حينما تقف أمام الله تبارك وتعالى غداً يوم القيامة وحيداً فريداً ، ويسألك العليم بذات الصدور ومن لا تخفى عليه خافية هذه الأسئلة :
ـ أرسلت إليك رسولي واخترت له خيرة خلقي من أمته فرفعوا لوائي وجاهدوا في سبيلي وفتحوا الأمصار وأدخلوا الناس في ديني أفواجاً ، ونشروا شرعي ، وعبَّدوا خلقي لوجهي ، فلماذا تكفرهم وتفسقهم وتتبرأ منهم ؟ . ( هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين)
ـ أنزلت كتابي وتكفلت بحفظه ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) فحفظه أفراد الأمة ، وعجز عن تحريف حرف منه كل من أراده بسوء ، فمن سول لك اتهامه بالتحريف والتبديل ؟ . [ هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ]
ـ أكرمت رسولي واخترت له الطيبات وما يليق به نبياً ورسولاً وطهرت بيته وأنزلت فيهم آيات تتلى تزكيهم وتثني عليهم وتثبت لهم الكرامة والعزة والشرف ، فمن أين لك اتهام زوجاته الطيبات الطاهرات [ هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ]
ـ شرعت لعبادي ما أحبه وحرمت عليهم ما أبغضه رحمةً مني بهم ، وكان مما شرعته لهم النكاح ، ومما حرمته عليهم الزنا والفواحش ما ظهر منها وما بطن ، فمن الذي أباح لك الفاحشة باسم المتعة ، ومن الذي سول لك أن تلك الفاحشة مما يتقرب بها إلى ربك . [ هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ]
ـ أمرت عبادي أن يوحدون ولا يشركوا بي شيئاً ونهيتهم عن أن يتخذوا أولياء من دوني ، فعصيتني واتخذت ضريح أئمتكم مزارات تعبدونها وتطوفون بها وتطلبون منها الغوث والعون من دوني ، بل وادعيت لهم العصمة والاطلاع على الغيب وأن لهم القدرة على تسيير الكون والتأثير فيه !! . فمن أفتاكم بهذا ؟ [ هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ] .
وغيرها من الأسئلة كثير ... فليس لك إلا إحدى الإجابات التالية :
ـ إما أن تقول : يا رب بحثت عن الحق في شتى دروبه وقرأت وحاولت أن أصل لما يرضيك وقد وقفت عند حد علمي واجتهادي بعد أن ناقشت أهل السنة كثيراً ملتمساً طريق النجاة، وحاولت معهم أن نصل إلى الطريق المستقيم الذين ارتضيته لخلقك .
ـ وإما أن تقول : يا رب عشت مع عائلتي و مجتمعي وقد تربيت فيهم على هذه المعتقدات ، فأنا مقلد لهم في استقامتهم واعوجاجهم ، ولا أرضى لأي شخص أن يناقشني في معتقداتي كما قال الأولون [ إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون ] .
ـ وإما أن تقول يا رب إن لنا في مذهبنا سادة وملالي يقولون لنا أمر ديننا ونحن لهم تبع فيما يقولونه ويملونه علينا وليس لنا حق النقاش والسؤال أو المطالبة بصدق الدليل وصحة سنده ومتنه ، أو مجرد عرضه على المسلَّمات عند المسلمين [ ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعناً كبيراً ]
فيا شيعة العالم : هل من عاقل يقف مع نفسه تلك الوقفات المنصفة ، ويُعد لتلك الأسئلة أجوبة سديدة تنجيه أمام علام الغيوب ، أم أن التعصب للمذهب والإمام والعشيرة قد حالت دون الصدق مع النفس ، وصارت وثناً يعبد من دون الله . ؟؟؟
آمل أن يتدارك المرء نفسه قبل فوات الأوان .
منقووول
والسلام:-)
