الجزء الخامس ( الفصل الأول )أخواني و قرائي أعزائي
اليوم سأكمل لقم القصة رقم 23 في حياتي
و نظراً لأنها تختلف كثيراً عن أية قصة , لذلك نهايتها أيضاً ستكون مختلفة كما كانت بدايتها ....
و أستمحيكم عذراً لتقسيمها لفصلين
الفصل الأول و هو واقعي 100/100 حقيقي ,
و الفصل الثاني ففيه بعض الاختلافات لعدم التشهير أو لحفظ الأسرار و عدم المشاكل ....
بعد خروجي من بلدتنا الصغيرة و إنهائي الدراسة الثانوية و تخطي هذه المرحلة من عمري في أجازة آخر العام و بين السفر مع الأصدقاء من هنا الي هنا و الرحلات الصيفية و العذاب في مكاتب التنسيق للجامعات ..
و الاحساس الصادق بعدم جدوي التعليم في هذه المرحلة بين الأمل و اللا أمل , مرحلة عدم تحديد المصير ,,,
و أنا في أحد المصايف .. رأس البر تحديداً .
كلمتني هي علي الموبايل . الخاص بي .. و نسيت أخباركم بشراء الموبايل الجديد من أجلها ,, و كان كما يلي نص المحادثة
أنا : الو
هي : الو .. انت فين ؟ ( نبرة غضب رهيبة )
أنا : أنا في راس البر
هي : و مقلتليش ليه انك مسافر ؟
انا : معلش يا حبيبتي .. و الله السفر كان فجأه لأني اتخانقت مع البيت و سافرت مع اصحابي انبارح الساعة 12 بالليل ..
هي : طيب و مكلمتنيش ليه تقولي ؟
انا : و الله مكانش معايا فلوس كفاية
هي : انت صوتك متغير قوي كده ليه ؟ ايه اللي حصل ؟ احكيلي حصل ايه و اتخانقت مع البيت ليه ؟ طمني ( و بدأت نبرة الغضب المتعالي في صوتها تنحدر و تنقلب الي نبرة شفقة و عطف و حنان بعد اخبارها أنني لم يكن لدي ما يكفي من المال لأكلمها تليفونياً )
أنا : لا والله يا حبيبتي المشاكل المعتاده من يوم ما خلصت .. .. سيبك مني أتحرق انا .. انتي عامله ايه ؟ و جوزك سافر ولا لسه ؟
هي: بعد الشر عليك .. و ( ..... ) سافر أول انبارح الفجر ,, و روحت أنا و أختي لدكتور الأسنان بالليل و رجعت البيت و أختي نامت معايا علشان كنت تعبانه قوي ..
أنا : تعبانه مالك يا حبيبتي ؟ ايه مالك ؟ طمنيني ؟
هي ضرسي اللي كان تاعبني مقدرتش أستحمل الألم انبارح لأني كنت صايمه و لما فطرت ضرسي وجعني جداً ..
أنا : ها و الدكتور قالك ايه ؟
هي: مفيش ,, اداني مضاد حيوي و مسكنات ..
أنا : ها و بعدين ؟
هي : الحمد لله الألم خف شوية ..
أنا : طيب يا حبيبتي في دكتور في بورسعيد كويس جداً ,,
هي : لأ أنا هسافر المنصوره اختي تعرف دكتور هناك كويس أوي
أنا : صدقيني الدكتور اللي أنا بقولك عليه كويس جداً من أحسن الدكاتره في مصر ..
هي : اسمه ايه ؟
أنا : د ( ..............) هوا لسه جديد بس مشهور جداً
هي : طيب أنا هكلم اختي و أشوف هتعمل ايه ؟
انا : اوكي يا حبيبتي .. و طمنيني ..
هي : خلاص يا حبيبي أنا هكلمك شويه كده و أقولك هعمل ايه؟
أنا : اوكي .. لا اله الا الله خلي بالك من نفسك
هي محمد رسول الله و انت كمان يا حبيبي متزعلش نفسك و خلي بالك من نفسك و متشربش سجاير كتير ..
أنا : باي
هي :باي
لا أكذب عليكم أحسست بضيق علي ضيق و حزن علي حزن و ألم علي ألم لما ألم بمعشوقتي .. و ملاكي ..
و لم أستطع الخروج مع اصدقائي للبحر أو الخروج من الشاليه و ظللت أنتظر رقم تليفونها علي شاشة موبايلي كأنني أنتظر ...
و كلمتني هي بعدها بحوالي الساعتين ..
أنا : ايوه يا حبيبتي عملتي ايه ؟
هي : أختي مش هتعرف تسيب شغلها بكره احتمال بنت أختي تيجي معايا
أنا : انشاء الله خير يا حبيبتي
هي : بس مش عارفه خطيبها هيوافق ولا لأ
أنا : انشاء الله هيوافق .. و لو موافقش انتي مش تعرفي تسافري لوحدك ؟
هي : لأ اعرف بس مش و أنا تعبانه كده .
أنا :طيب ممكن أقولك حاجه ؟
هي : قول يا حبيبي
أنا : ممكن أجيلك بكره بورسعيد أو المنصوره ..
هي : هتيجي تعمل ايه ؟ انت اتجننت ؟
أنا : أنا قصدي لو بنت أختك مجتش هجيلك أطمن بس عليكي
هي : لا مش هينفع
أنا ايه اللي يخليه مينفعش ؟
هي : هوا كده
أنا : طيب سيبيها للنصيب لو بنت أختك مجيتش أنا هجيلك .
هي : ربنا يسهل
أنا : خلاص .. لا اله الا الله
هي : محمد رسول الله ..
و هنا بدأ يومي يتغير بعض الشيء أو بدأ يتحرك في عقارب ساعتي لا أكثر
و خرجت هنا و هناك .. الي أن جاء تليفونها ليلاً ..
أنا : و حشتيني ... يخربيتك ..
هي :و انت كمان والله يا روحي
أنا : ها عملتي ايه ؟
هي : اتصلت بالدكتور و حجزت ميعاد بكره الساعه 11
أنا : الصبح و لا بالليل
هي : انت غبي .. الصبح طبعاً
أنا: أنا غبي ..
هي : لأ مش قصدي يا حبيبي و الله متزعلش
أنا : ها و بنت اختك هتيجي معاكي ولا لأ ؟
هي : خطيبها مرضيش ...
أنا : خلاص أنا هكون الساعه 11 بكره تحت عيادة الدكتور ..
هي : محمد والله ما هينفع ..
أنا :عشان خاطري
هي : ............
استمرت المكالمة الي الساعة الواحده و النصف ليلاً عندما اطلقت بطارية موبايلي أنيناً فيما معناه أنها لن تفتح بعد الأن
ولم أنم تلك الليله الي أن جاء الصباح و قمت الساعه السادسة صباحاً بالركوب من راس البر الي دمياط و من دمياط الي بورسعيد .
وصلت بورسعيد حوالي الساعه الثامنة و النصف صباحاً
و قمت بشراء بعض سندوتشات الماكس الشهيره في بورسعيد و ذهبت الي القهوة الشهيره أيضا في بورسعيد و طلبت كوباً من الشاي و أفطرت مع حجراً مدللاً من المعسل الأصيل و أنتظر
و أنتظر و أنتظر .. الي ان قربت الساعه من العاشره و النصف
و هنا عزمت الرحال و التخييم تحت عيادة الدكتور العظيم ..
و جائت هي بحجابها الأنيق و قوامها الرشيق الساعه الحادية عشر بالدقيقه ..
و استقبلتها أنا ...... مع بعض الكلمات الغير مفهومه مني ولا منها لأنها أول مره نتحادث سوياً بالكلام ..
حقاً أول مره ... و من هول الموقف لم أستطتع ان استجمع ما قلت أو ما قالت .. الا أنني اعرف انني قلت انني سأنتظر نزولها من عند الدكتور ..
و نزلت هي من عند الدكتور بعد ما يقرب من الثلاثون دقيقه
ربما أكثر و ربما أقل لأنني فقدت الاحساس بالوقت
و طلبت منها أن نتمشي قليلاً الا انها اصرت علي الذهاب الي بيت خالتها في بورفؤاد للاطمئنان عليها و للرجوع الساعه التاسعه ليلا ً للدكتور لمعالجة عصب الدرس بعد زوال الماده التي وضعها علي ضرسها و اصريت انا ان اذهب معها لاوصلها و أمام اصرري و أمام اصرار حرارة الشمس و لفح هواء البحر المطعم بأنغام اليود قبلت تحدي أن نتمشي قليلاً ..
و أخذت انا أقرب الطرق المؤديه الي الكورنيش ووصلت أنا وهي للكورنيش و لم نتحدث الا بكلمتين ..
ازيك ..
الحمد لله
و انت ازيك ؟ الحمد لله ..
لا يوجد كلام ؟؟
عجباً مشينا ما يقرب من الربع ساعه بدون كلام
لا أنا و لا هي ..
و لم نجرؤ علي النظر لبعضنا ؟
و شعرت أنا أنني لأول مره اخرج مع بنت من بنات حواء
و شعرت أنني فقدت كل خبراتي و مهاراتي في الحوار
و جلسنا علي الكورنيش الثاني و هنا نظرت لعينتيها ..
و لم أنطق بكلمه ..
الي أن اقتحمت هي النظرات الشارده ..
و قررت الكلام أو قررت اخراجي من الحالة التي تجتاح كل خلاياي العصبيه
هي : محمد .. ؟ ايه اللي احنا بنعمله ده ؟
و ايه اللي أنا بعمله ده ؟
أنا : انا مش عارف .. (و نظرت الي أمواج البحر الثائره علي وجودها أمامه .. )
هي : بس أكيد لازم يكون في نهاية للي احنا فيه دا .
أنا : أنا مقدرش استغني عندك ..
هي : وأنا ابقا بكدب علي نفسي لو قلتلك اني اقدر استغني عندك ..
بس احنا كده غلط ..
أنا : طيب و نصحح اللي احنا بنعمله ازاي .
هي : انت بتسألني ؟
أنا : طيب قوليلي .. أعمل ايه ؟
لمحت حبات من اللؤلؤ المتحدر علي خدها الأيمن أنها دموع من أحب .. و من أعشق .. و من أهوي ؟؟
هي : مش عارفه ..
أنا : يلا نمشي ..
هي : ليه ؟
أنا : مقدرش اشوف دموعك ..
هي : طيب هتروح فين ؟
أنا : هروح شقتي لحد ما تيجي الساعه 8 و أنزل اشوفك قبل ما تسافري ... ؟؟ انتي هتعملي ايه ؟
هي : أنا هروح لخالتي
أنا : اوكي يلا
و مشينا قليلاً الي ان قالت ...
هي .. : محمد .
أنا : نعم
هي : أنا هاجي معاك ..
أنا :تيجي معايا فين ؟
هي : شقتك ...
أنا : و خالتك ..
هي : مش هروح
لم أصدق أنا عقلي .. و لا أذني .. و لا ما اسمع
هي : بس تعالي نتكلم في التليفون و أبلغ اختي تبعت بنتها تقعد مع الأولاد علشان مكنتش عامله حسابي اني هتأخر
و بالفعل كلمت أختها و طلبت منها أن تذهب بنتها الي الاولاد لتجهز الغداء و تجلس معهم لحين عودتها .. لأنها سوف تتأخر عند الدكتور و ستشتري بعض الحاجات من السوق ...
و رجعنا بعد ذلك الي مكاننا المفضل علي الكورنيش ..