رسائل من نوع آخر
إليكم يا من اخترتم – او اجبرتم- على التحليق بعيدا عن أرض الوطن لطلب العلم: تعلموا من تلك البلاد البعيدة ما تستطيعون أن تنفعوا به عقولكم وتنفعوا به وطنكم، تعلموا أن مرحلة الدراسة الجامعية هي مرحلة تكوين شخصياتكم المستقلة عن أعين الحراس، عيشوا أيامكم في تلك البلاد بمتعة ولا تجعلوا الغربة تهزم أحلامكم وإنما طوعوها لصالح ابداعكم. تعروا على الجديد والمختلف، عيشوا هذا الاختلاف ضمن دائرة المقبول، عيشوا الاختلاف لتعرفوا وطنكم بعمق.
إليكم يا من اخترتم – او اجبرتم- على الالتصاق بأرض الوطن لطلب العلم: الجامعة حياة تعيشون فيها طفولتكم ومراهقتكم وتتخرجون منها شبابا وأعين ومدركين ماذا تريدون، الدراسة الجامعية ليست درجة علمية تنالوها وحسب وإنما درجة فكرية وشخصية جديدة ستتعرفون إليها، تذكروا أن الدراسة في حرم جامعي يدخلك مع نخبة من المفكرين والمثقفين والمدبعين كل في مجاله وان اردتم فلكم ان تكونوا انتم كذلك، الدراسة الجامعية لكم ان تختاروا اما ان تكون كتبا ونظريات جامدة واما ان تكون متعة تدمنون عليها. دراستكم الجامعية ستكون ثقيلة جدا ان اعتبرتم انها مرحلة عليكم ان تجتازوها وستكون اثقل ان اعتبرتم انكم مرغمون عليها
إليكم يا من صفعتكم النتائج بدم بارد وسدت الأبواب في دروبكم: الأمل موجود دائما، الإبداع لا ينتظر شهادات تثبت وجوده من عدمه، اذا سد باب فعليك ان تجد آخر وإن لم تجد عليك ببناء باب جديد حتى ولو كلفك ذلك بعض الوقت. هذه المرحلة كالمعركة التي تدخلها بسلاح متواضع اما تهزم او تشكل فلا تكن من الخاسرين.
إليكم يا من اخترتم تجاهل سنوات الدراسة وقررتم بكل بساطة انكم وصلتم للنهاية: اذا كنت مقبلة على حياة لطالما حلمت ان تدخليها بفستانك الأبيض اعلمي انها مسؤولية ليست سهلة وعليك ان تحفظي الأمانة وتتحملي كل ما يتبعها، آخترتي هذه الحياة اذا اعطيها الاهتمام اللازم فالزواج ليس فستان ابيض وخاتما في الاصبع!
اما انت اذا كنت الغيت كل جهود اهلك في ايصالك إلى حياة افضل، فلا تتذمر ان لم تجد ما هو مناسب لك من عمل وحياة مستقبلية، اجتهد حتى لا تظلم نفسك وتندم حين لا ينفع الندم.
آخر رسالة إلى الطلبة الدارسين حاليا في الوطن او خارجه: اذا عشت كل هذه الفترة في الجامعة جسدا انصحك ان تجد فكرا تكمل به الجسد حتى تشعر انك عايشت المرحلة فعلا واستمتع بما تبقى حتى لو كنت ستتخرج بعد لحظات.
ودمتم في حفظ الله ورعايته
