السلام عليكم,,,
في موضوع للأخ "أبوخالد المكي" بعنوان"حكم الاختلاط" ... وضع مقدمة لبحث بعنوان"حكم الاختلاط:مع نقض شبهات الداعين إليه" ... وفيه تحريم للاختلاط.
&*&اضغط هنا لقراء ملف الوورد للبحث&*&
لقد قرأت أدلة موضوع البحث من وصلته .. واستنادا على الادلة التي منها منع الاختلاط ..
فأرى والله أعلم ((إنني لا أفتي ولكنني أريد أن اصل إلى شئ واضح لذلك أريد الرد من شخص ذو علم)) ..
بأن ما تم الاستناد عليه من أدلة لا يؤدي الى تحريم الاختلاط بشكله الحاصل الآن ..
فالحاصل الآن من منع للاختلاط زيادة عن ما كان عليه في عهد الرسول .. فكما ورد في الاحاديث فانني استنبط التالي:
1)أنه كان يؤمر بعدم مزاحمة النساء للرجال,أي كان الأمر بالتباعد لما في ذلك بعد عن الفتنة ولم يؤمر بوضع حاجز بين الرجال والنساء أو أن يأتي الرجال في وقت والنساء في وقت,بل كان حضورهم في مكان واحد ووقت واحد ,والأمر كان بالتباعد وعدم المزاحمة.
2)بعض الأدلة التي تم الاستناد عليها ليس لها علاقة بالاختلاط كهذا الدليل من القرآن قوله تعالى: (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يُؤذين وكان الله غفوراً رحيماً)
فلا توجد أي علاقة بين هذه الاية والاختلاط ,فادناء الجلابيب لايمنع الاختلاط,و انما للبعد عن الأذى الذي كان يحصل من بعض الرجال لاشتباههم بين المؤمنات العفيفات وغير العفيفات والاماء فيتم ادناء الجلباب ليعرفن ويتم تمييزهم عن بقية النساء فلا يتم ايذائهم.
وقوله تعالى: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون، وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن)
فغض البصر لايعني منع الاختلاط بل اثبات لتواجد الجنسين في مكان واحد فتم الأمر بغض البصر لما في ذلك وقياة من الفتنة ومافيه من العفة.
3)الآية الواضحة فعلا بوجوب وضح حاجز بين الرجال والنساء .. قوله تعالى: (وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن)
هذه الآية نزلت لأمهات المؤمنين فقط ,وليس الحكم لجميع النساء المؤمنات فلا يصح أن نستدل بدليل لايخص النساء عامة وانما امهات المؤمنين خاصة في منع الاختلاط.
![]()
4)حديث الرسول صلى الله عليه وسلم في تفضيل الصفوف الأمامية للرجال ,والصفوف الخلفية للنساء,نجد منه الأمر بالتباعد وليس امر بوضع حواجز كما هو حاصل الان.
5)حديث الرسول صلى الله عليه وسلم:"لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم"
الأمر هنا بعدم الخلوة ,ولم يحرم ما يحصل من تلاقي بين النساء والرجال بمجموع المجتمع في الاسواق لغرض الشراء وقضاء الحاجة.
++++++++++++++++++++++++
المقصود من هذا الكلام كله ..
أنني مقر لمنع الإختلاط ولكن بمفهومه الذي كان بوقت الرسول صلى الله عليه وسلم وما يستنبط من أدلة.
لا بمفهومه الحالي المستحدث الذي لم يكن له أي وجود في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم,من وضع حواجز وفصل تام بين الرجال والنساء,حتى لدرجة أن يمنع في أماكن وجود العوائل ايضا حتى على العائلة يتم الحجز كما يحدث في بعض مدن المملكة بالاخص المنطقة الوسطى,ومانجده في الاستقبال في بعض المراكز الصحية من وجود حاجز كامل غير مرئي وفتحة صغيرة لاخذ ورقة المراجعة ,والحجز الحاصل بين الدكتور في الجامعة والطالبات.. الخ من وسائل الفصل الحاصلة.
![]()
التي لم يكن لها أصل ,كما أنها تؤدي الى مفاسد كبيرة جدا والقاعدة الشرعية تقول ((درء المفاسد مقدم على جلب المنافع)) والحاصل من الحجز الحالي مفاسد كثيرة منها على سبيل الذكر:
1)الكبت لشهوات الجنسين مما يؤدي الى انفجار لهذه الشهوات بعلاقات غير شرعية ,والبحث عن الجنس في البلاد المفتوحة بسبب الضغط الحاصل هنا ((ونلاحظ في اغلب البلدان العربية والاجنبية كثرة المرتادين للملاهي والمراقص من أفراد شعبنا المحافظ بسبب الكبت الذي ولد الانفجار)).
![]()
2)الفصل الحاصل أدى إلى ظهور مشاكل في المجتمع لايمكن انكارها فهي موجودة ومنتشرة من شذوذ جنسي واسع النطاق.
3)ان في الفصل الحاصل عكس لفطرة الانسان ,ففطرة الانسان تقر ميل الرجل للانثى والعكس,وففي الفصل حجز لطاقة بشرية فطرية مجبولة في البشر يؤدي حبسها الى تراكم هذه الطاقات وانفجارها كالبركان عن وجود أي منفذ .
![]()
4)أن في الفصل بين الجنسين تكريس وتدعيم لمفهوم أن العلاقة بين الذكر والانثى هي علاقة جنسية بحته,وأن المرأة مجرد أداة جنسية لتحقيق المتعة الجنسية.
5)أن في الفصل أيضا اثارة لمشاكل أسرية في المجتمع والغاء المحبة بين الزوج و زوجته ,فاختيار الزوجة الآن يعتمد فقط على نظرة واحدة وما يقال عنها فتؤخذ الزوجة على ملبسها وجمالها وعائلتها,وبعدها يكون الرجل تحت مظلة الحظ ان جاز التعبير,فهو لم يخترها باقتناعه باخلاقها واعجابه بها فليس هناك سبيل للاعجاب بها من ناحية الاخلاق والتصرفات وانما الاعجاب يكون بشكلها من نظرته الاولى ومايتنقاله الناس عنها على وجهة نظرهم لا على وجهة نظره هو ,فتكون العلاقة الزوجية مبنية على قاعدة هشة.
بعكس مايمكن ان يحصل لو تم فصل هذه الحواجز مع بقاء العفة والاحتشام والتباعد وعدم التزاحم فهنا يعجب بها لمعرفته باخلاقها وعفتها فيحبها ويعجب بها وتكون العلاقة مبنية على قاعدة قوية.
6)ان وضع الحواجز يؤدي إلى مشكلة عويصة في المجتمع,الا وهي العنوسة المرأة حبيسة البيت لايعلم أحد عنها فلا تؤخذ الا على حسب معارف أقاربها فإن كان لهم معارف وجدوا لها عريسا وان لم يكن بقت حبيسة البيت,أو ان تجد رجلا لايعجبها لكن تأخذه لكي تقضي على مشكلة العنوسة فتنبني أسرة هشة.
بعكس مايكون عند ازالة الحواجز فتكون المرأة ظاهرة للمجتمع فهناك مجال لأن يعجب الرجل بها لأخلاقها ودينها وعفتها ولجمالها.
![]()
بالنهاية أقول بإن الاختلاط يمنع بمفهومه الصحيح ,بأن يتم التباعد وعدم التزاحم وعدم الخلوة وتكون العلاقة على أساس العفة والحشمة والبعد عن الفتنة و أماكن الفتن وكثرة الخروج والتعرض لأماكن الفتن كالأسواق وأماكن الرجال.
هذا ما أراه ... آسف على الاطالة.. وأرجو أن أجد ردا من شخص ذو علم ..
وبالأخير أعيد وأكرر أنني لا أفتي أو أقول ان ما اقوله هو الصحيح ولكن أريد ردا واضحا على هذا الاستنتاج.
وشكرا.