بن لادن ظهر ضعيفا وشديد البياض: كل من يساند امريكا واسرائيل سيكون هدفا للقاعدة


لندن ـ القدس العربي :

ظهر المعارض السعودي اسامة بن لادن في فيلم فيديو مدته اربعون دقيقة، مما سيعتبر دليلا جديدا علي ان المعارض السعودي قد نجا من عمليات القصف المكثف علي جبال تورا بورا في شرق افغانستان.
ويحتوي الشريط الذي وصل لبريطانيا وتم تحليل شيفرته علي صور دعائية لتنظيم القاعدة وزعيمها بن لادن.
ولا احد يعرف مصدر الفيلم الدعائي الجديد هذا ولا تاريخ اعداده، قبل او بعد العملية التي قامت بها القوات الافغانية المتحالفة مع امريكا وبريطانيا بعملية دمرت فيها ما يعتقد انه مغاور وكهوف كان يستخدمها تنظيم القاعدة في شرق افغانستان.
واشارت صحيفة الصاندي التايمز البريطانية التي حصلت علي الشريط من وكالة انباء اسلامية محلية في برمنغهام، قالت ان احد صحافييها في الباكستان حصل عليه من ضباط في المخابرات المركزية الباكستانية.
واذا صح الشريط ونسبته للقاعدة، فهذا يعتبر دليلا جديدا عن نجاة بن لادن ومحاولته اعادة ترتيب تنظيمه العسكري. وذكرت الصحيفة التي شاهدت الشريط ان بن لادن تحدث بشكل خاص عن عمليات ستوجه ضد بريطانيا، حيث تحدث في التقرير عن الحرب الحالية والجهاد الذي قام به القائد المسلم الشهير صلاح الدين الايوبي ضد الملك الانكليزي ريتشارد قلب الاسد.
وجاء ظهور الشريط في الوقت الذي تحدثت فيه تقارير امنية امريكية جديدة عن امكانية قيام تنظيم القاعدة بعدد من العمليات الكبيرة علي غرار هجمات ايلول (سبتمبر) الماضي، وذلك بناء علي معلومات اعترضتها المؤسسات الامنية الامريكية لاتصالات بين افراد القاعدة.. وحسب متحدثة باسم مكتب التحقيقات الفدرالي فان تنظيم القاعدة يخطط لاستئجار شقة وتفخيخها بالمتفجرات.
ويعود وجود الشريط الي الاسبوع الماضي حيث وصل الي وكالة الانباء الاسلامية في بيرمنغهام التي قامت بتفكيك شيفراته.
ويظهر بن لادن في الشريط جالسا تحت شجرة، قرب بيت حجري، ويبدو في وضع مريح يستمتع بالاجواء الربيعية، ولابسا بزة عسكرية مع القبعة الافغانية الواسعة باكول ، وقد ظهر بن لادن وهو يناقش قضايا الجهاد ولكن هذه المرة بهدوء ودون حماسة، وفي لقطة اخري يظهر بن لادن مرهقا نوعا ما وفي مزاج هادئ حيث قال بالنسبة لوضعنا الحالي فاننا نحمد الله الذي هدانا لاتباع صراطه ، وقال بن لادن بعد ان استشهد بآيات قرآنية اتمني الذهاب للجهاد والموت شهيدا.
وكشفت وكالة الانباء الاسلامية النقاب عن ان الشريط تم تسجيله قبل شهرين فقط. وافادت وكالة انصار للانباء ان ضباط المخابرات الباكستانية الذين قدموا الفيلم قالوا انه صور في اذار (مارس).
وقال عمران خان الصحافي الذي يعمل في الوكالة لا يمكننا تأكيد ذلك او نفيه.. ولكن بن لادن يبدو انحف واكثر بياضا .
واعرب عن اعتقاده ان الفيلم صور في بلدة سبين بولداك الواقعة علي الحدود الافغانية الجنوبية.
واشار الي ان اللقطات جزء من فيلم مدته اربعون دقيقة حصلت عليه الوكالة في باكستان قبل اربعة اسابيع وان الشريط وصل الي بريطانيا علي اسطوانة مدمجة مشفرة.
وامتنعت الحكومة البريطانية عن التعليق علي الشريط حتي تشاهده، مع ان ناطقا باسمها قال ان حديث بن لادن لا يعطي فكرة عن وقت الفيلم. وما زال المجتمع الامني الغربي منقسما حول مصير بن لادن، حيث ساد اعتقاد طويل ان بن لادن ربما كان قد قتل اثناء عملية اناكوندا في تورا بورا، ولو كان علي قيد الحياة كما تقول المصادر المتخصصة بتنظيم القاعدة لقام اعضاؤه بالاعلان عنه بنفس الوسائط التي اعلنوها اثناء القصف الامريكي علي افغانستان.
وفي الوقت الذي كانت امريكا تسعي بشكل محموم لالقاء القبض علي بن لادن حيا او ميتا فانها في الاشهر القليلة الماضية تبحث عن ادلة حول مكان وجود بن لادن ان كان حيا او بقاياه. ولهذا قامت بجمع عينات من دي ان ايه من مغاور وكهوف تورا بورا وارسلتها للفحص وتبين انها ليست لبن لادن.
وتم تحرير الشريط واضافة لقطات لتدمير مركز التجارة العالمي، وصورة عن اجتماع القمة العربي، مع صور للقاء رئيس الوزراء البريطاني توني بلير والامير عبدالله ولي العهد السعودي.
ويحتوي الشريط ايضا علي صور ورثاء لشهداء القاعدة الذين قتلوا في المعارك.
ويفتتح الشريط بلقاء اجراه مراسل لقناة الجزيرة في قطر، وعلقت الصحيفة ان هذه اللقطة قد تكون مهمة للمخابرات البريطانية. وتم اجراء المقابلة في تشرين الاول (اكتوبر) الماضي ولم يتم بث الشريط من القناة لاسباب لها علاقة بالادارة في القناة التي قالت انها لا تملك كامل الصلاحية علي الشريط.
وتحدث بن لادن في الشريط قائلا ان اي دولة تساند اسرائيل وامريكا فستكون هدفا للقاعدة، وقال ان اي دولة تقف في خندق العدو فلا تلوم الا نفسها، وتحدث بن لادن عن امريكا وبريطانيا، كما تحدث عن اسباب التشابه بين الحرب الحالية والحروب الصليبية.
وفي جزء آخر من الشريط صور عن شهداء القاعدة الذين قيل انهم استشهدوا في قندهار. وحسب مصادر امنية امريكية وغربية فان هناك اتصالات بين تنظيم القاعدة، مما يعني ان هناك امكانية لحدوث عمليات جديدة في امريكا او بريطانيا وربما السعودية.
http://www.alquds.co.uk/alquds/artic.../05-20/s21.htm