واشنطن بوست: دبي سبقت الجميع في تنويع مصادرها الاقتصادية
قالت صحيفة »الواشنطن بوست« إن إقدام دبي على تنويع مصادرها الاقتصادية لم يكن الهدف منه حمايتها من احتمال انهيار أسعار النفط فحسب ولكن في جعله نموذجاً تحتذي به الدول الخليجية الأخرى، تحسباً لمرحلة ما بعد النفط.
وقالت الصحيفة إن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي قطع على نفسه عهداً يجعل دبي »مدينة عالمية رائدة« تكون بمنأى عن تأثيرات تقلبات أسعار النفط. وكانت المناسبة إطلاق خطة دبي الاستراتيجية لعام 2015 التي وصفتها الصحيفة بالمشروع الطموح، لزيادة الناتج الإجمالي المحلي الحقيقي للفرد الذي يأخذ في اعتباره، التضخم من 31 ألف دولار إلى 44 ألف دولار عام 2015. وهذه الزيادة تتطلب معدل نمو كبيراً في الناتج الإجمالي المحلي بنسبة 11% سنوياً. وقال سموه في عرضه للخطة الاستراتيجية إن القطاع غير النفطي يشكل الآن 97% من الناتج الإجمالي المحلي للإمارات وهو ما يمثل تحولاً كبيراً من عام 1975عندما كان النفط يشكل 64% من الناتج الإجمالي المحلي.
وقالت الواشنطن بوست إن دبي أصبحت وجهة سياحية رئيسية ومركزاً للصيرفة الاستثمارية. كما استغلت موقعها الجغرافي المميز لتصبح أكبر مركز لإعادة التصدير في الشرق الأوسط، حيث تمثل 85 في المئة من تجارة إعادة الصادرات وفقاً لإحصائيات رسمية. ولقد تضمنت الأساليب التي اتبعتها في استقطاب الاستثمارات، سياسة حكومية انفتاحية، وبنية تحتية على مستوى عالٍ من التطور ونفقات تشغيلية منخفضة، وإلى ذلك قال عبدالخالق عبدالله أستاذ العلوم الاقتصادية والسياسية في جامعة الإمارات في أبوظبي »إن هذه المدينة، سعت خلال السنوات الخمس عشرة الماضية، لتحقق هدفاً استراتيجياً واحداً والمتمثل في بناء أول اقتصاد غير نفطي في المنطقة«. وأضاف عبدالله أنها ترغب في أن تبرهن أن الحياة ممكنة بعد النفط، ويمكن أن تكون أفضل مؤكداً أن دبي أثبتت أنها يجب أن تأخذ ذلك على محمل الجد، وفي السياق ذاته، قال ستيف برايس، الرئيس الإقليمي للدراسات في ستاندارد تشارترد بنك، إن قادة دبي سبقوا كثيراً من قادة المنطقة في إدراك أن عوائد النفط وحدها ليست كافية لتنمية الاقتصاد.
وأضاف برايس، أن دبي سبقت الجميع في تنويع الاقتصاد، مقللة الاعتماد رويداً رويداً على النفط. غير أن دراسة تحذيرية حول مستقبل اقتصادات الخليج، أجراها بنك اتش اس بي سي في يناير، قالت إن انخفاض أسعار النفط تحت سقف 40 دولاراً للبرميل، من شأنه عرقلة النمو بصورة حادة. حيث تشكل دول مجلس التعاون الخليجي قرابة 37.7 في المئة من إجمالي احتياطات النفط الثابتة وفقاً لمجلة اوبك أند غاز جورنال وكانت أسعار النفط الحالية العالمية، قد أحدثت طفرة اقتصادية غير مسبوقة في الخليج.
ترجمة - وائل الخطيب
تصوير: عماد علاء الدين
http://www.albayan.ae/servlet/Satellite?c=Article&cid=1170569082797&pagename=Albayan%2FArticle%2FFullDetail
