1- من نحن؟
جماعة تتوب إلى الله تعالى، وتدعو الناس للتوبة،
جماعة دعوة بمعناها الشامل، بما هي تعبيد الناس لله تعالى، وسعي حثيث لاستئناف الحياة الإسلامية وفق النموذج النبوي والراشدي، وعمل متواصل لإيجاد إطار يحمي تلك الحياة، وهو الدولة الإسلامية القطرية في أفق استشراف الموعود النبوي بالخلافة الثانية على منهاج النبوة.
أصحاب دعوة شاملة لا تجزئ الإسلام، ومع الإيمان بالتدرج والمرونة، مع التركيز الكبير على الجانب التربوي باعتباره لب الدعوة الإسلامية، والعامل الحاسم في التغيير النفسي والمجتمعي الذي تنشده.
جماعة من المسلمين تسعى إلى التعاون مع جميع الصادقين لإصلاح الأوضاع وتحقيق العدل والكرامة والحرية والشورى في إطار ميثاق إسلامي في جامع تشارك فيه كل الأطراف الراغبة خدمة البلد.
بناء على ما سلف:
لا ندعي احتكار فهم الإسلام ولا تمثيل جماعة المسلمين وحدنا.
لا نكفر المجتمع ولا تعتبره جاهليا بل نعتبره مجتمعا مفتونا وفيه خير كثير يحتاح إلى من يعبئه وينميه.
لا نقبل العنف، ولا ندعو إليه، ولا نمارسه، ولا نعتبره وسيلة للتغيير المنشود، بل نعده صبيانية واستدراجا وفتنة وتضييعا لجهود الأمة وطاقاتها.
لا نقبل السرية والهامشية، ونعلن عن تصورنا ورؤانا في الملأ وبدون التواء، وندعو إلى الوضوح والمسؤولية في العمل ونسعى للالتزام بهما في سلوكنا الدعوي.
لا نواد من حاد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ولا نركن إلى الذين ظلموا كما أمرنا ربنا سبحانه.
نوالي جميع العاملين للإسلام داخل القطر وخارجه، وننصر قضايا المسلمين في العالم بما استطعنا، وننفتح على تجارب الحركة الإسلامية في كل الأقطار، دون استنساخ أو التقاطية.
نعمل وفق تصور مرسوم في "المنهاج النبوي" ونجتهد في تنزيله على واقعنا ومراحل عملنا بكل مرونة وانفتاح وتدرج.
نتبنى نظرية تربوية شاملة تقوم على الصحبة في الله، والسلوك إلى الله على مدارج التقرب منه سبحانه مستشرفين أفق الإحسان.
كما نتبنى رؤية خاصة للتاريخ والفقه، ومشروعا مجتمعيا متكاملا قائما على العمران الأخوي والعدل والكرامة والحرية .

2- ماذا نريد؟
نريد وجه الله تعالى ورضاه غاية، وتعبيد أنفسنا والناس لله تعالى هدفا، والدعوة إلى الله تعالى وسيلة.
نسعى إلى تحقيق الغايتين: الإحسانية بالاجتهاد في الطاعات لبلوغ مقام الإحسان وتمثل باقي معاني الإحسان، والاستخلافية العدلية بالسعي لتحقيق المجتمع الإسلامي الذي يوفر جو العبادة والدينونة الكاملة لله تعالى.
نسعى لإحياء الإرث النبوي الجامع بين تزكية النفس - التي هي أساس الفلاح- والحركة والجهاد لتكون على أثر الصحابة رهبانا بالليل وفرسانا بالنهار.
نسعى إلى إعادة الاعتبار للجانب التربوي الإيماني الإحساني الذي يساء فهمه، والذي تعاني الحركة الإسلامية كثيرا من إغفاله.
نسعى إلى تحقيق تربية متوازنة تتجنب المزالق الثلاث، وهي: الرهبنة والانزواء والاكتفاء بالخلاص الفردي، الحركية الجوفاء، الإسلام الفكري البارد!
نسعى إلى تجديد فهمنا وفهم الناس للإسلام، وتحريره من كل ما علق به من بدع وخرافات.
نسعى إلى تأطير الشعب حول التغيير الإسلامي المنشود بالحكمة والموعظة الحسنة مع التعاون والتواصل مع جميع الصادقين من أبناء هذا البلد -وهم كثيرون والحمد لله- في إطار مشروع ميثاق إسلامي جامع.
نسعى للتعاون -بالدرجة الأولى- مع إخوتنا في الجماعات الإسلامية الأخرى مؤمنين بالاختلاف الإيجابي الذي يعمق أواصر الأخوة ويقوي جهود الإصلاح والتغيير، ونؤمن بضرورة توحيد الجهود في إطار هذا الاختلاف الإيجابي.

3- أساليب العمل
أساليب عملنا: نلتزم في علمنا كل الأساليب الشرعية، خاصة:
في المجال التربوي: وذلك على مستويين: على المستوى الفردي من خلال التحفيز المستمر على تطبيق يوم المؤمن وليلته، وعلى المستوى الجماعي من خلال الجلسات التربوية والرباطات ومجالس النصيحة.
في المجال الدعوي: السعي لتوسيع قاعدة الجماعة بالانفتاح على كافة الفئات المهنية والاجتماعية باعتماد الحكمة والموعظة الحسنة، وتأطير هذه الفئات حول المشروع المجتمعي الذي ننشده تأطيرا مهنيا ونقابيا وسياسيا.
في المجال التعليمي: تنظيم جلسات تعليمية للتفقه في العلوم الشرعية، وأنشطة تأطيرية وتكوينية لفائدة النقباء، فضلا عن التحفيز على حفظ كتاب الله تعالى.
في المجال الاجتماعي: السعي لتقديم الخدمات الاجتماعية الممكنة لأبناء شعبنا الحبيب تخفيفا للمعاناة وتقربا إلى الله تعالى.
في المجال الإشعاعي العام: العمل من خلال المنابر الجمعوية لتبليغ الدعوة العامة وتقديم البديل الإسلامي في مختلف المجالات الثقافية والفنية والرياضية.
في المجال السياسي: تعبئة الشعب حول المشروع الإسلامي والسعي نحو إصلاح سياسي شامل.

4- عناوين بارزة في منهاج دعوة "العدل والإحسان"

تذكير: في منهاج دعوة "العدل والإحسان" لا ينفصل الشأن الإيماني التربوي عن الشأن السياسي التدافعي، فهما أمران مترابطان لا ينفك أحدهما عن الآخر. ويوجد بيان شاف لهذا الارتباط بين الشأنين في عرض الأستاذ المرشد للخصال العشر في "المنهاج النبوي تربية وتنظيما وزحفا"، خاصة، وفي مختلف كتبه عامة. وقد وقف الأستاذ المرشد بشيء من التدقيق والتخصيص على أصول الإحسان ومعانيه ومبانيه، ومباحثه وعلومه، في كتاب "الإحسان" بجزأيه. كما خصص معترك الشأن العام، في مختلف مناحيه ومداخله ومخارجه، وفي أهم قضاياه السياسية وأحكامه الفقهية، بكتاب عنوانه الرئيسي "العدل"، مع عنوان ثانوي: "الإسلاميون والحكم". فلطالب التفصيلات في شأن مبادئ دعوة "العدل والإحسان" وغاياتها وخططها وأساليبها في العمل أن يرجع إلى هذه الكتابات وغيرها من منشورات الجماعة، ففيها الطلبة والغناء.

في الشأن التربوي:

"الصحبة والجماعة" هي الخصلة الأولى في منهاج الجماعة، ومن مقتضيات هذه الخصلة وتجلياتها العملية إعطاء مصداقية سلوكية لمعاني المحبة والنصيحةوالولاية الإيمانية، وتكوين جماعة طليعية من المسلمين مؤهلة لحمل أعباء الجهاد في مختلف دروبه وأبوابه.
الدعوة إما أن تكون إلى الله، وهو الأصل، وإما أن لا تكون، ومن أهداف المنهاج التربوي لدعوة "العدل والإحسان" إيقاظ الهمم الفردية ليكون لها حاجة مع الله، عز وجل، والعمل من أجل أن تكون الدنيا، بكل صخبها ومنعرجاتها وزخرفها، في حياة المؤمن القائم المشمر، معبرا للدار الآخرة، إيمانا مطويا في الفؤاد، وسلوكا مصدقا في معمعان التدافع والعمران.
إحياء سنن هدي الرسول، صلى الله عليه وسلم، في مختلف شؤوننا الخاصة والعامة، وتمثلها في أعمالنا وأساليب تفكيرنا ودعوتنا وتنظيمنا.
الإسهام في رفع قواعد بناء العمران الإسلامي الأخوي، وذلك بإحياء العامل الذاتي في النفوس ورعايته وتغذيته حتى يشتد عوده بإذن الله. ففي كيف هذا العمران يكون للإنسان معنى في سعيه الدنيوي، ينتظم كدحه اليومي التهمم بمصيره في الآخرة.
في الشأن السياسي:

العمل من أجل تطهير عقد/رابطة "البيعة" الإسلامية من كل العناصر التي تحليها عادة موروثة وطقسا جبريا مفروضا، والرجوع بها إلى أصلها الإيماني/السياسي الشرعي، الذي يجعلها ميثاقا غليظا، وأمانة عظيمة، ومسؤولية ثقيلة، وعقدا مشروطا.
السعي من أجل وضع دستور ينظم أمرنا يكون منبثقا من إرادة الأمة، مصادقا على بنوده، في ضوء النهار، باختيارها ورضاها، وتجاوز عهد الدساتير الممنوحة التي يحل فيها المانح نفسه مرتبة أعلى من الدستور والقانون، يأمر وينهي من غير حسيب ولا رقيب.
العمل من أجل وضع مواثيق وسن قوانين تترع كل أشكال العصمة والقداسة عن الأشخاص والمؤسسات والهيآت والمسؤوليات السياسية وغير أولئك مما يؤول فيه أمر الاختيار والقرار إلى الرأي والاجتهاد والترجيح، وتثبت حق الأمة في نقد سياسات الحكام ومراجعتها وتغييرها.
العمل من أجل وضع مواثيق وقوانين تبين حقوق المواطن في السياسة والإعلام والاقتصاد وغيرها من المجالات، وتحفظ له حريته في الاختيار بعيدا عن كل أشكال الضغط والوصاية والإرهاب والابتزاز.
العمل من أجل ميثاق وطني يصون للقضاء استقلاليته وحريته، وذلك من أجل ترسيخ العدل وصيانة الحقوق وزجر كل أشكال الظلم والاستغلال والتسلط.
العمل من أجل سن قوانين تصدق إسلامية الدولة والمجتمع، إيمانا وعملا، وتربية وسلوكا، وأخلاقا وآدابا، لا شعارا وشكلا وتزويرا وتمويها.
السعي إلى بناء مجتمع إسلامي تسوده روح الأخوة والتكافل، يقوم اقتصاده على مبادئ العلم والعمل والكسب الحلال وتكافئ الفرص والنصفة في توزيع الثروات وغير ذلك مما شأنه الإسهام في تهيئ المناخ اللازم لصون كرامة المواطن وحماية حقوقه ضد كل أنواع الاستغلال والاستعباد والإذلال.

http://www.aljamaa.ORG/mannahno.htm