• 0
  • مالي خلق
  • أتهاوش
  • متضايق
  • مريض
  • مستانس
  • مستغرب
  • مشتط
  • أسولف
  • مغرم
  • معصب
  • منحرج
  • آكل
  • ابكي
  • ارقص
  • اصلي
  • استهبل
  • اضحك
  • اضحك  2
  • تعجبني
  • بضبطلك
  • رايق
  • زعلان
  • عبقري
  • نايم
  • طبيعي
  • كشخة
  • النتائج 1 إلى 6 من 6

    الموضوع: بنته الصغيرة

    1. #1
      التسجيل
      24-01-2004
      الدولة
      قلب الوالدة
      المشاركات
      11,358
      المواضيع
      706
      شكر / اعجاب مشاركة

      Thumbs up بنته الصغيرة

      يُحكى أن رجلا شرطياًّ في عهد الإمام الحسن البصري رضي الله عنه ،، في ريعان شبابه كان يتفانى ويتشطَّر .

      وكان قوياًّ معصوباً
      في مثل جبلة الجبل من غلظ وشدة .


      وكان قاسي القلب ومدمناً للخمر ،، فالخمر روحانية من عجز أن تكون فيه روحانية ، يزورها الشيطان لعنه الله فيخلق بها للنفس ماتحب مما تكره ، ويثيبها ثواب ساعة ليست في الزمن بل في خيال شاربها .
      وكأن جهل العقل نفسه في بعض ساعات الحياة ، هو _ في علم الشيطان وتعليمه _ معرفة العقل نفسه في الحياة !

      في أحد الأيام كان الشرطي يتجول في السوق ، والناس يفورون في بيعهم وشرائهم ، والشرطي يراقب الناس ويتهيأ للقبض على السارق ويعدُّ للجاني ويتهيأ للنزاع .

      وإذا به يرى إثنان يتخاصمان فاقترب منهما فسمع المظلوم يقول للظالم : لقد سلبتني فرح بُنَيَّاتي ، فسيدعون الله عليك فلا تصيب من بعدها خيرا ، فإني ماخرجت إلا تباعاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (( من خرج إلى سوق من أسواق المسلمين ، فاشترى شيئاً فحمله إلى بيته ، فخص به الإناث دون الذكور ، نظر الله إليه )) .

      كان الشرطي عازبا لا زوجة له ولكن الإنسانية انتبهت وطمعت في دعوة صالحة من البنيات المسكينات ، ودخلت في نفسه فجأة رقة شديدة .

      فأخذ الشرطي للرجل من غريمه حتى رضِي الرجل بل وأرغم الظالم ( البائع ) أن يكون سخيا مع الرجل ( المشتري ) لأن الشرطي أراد من أن يزيد فرح البنات .

      قال الشرطي للرجل ( المشتري ) قبل أن ينصرف : عهد يحاسبك الله عليه ، ويستوفيه لي منك ، أن تجعل بناتك يدعون لي إذا رأيت فرحهن بما تحمل إليهن ، وقل لهن : مالك بن دينار .

      بات مالك ابن دينار تلك الليلة وهو يفكر في قول الرسول صلى الله عليه وسلم ومعانيه الكثيرة ، وحثه على إكرام البنات ، وأن من أكرم بناته كرُم على الله ، وحرصه على أن ينشأن كريمات فرحات .
      وفكَّر مالك ابن دينار حينها بالزواج ، وعلم أن الناس لن بزوجوه من بناتهم لأنه كان معروفا عندهم بالغلظةوالشدة ومدمنين الخمر .

      فلما أصبح ذهب إلى السوق واشترى جارية وولدت له بنتاً .

      وسبحان الله مالك ابن دينار ذلك القلب القاسي يُشغف قلبه بحب ابنته وظهرت فيه الإنسانية الكبيرة التي ليست فيه .
      لقد أحب مالك ابن دينار بنيته الصغبرة حبا شديدا ، وكان يحملها ويدللها كثيرا لقد امتلكت الطفلة الصغيره قلبه تماما .

      لدرجة أنه نسي الخمر وكلما حاول في شربها ويمسك كانت الطفلة الصغيرة تأتي بدلالها ورقتها وتسحب الكأس وتسكب الخمر على الأرض ، ومالك يراقبها دون غضب ويبتسم لأن ذلك كان يسرُّ طفلته الحبيبة .
      ودام هذا الحال على مالك في ترك الخمر وكان لا يشرب الخمر إلا نادرا جدا ، فقد كانت سعادته بابنته أكبر من سعادته من شرب الخمر .

      حتى حدث ما حدث !!!!!
      8
      8
      8
      8
      8
      8
      لقد ماتت ابنته الصغيرة و عمرها سنتان

      فأصابه الحزن الشديد .

      وضعف بصره وخارت قواه .

      ولم يكن لدى مالك ذلك القوة من الروح والإيمان ما يتأسى به .

      فضاعف الجهل أحزانه .

      وجعلت مصيبته مصائب .

      وذهب بجهله إلى شر ماكان عليه .
      وكانت أحزانه أفراح للشيطان .

      لقد عاد مالك للإدمان على الخمر أكثر من السابق فأصبح للأسوأ عما كان عليه .

      وفي يوم من الأيام وفي ليلة الجمعة سوَّل الشيطان في نفس مالك أن يسكر سكرة في هذه الليلة مامثلها سكرة .
      فبات مالك كالميت من كثرة شربه للخمر في تلك الليلة .

      وكان ثملا جدا .

      وقذفت به أحلامه إلى أحلام .

      ثم .

      8
      8
      8

      رأى القيامة !!
      رأى الحشر !!

      وقد ولدت القبور من فيها .

      وسيق الناس وهو معهم .

      وليس وراءه من الكرب غاية .

      وسمع مالك خلفه زفيرا .

      فالتفت .
      8
      8
      8

      فإذا بتنين عظيم مايكون أعظم منه طويل كالنخلة السحوق .

      أسود أزرق .

      يرسل الموت من عينيه الحمراوين كالدم .

      وفي فمه مثل الرماح من أنيابه .

      ولجوفه حر شديد لو زفر به على الأرض مانبتت في الأرض خضراء .

      وقد فتح التنين فاه ولفخ جوفه وجاء مسرعا يريد أن يلتقم مالك ابن دينار .

      فركض مالك هاربا من التنين فزعاً .

      فرأى شيخ هرم يكاد يموت ضعفا .

      فقال له مالك يستجيره : أجرني وأغثني .

      فقال الشيخ العجوز : أنا ضعيف كما ترى ، وما أقدر على هذا التنين القوي ، ولكن تابع واركض هربا فلعل الله أن يسبب لك أسباب النجاة .
      فولَّى مالك هارباً وأشرف على النار وهو الهول الأكبر .

      فرجع واشتد هربا ، هربا ، هربا من التنين والتنين يلاحقه .

      ولقى مالك ذلك الشيخ العجوز مرة أخرى وبكى مالك وتوسل إليه أن يساعده فالتنين يلاحقه بالذات .

      فبكى العجوز شفقة من الشفقة على مالك وقال له : أنا ضعيف كما ترى ، وما أقدر على هذا التنين الذي يلاحقك ، ولكن أهرب إلى هذا الجبل ، فلعل الله يحدث لك أمرا .
      فنظر مالك إلى الجبل كالدار العظيمة .
      له كوى عليه ستور .

      والجبل يبرق كشعاع الجوهر .

      فأسرع مالك إلى الجبل والتنين ورائه .

      فلما شارف مالك على الجبل فُتحت الكوى .

      ورفعت الستور .

      وأشرف مالك على وجوه أطفال كالأقمار .

      وقرُب التنين من مالك .

      وصار مالك في هواء جوفه والتنين يتضرم عليه .

      ولم يبق إلا أن يأخذه التنين .

      فتصايح الأطفال : يا فاطمة يافاطمة ( ابنة مالك ) .

      فإذا بإبنة مالك التي ماتت قد أشرفت عليه .

      فلما رأت مالك بما هو فيه صاحت وبكت ، ثم وثبت كرمية السهم ، فجاءت بين يديه ، ومدّت لمالك يدها الشمال فتعلّق مالك بها .
      ومدّت يمينها إلى التنين فولّى هاربا .

      أخذت فاطمة والدها مالك وأجلسته وهو كالمين من الخوف والفزع .

      وقعدت في حجره كما كانت تفعل في الدنيا
      وضربت بيدها إلى لحية والدها وقالت :
      (يا أبت .... ( ألم يأن للذين آمنو أن تخشع قلوبهم لذكر الله ومانزل من الحق ) ....)

      فبكى مالك .

      وسأل فاطمة : أخبريني عن هذا التنين الذي أراد هلاكي .

      قالت فاطمة :

      ذاك عملك السوء الخبيث ، أنت قويته حتى بلغ هذا الهول الهائل ، والأعمال ترجع أجساما كما رأيت .


      سأل مالك : وذلك الشيخ الضعيف الذي استجرت به ولم يجرني ؟

      قالت فاطمة :

      يا أبت ذلك عملك الصالح ، وأنت أضعفته فضعف حتى لم يكن له طاقة أن يغيثك من عملك السيء ، ولو لم تكن اتبعت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمن فرّح بناته المسكينات الضعيفات لما كانت هناك شمال تتعلق بها ، ويمين تطرد التنين عنك .


      إستيقظ مالك ابم دينار من نومه فزعا .

      يتذكر مارآه في منامه .

      وقال في نفسه : إن يوماً باقيا من العمر هو للمؤمن عمر ما ينبغي أن يُستهان به ، وصحح نيته للتوبة ليرجع الشباب إلى الشيخ الضعيف ، ويسمن عظامه ، حتى إذا استجار به أجاره ولم يقل إني ضعيف كما ترى ! .

      وذهب مالك ابن دينار إلى
      الحسن البصري وحكى له قصته ومارآه في منامه .
      فاستدمعت عينا الحسن البصري وقال :


      إن البنت الطاهرة هي جهاد أبيها وأمها في هذه الدنيا ، كالجهاد في سبيل الله ، وإنها لفوز لهما في معركة من الحياة ، يكونان هما والصبر والإيمان في ناحية منها قبيلا ، ويكون الشيطان والهم والحزن في الجهة المناوحة قبيلا آخر .

      إن البنت هي أم ودار ، وأبواها فيما يكابدان من إحسان تربيتها وتأديبها وحياطتها والصبر عليها واليقظة لها كأنما يحملان الأحجار على ظهريهما حجرا حجرا ، ليبتنيا تلك الدار في يوم يوم إلى عشرين سنة أو أكثر ، ما صحبته وما بقيت في بيته .

      فليس ينبغي للأب أن ينظر إلى بنته إلا على أنها ابنته ، ثم أم أولادها ، ثم أم أحفاده ، فهي بذلك أكبر من نفسها ، وحقها عليه أكبر من الحق ، فيه حرمتها وحرمة الإنسانية معا ، والأب في ذلك يقرض الله إحسانا وحنانا ورحمة ، فحق على الله أن يوفيه مثلها ، وأن يضعف له .

      والبنت ترى نفسها في بيت أهلها ضعيفة كالمتقطعة و العالة ، وليس لها إلا الله ورحمة أبويها ، فإن رحماها ، وأكرماها فوق الرحمة ، وسرّاها فوق الكرامة ، وقاما بحق تأديبها وتعليمها وتفقيهها في الدين وحفظا نفسها طاهرة كريمة مسرورة مؤدبة

      فقد وضعا بين يدي الله عملاً كاملاً من أعمالها الصالحة وكما وضعاه بين يدي الإنسانية .

      فإذا صارا إلى الله كان حقا لهما أن يجدا في الآخرة يمينا وشمالا يذهبان بينهما إلى عفو الله وكرمه ، وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من كان له إبنة فأدّبها فأحسن تأديبها ، وغذاها فأحسن غذاءها ، وأسبغ عليها من النعمة التي أسبغ الله عليه كانت له ميمنة وميسرة من النار إلى الجنة ) .


      فهذه ثلاثة لابد منها معاً ، ولا تجزيء واحدة عن الأخرى في ثواب البنت :

      1- تربية عقلها تربية إحسان .
      2- وتربية جسمها تربية إحسان وإلطاف .
      3- وتربية روحها تربية إكرام وإلطاف وإحسان .



      هذه قصة أبو يحي مالك ابن دينار

      وهو زاهد البصرة وعالمها ، ومن كتاب المصحف ، وكان يكتب المصاحف للناس ، ويعيش مما يأخذ من أجرة كتابته ، تعففا أن يطعم إلا ماكسب يده .

      السلام عليكم

    2. #2
      التسجيل
      09-09-2002
      الدولة
      بلاد الحرمين
      المشاركات
      103
      المواضيع
      1
      شكر / اعجاب مشاركة

      Thumbs up مشاركة: بنته الصغيرة

      الســـــــــــــــلام عليكم


      جزاك الله خير اخووي على القصة المؤثرة

      لما فيها من عظة وعبرة واتباع ان شاء الله


      اللهم اجعلها في ميزان حسناتك


      مع تحياتي لك

      اخوك:
      B!7
      حكمة غالية اهديها لك:من وجد الله فماذا فقد ومن فقد الله فماذا وجد..

    3. #3
      التسجيل
      31-08-2004
      الدولة
      in my room
      المشاركات
      1,103
      المواضيع
      25
      شكر / اعجاب مشاركة

      مشاركة: بنته الصغيرة

      مشكور أخوي على القصة


      تحــــــــــــ ZOOM_12 ــــــــــــــياتي

    4. #4
      التسجيل
      24-01-2004
      الدولة
      قلب الوالدة
      المشاركات
      11,358
      المواضيع
      706
      شكر / اعجاب مشاركة

      مشاركة: بنته الصغيرة

      B!7
      مشكور على مرورك حبيبي
      وأتمنى إن القصه أعجبتك وإنك إستفدت منها

      zoom_12
      العفو أخي الحبيب ومشكور على المرور

      السلام عليكم


    5. #5
      التسجيل
      31-12-2004
      الدولة
      بحــ ــ ــــريــ ـ ــنـــية
      المشاركات
      2,170
      المواضيع
      136
      شكر / اعجاب مشاركة

      مشاركة: بنته الصغيرة

      يسلمووووو على القصة
      يسلموووو
      لك عيوني سابقا
      أي ضيمٍ تُراك ياقلبي مُحتمِل
      ترى لـو عـانـدت دنيـاي مـا و اللـه تنـسـيـنـا
      أكيـد إنـا تفارقـنـا .. ولكـن مـا نـزال أحبـاب
      سكن فينا غلاااك اللـي علـى بعـدك يواسينا

    6. #6
      التسجيل
      24-01-2004
      الدولة
      قلب الوالدة
      المشاركات
      11,358
      المواضيع
      706
      شكر / اعجاب مشاركة

      مشاركة: بنته الصغيرة

      اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لك عيوني.
      يسلمووووو على القصة
      يسلموووو
      مشكوره على مرورك أختي
      وتسلمي على ردك

      السلام عليكم

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •