بسم الله الرحمن الرحيم
هي حقا قصة خارقة للعادة . قصة خشعت لها النفوس واختلجت لها القلوب ، قصة حياة جديدة اختلست من بين اصابع الموت . وان دلت تلك القصة على شيء فانما تدل على عظمة الله واعجاز القرآن. فقد قال الله في كتابه العزيز ( ويخرج الحي من الميت )
والبداية عادية . شاب يلتقي بفتاة في بلدة صغيرة من بلدان الشمال الانجليزي ويتزوجان ، بعد فترة تتحرك ثمرة الحب في بطن الزوجة . وينتظر الزوجان مولد الطفل بفرحة طاغية ، في منتصف فترة الحمل تصاب الزوجة بنزيف في المخ ، ويعلن الاطباء انها قد فارقت الحياة . لا احد يعرف اسباب الاصابة . كما انها حالة نادرة الحدوث .
ماتت الام والجنين حي في بطنها .. جنين لم يكتمل نموه . ويجد الزوج نفسه مطالبا باتخاذ القرار : هل يحاول الاطباء انقاذ الجنين ؟ المحاولة تتطلب تجربة موغلة في الجرأة ، وهي ان يحاول الطب ان تستمر الحياة العضوية في الجثمان المسجى على فراش المستشفى ، بعد موت المخ . يمكن ان يحقن الجسم بالغذاء الضروري ، ان تقوم بوضيفة التنفس اجهزة متطورة ، حتى يكتمل نموه وييصبح قادرا على الحياة خارج الرحم ، وافق الاب ، ونجحت التجربة ، وولدت طفلة حية بعد اسابيع من موت امها . ولدت سليمة مكتملة ولكنها ضئيلة . ثم توقفت الاجهزة الالكترونية عن عملها ، وشيع جسم الام الى مثواه الاخير .
هذه القصة تطرح اسئلة يصعب الاجابة عليها عن الحياة والموت فالانسان مهما اوتي من علم لا يزال علمه قطرة هزيلة في محيط القدرة الالهية . نحن لا نعلم شيئا عن أسرار الحياة والموت . والدليل على ذلك حقيقة مذهلة ، وهي ان الام المتوفاة طرأ على جسدها ما يشبه علامات المخاض مما دعا الاطباء الى الاسراع باجراء الجراحة القيصرية تمهيدا لولادة الجنين ، وانتصرت الحياة وخرج الحي من الميت .. فسبحان الله العلي العظيم ..
![]()
وســـــــــلامي ..... ** سوسن