العنوها فإنها ملعونة
"
إني نويت الرحيل"
قالها و الكون حولهما يعصف بزوابع و أحزان
تستعطفه "
أن أبقى
لا ترحل .. ضع يدك في يدي سنكمل بخطانا الطريق"
يمد يده الحانية على كتفها و تعلو وجهه بسمة
"
سأرحل أميرتي أما أنتِ فستكملين الطريق"
تلثم قدميه .. تبللها بدموع تستميل فيه ما كان بينهما من عهد
يرفعها إليه يمسح دموعها يقول لها "لا تبكي، دموعك غالية علي.. مادمت حياً لا تذرفيها"
"ترين هذه القمة أريد أن أراك هناك"
" لما لن تأتي معي"
"أعيقك ، أسقطك للأعماق"
" لا … لا تقلها ، أكمل معي"
تقولها و النشيج يكاد يخنقها
يبتسم بهدوء لا تعرف كيف يتماسك هكذا
صارعتها في هذه اللحظة أفكار
أيخاف عليها حقاً
أم أنه خانها
أم أنه استسلم لقساوة الدرب
أم
و أم
و أم
حقاً لا تدري
يترك يدها يذهب بعيداً
يتركها لتسقط على الثرى
يحضنها التراب
يبتلعها للداخل
"
لما ذهبت و تركتني للانهيار
لما ذهبت لتجرعني لعنة كتابة مأساتي بيدي و القلم في يدي انتحار
لما ذهبت و أخذت معك إكسير حياتي من فؤادي الموار"
ها هي القمة لن تجد من يتربع عليها
فأنا في ظلمة القبر و أنت…
لا أدري أين أنت
يراودني شعوراً أنك حتى لا تذكرني اليوم
أكرهكم يا أيها الأحبة
أبغضكم يا من ملكتم فؤادي
كان هذا آخر ما كتبته
ثم وقعت على وثيقتها بالأحمر القاني الذي يجري في شريانها
و سرعان ما غرقت في اليم البغيض
و تردد صوت حولها كهزيم للرعد
"
العنوها فإنها ملعونة"
و يتردد صداه بأعنف من صوته
"
العنوها فإنها ملعونة"