرتكز عليها بناء الإسلام، بأنه فريضة العمر، التي تتطلب من كل مسلم، يمتلك الاستطاعة، من الزاد والراحلة، أن يرتحل إلى مهبط الوحي، ومواقع النبوة، ويعيش فترة من عمره، ضمن إطار الزمان والمكان، الذي كان وعاء لحركة الإسلام الأولى، حيث بدأت الخطوات من غار حراء، وامتدت مع الزمن حتى، بلغت الناس كافة.

      والمسلمون مطالبون، بين وقت وآخر، بالعودة إلى المنابع الأولى، وهم دائما، بحاجة إلى المراجعة، والتصويب، لتكون الخطوات بالاتجاه الصحيح.

      ولعل هذه المراجعة تتحقق في نفرة هذه الطائفة -الحجاج- سنويا، من كل موقع من العالم الإسلامي، للذهاب إلى موطن الدعوة الأولى، والعيش على أرضها، وإسقاط الحاجز التاريخي والبعد المكاني، والتواصل مع الجذور التاريخية، الممتدة للنبوة، ابتداء بأبي الأنبياء -عليه وعليهم الصلاة والسلام- الذي أرشده الله إلى بناء البيت على التوحيد، وأمره بتطهيره من كل شرك، نفسي أو سياسي، أو اجتماعي أو اقتصادي، ومناداة الناس بالحج، ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات ويتعرفوا على الواقع الاسلامي في مختلف دول العالم.

      وتحضر لأداء الحج عينات، تحمل هموم المسلمين، وتشكل النوافذ الأمينة للمعرفة الصحيحة، وتفقه هذا الواقع عن قرب، بعيدا عن كل صور الزيف، والتضليل الإعلامي والسياسي، ومن ثم يعود أفرادها إلى بلادهم، لينذروا قومهم، إذا رجعوا إليهم: قال تعالى: فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون التوبة: 122

      وقد اعتبر الإسلام الحج جهادا، أو بابا من أبواب الجهاد، ونفرته نفرة جهاد، وفي أحد ميادينه... وهذه النفرة السنوية، التي تحققها طائفة، تجيء من كل بلاد المسلمين، لتلتقي على أرض النبوة -والحج كما أسلفنا جهاد وفقه وآيات بينات وشهادة منافع- لو كتب لحركتها أن تأخذ الأبعاد الكاملة، وتدرك المسؤولية والأمانة، التي ناطها الله تعالى بها، لكانت إحدى أهم وسائل التحريك وإعادة الفاعلية لعالم المسلمين، الذي هو أشبه ما يكون اليوم بالبرك الراكدة.

      لكن الأمر المؤسف، يتجلى في تخلف رؤية المسلمين لمناسك الحج، وحكم الحج، وشعائر الحج، ومنافع الحج؛ في محاولة لتجريده من كل المعاني المطلوب توفرها لعالم المسلمين، ليصبح بذلك مجرد استيفاء لأشكال، وتكرار لطقوس، وأعمال وحركات مقطوعة الصلة بالأصول النفسية، التي شرعت من أجلها هذه الفريضة، ومبتورة عن إدراك الأبعاد التاريخية، لحركة النبوة، التي لا بد من حضورها عند كل خطوة على أرضها.

      إنه التخلف الذي انعكس على مظاهر حياتنا، حتى وصل إلى عبادتنا فعطلها، وأفقدها معناها وحكمتها التي شرعت من أجلها، حتى بات بعضنا يهون منها، ولا يرى أهميتها، ولا يلتمس لها أية فائدة عملية، في حياة الناس ومسلكهم، وقد وصل به الأمر إلى درجة، يرى معها أن وضع المال في أي مجال -ولو حتى في الرحلات اللاهية- أجدى من وضعه في الذهاب لأداء فريضة الحج، وما ذلك إلا لتخلف المعاني الكبيرة، التي يجب أن تتحصل من هذه الرحلة، حيث يذهب الكثيرون، وقد لا يختلف مسلكهم في إيابهم عن مسلكهم وعلاقاتهم وصفاتهم، عند ذهابهم.

      من هنا ندرك الخطورة البالغة، التي يمكن أن تترتب تدريجيا، على تهميش معاني الحج وعدم الإفادة منها، لواقع المسلمين، والعجز عن تحصيل المنافع لدنياهم: والله تعالى يقول: ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات الحج: 28 وقد قدم الله شهود المنافع في السياق، على ذكره سبحانه، وإن كان العطف هنا يعني -فيما يعني- مطلق الجمع... فشهود المنافع لا بد أن يكون مترافقا مع ذكر الله، حتى لا يضل، ولا يتيه، ولا يستأثر بالنفس البشرية.

      وفي اعتقادنا، أن مؤتمر الحج -على الرغم مما يعاني من جهل المسلمين، وقعودهم عن إدراك الآيات البينات، وشهود المنافع، التي تقيم دينهم وتصلح دنياهم، والمحاولات الدائمة لمحاصرة وتوهين شأنه- يمكن أن يعتبر إلى حد بعيد، إحدى الركائز، إن لم يكن الركيزة الأساسية، ضمن هذا الإطار، لضمان الشعور المستمر، بوحدة الأمة المسلمة، لأنه الوسيلة المفروضة الباقية والدائمة لإلغاء الحدود، وتجاوز السدود، وفتح القنوات سنويا، بين المسلمين، للتواصل والتمازج والنقل الثقافي.

      وعلى الرغم من فرقة الحكام، وتباين الأنظمة، والاستماتة وراء الحدود التي وضعها المستعمر لتفريق المسلمين، فإن لقاء الحج، يؤكد سنويا، أن إيمان الشعوب بالوحدة، أقوى من فلسفات الفرقة عند الحكومات، وأن العقيدة أبقى من السياسات... والحمد لله الذي جعل الحج فرضا، لا يخضع لاختيار المسلم، ولا لمنع الحاكم الظالم، يتكرر سنويا لنماذج وعناصر جديدة تفد من جميع أنحاء العالم، لتلتقي على أرض النبوة، حيث عجزت السياسات تاريخيا، أن تجمع بينها على أرض غير أرض النبوة، وقد أشار الله سبحانه إلى ذلك بقوله: وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين الأنفال: 46 ذلك أن العدول في اللقاء عن أرض النبوة، ورسالة النبوة، موقع في الفشل والنزاع، وواقعنا شاهد إدانة لذلك.

      التوغل في البعد التاريخي
      وقد لا نكون بحاجة إلى التذكير بأن الحج رحلة باتجاه الماضي، على مستوى النفس، للقيام بعمليات المراجعة، واستعراض الأخطاء، والتقصير في جنب الله، والنكوص في حمل أمانة الدعوة، والبلاع المبين، والقعود عن القيام بحقوق الأخوة الإسلامية، وتلمس مواطن الإصابات التي لحقت بالمسلم في خاصته، وأن المناسك، والمواقف، تعين على ذلك، ومن ثم تكون توبة الفكر، والعقل، والسلوك، من المعاصي جميعا، وقطع العهد هناك عند البيت الحرام للالتزام بكل المعاني الخيرة، واستئناف رحلة الحياة، بصورة جديدة تماما، ذلك أن الحج، ولادة جديدة لمسلم جديد، ودع الماضي بكل معاصيه، وتوجه صوب المستقبل، بكل معانيه بصورة أخرى، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه متفق عليه

      إنه رحلة في الماضي، ووقوف أمام أخطائه، واكتشاف لمواطن الخلل في التاريخ المديد، والإفادة من ذلك في رحلة الإياب، والعودة لصناعة مستقبل أفضل، بعيدا عن عثرات الماضي، ولعل من حكمة ذلك، أن جعل الله الطواف باتجاه الماضي، وعكس عقارب الساعة.

      وكما أن الحج رحلة باتجاه الماضي، على مستوى النفس، ومحاسبتها، فهو من وجه آخر رحلة باتجاه قراءة السيرة والتاريخ، وطي للزمن، وإسقاط للنقاط السود، وعودة للاتصال والتزود من المنبع الأصلي، ومشاهدة لأرض النبوة ورصد لحركتها، وتاريخها عن قرب، واستعادة للتألق التاريخي، وإحياء لنقاط الارتكاز، التي كانت الأساس ني ميلاد المجتمع المسلم، وقيام الحضارة، والتحقق بالآيات البينات في حركة الإسلام الأولى، في الدعوة، والهجرة، والحركة، والبيعة، والمعاهدة، والفتنة، والنصر، والهزيمة، والانفعال بذلك كله، واستعادة البصارة، ومعرفة أبعاد المسؤولية، وتجديد الذاكرة واستعادة الفاعلية، ومحاولة عيش الظروف والملابسات نفسها.

      ولعل من الأمور المهمة جدا في البناء الإسلامي، أن جعلت العودة إلى الجذور، والتوجه صوب مهبط الوحي، واستعادة تاريخ النبوة المعصوم، والعيش لفترة على أرضها، من الأمور المفروضة على المسلم المستطيع، كضرب من تجديد العهد... ولم يترك ذلك لرغبات النفس التي لا يتحلى بها إلا أصحاب العزائم والتطلعات.

      وأهمية مثل هذا الأمر، الذي جعل فرضا على المسلمين، ولم يترك لاختيارهم، أصبح معروفا ومقدرا عند الكثير من الأمم، التي تعي ذاتها، وتحاول بعث وإحياء أمجادها. وكثيرا ما نسمع اليوم، عن مجموعات من المؤرخين، والجغرافيين، وعلماء الاجتماع، والأديان، يحاولون التوغل في العمق التاريخي، واستحضار الظروف والملابسات، التي رافقت ظهور الأحداث، حتى يتمكنوا من تخليص المسار الحضاري، من كل ما علق به، في محاولة للوصول إلى الحقيقة، وبعث الأمجاد وشحذ الفاعلية، والعيش ضمن الظروف التاريخية، لتكون معارفهم صحيحة ودقيقة.

      فهناك مجموعات في أوروبا اليوم، تحاول السير على طريق الحملات الصليبية إلى الشرق مستخدمة وسائلها، وآخرون يشدون الرحال، لاقتفاء آثار المكتشفين الجغرافيين، ومتابعة الطرق التي سلكها القادة العظام، في تحقيق انتصاراتهم... كما نسمع عن رجال دين، يحاولون طرح الترجمات والكتب الدينية الحديثة جانبا، وتلمس الطريق إلى النسخ القديمة، والمخطوطات المحفوظة في الكهوف والأديرة، والانقطاع لتعلم اللغات، والمصطلحات، التي كتبت فيها، في محاولة منهم لإلغاء حاجز الزمن، للوصول إلى الصورة الحقيقية للأمور، ومحاولة التلقي من النبع الأصلي، قبل أن يداخله التحريف، والتبديل، والأهواء... وقد لا يكون غريبا، أن يعود بعض رجال الدين النصارى، من رحلاتهم المضنية، في البحث عن الحقيقة، خالين الوفاض؛ مما يدفعهم إلى الاعتقاد بأن الطريق الوحيدة لمعرفة النصرانية، التي خلت من المداخلات البشرية، وخطأ الذاكرة وتحريف البشر، هي القرآن، لأنه أقدم وثيقة تاريخية، وصلت بطريق علمي صحيح بطريق التواتر الذي يفيد علم اليقين... لقد أصبحت الاثار التاريخية مواذ ثقافية، واعتبرت المتاحف مصادر للمعرفة لا تقل عن المدارس والمعاهد اليومية.

      فإذا كان نهوض أي مجتمع من المجتمعات مرهونا -إلى حد بعيد- بالتعرف على ظروف وشروط ميلاده، وأن استحضار هذه الظروف والملابسات، والتعرف عليها عن قرب، ضرورة لاكتشاف المسار الحضاري للأمة، ووضع الجهود على الطريق الصحيح، والعودة لاعتماد الأصول، وأن سبيلنا الوحيدة هي الاتصال بالينابيع الأولى، لحركة المجتمع الإسلامي، عرفنا الأهمية البالغة، والمنافع المشهودة والبينات المقصودة، من وراء فرض الحج، وعرفنا أهمية هذه العبادة، ودورها في البناء الإسلامي، وضرورتها في أي نهوض لمجتمع المسلمين.


    9. #24
      التسجيل
      19-10-2005
      الدولة
      Qatar
      المشاركات
      1,888
      المواضيع
      147
      شكر / اعجاب مشاركة

      مشاركة: الحج

      خاتمة في روحانية الحج



      أخي الحاج:

      أرجو أن تكون قد أديت جميع مناسكك حسب ما أمر الله تعالى، وأمر رسوله ليكون حجك مقبولا، كما أرجو أن تكون بعد أداء فريضة الحج قد أصبحت إنسانا جديدا وازددت إيمانا عميقا في إسلامك، وتلقيت شحنة قوية في وطنك الروحي: ينبوع الوحي الالهي، ومصدر الذكريات المقدسة ، وتاريخ المجد (والعظمة).. وسعيت جهدك في تحقيق ما أمكنك في شهود مناخ الحج الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ، وزاد ارتباطك بالمسلمين في جميع أقطار العالم، فتعود وإلى بلادك وأنت ممتلىء يقظة وحماسة ، وتضحية للتمسك بالاسلام: هذا الدين العظيم ، والعمل على تطبيقه في جميع شؤون حياتك ، والسعي لنشره والتبشير به بين الناس، والتعاون مع العالم الإسلامي سياسيا واقتصاديا من أجل تحقيق العزة والمجد والوحدة التي وضع حدودها الله سبحانه.

      واعلم يا أخي الحاج أن علامة الحج المبرور المقبول أن يعود الحاج متمسكا بأوامر ربه، مجتنبا نواهيه، متأهبا للقاء رب البيت بعد ما التقى بالبيت.

      احرص يا أخي الحاج على الحفاظ على شخصيتك الإسلامية التي صورها الله، واسع على الدوام لكسب رضاه لتظفر بجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين.

      اسأله سبحانه أن يجعل حجنا مقبولا، وذنبنا مغفورا، وجهادنا متواصلا، ويوفقنا لتدبر قرآننا والعمل بما جاء فيه.

      وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

      محمود مهدي استانبولي

      ادعوني استجب لكم
      هذه أدعية جاءت في القرآن الكريم والسنة الصحيحة مطلقة وغير مقيدة بزمان أو مكان، فعلى الحاج أن يكثر منها كلما سنحت له الفرصة وساعده الوقت ولا يشغله عن الدعاء شيء في كثير من أوقاته في الحج، فإن الدعاء هو العبادة كما جاء في الحديث الصحيح..

      ونذكر بهذه المناسبة أن ما يتداوله بعض الحجاج من الرسائل والأحزاب التي فيها اضافة بعض الأدعية لكل منسك من مناسك الحج شيء لا أصل له في السنة هو يسبب بلبلة وتعقيدا لدى الحاج، ويصرفه عن الافادة من موسم الحج فيما يعود عليه وعلى المسلمين بالنفع والخير من القضايا الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.. وقد ذكرت فيما سبق الادعية الواردة عند القيام ببعض اعمال الحاج، فينبغي الاكتفاء بها، ودعاء الله بالادعية العامه بعد ذلك.


    10. #25
      التسجيل
      19-10-2005
      الدولة
      Qatar
      المشاركات
      1,888
      المواضيع
      147
      شكر / اعجاب مشاركة

      مشاركة: الحج

      من أدعية القرآن الكريم


      1- ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
      2- ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب
      3- ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين
      4- ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين
      5- رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب
      6- ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم
      7- ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا واغفر لنا ربنا إنك أنت العزيز الحكيم
      8- ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شي قدير
      9- ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين
      10- ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته وما للظالمين من أنصار ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد
      11- وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون
      12- على الله توكلنا ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين ونجنا برحمتك من القوم الكافرين
      13- الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله
      14- رب هب لي حكما وألحقني بالصالحين واجعل لي لسان صدق في الآخرين واجعلني من ورثة جنة النعيم وأغفر لأبي إنه كان من الضالين ولا تخزني يوم يبعثون يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم
      15- رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وادخلني برحمتك في عبادك الصالحين
      16- رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السموات والأرض أنت ولي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين
      17- رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري
      18- ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين
      19- ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما
      20- ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون
      21- رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين
      22- سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

      من الدعاء المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم



      1- اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري ، وأصلح دنياي التي فيها معاشي ، وأصلح لي آخرتي التي اليها معادي واجعل الحياة زيادة لي في كل خير. واجعل الموت راحة لي من كل شر
      2- اللهم اغفر لي خطئي وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي جدي وهزلي وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي ، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به مني ، أنت المقدم والمؤخر وأنت على كل شيء قدير
      3- اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
      4- اللهم إني أعوذ بك من الجبن والكسل والبخل والهرم وعذاب القبر، اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها، اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب لها. اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم وسوء الكبر وفتنة الدنيا وعذاب القبر
      5- اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كبيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمي إنك أنت الغفور الرحيم
      6- اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، واغنني بفضلك عمن سواك
      7- يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك
      8- اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك والعمل الذي يبلغني حبك، اللهم اجعل حبك أحب إلي من نفسي وأهلي ومن الماء البارد
      9- اللهم إنا نسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والسلامة من كل إثم، والغنيمة من كل بر، والفوز بالجنة والنجاة من النار
      10- اللهم أقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون علينا به مصائب الدنيا. ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا واجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على أعدائنا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا
      11- رب أعني ولا تعن علي، وانصرني ولا تنصرعلي ، وأمكر لي ولا تمكر علي، واهدني ويسر هداي إلي وأنصرني على من بغى علي
      12- رب اجعلني لك شاكرا ، لك ذاكر ، لك راهبا، لك مطواعا، اليك مخبتا ، إليك أواها منيبا ، رب تقبل توبتي، واغسل حوبتي ، وأجب دعوتي، وثبت حجتي، واهد قلبي ، وسدد لساني واسلل سخيمة قلبي
      13- اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ، والعجز والكسل، والجبن والبخل وضلع الدين، وغلبة الرجال والهرم. وأعوذ بك من عذاب القبر. وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات ، وأرذل العمر
      14- اللهم إنا نسألك من خير ما سألك منه نبيك محمد صلى الله عليه وسلم وأعوذ بك من شر ما استعاذ منه نبيك محمد صلى الله عليه وسلم ، وأنت المستعان ، وعليك البلاغ ولا حول ولا قوة إلا بالله .



      وأنشد الشاعر أبياتا مؤثرة دعا فيها ربه:


      يا من يرى ما في الضمير ويسمع أنت المعــد لكــل ما يتوقــع يا مـن يـرجى للشدائــد كلهـا يا من إليـه المشتكـى والمفــزع يا من خزائن رزقه في قول كـن أمنـن فإن الخير عنـدك أجمــع مالـي سوى فقري إليـك وسيلـة فبـالافتقار إليك فقري أدفــــع مالي سوى قرعي لبابـك حيلــة فلئـن رددت فـأي باب أقـــرع ومن الذي أدعـو وأهتـف باسمـه أن كان فضلك عن فقيـرك يمنــع حاشـا لجودك أن تقنـط عاصيـا الفضـل أجـزل والواهب أوســع


    11. #26
      التسجيل
      19-10-2005
      الدولة
      Qatar
      المشاركات
      1,888
      المواضيع
      147
      شكر / اعجاب مشاركة

      مشاركة: الحج

      قال تعالى : ((ليشهدوا منافع لهم )) فما هي المنافع ؟

      الغاية الأساسية من العبادة ، هي تحقيق العبودية لله سبحانه ، والخضوع له ، فيما أمر ونهى ، والانعتاق من سائر العبوديات بأشكالها وألوانها ، التي كانت سبب الشر في العالم ، الكامن في تسلط الإنسان على الإنسان ، وعدم التسليم ، بأن السيادة لله ، فمن لم يكن عبدا لله، فهو عبد لسواه يقينا . وإن الذين يحاربون الإيمان بالله والعبودية له ، إنما يحاربونه لأنه يسويهم بغيرهم ، وهذا يحول دون استعبادهم للناس واستخفافهم لهم ، وتسلطهم عليهم .
      والعبادات في الإسلام -التي بها قوامه ، وبناء أركانه- وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وحج البيت من استطاع إليه سبيلا - (متفق عليه) - هي التعبير الإيجابي العملي العضوي عن العقيدة ، والغذاء الدائم لها . وهي أشبه بالمحطات التي يتزود منها الإنسان بطاقات ، تضمن له ديمومة تغلب دوافع الخير على نوازع الشر ، ليبقى معنى العبودية الحقة ، في حراسة دائمة ، وحرز أمين .

      ولكل عبادة من العبادات الإسلامية، معنى خاص بها، ذلك أنها تتولى بناء جانب من جوانب الشخصية المسلمة ، ولو كان للعبادات في الإسلام مدلول واحد ، لكانت إحداها كافية في عملية بناء الشخصية المسلمة ، وتربيتها على العبودية لله تعالى .

      صحيح بأن الصلاة فرض على كل مسلم ، تبدأ مع تمييزه ، ولا يخرج من عهدة التكليف ، ما لم يؤدها بشروطها وأركانها ، ولا تسقط إلا بسقوط العقل . وإن بناءها النفسي والعملي للمسلم أمر على غاية من الأهمية ، حيث تتكرر في اليوم خمس مرات ، إلا أن أركان الإسلام الأخرى ، كالصوم والزكاة والحج ، إنما فرضت أيضا لكنها أنيطت بالاستطاعة ، لأن هذه الحالة من الاستطاعة التي يصير إليها المسلم ، لا بد لها من تربية خاصة بها لتتوجه الوجهة النافعة المفيدة لصاحبها وللمجتمع تسير وجهة النعم ولا ترتكس ارتكاس النقم . وشكر المنعم سبب دوام النعم ، وشكرها إنما يكون بوضعها ، حيث أراد المنعم .

      فلعل الإنسان إذا ملك نصابا -والنصاب كما هو معلوم ، بلوغ المال حدا معينا زائدا عن نفقته ونفقة من تجب عليه نفقته- استيقظت في نفسه نزعة الاستغناء والطغيان ، قال تعالى: إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى (العلق : 6)

      من هنا كان لا بد لهذه الاستطاعة من تربية خاصة بالحالة التي انتهى إليها هذا الإنسان ، حتى لا تضل مسارها ، ولا تحمل صاحبها على الطغيان والظلم للأخرين ، حيث السقوط في إسار المادة القاتل.

      ومن هنا كانت عبادة الزكاة ، أو تربية الزكاة لازمة بالنسبة لمن بلغوا من المال حدا معينا ، حتى يسير الجانب المادي في حياتهم ، منسجما ومتوازنا مع سائر الجوانب الأخرى ، والزكاة عبادة سنوية . وما يقال في شأن الزكاة ، يقال في شأن فريضة الصيام على المستطيع المعافى ، لأن الإنسان القوي المعافى الذي لا يشكو ضعفا تتسرب إلى نفسه بعض نزعات التأله الكاذب ، والاستغناء بقوته عن قوة الله ، فكان لا بد له من تربية الصيام ، التي تشعره ببشريته المحتاجة إلى الطعام والشراب ، إلى جانب الشعور العملي بحاجة الأخرين ، فيكون أقدر على مساعدتهم.

      أقول: الشعور العملي ، والتدريب العملي ، وليس الشعار السياسي ، الذي يطرحه المترفون من شرفاتهم العالية ، لذا نرى أن رمضان ارتبط بالأشهر القمرية يتكرر كل عام مرة حتى يستغرق كل الفصول وكل الأنواء ، ويحكم مختلف الحاجات . والحج هو الركن الخامس ، تربية للمسلم الذي يملك الزاد والراحلة ، تربية لا تتأتى في تأدية كل العبادات الأخرى ، فلكل عبادة مدلولاتها في النفس وبناؤها للفرد المسلم ، ولو تأتى هذا البناء من الصلاة أو الزكاة أو الصوم ، لما فرض الحج مرة في العمر ، ولما كان لفرضيته معنى .

      صحيح أن العبادات توقيفية ، وأن الغاية منها : العبودية والخضوع لله ، لكن هذا لا يمنع أبدا من معرفة الحكم والتماسها ، خاصة وأن الله تعالى الذي فرض علينا هذه العبادات قد نص على بعض حكمها ، قال تعالى: إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر (العنكبوت : 45) وقال: خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها (التوبة : 103) وقال: كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تئقون (البقرة : 183) وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : الصيام جنة (متفق عليه)

      يبقى الأمر المطروح هنا ، أن الصلاة والزكاة والصيام تتكرر في اليوم أو السنة ، أما الحج ففرضه في العمر مرة ، على المسلم الذي يملك الزاد والراحلة ، حيث لا بد للمسلم من أن يشهد ولو لمرة واحدة في مستوى الفرضية ، الآيات البينات قال تعالى : فيه آيات بينات (آل عمران : 97) !

      يشهد مهبط الوحي ، ويترسم خطوات النبوة الأولى ، يشهد المرابع ، التي تربى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد حفظه الله من عقائد الجاهلية ، السائدة وعاداتها ، وكره إليه أصنامها... يشهد مكان صراع قريش ، على وضع الحجر الأسود ، وحكمة الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم ، يشهد المكان الذي اتصلت به السماء بالأرض ، وكان بدء الوحي ، وكان اكتماله . يعيش رحلة اللدعوة ، التي قطعها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بين مكة والمدينة ، متجاوزا كل الروابط القسرية ، التي تواضع عليها الناس ، بكل ما في هذه الرحلة من المعاني الكبيرة الخالدة ، حيث البلاء يشتد هنا وهناك ، وحيث المواجهة المؤمنة ، حيث الأمل والرجاء وبرد اليقين ، لا تحزن إن الله معنا (التوبة : 40) يستروح الذكريات والمعاني ليعيشها ويتمثلها... يستذكر الهجرة إلى الطائف ، وما حملت في طريق الذهاب ، والإياب ، من صور المعاناة والعذاب إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي فيكون شعاره: لا يأس مع الإيمان ، ولا إيمان مع اليأس ، ولا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون .

      يرى التاريخ أمامه على أرض التاريخ ، على مقربة من منى ، حيث بيعة العقبة الأولى والثانية ، وعمادها : السمع والطاعة في العسر واليسر، والمنشط والمكره ، وعلى قول الحق ، وعدم الخوف في الله لومة لائم . يشهد المسلم في حجه دورة سلمية ، يدخلها ويتدرب عليها ، مع نفسه ، ومع المخلوقات من حوله ، حيوانها ونباتها ، يعيش في الحرم آمنا ومن دخله كان آمنا (آل عمران : 97) حيث لا يزال العالم عاجزا عن تأمين بقعة من الأرض ، محايدة آمنة . يشهد مؤتمر المسلمين العام ، حيث ينحدر المسلمون من شتى أنحاء الدنيا ، من كل فج عميق .

      يدخل مكة ، فيذكر دخول الرسول صلى الله عليه وسلم ، عندما دخلها فاتحا ، ويكاد رأسه يلامس سرج راحلته ، تواضعا وشكرا لله أن فتح له مكة ، لأن ذلك اليوم ، هو يوم المرحمة ، فلم تعصف بنفوس المسلمين نشوة الظفر ، وصلف المنتصرين ، وما يمكن أن يستدعي ذلك من تجاوز . يسمع ، كلام أبي سفيان للعباس رضي الله عنه: لقد أصبح ملك ابن أخيك الغداة عظيما ، ويسمع جواب العباس ، وكيف يصحح المفاهيم ، فيقول: يا أبا سفيان إنها النبوة ، وليس الملك .

      إن كل حبة رمل في تلك البقاع ، تحمل تاريخا مشرقا ، وتنطق بحضارة ، ما زال عطاؤها للبشرية مستمرا . لقد شهدت هذه الأماكن ، لحظات الانتصار ، للمعاني الإسلامية ، المعاني الإنسانية ، شهدت انتصار ، الصبر ، والحلم ، والإيثار ، والصدق ، والأمانة ، هذه المعاني ، التي تجسدت في حياة المسلمين الأوائل ، على طريق الدعوة ، وصاغت سلوكهم من جديد ، حتى أصبحوا مؤهلين لدولة الإسلام .

      يعيش ولو مرة في العمر ، على أرض الدولة الإسلامية ، التي تربى أفرادها على عين الله ، وتسديد وحيه ، لتبقى الدولة القدوة ، والخلافة الراشدة... يعيش المساواة الكاملة ، فلا تمييز ولا امتياز... يهيج اشتياقه لعمر بن الخطاب رضي الله عنه ، الحاكم المسلم العادل ، يقول لجبلة بن الأيهم الأمير الغساني ، عندما كان يطوف حول الكعبة ، لكنه يطوف في الحقيقة حول نفسه ، وأمارته ، وداس الأعرابي على ثوبه ، فضربه جبلة فهشم وجهه ، فشكا الأعرابي جبلة ، إلى عمر رضي الله عنه ، فحكم للأعرابي بأن يقتص منه ، فاستنكر جبلة هذه القيم ، وقال: كيف يا أمير المؤمنين ، وأنا أمير وهو سوقة ، فتكون كلمة عمر التي تربى عليها في الإسلام: (الإسلام سوى بينكما) ، فيفضل جبلة العمالة للروم ، حيث ضمان التميز على الإسلام ، الذي يحكم بالمساواة ... يشتد اشتياق المسلم لسيدنا عمر رضي الله عنه ، أكثر ، عندما يتفلت من ذكرياته وتاريخه ، ويعود إلى واقعه الذي يحاول الهروب منه ، حيث المآسي ، والظلم ، والتمييز ، والامتيازات وكل ما أنتجته العقول الظالمة ، يصدر إلى عالم المسلمين . إذ يعود الإسلام غريبا كما بدأ ، ويغيب عمر ، ويحضر جبلة ، ويصبح حالنا كحال الغاص بالماء ، وفي أمننا يخاف البريء ... (وشر الملوك من خافه البريء) يشهد المسلم في عبادة الحج ويقف على الأرض التي سقطت فيها قيم الجاهلية ونخوة الجاهلية وتعاظمها بالآباء، لأول مرة في تاريخ البشرية حتى باتت تحت الأقدام ، إلا عند الذين نكسوا على رؤوسهم ، وأخلدوا إلى الأرض ، ينبشون ما تحت الأقدام، يبعثونها من جديد .

      يشهد يأس الشيطان ، وقافلة الشيطان من دين الإسلام ، قال تعالى : اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم وأخشون (المائدة: 3) يشهد كمال الدين ، واكتمال التشريع اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا (المائدة 3)

      يشهد أرض خطبة حجة الوداع ، حيث الرسول صلى الله عليه وسلم ، يضع المعالم الرئيسة للدولة الإسلامية عبر التاريخ ، بقوله: إن دماءكم ، وأموالكم ، وأعراضكم ، حرام عليكم كحرمة يومكم هذا ، في بلدكم هذا ، في شهركم هذا ويقول: واعلموا أن الصدور لا تغل على ثلاث: إخلاص العمل لله ، ومناصحة أهل الأمر ، ولزوم جماعة المسلمين ، ألا أن كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع... قد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله (رواه مسلم وأبو داود والنسائي)

      يشهد الطواف حول البيت العتيق ، الذي بني على التوحيد ، من أول يوم لتتأكد هذه الحقيقة في نفسه ، أكثر من مرة بكثرة طوافه . يستعرض بطوافه عكس عقارب الساعة ماضيه ، وما فرط في جنب الله ، ويقابله بماضي هذا البيت ، وهذه الأرض ، فيلتجئ إلى غافر الذنب ، وقابل التوب ، ليتجدد في حياته ، وينخلع من كل ما لا يرضي الله . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه (البخاري وأحمد والنسائي)


    صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •