
لبنانية من أنصار حزب الله تعبر عن فرحها بأسر الجنديين (الفرنسية)
عواصم- وكالات
أثارت العملية المدوية التي نفذها حزب الله الأربعاء 12-7-2006 وأسفرت عن مقتل ثمانية جنود إسرائيليين وأسر اثنين منهم قلق الدول الغربية, في حين وجهت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحركة الجهاد الإسلامي وجماعة الإخوان المسلمين في مصرالتهنئة للحزب الشيعي اللبناني.
وفيما أقرت الحكومة الإسرائيلية في اجتماع طارئ عقدته مساء الأربعاء اقتراحات كان تقدم بها الجيش وتقضي بتوجيه ضربات لمنشآت مدنية لبنانية ومواقع تابعة لحزب الله، حذر الرئيس الفلسطيني محمود عباس من "تصاعد دورة العنف" في المنطقة.
وكان أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله أكد في مؤتمر صحافي عقده في بيروت أن التفاوض غير المباشر مع الإسرائيليين لتنظيم عملية تبادل أسرى هو الطريق الوحيد لعودة الجنديين الإسرائيليين إلى ديارهما.
ودان الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان في روما اثر لقائه رئيس الوزراء الإيطالي رومانو برودي "من دون تحفظ" الهجمات الإسرائيلية على لبنان ودعا إلى "الإفراج الفوري" عن الجنديين الإسرائيليين اللذين أسرهما حزب الله.
واتصل رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة بانان "للطلب منه منع تصعيد العدوان" الإسرائيلي. والتقى السنيورة في وقت سابق ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان غير بيدرسون الذي دعا حزب الله إلى إطلاق سراح الجنديين الإسرائيليين.
وقال بيدرسون "إن ما قام به حزب الله أدى إلى تأزم الوضع المتوتر أصلا على الخط الأزرق وقد اتخذ أبعادا خطيرة, مما لا يخدم مصلحة لبنان".
وأطلقت الولايات المتحدة وفرنسا ومفوضية الاتحاد الأوروبي دعوات عاجلة لتحرير الجنديين الأسيرين. ودانت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس عملية حزب الله التي اعتبرت أنها "تهدد استقرار المنطقة".
وقالت رايس في بيان صدر في باريس قبيل اجتماع الدول الكبرى حول الملف الإيراني "إنني أدين قيام المنظمة الإرهابية حزب الله اليوم بخطف جنديين إسرائيليين. إن عملية حزب الله تهدد استقرار المنطقة وهي تتعارض مع مصالح لبنان وإسرائيل في آن معا".
ودان البيت الأبيض عملية حزب الله محملا سوريا وإيران مسؤولية هذا الهجوم. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي فريديريك جونز "نطلب الإفراج الفوري وغير المشروط عن الجنديين. إننا نحمل أيضا سوريا وإيران اللتين تدعمان حزب الله, مسؤولية هذا الهجوم والعنف الذي تلاه". وكان النائب الأمريكي الديموقراطي البارز توم لانتوس وصف عملية حزب الله بانها "جريمة غير ناجمة عن استفزاز".
من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن موسكو تطلب "الإفراج الفوري" عن الجنديين الإسرائيليين اللذين خطفا في لبنان, وأعربت عن "قلقها" الشديد لتصاعد العنف الذي "يهدد بالقضاء على الاستقرار الهش في لبنان".
ودانت ألمانيا "بشدة" خطف الجنديين الإسرائيليين وطالبت "باطلاق سراحهما فورا". بدوره دان وزير الخارجية الايطالية ماسيمو داليما "بقوة" أسر الجنديين الإسرائيليين مطالبا "باطلاق سراحهما". ودعا داليما السلطات الإسرائيلية إلى ممارسة ضبط النفس.
ودعا الاتحاد الأوروبي الحكومة اللبنانية إلى تحمل "مسؤولياتها" لتفادي التصعيد. وذكرت الرئاسة الفنلندية للاتحاد الأوروبي في بيان "بضرورة أن تقوم الدولة اللبنانية ببسط سيادتها على مجمل أراضيها وأن تكون الجهة الوحيدة التي تستخدم القوة على هذه الأراضي".
وعبر وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست-بلازي في بيان خطي عن "قلقه الشديد" ازاء التوتر عند الحدود بين إسرائيل ولبنان ودعا إلى الإفراج عن الجنديين الإسرائيليين اللذين اسرهما حزب الله.
سوريا وإيران تحملان إسرائيل مسؤولية التصعيد
وفي المقابل حملت سوريا وإيران اللتان تدعمان حزب الله وحماس إسرائيل مسؤولية التصعيد. واعتبر نائب الرئيس السوري فاروق الشرع في ختام لقاء في دمشق مع كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي علي لاريجاني أن التصعيد الحالي في جنوب لبنان وقطاع غزة سببه "الاحتلال الإسرائيلي".
من جانبه اعتبر لاريجاني الذي وصل إلى سوريا ليلا آتيا من بروكسل أن "المقاومة ضرورية في حين يشن الكيان الصهيوني هجمات ويرتكب مجازر ضد الشعب الفلسطيني".
وهنأت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في بيان حزب الله اللبناني على أسره جنديين إسرائيليين. وأفاد البيان أن "حركة حماس تتقدم من قيادة حزب الله وعلى رأسها أمينها العام حسن نصر الله ومن مقاوميه كافة (..) وباسمى آيات التبريك والتهاني لنجاح مجاهدي المقاومة الإسلامية في لبنان من أسر جنديين صهيونيين وقتل آخرين في عملية نوعية ناجحة أصابت قيادة الاحتلال السياسية والعسكرية بالذهول".
وأكد الناطق باسم الحكومة الفلسطينية غازي حمد أن "ما حدث في جنوب لبنان هو ردة فعل طبيعية على جرائم الاحتلال في الأراضي الفلسطينية" داعيا العرب والمسلمين لأن يهبوا "لنصرة الشعب الفلسطيني بكل الوسائل المتاحة".
تهنئة
من جهتها "باركت" حركة الجهاد الإسلامية عملية أسر الجنديين. وقال أبو احمد المتحدث باسم سرايا القدس, الجناح العسكري للحركة للصحافيين بغزة "نبارك عملية حزب الله النوعية التي اربكت العدو الصهيوني وأكدت هزيمة الجيش الذي يدعي أنه لا يقهر على ايدي رجال المقاومة الإسلامية".
وحيت جماعة الإخوان المسلمين, أكبر قوة للمعارضة في مصر, حزب الله الذي استطاع "بامكاناته العسكرية المتواضعة بالقياس إلى إمكانيات الجيوش النظامية أن يحقق ما لم تقم به حكومات عربية عدة اكتفت بالصمت تجاه ما يحدث من مذابح لاخواننا الفلسطينيين".
وتشاور الرئيس المصري حسني مبارك نهارا مع نظيره السوري بشار الأسد حول تصعيد الوضع على الحدود بين لبنان وإسرائيل, وفق ما أوردت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية.
وقالت الوكالة إن الرئيسين تداولا خلال اتصال هاتفي بكيفية تهدئة التصعيد والحؤول دون تدهور الوضع في الأراضي الفلسطينية ولبنان..
http://www.alarabiya.net/Articles/2006/07/13/25664.htm