في تتابع لحال الاضطراب والارتباك الذي يسود وزارة الثقافة في أعقاب الحملة التي شنتها المصريون على جريمة منح "المزور" سيد القمني جائزة الدولة التقديرية ، كشفت الوقائع والحوارات المنشورة والمذاعة فضائيا عن تورط وزير الثقافة فاروق حسني في فضيحة تزوير أرقام التصويت في المجلس الأعلى للثقافة لتضليل الرأي العام وإيهامه بوجود إجماع في التصويت على منح القمني جائزته ، وهو ما يخالف الحقيقة التي كشفها عدد من الكتاب وقيادات الوزارة ومن بينهم صلاح عيسى رئيس تحرير صحيفة فاروق حسني "القاهرة" .
ففي حواره مع "راندا أبو العزم" مراسلة قناة العربية والذي أذاعته القناة وعرض نصه الحرفي موقعها على شبكة الانترنت ادعى فاروق حسني أن سيد القمني حصل على 52 صوتا في المجلس الأعلى للثقافة من علماء ومفكرين كبار حسب قوله ، وجاء الحوار كالتالي نصا :
راندا أبو العزم : هناك اعتراضات واسعة جداً وفتوى من دار الإفتاء المصرية أنه لا يجوز منح أي جوائز لمن سب الإسلام أو يطعن فيه، هذه الفتوى جاءت للرد على سؤال عن منح جائزة لسيد القمني جائزة الدولة التقديرية، لماذا تمنح هذه الجائزة هي نظر إليها وكأنها أيضاً مغازلة للغرب أننا نعطي من حتى يسب الإسلام أو يسيء للإسلام الجوائز لأننا نحن دولة متحررة.
فاروق حسني: هو مين اللي أعطى؟
رندا أبو العزم: من الذي أعطى؟
فاروق حسني: من اللي أعطى 52 عضو؟
رندا أبو العزم: بس تابعين لوزارة الثقافة.
فاروق حسني: ده المجلس الأعلى للثقافة ده كلهم مثقفين وكتاب
وقد كشف الأستاذ حلمي النمنم في مقاله المنشور في المصري اليوم ، وبعد اطلاعه على وثائق التصويت أن القمني لم يحصل إلا على 31 صوتا من مجمل الأصوات ، بما يعني أن الوزير قدم للرأي العام رقما مزورا للمصوتين للقمني ، وقال النمنم ما نصه : (فاز بالتقديرية فى العلوم الاجتماعية هذا العام سيد القمنى، حيث نال (٣١) صوتاً، أى فاز بصوت مرجح، فلو نقص صوت واحد لخرج من السباق) ، وفي السياق ذاته فقد قال صلاح عيسى "رئيس تحرير صحيفة وزارة الثقافة" لقناة العربية أن القمني حصل على 37 صوتا في عملية التصويت ، وأن عدد الأعضاء الذين حضروا التصويت كان 48 صوتا .
وهو ما يؤكد على أن فاروق حسني تعمد أن يضلل الرأي العام من خلال إعطاء أرقام مزورة عن عملية التصويت ونتائجها وهو الأمر الذي يضيف المزيد من علامات الاستفهام حول المتهمين الحقيقين في جريمة منح سيد القمني جائزة الدولة التقديرية .
وكان حلمي النمنم قد كشف في مقاله عن عبثية توزيع الجوائز والتأثير الواضح على عملية التصويت ، مشيرا إلى أن أحد المرشحين للجائزة كان العالم والفيلسوف الكبير الدكتور إمام عبد الفتاح إمام ، وهو الذي لا يرقى القمني لأن يكون تلميذا من تلاميذه وهو الذي ترجم أعمال هيجل وله العديد من المؤلفات المشهورة وتخرج على يديه أجيال من الأكاديميين والمفكرين ، ومع ذلك لم يحصل حتى على صوت واحد ، وهو أمر مستحيل تصور حدوثه عقلا إلا إذا كانت هناك توجيهات عليا باختيار أسماء محددة .