وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
صدقت أخي الفاضل للأسف الشديد ..كثر من يدعي العلم وما أقل العلماء
واسمعوا قصة هذا الخنفشاري الذي ذكره الشيخ العريفي -حفظه الله تعالى-
رجل كان يدّعي العلم الغزيز.. ويجيب عن كل سؤال يردُ عليه..
ولم يقل يوماً في أي مسألة : لا أعلم.. بل كان يؤلف أجوبة من عنده.. ويضع لها أدلة.. ويتظاهر بها أمام الناس..
فاجتمع بعض العقلاء يوماً وقالوا : هذا الرجل إما أنه أعلم أهل الأرض. أو أنه يستغل جهلنا..
ثم اتفقوا على أن يجروا له امتحاناً.. فألفوا كلمة من ستة أحرف ثم جاؤوا إليه وقبلوا رأسه وعظموه.. ثم قالوا : يا شيخ.. مسألة.. مسألة.. أشكلت علينا وأردنا ان نتبين جوابها..
فقال:وقعتم على الخبير.. ما هي مسألتكم؟ تختلفون وأنا حي!!..
فقالوا ما الخنفشار؟!
فقال: الخنفشار نبات ينبت في جنوب اليمن.. فيه مرارة.. وإذا أكلته الناقة حبس اللبن في ضرعها.. ويستخدمه أهل الإبل إذا أرادوا بيعها.. يغشون به الناس حتى يظن المشتري أن الناقة تدر لبناً كثيراً.. وهي غير ذلك..
ثم اتكئ الشيخ وقال :
الخنفشار مشهور عند العرب.. وقد ذكروه في أشعارهم.. وذكره النبي -صلى الله عليه وسلم- في سنته..
قال الشاعر متغزلاً بمحبوته:
لقد عقدت محبتكم في فؤادي
***
كما عقد الحليب الخنفشار
ثم تنحنح.. وقال: أما الدليل من السنة.. فقد قال -صلى الله عليه وسلم- ..!!
فتدافعوا إليه.. وتصايحوا.. وقالوا : كفى .. كفى.. اتق الله يا كذاب.. كذبت على لغة العرب.. وكذبت على الشاعر.. وتريد أن تكذب على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- .. ثم طردوه من بينهم.
فلا تجعل دينك لكل أحد يوجهه كيف شاء.. فالمفتي لا بد أن يتوفر فيه شرطان:
العلم , والورع .
أما العلم فهو الاستدلال الصحيح بنصوص الكتاب والسنة..
والورع هو الخوف من الله تعالى في الفتوى.. وعدم الاغترار بالمال أو الجاه.. بل يقول الحق ولا يخاف في الله لومة لائم..
وما أقل العلماء الربانيين اليوم..
المصدر:- كتيب هل تبحث عن وظيفة..وتجدونه كذلك على هذا الموقع
جزاك الله خير أخي الفاضل على فتح هذا الموضوع المهم