فن إستغلال الوقت
هذه النفس عجيبه التركيب ، متقلبة المزاج ، فلا تستقر على شئ واحد ، ولذلك كان الكيس هو الذي يعرف كيفية استغلال وقته بما يعود عليه بالخير ، بمعرفة تقلبات هذه النفس ، واختلاف مزاجها ، فربما أقبلت على القراءة في وقت ليس فيها ميل للقراءة ، فلا تتحير عند ذلك وتكون أسيراً لشهواتها ، بل انقلها إلى عبادة أخرى كالكتابه ، أو صلاة خفيفة ، أو قراءة قران ، أو مشاهده شريط فيديو لمسرحيه إسلاميه ، أو عالم الحيوان لترى عجائب خلق الله ، وإذا رأيتها معرضه عن ذلك كله فلا تيأس ، وانقلها إلى عالم أخر من العبادات كالخروج إلى الحدائق والمتنزهات والتفكر بعظم ودقة خلق الله . أو زيارة لمدعو ترقق قلبه وتذكره بالواجب ، أو زيارة لعالم تكسب منه علما ، أو لقرين تراجع معه علما ، أو زيارة لمكتبة إسلامية ، أو مؤسسة إسلامية لترى نشاطها وتزيد من دعمها وتتعرف عليها عن كثب ، أو زيارة قريب لتؤكد صلة الأرحام ، أو مريض أو سجين ، أو تأخذ الأطفال إذا كنت متزوجا إلى نزهة لتزيد من علاقتك واحتكاكك بهم ، أو تقضي حاجة الوالد والوالدة ، أو الزوجة . وكل هذه الأعمال من العبادات مادمت تبغى بها وجه الله ، وإن كان الأصل في ذلك أن يكون المسلم مبرمجا لحياته حريصا على وقته أن لايضيع سدى ، ولكن تبقى ساعات حرة قد يحتار المرء كيف يستغلها ، ولذلك فقط كان هذا التنويع من العبادات والتى قد تغيب عن البعض فيحسب العبادة هي صلاة وصيام وقراءة قران وذكر فقط.
