تشكيك بنوايا إسرائيل بشأن الانسحاب من غزة

[Pr.Game]

شكك مراقبون حقوقيون وإعلاميون فلسطينيون في نوايا الحكومة الإسرائيلية بالانسحاب من قطاع غزة، وحذروا من مغبة الانجرار إلى ما سموه الشرك الشاروني الهادف إلى استبدال تطبيق خارطة الطريق بإعادة الانتشار.

وإزاء الجدل بشأن مدى مصداقية الحكومة الإسرائيلية في تنفيذ الانسحاب من غزة، قال سكرتير المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي في مؤتمر صحفي عقده في مقر مركز الإعلام الفلسطيني إن رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون لا يريد الانسحاب من قطاع غزة وإنما يريد إعادة انتشار.

وأوضح البرغوثي أن الهدف هو تحويل القطاع إلى سجن كبير، وكسب مزيد من الوقت وإلهاء الفلسطينيين عن مواجهة جدار الفصل العنصري وإجهاض أية إمكانية لقيام دولة فلسطينية مستقلة.

وأضاف "لا يوجد حتى الآن أي قرار إسرائيلي ينص على تفكيك أية مستوطنة، إلى جانب الادعاء المستمر بعدم وجود شريك فلسطيني، إضافة إلى عدم إعطاء الفلسطينيين سيطرة على أي ممر بري أو بحري أو جوي يصل غزة بالعالم الخارجي"، محذرا في الوقت نفسه من الانجرار خلف خطة شارون والتعاطي مع هذا الشرك الخطير.

كما ذكر البرغوثي أن شارون يريد تضليل العالم عبر هذه الخطوة من جهة ويحول فكرة الدولة الفلسطينية إلى معازل وتحويل السلطة الوطنية إلى وكيل أمني، مشددا على أن إسرائيل لا تريد التوجه إلى السلام وإنما اقتطاع المزيد من الأراضي الفلسطينية.

وأوضح أن ما تقوم به إسرائيل من استيطان وبناء للجدار هو استمرار لعملية التهويد التي بدأت قبل عام 1948، موضحا أن خطة شارون الحالية هي مصادرة 85% من الضفة الغربية وقطاع غزة، وإنشاء معازل غير متواصلة وغير قادرة على البقاء على 25% النسبة المتبقية من هذه الأرض.

[Pr.Game]

تعزيز الوجود

من جانبه قال مدير المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان راجي الصوارني لدى استقباله المقرر الأممي الخاص بالأراضي الفلسطينية المحتلة جون دوغارد في غزة, إن الحقائق على الأرض تشير إلى عكس ما هو متداول في المستوى السياسي، في ظل الإعلان عن خطة شارون بشأن الفصل أحادي الجانب.

وأشار إلى أن قوات الاحتلال تعزز من وجودها وسيطرتها في قطاع غزة عبر ما تقوم به من أعمال توسيع في المناطق المحيطة بالمستوطنات والطرق الالتفافية التي تخدم المستوطنين، وإقامة منشآت عسكرية جديدة على حساب التدمير المستمر في الأراضي الزراعية والمنازل السكنية الفلسطينية.

ويرى الصوراني أن خطة الانسحاب من قطاع غزة لن تغير من الوضع القانوني للقطاع باعتباره أرضا تخضع للاحتلال بأي شكل كان، مضيفا أن مثل هذا الانسحاب لن يعفي تل أبيب وقواتها من مسؤولياتها القانونية -بموجب القانون الدولي الإنساني- حيال المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة.

_______________
مراسل الجزيرة نت

المصدر : الجزيرة