الواقع المر
ها انا ذا أقف في مكاني حيث تحاصرني أعين الناس وتطلق عليّ شرارها الناطق بما داخلهم من شعور يحزنكم توقعه, كنت فتاةٌ صغيره تملأني البراءة ومنبعاً للمرح ومثالاً للنشاط والحيوية, أعيش في قرية صغيرة مع جدي فقط, درست وعشت في هذه القرية وكنت أذهب إلى المدينة للدراسة في الجامعة أنا ومن معي من بنات قريتنا, وبعد تخرجنا بأيام معدودة حدث ما كنت أخشاه, لقد توفيّ من رباني توفيّ من كان لي شمساً تنير دربي وقمراً يزيل همي وظلاً أحتمي به, فارقت في تلك الليلة جدي الحبيب الذي ضمني وكفلني في حين تخلى عني والدىَ, نعم لقد تخلى عني والديَ كنت أحمل هذا الجرح معي منذ الطفوله يوماً بعد يوم وسنةً بعد سنة في سبيل تصديق هذا الواقع المر, تزوجَ والدايَ ثم أنجباني ولم يمضي على ولادتي الكثير حتى افترقا وبعد وقت قصير تزوج أبي من إمرأه أخرى ولم تصبر أمي حتى تزوجت هي الأخرى من رجل آخر فأخذني جدي من عندها بعد صراع أجهل سببه الى الآن.
وبعدها أصبحت أنا ريم ذكرى لزواجٍ فاشل كما يردد أبي ولازلت أحمد الله على هذا الجد العظيم الذي لولاه لما كنت في صحة وتعليم وحالٍ ميسور, لقد بكيت أشد البكاء على موت جدي الحبيب وبكيت على حالي من بعده, فعدت للعيش وحيدة في بيت جدي محاولة تربية نفسي على القوة والصبر, بينما أحاطني الجيران وسكان قريتي بكل الكرم والطيبة ووقفت صديقتي ساره معي الى آخر لحظه وبعد مرور عام , تقدم لخطبتي أخاً لساره كان شاباً شديد الوسامة والثقافة تفخر به عائلته وتتمناه جميع فتيات القرية فكان ردي سريعاً بالرفض!! نعم لقد رفضت, كان ذالك الشاب يريد الستر لي ويريد إكرامي هو من ساعدني في ايجاد العمل المناسب ولكني رفضت! وبهذه الصدمة تركتني ساره وغضب مني أهل القرية ونعتوني بناكرة المعروف وتركني هو ساعياً لحفظ عزة نفسه.
لماذا رفضت؟.. وهل أنا نادمة؟!.. لم أشعر بمعنى الحب الا مع جدي ولم أحب غير هذا الانسان أحد.
لقد زرعت الحقد في جوفي منذ الصغر فلم أحب أهل قريتي قط ولن أنسى نظراتهم المشفقة وهمساتهم عندما يرونني, كنت حالة غريبة في المجتمع ماذا فعلت ياترى لأنال كل هذا؟ كنت أشكو لجدي فيواسيني ويقوي من عزمي فأصبحت صلبة كالحجر أقتل كل أحاسيس الحب في نفسي وهكذا عدت لصديقتي المخلصة الاولى والأخيره((الوحدة)).!.