-
الشيعة والسنة
بسم الله الرحمن الرحيم
نتيجة لطول الوضوع انسخوة الى الوورد
كيفية النسخ:ضلل الموضوع كله ثم ارعص الزر الايمن وضع نسخcopyوبعد ذلك افتح الوورد وفع لصقasteعلى الصفحة البيضة المكان الفراغ لايوجد فيه كلام او افصل الكمبيوتر عن الشبكة واقرة فهو طويل
القرآن عند السنة
متفق على صحته وسلامته من الزيادة والنقصان . ويفهم طبقا لأصول اللغة العربية ، وهم يؤمنون بأنه كلام الله تعالى غير حادث ولا مخلوق وأنه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. وهو المصدر الأول لكل عقائد المسلمين ومعاملاتهم .
القرآن عند الشيعة
مطعون في صحته عند بعضهم وإذا اصطدم بشيء من معتقداتهم يؤولونه تأويلات عجيبة ، تتفق مع مذهبهم ولذا سمي هؤلاء (بالمتأولة) ويحبون أن يشيروا دائما ما صار من اختلاف عند بدء التدوين وكلام أئمتهم من مصادر التشريع المعتمدة لديهم والأدلة من كتبهم على ذلك كثيرة ومنها ما يلي:
1) عن أبي بصير عن أبي عبد الله قال : وإن عندنا لمصحف فاطمة عليها السلام وما يدريك ما مصحف فاطمة قال قلت : وما مصحف فاطمة ؟ قال مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد .(1)
2) يروي الكليني في كتابه الكافي أن أبا الحسين موسى عليه السلام كتب إلى علي بن سويد وهو في السجن : ولا تلتمس دين من ليس من شيعتك ولا تحبن دينهم فإنهم الخائنون الذين خانوا الله ورسوله وخانوا أماناتهم وهل تدري ما خانوا أماناتهم؟ ائتمنوا على كتاب الله فحرفوه وبدلوه .(2)
3) يقول المحدث الشيعي الجزائري : قد ورد في الأخبار أنهم (أي الأئمة) أمروا شيعتهم بقراءة هذا الموجود من القرآن في الصلاة وغيرها والعمل بأحكامه حتى يظهر مولانا صاحب الزمان فيرتفع هذا القرآن من أيدي الناس إلى السماء ويخرج القرآن الذي ألفه أمير المؤمنين فيقرأ ويعمل بأحكامه.(3)
4) أورد الكليني في كتابه الكافي عن أبي بصير قال : دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقلت : جعلت فداك إني أسألك عن مسألة أهاهنا أحد يسمع كلامي ؟ قال : قلت إن شيعتك يتحدثون عن رسول الله r علم عليا بابا يفتح منه ألف باب قال : فقال: علم رسول الله r عليا ألف باب يفتح من كل باب ألف باب قال : قلت : هذا والله العلم قال فنكث ساعة في الأرض ثم قال : إنه لعلم وما هو بذاك قال: يا أبا محمد وإن عندنا الجامعة وما يدريهم ما الجامعة ؟ قال : قلت : جعلت فداك وما الجامعة ؟ قال : صحيفة طولها سبعون ذراعا بذراع رسول الله r وإملائه من فلق فيه وخط علي بيمينه فيها كل حلال وحرام وكل شيء يحتاج إليه الناس حتى الارش في الخدش وضرب بيده إلي فقال لي : تأذن يا أبا محمد ؟ قال : قلت : جعلت فداك إنما أنا لك فاصنع ما شئت قال: فغمرني بيده وقال : حتى أرش هذا كأنه مغضب قال: قلت : هذا والله العلم قال: إنه لعلم وليس بذاك ثم سكت ساعة ثم قال: وإن عندنا الجفر وما يدريهم ما الجفر قال: قلت : وما الجفر ؟ قال وعاء من أدم فيه علم النبيين والوصيين وعلم العلماء الذين مضوا من بني اسرائيل قال : قلت : إن هذا هو العلم إنه لعلم وليس بذاك ثم سكت ساعة ثم قال: وإن عندنا لمصحف فاطمة؟ قال : مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد.(1)
5) والشيعة يعتقدون إن القرآن محرف وأن الذي حرفة هم الصحابة الكرام الذين رضي الله عنهم وأرضاهم عنه يقول محدثهم الشيعي الطبرسي : وفي رواية أبي ذر الغفاري أنه لما توفى رسول الله r جمع علي القرآن وجاء به إلى المهاجرين والأنصار وعرضه عليهم لما قد أوصاه بذلك رسول الله r فلما فتحة أبو بكر خرج في أول صفحة فتحها فضائح القوم فوثب عمر وقال: يا علي أردده فلا حاجة لنا فيه فأخذه عليه السلام وانصرف ثم أحضر زيد بن ثابت وكان قارئا للقرآن فقال له عمر : إن عليا جاءنا بالقرآن وفيه فضائح المهاجرين والأنصار وقد رأينا أن نؤلف القرآن ونسقط منه ما كان فيه من فضيحة وهتك المهاجرين والأنصار فأجابه زيد إلى ذلك ثم قال : فإن أنا فرغت من القرآن على ما سألتم وأظهر علي القرآن الذي ألفه أليس قد بطل كل ما عملتم ؟ قال عمر : فما الحيلة ؟ قال زيد : أنتم أعلم بالحيلة؟ فقال عمر : ما حيلة دون أن نقتله ونستريح منه فدبر في قتله على يد خالد بن الوليد فلم يقدر على ذلك فلما استخلف عمر سألوا عليا عليه السلام أن يرفع إليهم القرآن فيحرقوه فيما بينهم فقال عمر: يا أبا الحسن إن جئت بالقرآن الذي كنت جئت به إلى أبي بكر حتى نجتمع عليه فقال : هيهات ليس إلى ذلك سبيل إنما جئت به إلى أبي بكر لتقوم الحجة عليكم ولا تقولوا يوم القيامة (إنا كنا عن هذا غافلين)(2) أو تقولوا ما جئتنا به إن القرآن الذي عندي لا يمسه إلا المطهرون والأوصياء من ولدي فقال عمر: فهل وقت لإظهاره معلوم؟ فقال عليه السلام: نعم إذا قام القائم من ولدي يظهره ويحمل الناس عليه. (3)
6) يقول الطبرسي في كتابه المشهور (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب) ناقلا عن نعمة الله الجزائري : إن الأخبار الدالة على ذلك (أي التحريف في القرآن) تزيد على ألفي حديث وادعى استقصائها جماعة كالمفيد والمحقق الدماء والعلامة المجلسي وغيرهم .(4)
7) يقول الجزائري : إن الأصحاب قد أطبقوا على صحة الأخبار المستفيضة بل المتواترة الدالة بصريحها على وقوع التحريف في القرآن.(1)
8) ومن الأمثلة التي تدل على أن الشيعة يعتقدون أن القرآن محرف وناقص : ما رواه الكليني عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى : (سأل سائل بعذاب واقع للكافرين (بولاية علي) ليس له دافع) ثم قال : هكذا والله نزل بها جبرائيل عليه السلام على محمد r .(2)
9) يصرح محمد باقر المجلسي الذي يلقبونه بشيخ الإسلام وخاتمة المجتهدين : أن عثمان حذف من هذا القرآن ثلاثة أشياء : مناقب أمير المؤمنين علي وأهل البيت وذم قريش والخلفاء الثلاثة مثل آية (يا ليتني لم أتخذ أبا بكر خليلا) .(3)
10) وعن عيسى بن عبد الله عن أبيه عن جده في قوله تعالى : (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك في علي فإن لم تفعل عذبتك عذابا أليما) .(4)
11) وعن أبي جعفر عليه السلام قال : لو أن الجهال من هذه الأمة يعرفون متى سمي أمير المؤمنين عليه السلام لم ينكروا أن الله تبارك وتعالى حين أخذ ميثاق ذرية آدم وذلك فيما أنزل الله على محمد في كتابه فنزل جبرائيل كما قرأناه يا جابر ألم تسمع الله يقول : (وإذا أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم وذريتهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى فإن محمدا رسولي وإن عليا أمير المؤمنين) فوالله لسماه الأظلة حيث أخذ ميثاق ذرية آدم . (5)
والشيعة في تحريفهم للقرآن يشابهون اليهود حيث يخبر الله تعالى عنهم : (أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون)(6) والروايات في تحريف القرآن موجودة في كثير من كتب الشيعة المعتمدة وقد جمع أكثرها محدثهم الشيعي النوري الطبرسي المتوفى سنة 1320 هـ في كتابه المشهور (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب ) وقد جمع ألفي رواية تقريبا كلها للأئمة المعصومين لديهم مما يثبت أن الشيعة يعتقدون بتحريف القرآن والعياذ بالله . وقد تكفل الله عز وجل بحفظ كتابه إلى أن تقوم الساعة فقد قال الله تعالى : (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) (1) فالذي يقول بتحريف القرآن هو مكذب لله في هذه الآية الشريفة وبالتالي هو كافر بإجماع المسلمين .
****
الحديث عند السنة
هو المصدر الثاني للشريعة ، والمفسر للقرآن الكريم ، ولا تجوز مخالفة أحكام أي حديث صحت نسبته للنبي r .
وتعتمد لتصحيح الحديث الأصول التي اتفق عليها فقهاء الأمة في علم مصطلح الحديث وطريقها تحقيق السند ، دون تفريق بين الرجال والنساء ، إلا من حيث التوثيق بشهادة العدول . ولكل راو من الرواة تاريخ معروف وأحاديث محددة مصححة أو مطعون في صحتها . وقد تم ذلك بأكبر جهد علمي عرفه التاريخ . فلا يقبل حديث من كاذب ولا مجهول ولا من أحد لمجرد رابطة القرابة أو النسب . لأنها أمانة عظيمة تسمو على كل الاعتبارات .
الحديث عند الشيعة
لا يعتمدون إلا الأحاديث المنسوبة لآل بيت الرسول، وبعض الأحاديث لمن كانوا مع علي رضي الله عنه في معاركه السياسية ، ويرفضون ما سوى ذلك . ولا يهتمون بصحة السند ولا الأسلوب العلمي، فكثيرا ما يقولون مثلا – (عن محمد بن إسماعيل عن بعض أصحابنا عن رجل عنه أنه قال..) وكتبهم مليئة بعشرات الآلاف من الأحاديث التي لا يمكن إثبات صحتها . وقد بنوا عليها دينهم. وبذلك أنكروا أكثر من ثلاثة أرباع السنة النبوية. وهذه من أهم نقط الخلاف بينهم وبين سائر المسلمين وأدلة ذلك من كتبهم كثيرة ومنها ما يلي:
1) يقول حسين بن عبد الصمد العاملي في كتابه وصول الأخيار إلى أصول الأخبار : فصحاح العامة (أي أهل السنة) كلها وجميع ما يرونه غير صحيح . (1)
2) يقول الحر العاملي في كتابه (الفصول المهمة في أصول الأئمة) : أقول والأحاديث في ذلك متواترة ... فمن ذلك قول الصادق عليه السلام في الحديثين المختلفين : اعرضوهما على أخبار العامة (أي أهل السنة) فما وافق أخبارهم فذروه وما خالف أخبارهم فخذوه . وقوله عليه السلام (يعني جعفر بن الباقر) : ما خالف العامة ففيه الرشاد .
وقوله عليه السلام (يعني جعفر بن الباقر) : ما أنتم والله على شيء مما هم فيه ولا هم على شيء مما أنتم فيه فخالفوهم فما هم من الحنفية على شيء . (2)
3) يقول الصادق عليه السلام : والله ما بقى في أيديهم شيء من الحلق إلا استقبال الكعبة فقط.(1) يعني بذلك أهل السنة .
إذا كان اعتقاد الشيعة أن أحاديث النبي التي يرويها أهل السنة غير صحيحة ولا يعتقد بها الشيعة كما ذكروا سابقا وأحاديث الرسول r هي السنة حيث يقول الله تعالى : (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم)(2) .
وإنكار وجحود أحاديث النبي بالكلية كفر لأنه إنكار للمصدر الثاني للتشريع يقول الله تعالى : (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق) والذي جاءنا من الحق هو القرآن وأحاديث النبي r أي السنة المطهرة فالكفر بأحاديث النبي r هو كفر بالله عز وجل كما في الآية السابقة لأن النبي r يقول : ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه .(3)وأما أحاديث أهل السنة فكلها من النبي r وأما الشيعة فأغلب أحاديثهم منسوبة كذبا لأهل البيت وليس عندهم من الأحاديث النبوية إلا القليل اليسير المكذوبة أيضا على النبي r . وقال الإمام ابن حزم رحمه الله تعالى : لو أن امرأ قال : لا نأخذ إلا بما وجدنا في القرآن لكان كافرا بإجماع الأمة .(4)
وقال : إنما احتججنا في تكفيرنا من استحل خلاف ما صح عنده عن رسول الله r بقول الله تعالى مخاطبا نبيه r : (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما) فكل ما يصدر عن رسول الله r ويثبت عنه صدوره منكره لا يكون مؤمنا بنص القرآن .(5)وقد أمرنا الله تعالى برد الأمر إلى الله والرسول يقول تعالى: (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا) .
والشيعة لا يردون الأمر إلى الله والرسول بل إلى أحاديثهم المكذوبة على أهل البيت .
الصحابة عند السنة
يجمعون على احترامهم والترضي عنهم . وأنهم عدول جميعا ، واعتبار ما شجر بينهم من خلاف ، وأنه من قبيل الاجتهاد الذي فعلوه مخلصين وقد انتهت ظروفه ، ولا يجوز لنا أن نبني عليه أحقادا تستمر مع الأجيال – بل هم الذين قال الله فيهم خير ما قال في جماعة ، وأثنى عليهم في مواطن كثيرة ، وبرأ بعضهم على وجه التحديد ، فلا يحل لأحد أن يتهمهم بعد ذلك ، ولا مصلحة لأحد في هذا .
الصحابة عند الشيعة
يرون أن الصحابة قد كفروا بعد رسول الله إلا نفرا قليلا لا يتجاوزون أصابع اليدين ويضعون عليا في مكانة خاصة خاصة .. فبعضهم يراه وصيا ، وبعضهم يراه نبيا ، وبعضهم يراه إلها؛ ومن ثم يحكمون على المسلمين بالنسبة لموقفهم منه ، فمن انتخب للخلافة قبله فهو ظالم أو كافر ، ومن خالفه في الرأي فهو ظالم أو كافر أو فاسق ، وكذلك الحال بالنسبة لمن خالف ذريته .. ومن هنا أحدثوا في التاريخ فجوة هائلة من العداء والافتراء وصارت قضية التشيع مدرسة تاريخية تمضي بهذه التعاليم الضارة عبر الأجيال وأدلة ذلك من كتبهم كثيرة ومنها ما يلي :
1) يروي الكليني عن الورد بن زيد قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام جعلني الله فداك قدم الكميت فقال : أدخله فسأله الكميت عن الشيخين (أي أبي بكر وعمر) فقال له أبو جعفر عليه السلام : ما اهريق دم ولا حكم بحكم غير موافق لحكم الله وحكم رسوله r وحكم علي إلا وهو في أعناقهم فقال الكميت الله أكبر حسبي حسبي .
وفي رواية أخرى عن داود بن النعمان قال الباقر يا كميت بن زيد ما اهر يق في الإسلام محجة من دم ولا اكتسب مال من غير أهله ولا نكح فرج حرام إلا وذلك في أعناقهم إلى يوم يقوم قائمنا ونحن معشر بني هاشم نأمر كبارنا وصغارنا بسبهما والبراءة منهما .(1)
2) عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سمعت ما من أهل بيت إلا وفيهم نجيب من أنفسهم وأنجب النجباء من أهل بيت سوء محمد بن أبي بكر (أي أن أبي بكر وعائشة وأسماء رضي الله عنهم أهل بيت سوء والعياذ بالله) . (2)
3) وهم يزعمون قائلهم الله أن جميع المسلمين بعد موت النبي r قد كفروا وارتدوا عن الإسلام فيروي الكشي عن أبي جعفر أنه قال : كان الناس أهل الردة بعد النبي إلا ثلاثة فقلت ومن الثلاثة ؟ فقال : المقداد بن الأسود وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي وذلك قول الله عز وجل : (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم).(1) ويروي عن أبي جعفر أيضا أنه قال: المهاجرون والأنصار ذهبوا إلا – وأشار بيده – ثلاثة. (2)
4) يقول محدثهم الكبير حسين بن عبد الصمد العاملي في كتابه في مصطلح الحديث (وصول الأخيار إلى أصول الأخبار) بعد ذكر أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وطلحة والزبير: هؤلاء نتقرب إلى الله تعالى ببغضهم وسبهم وبغض من أحبهم . (3) ومن المعلوم يقينا أن أهل السنة يحبون هؤلاء الصحابة الكرام وبالتالي فإن الشيعة يبغضون أهل السنة لحبهم الصحابة .
5) روى الكليني في الكافي عن أبي جعفر محمد الباقي أنه قال : أصبح رسول الله r يوما كئيبا حزينا فقال له علي عليه السلام مالي أراك يا رسول كئيبا حزينا ؟ قال: وكيف لا أكون كذلك وقد رأيت في ليلتي هذه أن بني يتم (أي أبا بكر وقومه) وبني عدي (أي عمر وقومه) وبني أمية (أي عثمان وقومه) يصعدون منبري هذا يردون الناس عن الإسلام القهقري . فقلت (يعني الرسول) : يا رب في حياتي أو بعد موتي فقال: بعد موتك. (4)
6) عن محمد الباقر أنه قال : ما كان ولد يعقوب (أي النبي يعقوب عليه السلام) أنبياء ولكنهم كانوا أسباط أولاد الأنبياء ولم يكن يفارقون الدنيا إلا سعداء تابوا وتذكروا ما صنعوا . وان الشيخين (أي أبي بكر وعمر) فارقا الدنيا ولم يتوبا ولم يتذكروا ما صنعا بأمير المؤمنين عليه السلام فعليهما لعنة الله والملائكة والناس أجمعين .(5)
7) وقد كذبوا على كتاب الله عز وجل فقالوا : إن عليا عرض القرآن على المهاجرين والأنصار ولما فتحه أبو بكر خرج في أول صفحة فتحها فضائح المهاجرين والأنصار فردوه إلى علي وقالوا لا حاجة لنا فيه . (6)
8) تكفيرهم عائشة أم المؤمنين حيث كذبوا على النبي أن رسول الله قام خطيبا فأشار نحو مسكن عائشة وقال : الفتنة ها هنا ثلاثا .(1)
9) وعقيدة الشيعة هي التبرئ من الصحابة فقد نقل ابن بابويه القمي الملقب عند الشيعة بالصدوق والمجلسي : إجماع الشيعة على وجوب التبرئ منهما فقالا واللفظ للمجلسي: وعقيدتنا في التبرئ أننا نتبرأ من الأصنام الأربعة : أبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية ومن النساء الأربع : عائشة وحفصة وهند وأم الحكم ومن جميع اتباعهم وأشياعهم وأنهم شر خلق الله على وجه الأرض وأنه لا يتم الإيمان بالله ورسوله والأئمة إلا بعد التبرئ من أعدائهم.(2) وهم لم يتبرؤا من هؤلاء الصحابة فقط بل كما قالوا (جميع أتباعهم وأشياعهم) ويعنون بذلك أهل السنة .
10) واتهم الشيعة زورا وبهتانا أبي بكر وعمر وعائشة وحفصة رضي الله عنهم بأنهم قتلوا رسول الله r بالسم فقد أسند العياشي من كبار مفسريهم إلى أبي عبد الله جعفر الصادق أنه قال: تدرون مات النبي r أو قتل ؟ إن الله يقول : (أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم) فسم قبل الموت إنهما يعني المرأتين لعنهما الله وأبويهما سقتاه قبل الموت فقلنا : إنهما وأبويهما شر من خلق الله .(3)
11) وقد نقل المجلسي مرجع الشيعة المعاصرين هذه الرواية ووصف سندها بأنه معتبر وعلق عليها بقوله : إن العياشي روى بسند معتبر عن الصادق عليه السلام أن عائشة وحفصة لعنة الله عليهما وعلى أبويهما قتلتا رسول الله بالسم دبرتاه.(4)
12) وزعموا زورا وبهتانا أن المهدي يحيي بإذن الله عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها ويجلدها حد الافتراء على ماريا القبطية أم إبراهيم والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا لم يجلدها النبي r وهو المأمور بالحكم بما أنزل الله وبإقامة الحدود يقول الله تعالى مخاطبا نبيه : (فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق) (5) وقد أقام النبي r الحدود على كثير من الناس . وكذلك لماذا لم يجلدها على بن أبي طالب عندما تولى الخلافة فإذا كانت فعلا تستحق والعياذ بالله الجلد لوجب على علي بن أبي طالب أن يقيم عليها الحد ولكنه لم يفعل لأنها لم تأت بشيء يستحق الحد وأن زعمهم هذا باطل من أساسه وما هو لا افتراء على عائشة الصديقة ابنة الصديق رضي الله عنها فهم يزعمون أن محمد الباقر قال : أما لو قام قائمنا ردت الحميراء (أي عائشة أم المؤمنين الصديقة رضي الله عنها) حتى يجلدها الحد وحتى ينتقم لابنه محمد r فاطمة عليها السلام منها قيل: ولم يجلدها ؟ قال : إن الله بعث محمدا r رحمة وبعث القائم عليه السلام نقمة .(1)
13) ويزعمون أن المهدي يحيي أبو بكر وعمر رضي الله عنهما ويقررهما بذنوبهما ويقتص منهما ثم يصلبهما على شجرة ثم يحرقهما فقد روى الجزائري في كتابه الأنوار النعمانية عن المفضل بن عمر أنه قال لجعفر الصادق عليه السلام يا سيدي يسير المهدي إلى أين ؟ قال: إلى مدينة جدي رسول الله r فإذا وردها كان له فيها مقام عجيب يظهر فيه سرور المؤمنين وخزي الكافرين فقال له المفضل: يا سيدي ما هو ذاك؟ قال: يرد إلى قبر جده فيقول: ومن معه في القبر ؟ فيقولون : صاحباه وضجيعاه أبو بكر وعمر ... فيأمر بعد ثلاثة أيام ويحفر قبورهما ويخرجهما فيخرجان طريين كصورتهما في الدنيا فيكشف عنهما أكفانهما ويأمر برفعهما على دومة يابسة نخرة فيلبهما عليها ... ثم يأمر بإنزالهما فينزلان فيحييهما بإذن الله ويأمر الخلائق بالاجتماع .. ثم يأمر بهما فيقتص منهما في ذلك الوقت مظالم من حضر ثم يصلبهما على شجرة ويأمر نارا تخرج من الأرض تحرقهما والشجرة ثم يأمر ريحا فتنسفهما في اليم نسفا.(2) وقد أخبر الله عز وجل أنه لا يرجع أحدا مات إلى الدنيا حتى البعث يوم القيامة فقال عز وجل : (حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون) (3)
14) وقالوا : خرج النبي r من بيت عائشة وقال : رأس الكفر من هاهنا(4) .
15) وقد صرح الحسين العاملي بتكفير أبي بكر وعمر – والعياذ بالله – بقوله : انهما لم يكن عندهما مثقال ذرة في الإسلام .(5) (قاتلهم الله أنى يؤفكون) .
وهؤلاء الصحابة الكرام الذين يكفرهم الشيعة قد أخبر الله تعالى بأنه أحل رضوانه عليهم فكيف يرتدون وهم مرضي عنهم وراضون عن الله تعالى وزيادة في الإثبات أخبر الله عز وجل أنه قد أعد أماكنهم في الجنة فكيف يكون الله تعالى أعد لهم أماكنهم في الجنة وأنتم تقولون أنهم قد كفروا وارتدوا فكيف يجمع بين النقيضين . يقول الله تعالى مثبتا ذلك : (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم)(1).
وقد أثنى الله عز وجل على المهاجرين والأنصار وأمر الذين يأتون من بعدهم بالاستغفار لهم ومدح الجميع وذلك في قوله تعالى : (للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم) (2).
ولو كان الصحابة من المهاجرين والأنصار رضوان الله عليهم كفار كما يزعم الشيعة الذين يسبونهم ويلعنونهم ويكفرونهم لما أمرنا الله عز وجل بالاستغفار لهم ولأمرنا بالبراءة منهم . وقد أثبت الله عز وجل لهم الإيمان في السورة السابقة حيث يقول الذين جاءوا من بعدهم (ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان) .
وقال الله تعالى مخبرا عن رضاه عن الصحابة : (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا)(3).
وقال الله عز وجل عنهم : (محمد رسول الله والذين آمنوا معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا) .
وأخبر الله تعالى بأنهم خير الأمم قاطبة فقال عز وجل : (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله) .
أما الخليفة الراشد أبا بكر رضي الله عنه الذي كفره الشيعة فقد ذكره الله تعالى في القرآن وأخبر أنه معه ومع الرسول صلـى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم حيث يقول : ( ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا) فلم يقل النبي إن الله معي ولكن قال إن الله معنا أي مع أبو بكر أيضا . ولكن في قصة موسى عليه السلام وفرعون عندما قال أصحاب موسى إنا لمدركون لم يقل موسى إن معنا ربي ولكن قال إن معي ربي سيهدين (قال كلا إن معي ربي سيهدين) فظهر فضل أبو بكر على أصحاب موسى.
وأما الصديقة بنت الصديق المطهرة من فوق سبع سماوات السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنه وأرضاها والتي كفرها الشيعة فبالله عليكم كيف تكون كافرة والعياذ بالله وهي في نفس الوقت زوجة النبي r فلو كانت كافرة لطلقها النبي لأن الله عز وجل يقول : (ولا تمسكوا بعصم الكوافر) حيث تزعمون أن النبي خرج من بيت عائشة وقال : (رأس الكفر من هاهنا)(1).
وقد دافع علماء الإسلام عن الصحابة الكرام الذين رضي الله عنهم وأرضاهم عنه يقول أبو زرعة الرازي رحمه الله تعالى : إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله r فاعلم أنه زنديق وذلك أن الرسول حق والقرآن حق وما جاء به حق وإنما أدى ذلك كله إلينا الصحابة وهؤلاء يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة والجرح بهم أولى وهم زنادقة.(2)
وقال الهروي رحمه الله : وأما الذين قالوا في السلف الصالح بالقول السيء فأرادوا القدح في الناقل لأن القدح في الناقل إبطال للمنقول فأرادوا إبطال الشرع الذي نقلوه.(3)
التوحيد عند السنة
يؤمنون بأن الله هو الواحد القهار ، لا شريك له ولا ند ولا نظير ولا واسطة بينه وبين عباده .
ويؤمنون بآيات الصفات كما جاءت من غير تأويل ولا تعطيل ولا تشبيه (ليس كمثله شيء) وأنه أرسل الأنبياء وكلفهم بتبليغ الرسالة ، فبلغوها لم يكتموا منها شيئا . يؤمنون بأن الغيب لله وحده . وأن الشفاعة مشروطة (من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه) وأن الدعاء والنذر والذبح والطلب لا يكون إلا له سبحانه . ولا يجوز لغيره . وأنه هو وحده الذي يملك الخير والشر فليس لأحد معه سلطة ولا تصرف، حيا كان أو ميتا والكل محتاجون لفضله ورحمته . ومعرفة الله تجب عندهم بالشرع وبآيات الله قبل العقل ، الذي قد لا يهتدي ثم يتفكر الإنسان بعقله ليطمئن .
التوحيد عند الشيعة
يقولون بالبداء لله عز وجل والبداء هو أنه بدا لله شيء لم يكن يعلمه في السابق تعالى الله عما يقول الكافرون علوا كبيرا وفي ذلك لهم معتقد عجيب وأدلة ذلك من كتبهم ما يلي :
1) عن جعفر أنه كان يقول بإمامة أبنه إسماعيل بعده ثم مات إسماعيل في حياته فقال : ما بدا لله في شيء كما بدا له في إسماعيل ابني(1) .
2) يقول الكليني في الكافي عن إمامهم العاشر علي بن محمد أنه قال لأبوا هاشم الجعفري : نعم يا أبا هاشم بدا لله في أبي محمد بعد أبي جعفر عليه السلام ما لم يكن يعرف له كما بدا له في موسى بعد مضي إسماعيل ما كشف به عن حاله وهو كما حدثتك نفسك وإن كره المبطلون وأبو محمد ابنى المخلف من بعدي وعنده علم ما يحتاج إليه ومعه آلة الزمان(2) وعقيدة البداء عقيدة كفرية يقول الله تعالى : (لا يضل ربي ولا ينسى) .
3) وعن الريان بن الصلت قال : سمعت الرضا (على بن موسى) يقول : ما بعث الله نبيا قط إلا بتحريم الخمر وإن يقر لله بالبداء(3)
4) ويصرح الشيعة بأن الله تعالى ظهر له من الأمر ما لم يكن ظاهرا(1) . يقول الله مكذبا قولهم (عالم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين) .
5) روى الكليني عن أبي عبد الله (جعفر الصادق) أنه قال : إن الدنيا والآخرة للإمام يضعها حيث يشاء ويدفعها إلى من يشاء(2) . ويقول الله تعالى مؤكدا خلاف ذلك وأن الأمر كله لله : (لله الأمر من قبل ومن بعد)(3) ويقول تعالى : (يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله)(4) ويقول عز وجل مخاطبا النبي : (ليس لك من الأمر شيء) .
6) يقول إمامهم الخميني في كتابه ولاية الفقيه أو الحكومة الإسلامية : أن من ضروريات مذهبنا أنه لا ينال أحد المقامات المعنوية الروحية للأئمة حتى ملك مقرب ولا نبي مرسل كما روي عندنا بأن الأئمة كانوا أنوارا تحت ظل العرش قبل تكوين هذا العالم وأنهم قالوا إن لنا مع الله أحوالا لا يسعها ملك مقرب ولا نبي مرسل وهذه المعتقدات من الأسس والأصول التي قام عليها مذهبنا(5) والشيعة بهذه العقيدة الفاسدة يفضلون أئمتهم على سائر الأنبياء وحتى على النبي r .
7) عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال : بني الاسلام على خمسة أشياء على الصلاة والزكاة والحج والصوم والولاية قال زرارة : فقلت : وأي شيء من ذلك أفضل فقال : الولاية أفضل(6).
8) عن حبه العوفي أنه قال : قال أمير المؤمنين علي إن الله عرض ولايتي على أهل السماوات وعلى أهل الأرض أقر بها من أقر وأنكر بها من أنكرها يونس عليه السلام فحبسه الله في بطن الحوت حتى أقر بها(7).
9) يقول كبيرهم نعمة الله الجزائري : إنا لا نجتمع معهم (أي أهل السنة) على إله ولا على نبي ولا على إمام وذلك إنهم يقولون : إن ربهم هو الذي كان محمد r نبيه وخليفته بعده أبو بكر ونحن لا نقول بهذا الرب ولا بذلك النبي بل نقول إن الرب الذي خليفته نبيه أبو بكر ليس ربنا ولا ذلك النبي نبينا(1) .
10) وقد رفعوا أئمتهم إلى مستوى الألوهية فهم يكذبون على الإمام علي رضي الله عنه ويزعمون أنه قال : والله لقد كنت مع إبراهيم في النار وأنا الذي جعلتها بردا وسلاما وكنت مع نوح في السفينة وأنجيته من الغرق وكنت مع موسى فعلمته التوراة وأنطقت عيسى في المهد وعلمته الإنجيل وكنت مع يوسف في الجب فأنجيته من كيد إخوته وكنت مع سليمان على البساط وسخرت له الريح(2) . والقرآن يكذب ذلك كله ويثبت أن الله عز وجل هو الذي قام بهذه الأمور وأن الفضل له وحده سبحانه .
11) ويزعمون أن علي رضي الله عنه قال : أنا الذي علوت فقهرت وأنا الذي أحيي وأميت أنا الأول والآخر والظاهر والباطن.(3) وهذه عقيدة شركية والله عز وجل هو وحده الذي يتصف بهذه الصفات يقول الله تعالى : (هل تعلم له سميا)(4) أي هل تعلم لله مثيلا وشبيها .
12) وقد جعلوا تدبير الكون وخضوعه الذي هو لله وحده جعلوا ذلك لأئمتهم وبتصرفهم يقول إمامهم الخميني مبينا هذه العقيدة الشركية : فإن للإمام مقاما محمودا ودرجة سامية وخلافة تكوينية تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات هذا الكون(5) . ويخبر الله عز وجل أن تدبير الكون وخضوعه والسيطرة عليه لله عز وجل وحده يقول الله تعالى : (قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون لله فقل أفلا تتقون)(6) فحتى المشركون في الجاهلية يعلمون هذه الأمور ولكن الشيعة يجهلونها ويجعلونها من اختصاصات الأئمة فهذا هو الضلال المبين ويقول الله تعالى بعد هذه الآية : (فذلكم الله ربكم الحق فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون)(7) .
13) وقد جعلوا علي رضي الله عنه أفضل من النبي r فهم يفسرون قول الله تعالى : (حافظوا على الصلاة والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين) . ان المراد من الصلاة : رسول الله وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والوسطى أمير المؤمنين(1) .
14) وكذبوا على علي رضي الله عنه وزعموا أنه قال : أنا وجه الله وأنا جنب الله وأنا الأول وأنا الآخر وأنا الظاهر وأنا الباطن وأنا وارث الأرض وأنا سبيل الله وبه عزمت عليه(2). وهم بذلك يضاهون قول الله تعالى : (هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم)(3).
15) وهم يفضلون علي بن أبي طالب رضي الله عنه على النبي r فقالوا : إن النبي خلق من نوره السماوات والأرض وهو أفضل من السماوات والأرض ولكن علي خلق من نوره العرش والكرسي وعلي أجل من العرش والكرسي(4) .
16) وقالوا إنه لما سئل النبي : بأي لغة خاطبك ربك ليلة المعراج؟ قال: خاطبني بلغة علي بن أبي طالب حتى قلت : أنت خاطبتني أم علي؟(5).
17) وقد زعم الشيعة أن الأنبياء والأئمة مخلوقون من نور الله والعياذ بالله (تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا) فقد كذبوا على النبي r حيث زعموا أنه قال في الرواية التي رواها ابن بابويه القمي الملقب بالصدوق عن جابر بن عبد الله الأنصاري أنه سأل النبي r فقال : يا رسول الله هذه حالنا فكيف حالك وحال الأوصياء بعدك في الولادة؟ فسكت رسول الله r مليا ثم قال: يا جابر لقد سألت عن أمر جسيم لا يحتمله إلا ذو حظ عظيم إن الأنبياء والأوصياء مخلوقون من نور عظمة الله جل ثناؤه يودع الله أنوارهم أصلابا طيبة وأرحاما طاهرة يحفظها بملائكة ويربيها بحكمته ويغزوها بعلمه فأمرهم يحل عن أن يوصف وأحوالهم تدق أن تعلم لأنهم نجوم الله في أرضه وإعلامه في بريته وخلفاءه على عباده وأنواره في بلاده وحججه على خلقه يا جابر هذا من مكنون العلم ومخزونة فأكتمه إلا من أهله(6)
الغيب عند السنة
اختص الله تعالى نفسه بالغيب وإنما اطلع أنبياءه ومنهم محمد r على بعض أمور الغيب لضرورات معينة (ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء) .
الغيب عند الشيعة
يدعي الشيعة أن أئمتهم يعلمون الغيب والعياذ بالله ومن أدلة ذلك :
1) يروي الكليني في الكافي تحت باب (إن الأئمة إذا شاءوا أن يعلموا علموا) عن جعفر أنه قال: إن الإمام إذا شاء أن يعلم علم(1) .
2) ويروي الكليني تحت باب (إن الأئمة يعلمون متى يموتون وأنهم لا يموتون إلا باختيار منهم) عن أبي بصير عن جعفر بن الباقر أنه قال: أي إمام لا يعلم ما يغيبه وإلى ما يصير فليس ذلك بحجة الله على خلقه(2) . يقول الله مخبرا أنه لا يعلم الغيب إلا هو سبحانه : (وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت ) .
3) وعن محمد الباقر أنه قال: قال علي رضي الله عنه : ولقد أعطيت الست : علم المنايا والبلايا والوصايا وفصل الخطاب وأني لصاحب الكرات ودولة الدول وني لصاحب العصا والميسم والدابة التي تكلم الناس(3) . ويقول الله تعالى مخبرا أنه لا يعلم الغيب إلا هو سبحانه : (وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو)(4) .
4) يروي الكليني عن يوسف التمار عن أبو عبد الله عليه السلام قال : ورب الكعبة ورب البنية – ثلاث مرات – لو كنتم بين موسى والخضر عليهما السلام لأخبرتهما أني أعلم منهما ولا نبئهما بما ليس في أيديهما لأن موسى والخضر عليهما السلام أعطيا علم ما كان ولم يعطيا علم ما يكون وما هو كائن حتى تقوم الساعة(5) .
5) ويروي الكليني في الكافي تحت باب (إن الأئمة يعلمون علم ما كان وأنه لا يخفي عليهم الشيء) عن أبو عبد الله جعفر الصادق أنه قال : إني لأعلم ما في السماوات وما في الأرض وأعلم ما في الجنة وما في النار واعلم ما كان وما يكون(6) . هل هذا إلا كذب على الله عز وجل يقول الله تعالى مخبرا أنه لا يعلم الغيب في السماء والأرض إلا هو سبحانه : (قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون)(7).
وأخبر الله تعالى أن النبي لا يعلم الغيب فقال : (قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب)(1) . ويزعم الشيعة أن أئمتهم يوحى إليهم وأن منهم من يأتيهم ملائكة أعظم من جبريل وميكائيل ومن المعلوم لدى المسلمين أن الوحي قد انقطع بموت الرسول r .
6) فيروي صاحب كتاب بصائر الدرجات عن أبي حمزة أنه قال سمعت أبا عبد الله (جعفر الصادق) يقول : إن منا لمن ينكت في أذنه وإن منا لمن يؤتى في منامه وإن منا لمن يسمع الصوت مثل صوت السلسلة يقع في الطست وإن منا لمن يأتيه صورة أعظم من جبريل وميكائيل(2).
آل الرسول عند السنة
هم أتباعه على دين الإسلام (في أصح الأقوال) وقيل هم أتقياء أمته وقيل هم أقاربه المؤمنون من بني هاشم وبني عبد المطلب.
آل الرسول عند الشيعة
المراد بأهل البيت عند جمهور الشيعة هم خمسة ، وهم : النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ، وعلي رضي الله عنه ، وفاطمة الزهراء رضي الله عنها ، والحسن والحسين رضي الله عنهما.(1)
والمراد بآل الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم عند جمهور الشيعة هم آل علي وآل جعفر وآل عقيل وآل العباس رضي الله عنهم أجمعين.(2)
واتفق الشيعة على أن أمهات المؤمنين زوجات النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ليسوا من أهل البيت ، أو آل البيت ، وادعائهم هذا أمر لا يساعدهم عليه الشرع ولا العرف ولا اللغة .
وقد ورد إطلاق لفظ الأهل على الزوجة في مواضع عديدة من كتاب الله الكريم ، وذلك كقوله سبحانه وتعالى حكاية عن خليله إبراهيم عليه الصلاة والسلام وامرأته : (ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا سلاماً قال سلام فما لبث أن جاء بعجل حنيذ فلما رأى أيديهم لاتصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف إنا أرسلنا إلى قوم لوط وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب قالت يا ويلتى أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخاً إن هذا لشيء عجيب قالوا أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد).(3)
فالملائكة خاطبوا امرأة إبراهيم عليه الصلاة والسلام بلفظة (أهل البيت) ، ومفسروا الشيعة اعترفوا بذلك في تفاسيرهم.(4)
وكذلك في قصة موسى عليه الصلاة والسلام لما سار بأهله كما حكى الله تعالى عنه بقوله : (فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله آنس من جانب الطور ناراً … ).(5)
ومن المعلوم أن موسى سار مع امرأته وهي ابنة شعيب عليه الصلاة والسلام ، واعترف مفسروا الشيعة بذلك ، فقالوا أن المراد بأهله : امرأته وهي ابنة شعيب عليه الصلاة والسلام.(1)
أما الآيات الخاصة بأهل بيت رسولنا صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم والواردة في سورة الأحزاب ، فإن القاريء يعلم لأول وهلة أن المراد بأهل البيت : أزواج النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ، لأن الآيـات قبل قولـه تعالى : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً )(2) ، وبعده خطاب لأزواج النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ليس فيها ذكر لغيرهن .
وهذا الذي جعل جماعة من المفسرين على رأسهم حبر الأمة عبد الله بن عباس رضي الله عنهما يجزم أن المراد بأهل البيت : أزواج النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.(3)
وهنا أذكر هذه الآيات بتمامها حتى يعلم المسلم كذب الشيعة الذين يقولون أن نساء النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم أمهات المؤمنين رضي الله عنهم ليسوا من أهل البيت ، يقول الله تعالى : ( يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحاً جميلاً وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجراً عظيماً يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيراً ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحاً نؤتها أجرها مرتين واعتدنا لها رزقاً كريماً يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفاً وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة إن الله كان لطيفاً خبيراً ).(4)
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى : إن لفظة (آل البيت) ، أو (أهل البيت) ليست خاصة بأزواج النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ، بل أن جميع بني هاشم داخلون فيها كالعباس وولده ، والحارث بن عبد المطلب وولده ، وسائر بني أبي طالب ، وغيرهم ، وكبنات الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم زوجتي عثمان رضي الله عنه تعالى : رقية وأم كلثوم رضي الله عنهما ، وأبنته زينب ، وكذا علي رضي الله عنه والحسن والحسين أصحاب الكساء من أهل البيت بلا ريب ، وكذا أزواجه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم داخلون في أهل بيته.(1)
وقد بين الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ذلك لما سأله الصحابة رضي الله عنه : يا رسول الله كيف نصلي عليك ؟ فقال : قولوا : ( اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته كما صليت على آل ابراهيم ، وبارك على محمد وأزواجه وذريته كما باركت على آل ابراهيم إنك حميد مجيد ).(2)
وفي رواية : ( اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ).(3)
وكلتا الروايتين مخرجتان في الصحيحين ، وهما تدلان على أن أزواجه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم من أهله .
وكذلك قوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم لعائشة رضي الله عنها لما دخل حجرتها: (السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله ) ، فقالت : ( وعليك السلام ورحمة الله ….) ، ثم تتبع حجر نسائه كلهن ، فقال لهن مثل مقالته لعائشة رضي الله تعالى عنهن أجمعين.(4) وهذا الحديث دليل واضح على أن أمهات المؤمنين رضي الله عنهن من أهل البيت .
وقد نقل عن بعض الصحابة قولهم : إن أزواج رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم من أهل البيت.(5)
وأما الشيعة فأرادوا عكس ذلك ، فحصروا أهل بيت النبوة في هؤلاء الأربعة علي وفاطمة ، ثم الحسن والحسين رضي الله عنهم أجمعين ، وأخرجوا منهم كل من سواهم ، ثم اخترعوا طريفة أخرى ، فأخرجوا أولاد علي غير الحسن والحسين رضي الله عنهم من أهل البيت ، ولا يعدون أولاده من أهل البيت من محمد بن الحنفية ، وأبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، والعباس ، وجعفر ، وعبدالله ، وعبيدالله ، ويحيى ، ولا أولادهم من الذكور والإناث ، كما أخرجوا بنات فاطمة الزهراء رضي الله تعالى عنها ، وهما زينب وأم كلثوم ، وأولادهما من أهل البيت ، وهذه نكتة طريفة وغريبة ، وكذلك الحسن بن علي رضي الله عنهما ، حيث لا يعدون أولاده داخلاً في أهل البيت ، وكذلك أخرجوا من أهل البيت كلاً من أولاد الحسين من لا يهوى هواهم ، ولا يسلك مسلكهم ، ولا ينهج منهجهم ، وهذا أطرف وأغرب من الأول .
وذلك أفتوا على كثيرين من أولاد الحسين الأولين منهم بالكذب والفجور والفسوق ، وحتى الكفر والارتداد ، كما شتموا وكفروا أبناء أعمام الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ، وعماته ، وأولادهم ، وحتى أولاد أبي طالب غير علي رضي الله عنه .
والجدير بالذكر أنهم أخرجوا بنات النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم الثلاثة غير فاطمة وهم زينب ورقية وأم كلثوم ، وأزواجهن وأولادهن من أهل البيت ، ولا ندري أي تقسيم هذا ، وأي قسمـة هذه ؟! وعلى أي أساس اختاروها ؟! فهذه والله قسمة الشيطان ( تلك إذاً قسمة ضيزى ).(1)
الشريعة والحقيقة عند السنة
يرون أن الشريعة هي الحقيقة ، وأن رسول الله r لم يخبئ عن أمته شيئا من العلم ، وما ترك خيرا إلا دلنا عليه ، ولا شرا إلا حذرنا منه وقد قال الله تعالى : (اليوم أكملت لكم دينكم) وأن مصادر الدين هي الكتاب والسنة ، لا تحتاج لما يكملها . وطريق العمل والعبادة والصلة بالله واضحة بلا وسائط . وأن الذي يعلم حقيقة العبادة هو الله وحده ، ولا نزكي على الله أحدا .
وكل أحد يؤخذ من كلامه ويترك إلا النبي المعصوم عليه الصلاة والسلام .
الشريعة والحقيقة عند الشيعة
يعتقد الشيعة أن أئمتهم معصومون مثل النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم .
1- عن جعفر الصادق أنه قال : نحن خزان علم الله ، نحن تراجمة أمر الله ، نحن قوم معصومون ، أمر الله تبارك وتعالى بطاعتنا ، ونهى عن معصيتنا ، نحن الحجة البالغة على من دون السماء ، وفوق الأرض.(1)
2- عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال : ما يستطع أحد أن يدعي أن عنده جميع القرآن ظاهره وباطنه غير الأوصياء ( أي الأئمة).(2)
الفقه عند السنة
أهل السنة يتقيدون بأحكام القرآن الكريم بكل دقة، وتوضحها لهم أقوال الرسول وأفعاله حسبما جاءت بها السنة المطهرة ، وأقوال الصحابة والتابعين الثقات عليها معول كبير في ذلك ، لأنهم أقرب الناس به عهدا وأصدقهم معه بلاء. وليس من حق أحد أن يشرع جديدا في هذا الدين بعد أن أكمله الله ، ولكن يرجع في فهم التفاصيل والقضايا المستحدثة والمصالح المرسلة إلى علماء المسلمين الثقاة في حدود الكتاب والسنة .
الفقه عند الشيعة
1- من أصول مذهب الشيعة هو مخالفة أهل السنة الذين يسمونهم ( العامة ) ، فقد ذكر الحر العاملي في كتابه (الفصول المهمة في أصول الأئمة) تحت باب عدم جواز العمل بما يوافق العامة وطريقتهم قول جعفر الباقر ، حيث يقول : ما خالف العامة ففيه الرشاد.
2- وقوله : خذ بما فيه خلاف العامة .
3- وقوله : والله ما جعل الله لأحد خيرة في اتباع غيرنا ، وأن من وافقنا خالف عدونا ، ومن وافق عدونا (أي أهل السنة) في قول أو عمل فليس منا ، ولا نحن منه.(1)
4- ويزعمون كذباً بأن جبريل ينزل على أئمتهم ، فقد كتب عالمهم الصفار : ( باب في الأئمة عليهم السلام أن روح القدس (جبريل) يتلقاهم إذا احتاجوا اليه ) . عن أسباط عن أبي عبد الله جعفر أنه قال : قلت : تُسألون عن الشيء فلا يكون عندكم علمه ؟ قال : ربما كان كذلك : قلت : كيف تصنعون ؟ قال : تلقانا به روح القدس.(2)
الولاء عند السنة
(وهو الانقياد التام) – لا يرونه إلا لرسول الله r لقوله تعالى : (من يطع الرسول فقد أطاع الله) وما عداه من الناس فلا ولاء له إلا بحسب ما قررته القواعد الشرعية لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
الولاء عند الشيعة
1- قال الكليني في الكافي عن محمد بن مسلم أنه قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام (جعفر الصادق) يقول : الأئمة بمنزلة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، إلا أنهم ليسوا بأنبياء ، ولا يحل لهم من النساء ما يحل للنبي صلى الله عليه وآله وسلم.(1)
2- عن جعفر الصادق أنه قال : نحن خزان علم الله ، نحن تراجمة أمر الله ، نحن قوم معصومون ، أمر الله تبارك وتعالى بطاعتنا ، ونهى عن معصيتنا ، نحن الحجة البالغة على من دون السماء وفوق الأرض ).(2)
3- قال المفيد محمد بن النعمان العكبري : اتفقت الإمامية على كفر من أنكر إمامة أحد الأئمة ، وجحد ما أوجب الله تعالى له من فرض إطاعته ، فهو كافر ضال مستحق الخلود في النار.(3)
4- وقال ابن بابويه القمي : اعتقادنا فيمن جحد إمامة أمير المؤمنين والأئمة من بعده عليهم السلام أنه بمنزلة من جحد نبوة الأنبياء عليهم السلام ، وفيمن أقر بأمير المؤمنين ، وأنكر واحداً من بعده من الأئمة عليهم السلام أنه بمنزلة من آمن بجميع الأنبياء ، وأنكر نبوة محمد صلى الله عليه وسلم.(4)
5- وقال المرتضى الملقب بعلم الهدى : إن المعرفة بهم (أي أئمتهم) كالمعرفة به تعالى ، فإنه إيمان وإسلام ، وإن الجهل والشك فيهم كالجهل والشك فيه ، فإنه كفر وخروج من الإيمان ، وهذه المنزلة ليست لأحد من البشر ، إلا لنبينا صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة من بعده علي وأولاده الطاهرين ، والذي يدل على أن معرفة إمامة من ذكرنا من الأئمة عليهم السلام من جملة الإيمان ، وإن الإخلال بها كفر ورجوع عن الإيمان بإجماع الإمامية. (5)
وهذا الكلام من الشيعة يقتضي تكفيرهم لأهل السنة ، لأن أهل السنة لا يعتقدون بالولاية والإمامة.
6- والشيعة يرجحون الإمامة عن النبوة .
قال حسين الملقب ببحر العلوم : إن منطلق الإمامة هو منطلق النبوة بالذات ، والهدف الذي من أجله وجبت هو نفسه الهدف الذي من أجله تجب الإمامة ، وكما أن النبوة لطف من الله تعالى، كذلك الإمامة لطف من الله أيضاً ، واللحظة الحاسمة التي انبثقت فيها النبوة – وهي يوم الدار – هي نفسها اللحظة التي انبثقت فيها الإمامة ، فما انطلق لسان النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم بالتشريع النبوي المقدس ، إلا وضم إليه المحافظة والوزارة والخلافة لعلي عليه السلام بقوله : ( أنت وزيري وخليفتي ) ، وهكذا استمرت الدعوة الإسلامية ذات لسانين النبوة والإمامة في خط واحد ، وامتازت الإمامة على النبوة أنها استمرت بأداء الرسالة بعد انتهاء دور النبوة ، ولن تزال ببركة وجود صاحب الأمر عجل الله فرجه ، فالإمامة إذن قرين النبوة بالتشريع ، وامتداد لها بالمحافظة والرعاية ، وبهذا المعنى نفسر كلام الإمام الكاظم عليه السلام (كما في أصول الكافي) أن النبوة لطف خاص ، والإمامة لطف عام.(1)
7 - ويزعمون كذباً بأن أئمتهم يوحى إليهم ، فعن حمران بن أعين قال : قلت لأبي عبـد الله (جعفر الصادق) عليه السلام : جعلت فداك بلغني أن الله تبارك وتعالى قد ناجى علياً عليه السلام ؟ قال : أجل ، قد كان بينهما مناجاة بالطائف نزل بينهما جبريل.(2)
8- وهم يفضلون أئمتهم على الأنبياء والملائكة ، فقد بوب الحر العاملي باباً مستقلاً بعنوان: (الأئمة الإثنى عشر أفضل من سائر المخلوقات من الأنبياء والأوصياء السابقين والملائكة وغيرهم، وأن الأنبياء أفضل من الملائكة) ، وأورد تحته روايات عديدة ، ومنها ما رواه عن جعفر الصادق أنه قال : إن الله خلق أولي العزم من الرسل ، وفضلهم بالعلم ، وأورثنا علمهم ، وفضلنا في علمهم ، وعلم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما لم يعلم ، وعلمنا علم الرسول وعلمهم.(3)
9- ويزعم الشيعة أن علي هو الذي يقسم الناس بين الجنة والنار ، وأنه يعلم الغيب ، فقد ذكر الكليني عن أبي عبد الله جعفر الصادق أنه قال : وكان أمير المؤمنين صلوات الله عليه كثيراً ما يقول : أنا قسيم الله بين الجنة والنار ، وأنا الفاروق الأكبر ، وأنا صاحب العصا والميسم ، ولقد أقرت لي جميع الملائكة والروح والرسل بمثل ما أقروا به لمحمد صلة الله عليه وآله ، ولقد حملت عليّ مثل حمولته ، وهي حمولة الرب ، وأن رسول الله صلى الله عليه وآله يدعى فيكسى، وأدعى فأكسى ، ويستنطق وأستنطق على حد منطقة ، ولقد أعطيت خصالاً ما سبقني أحد قبلي ، علمت المنايا والبلايا والأنساب ، وفصل الخطاب ، فلم يفتني ما سبقني ، ولم يعزب عني ما غاب عني.(1)
فهؤلاء الشيعة يعدون أئمتهم معصومين كالأنبياء والرسل ، وأنهم أفضل منهم ، ومن الملائكة المقربين ، وهؤلاء الشيعة الغلاة يغالون في أئمتهم ، ويجعلونهم كالآلهة لهم ، وينازعون الله تعالى في ملكه ، فقد قال الله تعالى مخاطباً نبيه ، ومبيناً أنه لا يعلم الغيب إلا الله ، قال تعالى : (قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون ).(2)
وقال الله تعالى مبيناً أن الفضل والأمر كله بيد الله وحده : (قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك إن أتبع إلا ما يوحى إليّ قل هل يستوي الأعمى والبصير أفلا تتفكرون ).(3)
التقيه عند السنة
(هي أن يظهر الإنسان غير ما يبطن اتقاء الشر) وعندهم أنه لا يجوز لمسلم أن يخدع المسلمين بقول أو مظهر ، لقوله النبي r : (من غش فليس منا) ولا تجوز التقية إلا مع الكفار أعداء الدين، وفي حالة الحرب فقط باعتبار أن الحرب خدعة. ويجب أن يكون المسلم صادقا شجاعا في الحق غير مُراء ولا كاذب ولا غادر ، بل ينصح ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.
التقيه عند الشيعة
1- عن الإمام الثامن ( علي بن موسى) أنه قال : لا دين لمن لا ورع له ، ولا إيمان لمن لا تقية له ، وإن أكرمكم عند الله أتقاكم ، فقيل له : يا ابن رسول الله إلى متى ؟ قال إلى يوم الوقت المعلوم ، وهو يوم خروج قائمنا ، فمن ترك التقية قبل خروج قائمنا فليس منا.(1)
2- عن الإمام الخامس (محمد الباقر) أنه قال : وأي شيء أقر لعيني من التقية ، إن التقية جنة المؤمن.(2)
3- وقال أيضاً الباقر : خالطوهم بالبرانية ( أي الظاهر) ، وخالفوهم بالجوانية ( أي الباطن)، إذا كانت الإمرة صبيانية.(3)
4- وعن هشام الكندي قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : إياكم أن تعملوا عملاً يعيرونا به ، فإن ولد السوء يعير والده بعمله ، كونوا لمن انقطعتم إليه زيناً ، ولا تكونوا عليه شيناً ، صلوا في عشائرهم ، وعودوا مرضاهم ، واشهدوا جنائزهم ، ولا يسبقونكم إلى شيء من الخير ، فأنتم أولى به منهم ، والله ما عبد الله أحب إليه من الخبىء ، قلت: وما الخبىء ، قال : التقية.(4)
5- وعن جعفر أنه قال : إن التقية ديني ، ودين آبائي ، ولا دين لمن لا تقية له.(5)
6- وعن أبي عمر الأعجمي قال : قال لي أبو عبد الله عليه السلام : يا أبا عمر إن تسعة أعشار الدين في التقية ، ولا دين لمن لا تقية له ، والتقية في كل شيء ، إلا النبيذ والمسح على الخفين.(6)
7- وعن أبي الحسن أنه قال : إن أكرمكم عند الله أتقاكم ، قال : أشدكم تقية.(7)
8- وعن داود الصرمي أنه قال : قال لي مولانا علي بن أبي محمد عليه السلام : يا داود لو قلت إن تارك التقية كتارك الصلاة لكنت صادقاً.(1)
9- وأيضاً جعلوا التقية مع بعضهم البعض ، والتقية هي الكذب الصريح ، وصريح النفاق ، وهي أن يظهر لك الشيعي من الود خلاف ما يبطنه من البغض الدفين .
عن جعفر أنه قال لشيعته : عليكم بالتقية ، فإنه ليس منا من لم يجعلها شعاره ودثاره مع من يأمنه ليكون سجيته مع من يحذره.(2)
10- قال ابن بابويه القمي الملقب عندهم بالصدوق : التقية واجبة ، ولا يجوز رفعها إلى أن يقوم القائم ، ومن تركها قبل خروجه ، فقد خرج عن دين الإمامية ، وخالف الله ورسوله والأئمة.(3)
الإمامة أو رئاسة الدولة عند السنة
يحكم الدولة (خليفة ) وينتخب من بين المسلمين .. يشترط فيه الكفاءة ، كأن يكون عاقلا رشيدا عالما معروفا بالصلاح والأمانة والقدرة على حمل هذه المسئولية ، وينتخبه أهل الحل والعقد من جماعة المسلمين . وهم يعزلونه إذا لم يعدل ، أ و إذا خرج على أحكام الكتاب والسنة وله الطاعة على كل المسلمين ، والحكم عندهم تكليف ومسئولية لا تشريف ولا غنيمة.
الإمامة أو رئاسة الدولة عند الشيعة
إن الإمامة عند الشيعة الإثنى عشرية كالنبوة ، والإمام عندهم كالنبي غير أنه لا يطلق عليه لفظ النبوة ، كما صرح بذلك الكليني في كتابه الكافي في الأصول .
1- حيث روى عن محمد بن مسلم أنه قال : سمعت أبا عبد الله (جعفر الصادق) عليه السلام يقول : الأئمة بمنزلة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، إلا أنهم ليسوا بأنبياء ، ولا يحل لهم من النساء ما يحل للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فأما ما خلا ذلك فهم بمنزلة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.(1)
2- وأورد رواية أخرى عن مفضل بن عمر عن جعفر أنه سئل عن علم الإمام بما في أقطار الأرض وهو في بيته مرخي عليه ستره ، فقال : يا مفضل إن الله تبارك وتعالى جعل في النبي صلى الله عليه وآله وسلم خمسة أرواح : روح الحياة : فبه دب ودرج ، وروح القوة : فبه نهض وجاهد ، وروح الشهوة : فبه أكل وشرب ، وآتى النساء من الحلال ، وروح الإيمان : فبه آمن وعدل ، وروح القدس : فبه حمل النبوة ، فإذا قبض النبي صلى الله عليه وآله وسلم انتقل روح القدس ، فصار إلى الإمام ، وروح القدس لا ينام ، ولا يغفل ، ولا يلهو ، ولا يزهو ، وأربعة الأرواح تنام وتغفل وتزهو وتلهو ، وروح القدس كان يرى به.(2)
3- وكذلك روى الكليني هذا أيضاً عن جعفر أنه سأله رجل من أهل (هيت) عن قول الله عز وجل : (وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ) ، فقال منذ أن أنزل الله عز وجل ذلك الروح على محمد صلى الله عليه وآله وسلم ما صعد إلى السماء ، وإنه لفينا . وفي رواية : كان مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يخبره ويسدده ، وهو مع الأئمة من بعده ، فهو من الملكوت.(3)
4- عن علي بن الحسين أنه قال : نحن أئمة المسلمين ، وحجج الله على العالمين ، وسادة المؤمنين ، وقادة الغر المحجلين ، وموالي المؤمنين ، ونحن أمان لأهل الأرض ، كما أن النجوم أمان لأهل السماء ، ونحن الذين بنا يمسك الله السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه ، وبنا يمسك الأرض أن تميد بأهلها ، وبنا ينزل الغيث ، وتنشر الرحمة ، وتخرج بركات الأرض ، ولولا ما في الأرض منا لساخت بأهلها ، ثم قال : ولم تخل الأرض منذ خلق الله آدم من حجة الله فيها ظاهر مشهور ، أو غائب مستور ، ولا تخلو إلى أن تقوم الساعة من حجة الله فيها ، ولولا ذلك لما يعبد الله . قال سليمان : فقلت للصادق عليه السلام : فكيف ينتفع الناس بالحجة الغائب المستور ؟ قال : كما ينتفع بالشمس إذا سترها السحاب.(1)
5- وقد أوجبوا على الله – والعياذ بالله – نصب الإمام ، فقالوا : يجب على الله نصب الإمام كنصب النبي.(2)
6- قال المفيد محمد بن النعمان العكبري : اتفقت الإمامية على كفر من أنكر إمامة أحد من الأئمة ، وجحد ما أوجب الله تعالى له من فرض اطاعته فهو كافر ضال مستحق الخلود في النار.(3)
7- وزعموا أن إطاعة الأئمة هو سبب إيجاد العالم .
يقول الهائم البحراني : إن الإقرار بنبوة النبي ، وإمامة الأئمة ، والتزام حبهم ، وإطاعتهم ، وبغض أعدائهم ومخالفيهم أصل الإيمان مع توحيد الله عز وجل ، بحيث لا يصح الدين إلا بذلك كله ، بل إنها سبب إيجاد العالم ، وبناء حكم التكليف ، وشرط قبو ل الأعمال ، والخروج عن حد الكفر والشرك ، وأنها التي عرضت كالتوحيد على جميع الخلق ، وأخذ عليها الميثاق ،وبعث بها الأنبياء ، وأنزلت في الكتب ، وكلف بها جميع الأمم ولو ضمناً ، وإن نسبة النبوة إلى الإمامة كنسبتها إلى التوحيد في تلازم الإقرار بها وبقرينتها ، بحيث أن الكفر بأحدها في حكم الكفر بالآخر ، ولا يفيد الإيمان ببعض دون بعض ، وأن الأئمة مثل النبي في فرض الطاعة ، والأفضلية ، وأن الأحاديث غير المحصورة تدل على هذه الأمور المذكورة ، بل أكثرها مما هو مجمع عليه عند علمائنا الإمامية ، وقد نص على حقيقتها ، بل كون جلها من ضروريات هذا المذهب أعاظم أصحابنا المحدثين.(4)
ورداً على الشيعة نقول : إن الطاعة المطلقة لا تكون إلا لله ورسوله ، يقول تعالى : ( قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ).(5)
وقال تعالى : ( يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسول ).(1)
8- وقال محدث الشيعة الكبير الحر العاملي : إن من ادعى الإمامة بغير حق ، أو أنكر إمامة إمام الحق كفر.(2)
9- ويذكر الكليني أن الإمامة فوق النبوة والرسالة والخلة ، كما يكذب على جعفر بن محمد الباقر الإمام السادس عندهم أنه قال : إن الله تبارك وتعالى اتخذ إبراهيم عبداً قبل أن يتخذه نبياً ، وإن الله اتخذه نبياً قبل أن يتخذه رسولاً ، وإن الله اتخذه رسولاً قبل أن يتخذه خليلاً ، وإن الله اتخذه خليلاً قبل أن يتخذه إماماً.(3)
10- ويذكر الكليني عن أبي عبدالله جعفر الصادق أنه قال : كان أمير المؤمنين عليه السلام باب الله ، لايؤتى إلا منه ، وسبيله الذي من سلك بغيره هلك ، وكذلك يجري لأئمة الهدى واحداً بعد واحد.(4)
11- ويعتقد الشيعة بعقيدة الرجعة ، وهي كما يفسرها الزنجاني : حشر قوم عند قيام القائم الحجة بن الحسن ممن تقدم موتهم من أوليائه وشيعته ليفوزوا بثواب نصرته ومعونته ، ويبتهجوا بظهور دولته وقوم من أعدائه ، وينتقم منهم وينالوا بعض ما يستحقون من العذاب والقتل على أيدي شيعته ، وليبتلوا بالذل والخزي بما يشاهدونه من علو كلمته.(5)
ويعتقد الشيعة برجوع النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ، وكذلك علي وفاطمة وذريتهما رضوان الله عليهم إلى الدنيا مع المهدي الخرافة الذي لم يولد أصلاً ، لأن إمامهم الحادي عشر وهو الحسن العسكري مات ولم يكن له ذرية ، لذلك اختلقوا قصة اختفاء الإمام الثاني عشر في السرداب وهو صغير ، وأنه سيرجع آخر الزمان .
12- فقد ذكر الجزائري عن المفضل بن عمر الصادق عليه السلام قلت : يا سيدي ..ورسول الله وأمير المؤمنين يكونان مع المهدي ؟ فقال : لابد أن يطأ الأرض ، أي والله حتى ما وراء جبل قاف ، وما في الظلمات ، وجميع البحور ، ويقوم دين الله في جميع الأماكن ، وكأني أرى يا مفضل أننا معاشر الأئمة واقفون عند جدنا رسول الله صلى الله عليه وآله نشكو إليه ما صنعت بنا هذه الأمة من بعده من تكذيبنا وسبنا وإخافتنا بالقتل والإخراج من حرم الله ورسوله ، وقتلنا وحبسنا ، فيبكي النبي صلى الله عليه وآله ، ويقول : قد فعلوا بكم ما فعلوا بجدكم.(1)
13- يقول الشريف المرتضى الملقب عند الشيعة بـ (علم الهدى) : بأن الذي تذهب إليه الشيعة الإمامية أن الله تعالى يعيد عن ظهور المهدي قوماً ممن تقدم موته من شيعته ، وقوماً من أعدائه.(2)
14- ويقول محمد بن النعمان الملقب بـ (المفيد) : اتفقت الإمامية على وجوب رجعة كثير من الأموات إلى الدنيا قبل يوم القيامة.(3)
15- يقول الجزائري عن جعفر أنه قال : إن أمير المؤمنين عليه السلام يرجع مع ابنه الحسين عليه السلام رجعة ، وترجع معه بنو أمية معاوية وآل معاوية ، وكل من قاتله ، فيعذبهم بالقتل وغيره ، ويرجع الله من أهل الكوفة ثلاثين ألفاً ، ومن سائر الناس سبعين ألفاً ، ويتلاقون في الحرب مع معاوية في ذلك المكان ، ثم يحيهم الله سبحانه مرة فيعذبهم مع فرعون وآل فرعون أشد العذاب ، ثم يرجع أمير المؤمنين عليه السلام مرة أخرى مع النبي صلى الله عليه وآله وجميع الأنبياء عليهم السلام.
16- ويقول إبراهيم القمي إمام مفسري الشيعة تحت قول الله عز وجل : ( وإذ أخذ الله ميثاق النبيين ) . فإن الله أخذ ميثاق نبيه محمد على الأنبياء – إلى أن قال : ما بعث الله نبياً من ولد آدم فهلم جرا إلا ويرجع إلى الدنيا ، وينصر أمير المؤمنين عليه السلام ، وهو قوله : (لتؤمنن به) أي رسول الله صلى الله عليه وآله (ولتنصرنه) أي أمير المؤمنين عليه السلام.
17- وزاد العياشي في تفسيره ، فقال : لا يبعث الله نبياً ولا رسولاً إلا رد إلى الدنيا من آدم فهلم جرا ، حتى يقاتل بين يدي علي بن أبي طالب عليه السلام.(4)
أما القول الصحيح في هذه الآية ، وهي : { وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين ).(5)
الضميرين في ( لتؤمنن به ولتنصرنه ) عائدين على الجملة التي قبلها ، وهي ( ثم جاءكم رسولٌ مصدقٌ لما معكم ) وهو الرسول صلى الله عليه وعلى وصحبه وسلم .
وقد كذب الخميني بأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قد فشل في إصلاح البشرية ، وإقامة العدالة ( كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذباً ) .
يقول إمامهم الخميني والملقب عندهم بـ (فقيه أهل البيت وآية الله العظمى آقا روح الله الخميني الموسوي زعيم دولة الآيات في إيران) بمناسبة عيد المهدي الموهوم في الخامس عشر من شهر شعبان سنة (1400هـ) قال : الأنبياء جميعاً جاؤوا من أجل إرساء قواعد العدالة في العالم ، لكنهم لم ينجحوا ، وحتى أن النبي محمداً عليه الصلاة والسلام خاتم الأنبياء الذي جاء لإصلاح البشرية وتنفيذ العدالة لم ينجح في ذلك في عهده ، وأن الشخص الذي سينجح في ذلك ، ويرسي قواعد العدالة في أنحاء العالم ، ويقوّم الإنحرافات هو الإمام المهدي المنتظر.(1)
ورداً على كذب الخميني : يقول الله عز وجل مبيناً كمال الدين ، وتمام ونجاح الرسالة المحمدية : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً ).(2)
ويقول تعالى : (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفي بالله شهيداً).(3)
وقد صرح الخميني بفشل جميع أنبياء الله عز وجل على نشر العدالة في العالم ، ونسب النجاح لمهديهم المزعوم . يقول الخميني إن الإمام المهدي عليه السلام سيعمل على نشر العدالة في جميع أنحاء العالم ، وسينجح فيما فشل في تحقيقه الأنبياء والأولياء ؟.(4)
والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة منذ نشأة الشيعة إلى يوم القيامة ، والذي لم يجد علماء الشيعة له جواب ، ولن يجدوا هو إن كانت عقيدة الإمامة والولاية ، والتي هي من أكبر العقائد في مذهبكم ، وهي فرض ، وتساوي عقيدة التوحيد والنبوة ، وأفضل من الصلاة والزكاة والصوم والحج كما مر سابقاً في أحاديثكم وأقوال علماءكن فلماذا لم يذكرها الله عز وجل في القرآن، ويأمر الناس بها ، وهي بهذه الأهمية ، وقد ذكر الله تعالى الصلاة والزكاة والصوم والحج والجهاد في مواضع كثيرة من القرآن ، فلو كانت عقيدة الإمامة والولاية حق في الإسلام لذكرها الله عز وجل ، ولم يهملها ، لأن الله تعالى يقول : ( ما كان حديثاً يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء ).(1)
وقد ذكر الله تعالى البعوضة والذبابة والنحلة والعنكبوت والجنابة ، بل حتى الغائط ، فهل يذكر هذه الأشياء ، ويترك عقيدتكم التي تزعمون أنها أهم شيء في الدين ، وإن تركها كفر ، مما يدل على أن عقيدة الإمامة والولاية ليست من الإسلام في شيء ، وهذا كتاب الله يحكم بيننا . ( قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا إن تتبعون إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون ) .
وإن الخليفة الراشد علي رضي الله عنه وأهل البيت بريؤون من الشيعة ، ومن هذه العقيدة التي ما أنزل الله بها من سلطان براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام .
18- ومن أصول الخميني مخالفة أهل السنة في الفتيا فإنه يرى أن الشيعي إذا عاش في بلد سني وأراد أن يعرف حكم مسألة ما فما عليه إلا أن يسأل عالما سنيا ويأخذ بخلاف ما قال فيكون ذلك هو الصواب(2) .
19- ويقول في معرض حديثه عن الإمامة وأولى الأمر : إننا هنا لا شأن لنا بالشيخين (يعني أبي بكر وعمر) وما قاما به من مخالفات للقرآن ومن تلاعب بأحكام الإله وما حللاه وما حرماه من عندهما وما مارساه من ظلم ضد فاطمة ابنة النبي وضد أولاده ولكننا نشير إلى جهلهما بأحكام الإله والدين إن مثل هؤلاء الأفراد الجهال الحمقى والأفاقون والجائرون غير جديرين بأن يكونوا في موضع الإمامة وأن يكونوا ضمن أولي الأمر.(3)
ولذلك يطلق الخميني على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما (الجبت والطاغوت) ويرى أن لعنهما واجب وأن من يلعنها ويلعن أمهات المؤمنين عائشة وحفصة ابنتيهما وزوجتي رسول الله r له فضل وأجر عظيمان وقد أصدر الخميني وجماعة آخرين نص الدعاء المتضمن هذه المهازل الكفرية ونحن نورده هنا بتمامة منقولا عن كتاب (تحفة العوام مقبول ص422-423 المطبوع في لاهور) وأيضا ذكر عالمهم الشيعي هاشم البحراني في كتابه البرهان ذكر دعاء صنمي قريش فقال : وقد وردت في زيادات عديدة كزيادة الغدير وغيرها وفي الدعوات الكثيرة كدعاء صنمي قريش وغيره عبارات صريحة في تحريف القرآن وتغييره بعد النبي r. (1)
كما أن آغا بزرك الطهراني ذكر دعاء صنمي قريش هذا في موسوعته وقال : إن شروحه بلغت إلى العشرة.(2) .
ويعني الشيعة بصنمي قريش أبا بكر وعمر رضي الله عنهما وهذا هو نص الدعاء :
(بسم الله الرحمن الرحيم .. اللهم صل على محمد .. وآل محمد .. اللهم إلعن صنمي قريش .. وجبتيهما .. وطاغوتيهما .. وإفكيهما .. وابنتيهما .. اللذين خالفا أمرك .. وأنكرا وحيك .. وجحدا إنعامك .. وعصيا رسولك .. وقلبا دينك .. وحرفا كتابك .. وأحبا أعداءك .. وجحدا آلاءك .. وعطلا أحكامك .. وأبطلا فرائضك .. وألحدا في آياتك .. وعاديا أولياءك .. وواليا أعداءك .. وخربا بلادك .. وأفسدا عبادك .. اللهم العنهما .. وأتباعهما .. وأولياءهما .. وأشياعهما .. ومحبيهما .. فقد أخربا بيت النبوة .. وردما بابه .. ونقضا سقفه .. وألحقا سماءه بأرضه .. وعاليه بسافله .. وظاهره بباطنه .. واستأصلا أهله .. وأبادا أنصاره .. وقتلا أطفاله .. وأخليا منبره من وصيه ووارث علمه .. وجحدا إمامته .. واشركا بربهما .. فعظم ذنبهما .. وخلدهما في سقر .. وما أدراك ما سقر لا تبقي ولا تذر .. اللهم العنهم بعدد كل منكر أتوه .. وحق أخفوه .. ومنبر علوه .. ومؤمن أرجوه .. ومنافق ولوه .. ووليٍّ آذوه .. وطريد آووه .. وصادق طردوه .. وكافر نصروه .. وإمام قهروه .. وفرض غيروه .. وأثر أنكروه .. وشر آثروه .. ودم أراقوه .. وخير بدلوه .. وكفر نصبوه .. وكذب دلسوه .. وإرث غصبوه .. وفيء اقتطعوه .. وسحت أكلوه .. وخمس استحلوه .. وباطل أسسوه .. وجور بسطوه .. ونفاق أسروه .. وغدر أضمروه .. وظلم نشروه .. وعهد نقضوه .. وحلال جرموه .. وحرام أحلوه .. وبطن فتقوه .. وجنين أسقطوه .. وضلع دقوه .. وصك مزقوه .. وشمل بددوه .. وعزيز أذلوه .. وذليل أعزوه .. وذو حق منعوه .. وكذب دلسوه .. وحكم قلبوه .. وإمام خالفوه .. اللهم إلعنهم بعدد كل آية حرفوها .. وفريضة تركوها .. وسنة غيروها .. وأحكام عطلوها .. وأمور ضيعوها .. وبيعة نكثوها .. وشهادة أنكروها .. وحيلة أحدثوها .. وخيانة أوردوها .. وعقبة ارتقوها .. ودباب دحرجوها .. وأزيان لزموها .. اللهم العنهم في مكنون السر .. وظاهر العلانية .. لعنا كثيرا .. أبدا دائما دائبا .. سرمدا .. لا انقطاع لعدده .. ولا نفاذ لأمده .. لعنا يعود أوله .. ولا ينقطع آخره .. لهم .. ولأعوانهم .. وأنصارهم .. ومحبيهم .. ومواليهم .. والمسلِّمين لهم .. والمائلين إليهم .. والناهقين بأحكامهم .. (قل أربع مرات) : اللهم عذبهم عذابا يستغيث منه أهل النار .. آمين .. رب العالمين .. (ثم تقول أربع مرات) : اللهم العنهم جميعا .. اللهم صل على محمد .. وآل محمد .. فأغنني بحلالك عن حرامك .. وأعذني من الفقر .. رب إني أسأت وظلمت نفسي .. لك العتبى لا أعود .. فإن عدت فعد علي بالمغفرة والعفو لك .. بفضلك .. وجودك .. بمغفرتك .. وكرمك .. يا أرحم الراحمين .. وصلـى الله على سيد المرسلين .. وخاتم النبيين وآله الطيبين الطاهرين .. برحمتك يا أرحم الراحمين)(1) .
وردا على هذا الدعاء الملعون يقول النبي r : (لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ نصف أحدهم ولا نصيفه) (2) .
ويقول الله تعالى : (لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رءوف رحيم) ولم يأمرنا الله تعالى بسب الصحابة إنما أمرنا بالترحم عليهم يقول الله تعالى : (والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا إنك رؤوف رحيم)(3) .
وقد أخبر الله تعالى بأنه أحل رضوانه على الصحابة من المهاجرين والأنصار فقال عز وجل: (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم)(4)
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى