الجنود العائدون من أفغانستان يقتلون زوجاتهم
الجنود العائدون من أفغانستان يقتلون زوجاتهم
طيارون أميركون فوق قدرات البشر
* مخدرات غامضة ومفروضة على الطيارين من أجل التركيز والتوقد الذهني.
* إنتاج أشخاص حديديين أم مصابين بضغط الدم والاكتئاب؟
بيروت ـ (الوطن):
(المحارب الأفضل) بالبنية الحديدية والإدارة الحديدية. هذا ما يتطلع إليه البنتاغون، ودون أن يكون بالاستنساخ بطبيعة الحال، وإنما بتناول (أنواع معينة من العقاقير التي هي فعلا عبارة عن مخدرات قد ترفع قدرات الطيار إلى ما فوق قدرات الكائن البشري العادي. ولكن ما هو الثمن ؟
الطيار يدمر نفسه قبل أن يدمر الأهداف المعادية. فالآثار الجانبية تبدو خطيرة، ولها انعكاساتها الاجتماعية والعائلية أيضا. ماذا حين نعلم ان معظم الذين قتلوا زوجاتهم العام الماضي في الولايات المتحدة هم من العسكريين الذين عملوا في أفغانستان ؟
ليس أمام الطيار، كي يحلق لمدة تسع ساعات في ظروف معقدة، ولكي يعود سالما إلى قاعدته إلا أن يتناول تلك العقاقير التي يوجد صنف منها للمساعدة على النوم. ولكن ألا يمكن أن تجعل الطيار ينسى التعليمات المعطاة إليه ؟
وتم تناول هذه المشكلة التي تحدثت عنها صحيفة الـ (كرستيان ساينس مونيتور) في التحقيق التالي:
صراخ الطيار ومساعده
عندما ينطلق الطيار (مافريل) (وتعني المجازف) ومساعده (غوز) في الفيلم السينمائي الشهير (توب غان) (البندقية الأعلى)، في نوبة صراخ وبصوت واحد: (إننا نشعر بالحاجة.. بالحاجة إلى السرعة!) إنما يكونان يتحدثان عما يريدانه ويتوقعانه من مقاتلتهما الحربية السريعة الاستجابة والخارقة القدرات، والتي هي من طراز فانتوم (ف ـ 4 اتومكات) دون ان يقصد، ولا يقصدان أي (سرعة).. أخرى!
لكن (السرعة) لدى الطيارين الأميركيين الذين يشاركون في الحرب الجوية في افغانستان، وفي أي أمكنة أخرى ساخنة، تتخذ معنى آخر مختلفا ومفاجئا بعض الشيء!
(السرعة) هي الاسم الحركي واللقب الشهير الذي أطلق على عقاقير (الامفيتامينات)، تلك المنشطات المثيرة للجدل، كونها تندرج تحت باب المخدرات، والتي يلجأ معظم الطيارين الأميركيين إلى تعاطيها بانتظام بغية تحسين أدائهم فوق أرض المعركة!
المهمات الحربية البعيدة
وعلى الرغم من جملة المحاذير والأخطار التي تطرحها هذه المنشطات ـ المخدرات، سواء من حيث الادمان أو من حيث التأثيرات الجانبية التي تشتمل أساسا على ارتفاع ضغط الدم والاكتئاب، يصر خبراء البنتاغون على القول ان تعاطي الطيارين لها ضروري للتركيز والتوقد الذهني، وخصوصا في المهمات الحربية التي يتم تنفيذها على مسافات بعيدة !
هذا النوع من المهمات يفرض على الطيار قضاء ما لا يقل عن تسع ساعات طيران داخل احدى تلك المقاتلات الحربية الباهظة الكلفة، وذات الاداء المتطور جدا، وغالبا ما تهدف تلك العمليات إلى ضرب عدو مراوغ، الأمر الذي قد يسفر أحيانا عن حصول التباس بين الهدف ـ العدو المطلوب ضربه، وبين تجمعات المدنيين أو القوات الصديقة.
وتفيد بعض المصادر العسكرية الأميركية بأن استخدام مثل هذه العقاقير ـ والمقصود بشكل عام (الديكسيدرين) ـ وهو خليط (ديسكسترو ـ امفيتامينات)، إنما هو في الواقع جزء من دورة علاجية (دوائية) كاملة تشمل تعاطي الامفيتامينات لمحاربة التعب والاجهاد، ومن ثم المهدئات لتأمين فترة من النوم بين المهمة والأخرى.
( من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله )